المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

الفرق بين الإبداع والإبتكار والإختراع

<!--مفهوم الاختراع

استقرت المحكمة الإدارية العليا على تعريف الاختراع بأنه: "الفكرة التي تجاوز تطور الفن الصناعي المألوف"، كما ميزت بينه وبين التنقيحات التي لا ترقى إلى مستوى الاختراع، فأوجبت أن يكون الاختراع ثمرة فكرة ابتكاريه تجاوز الفن الصناعي القائم، فلا يعد من قبيل المخترعات التنقيحات أو التحسينات أو التعديلات الجزئية غير الجوهرية التي لا تغيب عن رجل الصناعة المتخصص في حدود المعلومات الجارية، والتي هي وليده المهارة الحرفية وحدها، ومثل هذه الصور تدخل في نطاق التحسينات المألوفة( ).(الويبو، 2004، 5)

<!--المفهوم العام للإبداع (The General Concept Of Creativity)

تعددت المصطلحات المتداولة لتعريف الإبداع ومنها على سبيل المثال:

1. أن ترى ما لا يراه الآخرون.

2. أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة.

3. القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة.

4. تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة.

5. الأفكار أو الوسائل أو الطرق أو الأشياء المادية الجديدة بالنسبة إلى الأفراد التي تتبنى ذلك، وقد يكون الابتكار منتجاً جديداً، أو مرحلة عملية إنتاج جديدة أو تطبيقاً جديداً لمجموعة وسائل أو أساليب في العمل.

6. السلوك الإنساني الذي يؤدي إلى تغيير في ناتج المواد المستخدمة، ويتصف التغيير بالجدية والأصالة والقيمة والفائدة الاجتماعية. (المؤتمر الدولي لتطوير الأداء، 2009م، 10)

وبالرغم من أن التعريفات السابقة تعريفات مطلقة وعامة، فإنها اتفقت وانتهت إلى أن أبرز شروط العمل الإبداعي هو: الجدة والحداثة، أي أن تكون الفكرة أو الوسيلة أو العمل أو المادة المصنعة جديدة وغير مسبوقة، وإن انطلقت أو تجمعت من أفكار أو وسائل أو أعمال أو مواد موجودة فعلياً، فالعبرة في وصف الإبداع في: نتيجة العمل أو الفكرة المقدمة لا في مكوناتها التي قامت عليها فحسب. وعلى سبيل المثال: إن أجهزة الترفيه الجديدة والعصرية مثل (الآي بود) تعدّ أدوات إبداعية بالرغم من أنها صنعت من نفس مواد عناصر الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ولا يعيب ذلك أنها إبداع جديد يضاف إلى عالم التقنيات الحديثة ووسائل الترفيه. ومثال آخر دورة كرة القدم في الصالات تعدّ عملاً إبداعياً في الرياضة، حيث تضمنت شروطاً إضافية وطرقاً جديدة لمزاولة اللعبة بالرغم من أنها مشتقة من اللعبة الأم.

<!--مفهوم الإبداع (Concept Of Creativity)

الإبداع كلمة تلفت الانتباه، وإذا سمعناها فإنها تذكرنا بالتميّز والتفرد وتستخدم غالباً للمدح، وإسباغ صفات الذكاء على صاحبها، وللإبداع مفاهيم عديدة تختلف في الألفاظ وتتفق في المعاني والأهداف، إذ يمثل الإبداع غالباً الرمز للموهبة الخلاقة.

فالإبداع لغةً هو بدع الشيء: أنشأه على غير مثال سابق فهو بديع، وابتدع الشيء: اخترعه، والإبداع عند الفلاسفة: إيجاد شيء من العدم، كما جاء في (المعجم الوجيز).

كما يعرف الإبداع في اللغة كما جاء في(لسان العرب)، من بِدّعُ الشيء: و هو أنشأه، و جاء في (المعجم الوسيط) بدعه بدعاً: أي أنشأه على غير مثال سابق، وعرفه (القاموس العصري الحديث) بأنه: الإيجاد أو التكوين أو الابتكار.(الزعبي والجريري، 2007م، 4)، (المؤتمر الدولي لتطوير الأداء، 2009م، 5)

فالبديع في اللغة العربية: يعني الشيء الجديد، والبدع: هو الشيء الذي يظهر لأول مرة، فمبدع الشيء، وأبدع الشيء: أي أنشأه في صورة جديدة. وجاء (القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية117) في قوله تعالى: "بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون".(المؤتمر الدولي لتطوير الأداء، 2009م، 6)

وقد أورد ابن منظور تفسيراً لكلمة إبداع وهي: بدع، وبدع الشيء، مبتدعه، وابتدعه: أي أنشأه وبدأه واخترعه واستنبطه.(السليمان)

وقد أحببت أن أعرج على مفهوم الإبداع في اللغة العربية توطئةً لتوضيح مفهومه في اصطلاح علماء الإدارة وعلم الاجتماع، وذلك ليتبين ترابط المعنى اللغوي مع المعنى المعنيّ والمتداول. أما التعريف الموضوعي أو الاصطلاحي فقد اختلف المفكرون حول تحديد ماهية الإبداع، حيث لا يوجد اتفاق واضح و محدد لأسباب تتعلق بتعقد الظاهرة نفسها أو بتعدد اتجاهات المفكرين، حيث ينظر كل واحد منهم من زاوية معينة توافق تخصصه أو ميوله. فمنهم من ينظر إليه على أنه منتج، ومنهم من ينظر إليه على أنه عملية، ومنهم من ينظر إليه على أساس السمات والخصائص التي تميز المبدعين، ولذلك سنتناول بعض التعاريف وهي:

• "القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة، أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس".

• "الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية، التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل ذو قيمة من الفرد والجماعة، و الإبداع بمعناه الواسع يعني إيجاد الحلول الجديدة للأفكار والمشكلات والمناهج...".

• "استحداث فكرة أو نظرية أو افتراض علمي جديد أو اختراع جديد أو أسلوب جديد لإدارة منظمه".

• "أفكار تتصف بأنها جديدة ومفيدة ومتصلة بحل مشكلات معينة أو تجميع أو إعادة تركيب الأنماط المعروفة من المعرفة في أشكال فريدة".(الزعبي والجريري، 2007م، 4)

• "مجموعة العمليات التي يستخدمها الإنسان بما هو متوفر لديه من قدرات عقلية وفكرية وما يحيط به من مؤثرات بيئية في أن يتوصل إلى فكرة أو أسلوب أو نظرية... بحيث يحقق النفع للمجتمع أو المنظمة التي يعمل فيها".(الهاشم)

• "تلك العملية التي يمكن من خلالها خلق، وقبول وتطبيق أفكار جديدة تساهم في إحداث نقلة نوعية على مستوى المنظمة". (الفضلي، 2003م، 345)

• "الإتيان بفكرة أو مجموعة أفكار جديدة وغير مألوفة عند الغير، تشكل تحسيناً وتطويراً على النمط الموجود".(الزعبي والجريري، 2007م، 4)

وعلية يمكننا القول أن الإبداع هو: "العملية التي يترتب عليها إيجاد أو استحداث أو خلق أو ظهور أو الإتيان بفكرة أو ممارسة أو منتج أو نظرية أو اختراع أو خدمة جديدة يمكن تبنيها من قبل العاملين في المنظمة، بحيث يترتب عليها إحداث نوع من التغيير في بيئة و/أو عمليات و/أو مخرجات المنظمة، بما يعود بالمنفعة الشاملة للمنظمة والعاملين فيها والبيئة التي توجد فيها".

<!--مفهوم الإبداع الإداري (Concept Of The Administrative Creativity)

ينطلق مفهوم الإبداع الإداري من المفاهيم العامة للإبداع ذاتها، فالإبداع في الإدارة متعلق بالأفكار الجديدة في مجال الإدارة وتطوير المنتجات وقيادة فرق العمل وتحسين الخدمات للعملاء، وكل وظائف الإدارة المعروفة. وباختصار فالإبداع الإداري هو: "كل فكرة أو إجراء أو منتج يقدمه الموظفون صغارهم وكبارهم يتسم بالتجديد والإضافة، ويعود بمنافع إدارية أو اقتصادية أو اجتماعية على المؤسسة أو الأفراد أو المجتمع".

    وقد عرف بعض العلماء الإبداع الإداري بتعريفات خاصة منها:

• "عمليـة تسعى إلى إحداث نقلة مميزة على مستوى التنظيم من خلال توليد مجموعة من الأفكار الخلاقة والإبتكارية وتنفيذها من قِبل أفراد وجماعات العمل".(الفضلي، 2003م، 345)

• "عملية فكرية منفردة تجمع بين المعرفة المتألقة والعمل الخلاق، تمس شتى مجالات الحياة، وتتعامل مع الواقع وتسعى نحو الأفضل، فضلاً عن أنّ الإبداع ناتج تفاعل متغيرات ذاتية أو موضوعية أو شخصية أو بيئية أو سلوكية، يقودها أشخاص متميزون".

• "عملية تسعى إلى إحداث نقلة متميزة على مستوى التنظيم، من خلال توليد مجموعة من الأفكار الابتكاريه وتنفيذها من قبل أفراد العمل ومجموعاته".

وبذلك نرى أن تعريف الإبداع الإداري ينطلق من تعريفات الإبداع العامة التي تركز على دور الفرد في عملية الإبداع والقدرة على ابتكار الأفكار الجديدة والخلاقة، سواء أكان ذلك الإبداع فردياً أو جماعياً.

<!--مفهوم الابتكار (Concept Of Innovation)

أما كلمة ابتكار فقد اشتقت من: بَكر، وبِكر، بكوراً تقدم في الوقت عليه -أتاه باكراً، وبكر- أي بكر إلى الشيء عجل إليه. وقوله تعالى: ﴿بالعشي والإبكار﴾ يشير إلى أن الابتكار فعل يدل على الوقت، وفي حديث الجمعة من بكر وابتكر قالوا بكر فلان أسرع وابتكر، أتى قبل الآخرين. أي أدرك الخطبة من أولها وهو من الباكورة. ويستدل مما سبق أن ابتكر وابتكار إنما هما كلمتان متعلقتان بالفعل أو النشاط من حيث وقت إتيان الفرد له وليس بإيجاد أو إنشاء شيء.(السليمان)

أما التعريف الاصطلاحي، فمما لا شك في أن التطور هو السمة الأبرز في حياة الفرد والمؤسسات. فلقد تراكم هذا التطور منذ ذلك الظهور الأول بمعدلات متباينة بفعل القدرة العقلية العظيمة التي يتميز بها الإنسان على كل الكائنات الأخرى التي تشاركه هذه الأرض, في كونه قادراً على أن يطور ويبتكر الأشياء الجديدة. وفي دراسات وأبحاث سابقة وضعت تعريفات للابتكار:

الابتكار كأسلوب من أساليب الحياة: يشار إلى الابتكار هنا على أنه "يشمل جميع جوانب حياة الفرد، بحيث يصبح الابتكار دالاً على نوع أو أسلوب معين في الحياة. الابتكار هنا هو القوة التي تدفع إلى الاكتمال".

وهناك نوعان من الابتكار:

1. ابتكار الموهبة: وهو يعتمد على قدرات خاصة تظهر ثمراتها على شكل أعمال عظيمة.

2. ابتكار تحقيق الذات: والذي يعبر عن "القدرة على التعبير عن الأفكار دون خوف من سخرية الآخرين وبصورة مستمرة"، ويكاد يكون هذا النوع من الابتكار مرادفاً للصحة النفسية السليمة، حيث يصبح صفة مميزة للإنسان المتكامل.

الابتكار كناتج جديد: إن العملية الابتكاريه "هي التي ينشأ عنها ناتج جديد نتيجة لما يحدث من تفاعل بين الفرد بأسلوبه المتميز وما يواجهه في بيئته".

الابتكار كعملية عقلية: إن الابتكار هو "العملية التي تتضمن الإحساس بالمشكلات والثغرات في مجال ما، ثم تجديد بعض الأفكار ووضع الفروض التي تعالج هذه المشكلات، واختبار مدى صحة أو خطأ هذه الفروض، وتوصيل النتائج إلى الآخرين".(الزعبي والجريري، 2007م، 6-7)

ويعرف الابتكار الإداري بأنه: "عمليات اتخاذ القرارات الرشيدة، وتطوير العقلية البشرية وتطوير الهيكل التنظيمي، بحيث يؤثر كل ذلك في التصرفات التي ترتبط بالنواحي الفعلية أو التفكير الابتكاري". ففي مجال التفكير الإبداعي تبرز قدرات القائد على تصور النتائج البعيدة والقريبة وابتكار الحلول، فالقائد المبدع لا يعتمد على الحلول التقليدية، بل لديه الجرأة والقدرة على المخاطرة في تبني أفكار وحلول جديدة تختلف عن التفكير النمطي والأسلوب التقليدي.

وعموماً يمكن اﻟﻘﻮل إن الابتكار هو: "ﻓﻜﺮة إبداعية تتضمن التنفيذ وتختلف ﻋﻦ الاختراع، وهو ﻋﻤﻠﻴﺔ تصور وتنفيذ لطريقة جديدة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ نتيجة و/أو أداء ﻋﻤل". ويمكن أن يشمل الابتكار إدخال عناصر جديدة، أو مزيجاً جديداً ﻣﻦ العناصر الموجودة، أو تغييراً مهماً ﻓﻲ أسلوب ﻋﻤل تقليدي أو ﻋدوﻻً ﻋﻨﻪ. وهو يشير إﻟﻰ: "منتجات جديدة، وسياسات وبرامج جديدة، ونهج وعمليات جديدة". ويمكن أيضاً أن يعرف الابتكار الإداري في القطاع العام بأنه: "ﻗﻴﺎم اﻟمؤسسات العامة بوضع تصاميم جديدة للسياسات وإﺟﺮاءات ﻋﻤل موحده جديدة ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ مشاكل متعلقة بالسياسات العمومية". وﻣﻦ هنا ﻓﺈن الابتكار ﻓﻲ مجال اﻹدارة العامة هو: "إيجاد حل ناجح وإبداعي وفريد لمشاكل جديدة أو حل ﺟﺪﻳﺪ لمشاكل قديمة". ﺛﻢ إن الابتكار ليس حلاً مغلقاً وكاملاً، بل هو حل مفتوحاً يغيره الذين يتبنونه. (بتصريف من لأمم المتحدة، 2006: 9-11)

<!--أنواع الابتكار في الإدارة العامة (Types Of Innovation In Public Administration)

هناك أنواع مختلفة ﻣﻦ الابتكارات ﻓﻲ اﻹدارة العامة، ومنها ما يلي:

1. الابتكارات اﻟﻤؤسسية، اﻟﺘﻲ تركز ﻋﻠﻰ تجديد اﻟمؤسسات اﻟﻘﺎئمة و/أو إنشاء مؤسسات

جديدة؛

2. الابتكار التنظيمي، الذي ينطوي ﻋﻠﻰ إدخال إﺟﺮاءات ﻋﻤﻞ أو تقنيات إدارية جديدة ﻓﻲ اﻹدارة العامة؛

3. الابتكار ﻓﻲ العمليات، الذي يركز ﻋﻠﻰ تحسين نوعية تقديم الخدمات العامة؛

4. الابتكار المفهومي، الذي يركز ﻋﻠﻰ إدخال أشكال جديدة ﻣﻦ اﻹدارة (مثلاً، تقرير السياسات ﻋﻠﻰ نحو تفاعلي، والإدارة اﻟﻤﻠﺘﺰمة، وإصلاحات الميزانية اﻟﺘﻲ يقوم بها اﻟﺴﻜﺎن، واﻟﺸﺒﻜﺎت الأفقية).

وتختلف مجالات الابتكار أيضاً، ﻓﻬﻲ تشمل تنمية الموارد البشرية وإدارتها، وتقديم الخدمات العامة، وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﻜﻮمية، وتحقيق اللامركزية وهلم ﺟﺮا.(الأمم المتحدة، 2006 : 11-12)

* الفرق بين الإبداع والابتكار (The Difference Between Creativity And Innovation)

إن لكلمة إبداع الكثير من التعريفات والتي وردت في الأبحاث والدراسات، ولقد ظهر اختلاف واضح حول استخدام كلمتي إبداع وابتكار، وأيهما أكثر صحة بارتباطها بالكلمة الإنجليزية (Creativity). ويلاحظ أن بعض تلك الأبحاث والدراسات قد استخدمت الكلمتين وكأنهما مترادفتين والبعض الآخر من الدراسات والأبحاث قد فرق بينهما وأن كل واحدة من تلك الكلمتين تعطي معنى مختلفاً عن الأخرى، وبالرجوع إلى المعاجم اللغوية العربية ولتوضيح المعنى اللغوي لكل من كلمة إبداع وابتكار، فقد أورد ابن منظور تفسيراً لكلمة إبداع وهي: بدع، وبدع الشيء، مبتدعه، وابتدعه أي أنشأه وبدأه واخترعه واستنبطه. وذكر ابن الأثير أن البدعة بدعتان، بدعه هدى وبدعة ضلالة لقوله صلى الله عليه وسلم: من سن سنةً حسنة كان له أجرها. وقال في بدعة الضلالة من سن سنة سيئة كان عليه وزرها. وقول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه لما كانت من أفعال الخير داخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم، فبهذا سماها بدعة. وهذا يتوافق مع قوله صلى الله عليه وسلم:"كل محدثة بدعة". والقول فلان بدع في هذا الأمر أي أول لم يسبقه أحد، والبدع المحدث العجيب، وأبدعت الشيء اخترعته، ليس على مثال.(السليمان)

أما كلمة ابتكار فقد اشتقت من: بَكر، وبِكر، بكوراً تقدم في الوقت عليه -أتاه باكراً، وبكر- أي بكر إلى الشيء عجل إليه، وقوله تعالى: ﴿ بالعشي والإبكار ﴾ يشير إلى أن الابتكار فعل يدل على الوقت، وفي حديث الجمعة من بكر وابتكر قالوا بكر فلان أسرع وابتكر، أتى قبل الآخرين. أي أدرك الخطبة من أولها وهو من الباكورة. ويستدل مما سبق أن ابتكر وابتكار إنما هما كلمتان متعلقتان بالفعل أو النشاط من حيث وقت إتيان الفرد له وليس بإيجاد أو إنشاء شيء.(السليمان)

وعادة ما يختلط مفهوم الإبداع مع مفاهيم أخرى كالابتكار، إلا أن الإبداع يتمثل في التوصل إلى حل خلاق لمشكلة ما أو إلى فكرة جديدة، في حين أن الابتكار هو التطبيق الخلاق أو الملائم لها. أي أن الابتكار ما هو إلا تحويل الفكرة الإبداعية إلى عمل إبداعي. فالعمل محكوم بإمكانية تطبيق الأفكار المبدعة، فليس من المهارة دائماً أن يحمل الإنسان أفكار مثالية مجردة عن الواقع وأكبر من قدرة البشر، بل المهارة في أن يحمل أفكــاراً مبدعة خلاقه قابلة للتطبيق.(الهاشم)

وقد تطرق الباحثون والدارسون لمفهوم الإبداع (Creativity) من زوايا مختلفة تبعاً لتباين فلسفة كل منهم ونظرته إلى الإبداع، وميز بعضهم بينه وبين مفهوم الابتكار (Innovation). إن الكثير منا تراه لا يفرق أحياناً بين الإبداع والابتكار بل يرى أنهما كلمتان تدل على معنى واحد بل لا يجد أن هناك فرق يذكر بينهما، والحقيقة أن هنالك فرق بين الإبداع والابتكار. من حيث مناقشة مفهومي الإبداع والابتكار نجد أن:

الابتكار إنتاج الجديد لا يتصف بالجمال بدرجة كبيرة، كما هو الحال في مجال العلوم المختلفة، ففي هذه المجالات لا يهتم المبتكرون بالجمال بقدر فائدة المنتج. بينما الإبداع يعني إيجاد الجديد شريطة أن يتصف هذا الجديد بالجمال، كما هو الحال في الفنون التشكيلية. نجد تلخيص بين الإبداع والابتكار وأهم ما يميزه في الجدول التالي:

الجدول رقم (1) الفرق بين الإبداع والابتكار

البيان الإبداع (Creativity) الابتكار (Innovation)

1- المحاولة فردية. جماعية.

2- العملية متقطعة، لحظية. مستمرة، طويلة.

3- الأثر غير قابل للقياس، محتمل. قابل للقياس، مؤكــد.

4- التكوين استعمال وتعلم طرق التفكير. استعمال الأدوات الإستراتيجية.

5- نوع الاجتماعات عصف الأفكار. تسيير المشاريع.

6- نوع التفكير تضارب الأفكار وتشعبها. تقارب الأفكار والإجماع حولها.

7- دور المشرف أو المسئول التوجه نحو التفكير. التوجه نحو التطبيق.

8- أهميتها في المؤسسة مصدر (Resource). كفاءة (Competence).

ويمكن القول، كتلخيص لما جاء في الجدول السابق، أن الإبداع تصرف فردي أو شخصي مصدره عقل الفرد نفسه، أما الابتكار هو عملية جماعية يتدخل فيها عدد من المتعاملين. وعلى اعتبار أن الأولى هي عملية إدراكية وعقلية، والثانية عملية تفاعلية.(الزعبي والجريري، 2007م، 7-8)

 

ومن هنا نلاحظ أن كلمة إبداع أكثر قرباً وصحة في ارتباطها بالكلمة الإنجليزية (Creativity)، وإن الإنسان المبدع في إبداعاته لا يحاكي الخلق الكوني فينشئ من العدم، بل أهم ما يميز الإنسان المبدع هو استغـلاله واستثماره لما فـي الطبيعة من موارد ومكـونات، وما في عقله من أفكار وهبها إليه الخالق، وماله من رغبات ودوافع وميول وما يحمله بداخله من أحاسيس جمالية قادرة على تذوق ما يحيط به من آيات باهرة الجمال والدقة.(السليمان)

* معايير الاختراع

1. أن يكون الاختراع جديداً (شرط الجدة).

2. أن ينطوي على خطوة إبداعية.

3. أن يكون قابلاً للتطبيق الصناعي.(الويبو، 2004، 4)

*  معايير الإبداع (Creativity Standards)

في البداية لا بد من التأكيد على حقيقة أن المصدر الأساسي لمصادر الإبداع هي الدراسات التي تناولت الأشخاص الذين برزوا قديماً وحديثاً وكان لهم تأثير كبير في هذه المسيرة، وهنا يبرز سؤالان:

& من هم هؤلاء الأشخاص الذين اعتبروا مبدعين؟

& ما هي المعايير التي تبعث لاعتبارهم مبدعين؟

1. المعيار الأول: الشهرة التاريخية: أشهر معيار اعتمد لتصنيف المبدعين هي الشهرة التي اكتسبها المبدع عبر السنين وظل نتاج أعماله يحظى بالاعتراف والتقدير من المثقفين والمختصين والناس وأمثال ذلك ابن سينا وأينشتاين ونيوتن والخوارزمي وابن خلدون وغيرهم الكثير. ومن غير المحتمل أن يثير أحد شكوكاً حول أي من هؤلاء لأن إبداعاتهم لم تفقد رونقها وقيمتها على مرِّ السنين، وأصحاب الشهرة هؤلاء لا نستطيع إخفاء إبداعهم ولو أغفلنا العديد من جوانب شخصياتهم سواء أكانت سلبية أو إيجابية وأكبر دليل على إبداعهم صمود إبداعاتهم أمام اختبار التاريخ.

2. المعيار الثاني: المصادر والمطبوعات: ويقصد هنا الموسوعات والمعاجم وكتب التراجم وكتب التاريخ والتي تبرز حياة شخص عبر تأريخه وذكر الأعمال التي قام بها، ولعل من أقدم من ألّف في هذا المجال جالتون galton بكتابة المشهور (العبقرية الموروثة).

3. المعيار الثالث: أحكام الجزاء: وهذا المعيار له أهمية خاصة حيث أن الباحث أو الخبير تكون عنده علاقة مع المبدع موضوع الدراسة، بحيث أنه يرى نتاجه ومدى فاعليته وتمييزه عن الإنتاجات الأخرى في المجال نفسه. وهنا يقوم الباحث أو الخبير بوضع عدة أساليب لاختيار المبدع، ومن هذه الأشكال:

1. ترتيب المرشحين في قائمة تبرز درجة إسهام كل واحد في مدى تقدمه العلمي ويراد ترتيبهم من الأعلى إلى الأدنى وكلٌّ في مجال تخصصه.

2. وضع عناوين رئيسية لمواصفات كل واحد على حدة، وتعبئة نموذج يبرز أصالة التفكير، المرونة، التخطيط، الدقة، الرقابة، وغيرها.

3. ترشيح عدد من الأشخاص وهم الأكثر إبداعاً في مجالهم.

4. المعيار الرابع: غزارة الإنتاج: ويقصد بها: "عدد الدراسات أو المؤلفات أو المنشورات أو براءات الاختراع أو البحوث التي أنجزها بمفرده أو مع آخرين". وتؤخذ نوعية الإنتاجات بعين الاعتبار إضافة إلى الكم. وهنا سلبية لا بد من ذكرها وهي: أن الإنتاجات إذا كانت مؤلفات أو نظريات أو منشورات فإنه يصعب فعلياً معرفة عدد المساهمين في العمل، وإذا كانت اختراعاً فإنه ينبغي الاكتفاء ببراءة الاختراع حيث أن العديد من الاختراعات لا تبرز مواصفاتها خوفاً من المنافسة وينبغي الاكتفاء بالمعايير التي يضعها وكتب تسجيل براءة الاختراع.

5. المعيار الخامس: مستوى الأداء على اختبارات الإبداع: تستخدم الاختبارات النفسية من قبل باحثي علماء النفس والتربويين المعنيين بموضوع اختبارات الإبداع بصورة واسعة. وأن الأشخاص الذين يتم اختيارهم كمبدعين هم الحاصلون على درجات عالية في هذه الاختيارات. وهذه الاختبارات تعطي قياساً موضوعياً يسجل عملية التمييز بين الأفراد حسب أدائهم، ولكنه قياس يقتصر على الخصائص العقلية والمصرفية، وليس له علاقة بالخصائص الشخصية والاجتماعية. وأيضاً من سلبيات هذا المعيار أنه هنالك العديد ممن حصلوا على درجات عالية باختباراتهم ولم يحققوا أي إنجاز أو إبداع يذكر، وأيضاً لا تزال قدرة التبوء لهذه الاختبارات موضع شك لدى العديد من الباحثين.

6. المعيار السادس: الملاحظة المباشرة: يتميز هذا المعيار بالرؤية المباشرة والتجارب الحية التي يمكن على أثرها معرفة الإبداع وتمييزه. وهذا المعيار يعتبر من أهم معايير الإبداع حيث أن النتيجة تظهر أمامك مباشرة. ويمكنك لمس حركة الإبداع، ويعتبر هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يتيح فرصة التعرف على الإطار المرجعي الداخلي للفرد، في مقابل الأساليب الأخرى التي تعتمد أساساً على أطر مرجعية خارجية كتقديرات الخبراء أو المحكمين، وقد يساعد في التعريف على أفراد يرون أنفسهم مبدعين بينما لا يراهم الآخرون كذلك.

*  معايير الابتكار (Innovation Standards)

نظراً ﻷن ميدان الابتكار ﻓﻲ مجال الحكم لم يبلغ من التطور المستوى الجيد الذي بلغة الابتكار في القطاع اﻟﺨﺎص، ﻓﺈن تعريف مفهوم الابتكار في مجالي الحكم والإدارة العامة تأتي مختلفة. ﻓﻌﻠﻰ سبيل اﻟﻤﺜال، يتمثل احد معايير اختيار الفائزين بجوائز الأمم المتحدة للخدمات اﻟﻌﺎمة في استحدث مفهوم ﺟﺪﻳﺪ، أي أن تستحدث الحكومات، في سياق بلد أو منطقة معينة، فكرة فريدة أو نهجاً ﺟﺪﻳﺪاً متميزاً ﻟﺤل المشاكل، أو تصميماً فريداً في مجال السياسات أو التنفيذ من أﺟل كفالة اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ والمسائلة والاستجابة ﻓﻲ نطاق الخدمة العامة.

أما صندوق إيمبوميليلو لجوائز الابتكارات في جنوب أفريقيا، الذي يكافئ ﻋﻠﻰ المشاريع اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة المنطوية ﻋﻠﻰ شراكات مع اﻟقطاع اﻟﻌﺎم واﻟﺘﻲ تعزز نوعية الحياة في المجتمعات اﻟﻔﻘﻴﺮة بطرق مبتكرة، ﻓيستخدم معايير التقييم اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ الابتكار:

• القدرة الابتكاريه: ﻣﺪى تطوير مبادرات ومقدرة إبداعية ووضع إجراءات جديدة ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ مسائل رئيسية تتصل بالفقر؛

• مشاركة الحكومة: مساهمة الحكومة والشركات؛

• اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ: معرفة إﻟﻰ أي ﻣﺪى حقق اﻟﻤﺸﺮوع أهدافه اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ وﻏﻴﺮها ﻣﻦ النتائج اﻟﻤﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬﺎ اجتماعياً، أو أنه بسبيل تحقيقها؛

• التأثير على اﻟﻔﻘﺮ: اﻷﺛﺮ الواضح ﻟﻠﻤﺸﺮوع في تحسين نوعية حياة اﻟﻔﻘﺮاء أﻓﺮاداً وجماعات؛

• الاستدامة: صلاحية اﻟﻤﺸﺮوع للبقاء وأداؤﻩ السليم في ﻇل ﻗﻴﻮد كالتمويل وتوفير الموظفين وما إﻟﻰ ذلك؛

• قابلية اﻟﺘﻜﺮار: ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻤﺸﺮوع في تعليم الآخرين أﻓﻜﺎراً جديدة وممارسات جيدة تتعلق ببرامج الحد ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ.

ويعتمد برنامج ﺟﻮاﺋﺰ الحكومة الأمريكية لاختيار الابتكارات ﻋﻠﻰ أربعة معايير وهي:

• الجدة: تحقيق طفرة إبداعية؛

• اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ: تحقيق نتائج ملموسة؛

• الأهمية: معالجة مشكلة تهم اﻟﺠﻤﻬﻮر؛

• قابلية التحويل: قابلية اﻟﺘﻜﺮار والتطوير. (بتصريف من لأمم المتحدة، 2006: 9-11)

 

 

 

* قائمة المراجع:

(1) القرآن الكريم.

(2) المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، ندوة الويبو الوطنية عن الملكية الفكرية، مسقط، 2004م، يمكن الرجوع للرابط التالي:

(3) الأمم المتحدة: المجلس الاقتصادي والاجتماعي: لجنة الخبراء المهتمة بالإدارة العامة، الابتكارات في مجال الحكم و الإدارة العامة لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها ودلياً، 2006م، يمكن الحصول على نسخة من تقرير عبر الرابط التالي:

(4) المؤتمر الدولي لتطوير الأداء – نحو أداء متميز في القطاع الحكومي، الدور المستقبلي لمؤسسات التنمية الإدارية في تطوير الأداء، الرياض، 2009م.

(5) د/فضل صباح الفضلي، العوامل المؤثرة على دور المدير كوكيل إبداع: دراسة تحليلية ميدانية في دولة الكويت، مجلة جامعة الملك سعود/ العلوم الإدارية، 2003م.

(6) ليلى الهاشم، الإبداع في المنظمات: كيف ننمي الإبداع الإداري في منظماتنا؟، مقالة على موقع وحدة المعرفة، يمكن الرجوع للرابط التالي:

(7) د/نوره السليمان، الإبداع والابتكار ومفهوم كل منهما، يمكن الرجوع للرابط التالي:

(8) د/علي فلاح الزعبي و أ/ماجد عبدالعزيز الجريري، دور وأهمية الإبداع المحاسبي في تحقيق الميزة التنافسية الاقتصادية في مؤسسات المال والأعمال الأردنية، بحث علمي مقدم إلى المؤتمر العلمي الخامس لكلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة فيلادلفيا، 2007م، يمكن الرجوع للرابط التالي:

 

<!--2   -

 

كثيراً ما يستعمل الناس الإبداع و الإبتكار كمرادفات للدلالة على نفس المعنى، و في الحقيقة فإن الفرق بين الكلمتين كبير، فالإبداع مرتبط بما هو جديد من أفكار أو إختراعات، أما الإبتكار فلا يرتبط بالضرورة بفكرة جديدة، بل بإسلوب جديد لتنفيذ الأفكار (و التي قد تكون معروفة أصلاً) بشكل له قيمة و يقبله السوق و المجتمع. و معنى (يقبله السوق) أي أنه قابل للتطبيق و التنفيد و يمكن تداوله بسعر مقبول نسبياً

 فمثلاً التفكير في إنتاج سيارة تعمل بوقود غير تقليدي يعد إبداعاً بلا جدال، فإن كان المنتج النهائي (السيارة) قابل للتطبيق العملي و البيع بسعر يقبلة السوق، فإن هذا الإبداع يصير إبتكاراً أيضاً. و من هنا نستنتج أن الإبتكار يمتاز عن الإبداع من ناحية القدرة على التطبيق العملي

الإبداع و الإبتكار (على إختلافهما) هما من الأدوات الأساسية في تطوير الأعمال و المؤسسات. فالإبداع قد يثري الشركة أو المنتج أو الخدمة بأفكار تعطي ميزة تنافسية تزيد المبيعات. أما الإبتكار فإنه كفيل بخلق ثورة في المنتجات أو الخدمات التي تطرحها الشركة من خلال إعادة تصميم بيئة العمل الحالية لإدخال تعديلات على المنتج أو إبتكار منتج جديد من المواد و الأدوات الموجودة أصلاً

 يقول بيتر دراكر ( الأب الروحي للإدارة) "المشاريع لها وظيفتنان الإبتكار و التسويق" و هذا منطقي جداً، فالغاية من أي منتج أو خدمة جديدة هي خلق شئ جديد ذو قيمة و يقبله السوق (و هذا هو الإبتكار) و من ثم إقناع الناس لشراءه (و هذا هو التسويق).ء

البلدان الفقيرة أو محدودة الموارد يجب أن تُعنى أكثر من غيرها من الدول بدعم الإبداع و الإبتكار من خلال سياسات إستراتيجية و مبادرات تتبناها الحكومات و المؤسسات المعنية بهدف ضمان الإستغلال الأمثل للموارد المحدودة و لتجسير الفجوة مع الإقتصاديات النامية و المتقدمة

 

 

 

 

 

 

 

 

<!--3     -

<!--الفرق بين مفهوم الإبداع والابتكار:

الابتكار إنتاج الجديد الذي لا يتصف بالجمال بدرجة كبيرة كما هو الحال في مجال العلوم المختلفة ففي هذه المجالات لا يهتم المبتكرون بالجمال بقدر فائدة المنتج .

بينما الإبداع يعني إيجاد الجديد شريطة أن يتصف هذا الجديد بالجمال

والابتكار مرتبطاً بالسبق والإتيان بالجديد فكل من أوجد شيئاً قبل الآخرين فهو مبتكر ، وهو يتسم بالسبق في الفكر فكل فكرة لم يسبق إليها أحد فصاحبها مبتكر ونقول ...( فكرة مبتكرة ) .

بينما الإبداع يكون في الأداء فكل أداء متقن وجميل يقال عليه إبداع ونطلق على من قام بهذا الأداء ... ( مبدع ) .

<!--تعاريف الإبداع :

يرى سميث ( Smith) أن الإبداع " إيجاد علاقات بين الأشياء لم يسبق أن قيل أن بينها علاقات "

و عرف لوينفليد ( Lewinfield ) المبدع بأنه " الشخص المرن ذو الأفكار الأصيلة ، والمتمتع بالقدرة على إعادة تعريف الأشياء أو إعادة تنظيمها ، والذي يمكنه التوصل إلى استخدام الأشياء المتداولة بطرق وأساليب جديدة تعطيها معان تختلف عما هو متداول أو متفق

عليه بين الناس "

وقد وصف بيكاسو المبدع بأنه " وعاء ممتلئ بالانفعالات التي تأتيه من كل المواقع ، من السماء ، من قصاصات الورق ،أو من شكل عابر ، أو من نسيج العنكبوت ... والمبدع يودع ما يرى أو يسمع أو يقرأ لتخفف من وطأة الانفعالات وازدحام عقله بالرؤى "

ويضيف القريطي أن الإبداع في الفن التشكيلي يقوم على الأبعاد التالية :

- الطلاقة التشكيلية : وهي كمية الأفكار التي ينتجها الفرد خلال فترة زمنية محددة وتقاس من خلال وفرة مفردات شكلية معينة ، غزارة الإنتاج للأشكال المركبة باستخدام وحدة أو عدة وحدات .

- المرونة التشكيلية : وتشير إلى قدرة الفرد لتغيير رؤيته ووجهته العقلية في تناول الأشكال والرموز ، ومعالجة الخامات ، والتنوع في عناصر الموضوع من حيث الهيئة والوضع والتفاصيل ، واختلاف التكوينات التي

ينتجها من خلال محاولاته المتتالية .

- الأصالة : تعني تميز إنتاج الفرد بالندرة والجدة وعدم التكرار من خلال مايقوم به .

لقد وصف العديد من المربين والباحثين تعبيرات الأطفال التشكيلية بمسميات عديدة فالبعض

اعتبرها فن قائم بذاته سمي ( فنون الأطفال ) وقد لاقت هذه التسمية اعتراضات عديدة تمحورت حول أن الفن بمفهومه التشكيلي كأداء مميز يختلف عن تلك التعبيرات الفنية التي ينتجها الأطفال ولذلك لا ينطبق تسمية فن على تلك التعبيرات. حيث أن مصطلح تعبير فني قد يشمل

جوانب فنية أخرى غير التشكيل فإن التسمية "رسم الأطفال" وقد تكون الأنسب لما يقوم به الطفل من تعبيرات فنية تشكيلية.

ولعل من أهم الأسس اللازمة لإنماء التفكير الابتكاري مايلي :

ـ التعرف على طبيعة التعبير الفني لدى التلاميذ، من خلال ذلك يمكن توجيه العملية الابتكارية ككل.

ـ أن التعبير الفني عند التلاميذ يجب أن لا يكون الغرض منه ابتكارياً بقدر ما هو وسيلة تدفع بالتلميذ للتفكير الابتكاري كبداية يرجى من خلالها الخوض في العملية الابتكارية في مستوياتها الأولية وتطويرها لتصل إلى مستويات أكثر علواً وتعقيداً.

 

بجانب التفكير الابتكاري والتعبير الفني عملية تبادلية يصعب فصلها، فنحن نفكر من منطلقات ابتكارية بغرض إيجاد تعبيرات فنية لها صفات ابتكارية.

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1953 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,896,081

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.