و في دراسة للعوامل التي قد تؤدي إلى ظهور مثل هذه الاضطرابات فقد يتضح لنا وجود عاملين أساسين أولهما العوامل الوراثية و ثانيهما العوامل البيولوجية.
أولاً: العوامل الوراثية:
و قد ظهر هذا واضحًا في دراسة أجريت على 15000 من التوائم. وقد ظهر واضحًا بأن التوائم من ذوي البويضة الواحدة قد ظهرت عليهم الكثير من الاضطرابات المشتركة في الشخصية عنه في التوائم من ذوي البويضتين.. و قد وجد الكثير من التشابه بينهم من حيث نوعية الشخصية، المزاج، الإهتمامات و المواقف الإجتماعية
مجموعة A :
و قد ظهر واضحًا فيها وجود صلة قرابة بين الذين يعانون من الفصام و بين الذين لديهم شخصية من النمط الفصامي.
وتقل هذه العلاقة و لكن لا تختفي عند الأشخاص الذين لديهم شخصية فصامية .
مجموعة B :
و قد وُجد أن الشخص المصاب باضطرابات الشخصية الحدية يملك عائلة تنتشر فيها أمراض الاكتئاب، و الاضطرابات الوجدانية فضلاً على أن الشخص المصاب يعاني أحيانًا من الاضطراب الوجداني.
أما الأشخاص العدائيين فغالبًا ما وجدوا مدمنين للكحول ، والأشخاص الهيستيريون Historinic فدائمًا ما يعانون من اضطراب الأعراض الجسدية وهذا ما يسمى ب Briquets syndrome" "
مجموعة C :
و لهذه المجموعة علاقات جينية قوية، فالمصابين بالوسواس القهري دائمًا ما يعانون من أعراض مصاحبة للاكتئاب.. وقد لوحظ في الأشخاص المصابين بالشخصية المتجنبة وجود معدلات عالية من القلق تسيطر عليهم كما يزداد حدوثها في التوائم ذوي البويضة الواحدة عنه في ذات البويضتين.
ثانيًا: العوامل البيولوجية: و منها :
أولاً: الهرمونات:
وقد لوحظ في الأشخاص المصابين بالاندفاعية وجود نسبة عالية من هرمون التستوستيرون و الاسترون مع أن الدور الهرموني في التأثير على شخصية الفرد غير معلوم حتى الآن.
مع الملاحظة بأنه في العينات الغير البشرية وجود نسبة عالية من هرمونات الذكورة ، لديهم الكثير من الميول العدوانية و السلوك الجنسي.. و مع الاختبارات التي تعتمد على تنشيط هرمون الكورتيزون DST فقد لوحظ وجود خلل في تلك الاختبارات لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية و الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.
و بقياس معدلات (MAO ) فقد لوحظ في الطلبة الجامعيين الذين يقضون فترات طويلة من الوقت في الأنشطة الاجتماعية وجود معدلات منخفضة من الهرمون لديهم عنه في الطلاب الذين يعانون من معدلات عالية من الهرمون.
و قد لوحظ أن الأشخاص المصابين باضطرابات الشخصية من النمط الفصامي لديهم معدلات منخفضة من MAO .
ثانيًا: النواقل العصبية:
و بقياس معدلات ( 5-HIAA ) الناتج عن أيض السيروتونين في الأشخاص الذين حاولوا الانتحار و الأشخاص العدائيين و الاندفاعيين فقد لوحظ انخفاض معدلاته.
بينما استخدام بعض المواد الكيميائية مثل باروكسيتين التي ترفع نسبة السيروتونين بالدم تؤدي إلى الشعور بالارتياح و تقلل من أعراض الاكتئاب و الاندفاعية و اجترار الأفكار ، كما أن زيادة تركيز دوبامين بالدم و الجهاز العصبي المركزي قد تؤدي إلى حالة من الإنبساط الزائد والخفة عند استخدام بعض المواد المنشطة مثل الأمفيتامين .
وبرسم المخ لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الشخصية المعادية للمجتمع و الشخصية الحدية فقد لوحظ وجود اضطرابات غير طبيعية خلال موجات الرسم لتمثل انخفاض في نشاط تلك الموجات.
|
ساحة النقاش