المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

أسباب الإعاقة السمعية

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة السمعية ، وسوف نستعرض بعض الأمراض والإصابات التي تسبب ضعف أو فقدان السمع ، وسوف نستعرض تلك المسببات تبعاً لموضع الإصابة .

 

أولاً : أمراض وإصابات الأذن الخارجية :

يصنف المتخصصون اضطرابات أو اختلال وظائف الأذن الخارجية إلى نوعين أساسيين:

 الأول: عيوب تركيبية أو تكوينية ناجمة عن تشوهات وراثية جينية.

الثاني: تغيرات تركيبية أو تكوينية ثانوية ناجمة عن إصابات مترتبة علي صدمات.

أما النوع الأول، أو العيوب البنائية أو التكوينية الناجمة عن تشوهات وراثية جينية، فهي إما أن تكون تشوهات خلقية طبيعية في صيوان الأذن ، وإما أن تكون اختفاء خلقيا للقناة السمعية الخارجية. وفيما يلي شرح موجز لكلا النوعين من التشوهات والإصابات :

 

<!--أمراض وإصابات صيوان الأذن :

<!--<!-- تشوهات صيوان الأذن   Auricular malformation

وهي تشوهات خلقية طبيعية في صيوان الأذن، وتتعدد أشكال هذه التشوهات ، ويمكن أن تكون في أحد الأشكال الآتية:

<!--صغر غير طبيعي لصيوان الأذن وهذا ما يسمي بـ Microtia وهو أحد الأشكال الشائعة لتشوهات الصيوان. وبوجه عام، فإن صغر حجم الصيوان لا يؤثر علي السمع بشكل رئيسي، ذلك أن الصيوان لا تتعدي وظيفته -كما سبقت الإشارة- عملية تحديد موقع الأصوات ، كما يساعد في تجميع الإشارات الصوتية القادمة من كل الأرجاء.

<!--اتساع حجم الصيوان وهو ما يعرف بـ Macrotia .

<!--انحراف الصيوان عن وضعة الطبيعي أو ما يعرف بـ   Mecrotia.

<!--اختفاء أحد الصيوانين أو كلاهما وهو ما يعرف بـ Anotia . وهنا يتعين القول أن غياب أو وجود الصيوان في حد ذاته لا يحدث اختلالا في عملية التواصل بشكل جوهري. فهذا النوع وما يسبقه من أنواع لا علاقة لها بتشوهات الصيوان غالباً ما تعالج جراحياً. وهذه التشوهات التي تصيب الصيوان خصوصاً، أو الأذن الخارجية عموماً، وحتى الأذن الوسطي، ما هي إلا نتيجة لعوامل جينية وراثية. 

<!--وجود صيوان إضافي  في احدي الأذنين أو صيوانين إضافيين في كلتا الأذنين ، وهو ما يعرف بـ Polyotia  فهي عبارة عن أهداب صغيرة غالباً ما تحتوي علي غضاريف  وتوجد في المسافة ما بين  زاوية الفم والأذن.

<!--الجيب أمام الصيوان Pre-auricular sinus : وهو عبارة عن حفرة صغيرة مسدودة ، وتوجد أحياناً على الجانبين ، ويكثر حدوثها عند من لديهم استعداد وراثي .

 

الإصابات   Trauma

<!--انفصال الصوان Avulsion : وهو نادر الحدوث جدًا وإذا ما حوفظ علي الصيوان المقطوع، فإنه ليس من الصعب إعادة وصله.

<!--الورم الدموي Haemaroma  : يحدث الورم الدموي تحت السمحاق الغضروفي لصيوان الأذن عادة نتيجة لطمه شديدة علي الصيوان . لا يلبث الصيوان كله بعدها أن ينتفخ وتغيب معالم غضروفه. إذا لم يتم علاج هذا الورم الدموي يحدث تشوه شديد يسمي " الأذن القرنبيطية".

 

 

 الالتهابات Inflammation

<!--التهاب جلد الصيوان الحاد  Acute dermatitis : يمكن أن يحدث هذا الالتهاب كامتداد لالتهاب  الصماخ الخارجي (كجزء من التهاب الأذن الخارجية) ، كما أنه يمكن أن  يحدث من حساسية تجاه المضادات الحيوية المستعملة موضعياً، وخصوصاً الكلورامفنكول  أو البنسلين .

 

<!--التهاب سمحاق الغضروف Perichondritis : يمكن أن يتبع إصابة الغضروف، ويمكن أن يتسبب في تلف شديد. كما يمكن أن يتلو جراحة الخشاء، أو ثقب الأذن ، خصوصا وأن التقليد الدارج حالياً(الموضة الجديدة) بين الإناث وأحياناً الذكور أن تثقب الأذن ثقوبا متعددة منها بالطبع ما يخترق الغضروف وتستخدم في تثبيت القراريط (الحلقان ) .

 

الأورام الخبيثة Tumours

ومن أهمها :

<!--سرطان الخلية القاعدية أو القرحة القارضة : تحدث هذه الأورام علي الحافة العلوية للصيوان، وتسهل معالجتها عندما تكون ذات حجم صغير بإجراء استئصال كتلة مسلوبة منه. بينما تحتاج الأورام الكبيرة التي تصيب الصيوان، أو صماخ السمع الخارجي إلى جراحة جذرية غالباً ما تحتاج إلى الترميم  بشريحة جلدية.

 

<!--أمراض وإصابات القناة السمعية الخارجية :

الرتق( الانسداد ) الولادي :

 هو انسداد مجري السمع الخارجي الولادي، ويحدث علي درجات متفاوتة من الشدة. فقد تكون هناك حفرة ضحلة مسدودة ، أو يكون التجويف كله غير موجود. قد توجد بعض التشوهات الولادية : الأخرى مثل عدم وجود الصيوان أو صغره، أو عدم تكون الأذن الوسطي أو الداخلية ، أو وجود بعض التشوهات بهما.

عندما يحدث الرتق(الانسداد) الولادي علي الجانبين ، لا بد أن يجري تقييم لكفاءة الأذنين من الناحيتين التشريحية والوظيفية. وليس للعمليات الجراحية أية قيمة ما لم تكن وظيفة القوقعة والعصب السمعي طبيعية ، وفي هذه الحالة يجري تصنيع صماخ ومجري خارجي، حتى يمكن فتح الطريق أمام الموجات الصوتية لتصل إلى الأذن الداخلية ، وبحيث يمكن تركيب  سماعة أذنيه كمعين سمعي بعد ذلك.

أما عندما يكون الرتق (الانسداد) الولادي علي جانب واحد، فيجب تقييم السمع  في الأذن السليمة، فإذا كان السمع جيداً، فلن تكون هناك ضرورة لإجراء جراحة علي الأذن المصابة.

 

الأجسام الغريبة   

كثيراً ما يضع الطفل في أذنيه بعض الأجسام الغريبة كحبات الخرز ، أو بذور البرتقال ، أو أي أشياء أخري. والكبار أيضاً معرضون لدخول أجسام غريبة في آذانهم ، مثل أعواد الثقاب عندما يحاول أحدهم تنظيف أذنه به.

 

الحشرات :

تسبب الحشرات الحية كالفراش أو الذباب عند دخولها إلى القناة السمعية طنيناً مثيراً ، وتستعيد الأذن هدوءها بتقطير الكحول أو زيت الزيتون، ويمكن بعد ذلك استخراج بقايا هذه الحشرات بغسل الأذن.

 

 الصملاخ

وجود الصملاخ في الأذن شيء طبيعي. إذ يفرز الصملاخ من الغدد الصملاخية الموجودة في الجزء الغضروفي من قناة السمع الخارجية، ويتجه عبر القناة إلى الخارج .

وهناك بعض الأشخاص يفرزون كميات كبيرة من الصملاخ، ولكن معظم حالات الصملاخ المتراكم سببها استعمال تلك العيدان المغطاة بالقطن -التي تباع بالصيدليات-في محاولة فاشلة لتنظيف الأذن .

يمكن أن يؤدي وجود الصملاخ المتراكم إلى بعض الصمم ، أو إلى خدش جلد قناة السمع الخارجية ، ويمكن إزالة الصملاخ بسهولة عن طريق غسل الأذن ، وهو عمل يجب علي كل طبيب أو ممرضة أن يكون قادراً علي إجرائه بمهارة.

 

<!--أمراض وإصابات طبلة الأذن :

    ثقب الأذن :

<!--الإصابات  المباشرة: وينتج عن إدخال أي شيء حاد في الأذن  ( كمثبتات الشعر مثلاً)، عند محاولة تنظيف الأذن . كما يمكن أن يصاب الغشاء الطبلي إصابة مباشرة أيضاً عند غسيل الأذن ، أو خلال المحاولات غير الماهرة لاستخراج الصملاخ أو الأجسام الغريبة.

<!-- الإصابات غير المباشرة :  ويسببه الضغط الذي يقع علي الغشاء الطبلي نتيجة صفع الأذن بقبضة يد مفتوحة، أو نتيجة لانفجار عنيف. كما تسبب الشرارات المنطلقة من اللحام تلفاً شديداً للغشاء. كما قد يظهر ثقب طبلة الأذن أحياناً -بشكل ثانوي - نتيجة لإصابات الأذن الوسطي، أو الالتهابات الحادة المتفاقمة للأذن الوسطي. وقد تؤدي إصابات الأذن الوسطي   – المزمنة - أحياناً إلى تآكل أجزاء من الطبلة وتعمل علي إضعافها إلى الدرجة التي تجعل إصابة الطبلة بالثقب أمراً محتوماً.

وتتسبب تلك الإصابات في نزيف الأذن، مع وجود نزف من الأذن أو جلطة دموية في الصماخ وتمزق يمكن رؤيته في الغشاء الطبلي .

وتصنف الكتابات العلمية المتخصصة ثقب طبلة الأذن إلى ثلاثة أنواع هي:

الأول: ثقب الطبلة المركزي وهو ما يصيب الجزء الأكبر من الطبلة والأكثر صلابة.

الثاني: ثقب الطبلة البسيط وهو ما يصيب الجزء الأصغر ويقع في الجزء الأعلى من الطبلة، وأغلب مشكلات الطبلة وأكثر شكوى يكون بخصوص هذا الجزء.

الثالث: الثقب الذي يقع علي حافة الطبلة، ولذلك يسمي الثقب الحافي.

ويتعين القول أن إصابة الطبلة بثقب قد يسبب ، وقد لا يسبب فقداناً سمعياً ، وإنما يعتمد هذا علي مكان الثقب وعلي حجم الثقب ، آية ذلك أن الثقب الكبير يعني فقداناً أكثر لضغط الصوت الذي يمكن أن ينتقل إلى الأذن الداخلية ، وأما إذا كان الثقب من النوع الصغير أو يقع مباشرةً فوق النافذة الدائرية ، فإنه يسبب فقداناً أكبر حتى من الثقب الكبير في مكان آخر من الطبلة، ذلك أن الثقب الكبير  -أحياناً -يقابله فقدان سمعي قليل ويعتمد هذا علي موقعه. وأخيراً تجب الإشارة إلى أن ثقب الطبلة يسبب فقداناً سمعياً توصيلياً بسيطاً ويمكن علاجه جراحياً.

ويصاحب تلك الإصابات ألم حاد عند حدوث التمزق ،  ولكنه لا يدوم طويلاً مع حدوث صمم . يمكن أن يحدث تلفا للقوقعة ، نتيجة الحركة المفرطة للركاب ، ويتسبب ذلك في حدوث طنين قد يكون مستمراً ، وهذا يعني أنه قد حدث تلف في القوقعة .

 

ثانياًً : أمراض وإصابات الأذن الوسطي 

التهاب الأذن الوسطي :

<!--<!--تعد التهابات الأذن الوسطي من أكثر الأسباب المسئولة عن الفقدان السمعي التوصيلي عند الأطفال، وهي عبارة عن التهاب شديد يصيب صغار السن في الغالب. وتحدث هذه الالتهابات  بسبب إصابتهم ببعض الأمراض خاصة الحصبة الألمانية.

وتحدث التهابات الأذن الوسطى كذلك في أغلب الأحيان كنتيجة لعدم قيام قناة استاكيوس بوظيفتها. ومعروف أن قناة استاكيوس تحفظ التوازن والضغط بين الأذن الوسطي والمحيط. وعندما تغلق القناة لأسباب متباينة أو كنتيجة للإصابات التي تلحق بالجهاز التنفسي العلوي، فقد تسبب انتفاخات في البلعوم الأنفي، ومن ثم يحدث الفقدان السمعي التوصيلي.

وكما سبقت الإشارة، فإن التهابات الأذن الوسطي تعد من أكثر الالتهابات التي تصيب الأطفال عندما يصلون إلى سن السادسة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة تتراوح ما بين 76- 95% من الأطفال في هذه السن يصابون بالتهابات الأذن الوسطي.ومما يجب ذكره في هذا الصدد ، أن الإصابة بالتهابات الأذن الوسطي تصل ذروتها عند سن العامين، ثم تتناقص تدريجياً مع مرور الوقت. كما أنها تصيب الذكور أكثر من الإناث، وتظهر في فصلي الشتاء والربيع أكثر من ظهورها في الخريف والصيف. وتكون سبباً في إلحاق أضرار جسيمة في بنية الأذن ، وقد تسبب فقداناً سمعياً توصيلياً دائماً ، أو فقداناً سمعياً حسياً عصبياً. وقد تؤثر الالتهابات في القدرة علي التواصل ، ولذلك نلخص بعض أعراضها في ارتفاع درجة الحرارة، وثقب طبلة الأذن، وربما انفجارها وحدوث آلام حادة، ومن المسببات المعروفة لحدوث هذه الالتهابات: انعدام الرعاية الصحية الأولية، وانعدام النظافة. ويصنف المتخصصون اضطرابات أو اختلالات وظائف الأذن الوسطي إلى ثلاثة أنواع رئيسية يمكن الإشارة إليها -بشيء من التفصيل -علي النحو التالي:

 

التهاب الأذن الوسطي المصلي   Serous Otitis Media

يحدث هذا الالتهاب  بسبب خلل في تهوية الأذن الوسطي نتيجة لآفة في الطرق التنفسية العلوية كالتهاب الجيوب الأنفية أو أورام البلعوم الأنفي أو انشقاق الحنك وغيره حيث أن هذا الخلل يؤدي إلى حدوث ضغط سلبي في داخل الأذن الوسطي وتكوّن رشاحة مصلية هناك . ومن أعراض هذا المرض الشعور بثقل في الأذن مع نقص سمع توصيلي وسماع المريض صوته في الأذن المصابة أما عند استخدام المنظار في فحص الأذن فيلاحظ انسحاب وتحدد في حركة الغشاء .

 

التهاب الأذن الوسطي الحاد:

يحدث هذا المرض بعد التهاب الأنف والبلعوم ويكثر في أمراض الطفولة التي  يصاحبها إصابة الطرق التنفسية العلوية كالحصبة والحمى القرمزية. و تنقسم التهابات الأذن الوسطي الحادة تبعاً للعوامل المسببة لها إلى نوعين رئيسيين هما:

<!--التهاب ناتج عن اختلال الضغط علي سطحي طبلة الأذن : يظهر هذا النوع من الالتهابات مع حدوث تغيير مفاجئ في الضغط علي سطحي الطبلة، مثلاً عند إقلاع الطائرات وهبوطها أو انتقالها من ارتفاع لآخر في مسار رحلتها (خصوصًا الطائرات غير المكيفة الضغط)، والغوص إلى أعماق البحار بدون وسائل الغطس المجهزة لمعادلة فروق الضغط . وفي مثل هذه الظروف ، تستجيب قناة استاكيوس بسرعة بمحاولة التكيف مع التغيير في الضغط داخل وخارج طبلة الأذن. فإذا فشلت قناة استاكيوس في مهمتها أو كان الشخص المسافر جواً نائماً، يحدث اختلال في الضغط داخل الأذن، فينخفض أو يرتفع بشدة عن الضغط  الخارجي. وفي هذه الحالة الأخيرة يحدث احتقان ، وأحيانا نزيف وارتشاح، داخل الأذن الوسطي  مما يؤدي إلى الإحساس بألم شديد مع وشيش وضعف بالسمع. وفي بعض الحالات قد يحدث ثقب في الطبلة نتيجة للاختلال الشديد في الضغط. ومثل هذه  الحالة تحدث عند وقوع انفجار بالقرب من المكان الموجود فيه الفرد أو عند تعرضه للضرب باليد علي صيوان الأذن. وهذا التغيير المفاجئ في ضغط الهواء داخل قناة السمع الخارجية قد يؤدي إلى حدوث ثقب في طبلة الأذن وحدوث ألم ، ووشيش في الأذن، وكذلك قد يحدث ضعفاً سمعياً توصيلياً وأحياناً ضعفاً سمعياً حسياً عصبياً .

<!--الالتهاب الميكروبي أو الفيروسي : ينتشر هذا الالتهاب عن طريق قناة استاكيوس، ويكون مصاحباً في معظم الحالات، للالتهاب الحاد بالأنف (الزكام) . إلا أنه قد يحدث حتى في غياب التهاب الأنف، مثلا عند دخول الماء مباشرة للأذن الوسطي عن طريق قناة   استاكيوس أو من خلال ثقب بطبلة الأذن خصوصاً عند الاستحمام في حمامات السباحة. ويشعر المريض بالالتهاب الميكروبي أو الفيروسي بالألم وقد يكون شديداً، مع ارتفاع في درجة الحرارة وضعف بالسمع نتيجة الشعور بامتلاء في الأذن. وفي بعض الحالات يحدث ثقب في الطبلة مع خروج سائل صديدي قد يكون مدمماً. وعند خروج الصديد يخف الألم وتهبط الحرارة إلا أن ضعف السمع يستمر دون تحسن.

 

التهاب الأذن الوسطي المزمن 

هناك نوعان من التهاب الأذن الوسطي المزمن هما :

 النوع الأول : يحدث نتيجة التهاب حاد بالأذن الوسطي يبدأ من سن الطفولة حيث يحدث هذا الالتهاب بكثرة، ويتبع الالتهاب حدوث ثقب في طبلة الأذن وخروج إفرازات صديدية مخاطية من الأذن علي فترات متقطعة مع حدوث ضعف في السمع.

أما النوع الثاني: فيمتد الالتهاب الحاد نتيجة لاحتباس الإفرازات من الغشاء المخاطي المبطن لها إلى عظام الأذن الوسطي والنتوء الحلمي، ويحدث نتيجة لذلك تآكل في العظام.  ويحدث امتداد الالتهاب علي فترات طويلة، وأثناء ذلك يعاني المريض من ضعف في السمع مع خروج إفرازات قليلة ذات رائحة كريهة من الأذن.

وهناك نوعين من المضاعفات إحداهما تحدث داخل الأذن : وتشتمل علي التهاب عظام الأذن الوسطي والنتوء الحلمي، والتهاب الأذن الداخلية وما يتبع ذلك من ضعف عصبي في السمع وشلل العصب الدماغي السابع . والأخرى تحدث خارج الأذن : وتشتمل علي تكون خراج بالمخ وحدوث التهاب سحائي . وحدوث المضاعفات تصاحبه أعراض مميزة يسهل ملاحظتها كالصداع والألم وارتفاع درجة الحرارة والقيء .

 

تصلب عظيمة الركاب  Otosclerosis

تصلب عظيمة الركاب عبارة عن مرض يحدث نتيجة نمو عظيمة تؤثر علي الركاب خاصة، وعلي الأذن الداخلية عامة. وتبدأ الإصابة علي شكل عظيمة أسفنجية تتكون حول الركاب والنافذة البيضاوية، وتدريجياً يثبت الركاب بالنافذة البيضاوية فيحدث فقداناً سمعياً توصيلياً.

ويعد تصلب عظيمة الركاب من أكثر التهابات الأذن الوسطي انتشاراً، وما يجب ذكره هنا، هو أن أكثر من نصف الحالات لها تاريخ أسري فيما يتعلق بهذه الالتهابات . كما أنه يصيب النساء أكثر من الرجال. وعند النساء قد يبدأ أحياناً مع بدء الحمل، وقد يصيب كلا الأذنين. وقد تختلف مدة الإصابة بين الأذنين من الناحية الزمنية. وهذه الحالة المرضية تحدث عادة ما بين عمر الثامنة عشر والثلاثين من عمر الشخص ، وهي حالة وراثية ،إذ تصل احتمالات الإصابة بها داخل عائلة ما إلى 50% تقريباً . وغالباً ما تحدث هذه الإصابة –  كما سبقت الإشارة - عند النساء وتزداد مع الحمل . وتبدأ أعراض تصلب عظيمة الركاب بفقدان سمعي تتباين درجاته بتباين حدوث تطور في ثبات العظيمة بالنافذة البيضاوية.

 

 
 

<!--<!-- 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تصلب عظيمة الركاب

 

الورم الشحمي الكولسترولي Cholesteatoma

يحدث هذا الورم نتيجة لالتهابات الأذن الوسطي المزمنة. ويكون علي هيئة جيب ظهاري في الأذن الوسطي. واستناداً إلى مكان نمو الجيب الظهاري ، يمكن القول أن الفقدان السمعي التوصيلي قد يتراوح ما بين عدم وجوده إلى وجوده بشكل رئيسي ، ومن الفقدان السمعي البسيط إلى الفقدان التام. وقد ينجم عن هذا الورم أضراراً بالغة في بنية وتكوين العظيمات الثلاث خصوصاً عظيمة الركاب مما يعيق وظيفتها. ويتم علاج هذا الورم جراحياً فور اكتشافه دون إعادة وضع العظيمات وهذا يرجع إلى طبيعة تطور الورم. 

 

ثالثاً : أمراض وإصابات الأذن الداخلية

يصنف المتخصصون اختلالات وظائف الأذن الداخلية أي حال إصابتها بأمراض أو التهابات و هي:

مرض منيير Menierere's disease 

لقد أكتشف هذا المرض عام 1840 على يد الطبيب الفرنسي منيير ، ويعتبر مرض منيير من الأمراض التي تصيب الفرد في مرحلة الشباب، وتؤدي الإصابة به إلى حدوث زيادة في ضغط السائل في الأذن مما ينتج عنه زملة أعراض مرضية. فأعراضه تشتمل علي دوخة (دوار) مع فقدان سمعي، وطنين وضغط في الأذن المصابة، ويكون الفقدان السمعي غالباً في أذن واحدة ومتقلباً وتطورياً وحسياً وعصبياً،

 

وقر الشيخوخة Presbycusis

يتعرض الفرد لنقص أو ضعف تدريجي قد يبدأ لدي البعض من منتصف الثلاثينيات من العمر، ويتواصل هذا النقص والضعف حتى يصل الفرد إلى الثمانينيات. وقد يعزي ضعف السمع-من هذا النوع -إلى العديد من الأسباب ، ومنها حدوث قصور في وظائف الخلايا العصبية أو تصلبها ؛ مما ينتج عنه ضعف في سماع الترددات العالية قبل حدوث ضعف في سماع الترددات المنخفضة.

بيد أنه يتعين القول أن هذا الضعف التدريجي  يحدث بين الذكور في حال مقارنتهم بالإناث وهو ما يرتبط -بطبيعة الحال -بطبيعة عمل كلا الجنسين ، وما يمكن أن تتضمنه من مصادر مختلفة للضوضاء.

وهكذا يمكن القول أن وقر الشيخوخة نقص تدريجي لحدة السمع يرتبط بالتقدم في العمر والشيخوخة ، وأن هذا المصطلح قد يستخدم استخداماً محدداً ليشير إلى الصمم الجزئي أو الصمم الكلي الشائع عند المسنين.

وتذكر الدراسات العلمية أن حوالي 25-40% من الأفراد فوق الستين عاماً لديهم إعاقة سمعية بدرجات متفاوتة ، وأن 90% من هذه الإعاقة توجد لدي الأفراد ممن تعدو التسعين عاما من العمر.

كما تجب الإشارة إلى أن الفقدان السمعي الناتج عن التقدم في العمر لا يمكن اعتبار أن السبب  في حدوثه هو فقط التقدم في العمر؛ ذلك أن بعض الأفراد قد يتعرضون لعوامل متعددة من قبيل الأصوات العالية المفاجئة ، أو التسمم ، أو من لديهم استعداداً وراثياً فيصابون بهذا الفقدان التدريجي .

 

<!--<!--الفقدان السمعي والضوضاء

الضوضاء أو الضجيج خبرة سمعية تعتمد علي الموجات الصوتية الدورية ، وهي صوت خشن يتألف من ترددات موجة واحدة ، كما في الدوى الصوتي أو  الأزيز، أو بتواتر أكبر عندما يحدث خليط من الترددات الإيقاعية. والضجيج الصناعي يعد من أكثر مسببات الصمم الضجيجي (أو صمم الضوضاء)، وفي الشرق الأوسط يصل مستوي الضجة التي يمكن أن تؤدي إلى خطر الإصابة بضرر في الأذن هو 90 ديسبل ، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية تصل حوالي 85 ديسبل . ومن أكثر  المنشآت الصناعية ضجيجاً : مصانع بناء السفن، وتركيب السيارات ، وتشكيل المعادن ... وغيرها من الصناعات الأخرى .

ويعتبر الفقدان السمعي الناتج عن الضوضاء من أكثر أسباب الفقدان السمعي الحسي العصبي. ويستخدم هذا المصطلح لوصف التأثيرات الناجمة عن التعرض لصوت شديد الارتفاع . وقد يكون الفقدان السمعي الناتج عن الضوضاء حالة مؤقتة، وقد يكون دائماً ومستمراً. وينتج غالباً عن توقف في الآلية الوظيفية لعضو كورتي . إذ يظهر الفقدان السمعي التدريجي الناتج عن التعرض المتكرر لموجات كثيفة شديدة الارتفاع بسبب فقدان الخلايا الشعرية الخارجية إذا تم التعرض لصوت عال، ولكن ليس بالشدة الكافية أو لفترة ليست طويلة؛ ذلك أن الحساسية للصوت سوف تعود إلى ما كانت عليه في حالتها الطبيعية بعد زوال هذا الفقدان السمعي المؤقت. في حين إذا كانت كثافة الصوت المفردة، وفترة التعرض طويلة فإن من المحتمل أن يكون الفقدان السمعي دائماً. وتؤثر شدة الصوت، وشدة التردد، والفترة الزمنية في إحداث تلف شديد بالقوقعة.

 

الفقدان السمعي والعدوي

العدوي حالة مرضية تتسبب عن غزو كائنات عضوية صغيرة مرضية مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات وقواعدها لأنسجة الجسم.

ومن صور العدوي التي تسبب فقدانا سمعياً حسياً عصبياً : الإصابات التي تشمل كل من فيروس السيتوميجالو Cytomegaloviros (CMV) ، وفيروس فقدان المناعة المكتسبة، والحصبة، والزهري (أو السفلس) Syphilis، والتسمم الدوائي.

أما فيروس السيتوميجالو فهو يؤثر علي الجنين دون أن تتأثر به الأم أثناء شهور الحمل، ومن الأعراض التي يتعرض لها الجنين نتيجة الإصابة بهذا الفيروس: صغر الدماغ، والأنيميا، واليرقان، وتضخم الكبد والطحال، واستسقاء الدماغ، وتكلس المخ ، ودرجات متباينة من الإعاقة الفكرية والصمم ، والكتاراكت في العين، والاختلالات التشنجية.

 

الفقدان السمعي المفاجئ Sudden hearing loss

في بعض الحالات يفقد المريض القدرة علي السمع فجأة أثناء النهار أو عندما يستيقظ من النوم، وقد يصاحب ذلك شعور المريض بالدوار. وفي أغلب الحالات يتم الشفاء، ويسترجع المريض قدرته علي السمع خلال ساعات أو أيام أو أسابيع قليلة. أما إذا لم يحدث الشفاء في خلال ثلاثة أسابيع، فمن المرجح ألا يحدث بعد ذلك.

والفقدان السمعي المفاجئ قد ينتج عن سوء استخدام الأدوية والعقاقير ، والصدمات والإصابات الفيروسية ، والأمراض، وأحيانا يكون السبب فيه ناتجاً عن التهابات تيه الأذن الفيروسي ، أو تمزق غشاء النافذة الدائرية (هنا يكون الفقدان السمعي المفاجئ بسبب التعرض لصدمات).

 

 

 

المصدر: إعداد م / تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1240 مشاهدة
نشرت فى 28 أكتوبر 2013 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,917,374

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.