بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص مادة التربيه المقارنه
د/ أحمد الطنطاوى
دبلوم خاص
تكنولوجيا التعليم
الفصل الاول
مدخل لدراسة التربية المقارنة
** مقدمة:
المقارنه طريقة من طرق المعرفة يستعين بها الانسان العادى كما يستعين بها المثقف عندما يريد أن يتعمق فى فهم أمر من الامور أو الحكم عليه.
وترجع أهمية الدراسات التربوية المقارنة فى عالمنا المعاصر الى دورها فى مايمكن أن تقوم به من تطور نظم التعليم،وحل مشكلاته،ومواكبة التغييرات والتطورات العملية الحديثة.هذا بالاضافة الى أهمية علم التربية المقارنه فى تأصيل العلاقة بين التعليم والمجتمع والنظر الى التعليم كقضية مجتمعية تؤثر كل منهما فى الآخر لتطور هذا العلم فى الدول المتقدمة دور هام فى رسم السياسات التعليمية ووضع اجراءات تحقيقها فى تلك البلاد.
والاجدر للدول النامية أن تهتم بالدراسات المقارنه وأن تستفيد منها فى دراسة مشكلاتها التعليمية وكيفية معالجتها، وهى فى معالجتها لمشكلاتها يجب ان تعتبر التعليم قضية من قضايا المجتمع.
واذا كانت التربية المقارنة قد اعتمدت فى الماضى على الوصف والتفسيرات التاريخية الا أنه شهد ميدان التربية المقارنه اهتماما كبيرا فى السنوات الاخيرة وكان من ابرز التطورات الحديثه زياده الاهتمام بالجانب النظرى الذى يقوم على الاصول والنظريات والمبادىء والنماذج والقوانين التى تستند اليها وتساعد دارسى التربية المقارنه فى نفس الوقت.
** مدخل التربية المقارنة:
# يرى "كاندل" أن التربية المقارنة هى دراسة النظريات التربوية السائدة من حيث طرق ممارستها وتأثرها بالبيئات المختلفة وهو يرى ان القيمة الحقيقيه للدراسة المقارنة للمشكلات التعليمية تظهر فى:
1_ تحليل الاسباب التى ادت الى وجود المشكلة.
2_مقارنة الفروق الفردية بين النظم المختلفة والعوامل التى تقوم عليها هذه الفروق.
3_دراسة الحلول التى حاولتها الدول المختلفة والتعرف على العوامل والقوى المختلفة التى تؤدى الى المشكلات التربوية.....ومن هنا نجد أن الغرض منها عنده هو الكشف عن الاختلافات فى القوى والاسباب التى تؤدى الى اختلاف النظم التعليمية.
# ويرى "كارتر جود" أن التربية المقارنة مجال من مجالات الدراسة يتعلق بمقارنة النظرية التربويه وتطبيقاتها فى بلاد مختلفة بهدف الوصول الى فهم واسع لمشكلات التعليم لا فى البلد الذى ينتمى اليه الباحث وحده وانما فى البلاد الاخرى ايضا.
# وهنا نتحدث عن رائد من رواد التربية المقارنة الذين اسهموا فى تطويرها فى القرن العشرين وهو "لوار ايز" ويعرفها على أنها " دراسة الحقائق التعليمية بهدف فهم النظم والسياسات التعليمية بالوضع الذى هو عليه" ويرى أيضا أن الهدف من دراسة التربية المقارنة له جانبان :
أحداهما نظرى: ويقصد به المتعة العقلية او الفلسفية المترتبة على نفاذ البصيرة، فالدارس فى مجال التربية المقارنة حينما يقرأ فى التربية المقارنة فهو يحس أنه يقرأ بعقله ويفكر فيما يقرأه ويتامله.
والاخر هدف علمى: ويقصد به فهم العوامل المختلفة المؤثرة فى النظم التعليمية ومن ثم التحكم فيها والوصول الى حلول وعلاج المشكلات التربوية التى تواجه النظام التعليمى.
ما العلاقة بين فلسفة التربية والتربية المقارنة؟ طالما أن التربية تهتم بدراسة أى مشكلة تربوية أى انها تعنى بمجال عمل فلسفة التربية،فيمكن القول هنا أن فلسفة التربية معيارية،أى انها تهتم بما ينبغى ان يكون ، أما التربية فتهتم بما هو كائن فعلا أكثر من اهتمامها بما ينبغى ان يكون .أى ان فلسفة التربية تكتفى باثارة التساؤلات فقط ووضع الاطر النظرية ولكنها تقف عند حدود التطبيق ، أما التربية المقارنة تثير المشكلة وتساؤلات حولها وأصولها ومسبباتها وتسمى نحو الحلول الممكنه لها.
** نجد أن التربية المقارنة كمنهج علمى يفسر الوقائع التعليمية لها جانبان:
أولا:جانب استاتيكى:حيث يهتم الدارس أو الباحث بدراسة بعض العوامل التى عادة ما تتغير ببطء مثل اللغة.
ثانيا:جانب ديناميكى:وغالبا ينصب على العوامل التى تسبب تغيرات رئيسية مباشرة تؤثر فى النظام التعليمى مثل الحروب والهجرة الجماعية والاتصال بالثقافات الاخرى.
ملحوظة: تاريخ التربية يستمد مادته من المراجع والوثائق التاريخية وأحداث الماضى فالماضى هو المادة العلمية لتاريخ التربية.أما التربية المقارنة فتستمد مادتها من المراجع والوثائق ايضا وبخاصة المعاصر منها، فالحاضر هو المادة الاساسية لها.
** ماهية التربية المقارنة:
ليس هناك أتفاق عام بين المشتغلين بالتربية المقارنة على تعريف شامل اذ اختلفت تعريفاتهم باختلاف أساليبهم ووجهات نظرهم واختلاف الزوايا التى تداولتها.
1- تعريف مارك انطوان جوليان: يلقب بأبى التربية المقارنة بأنها تلك الدراسة التحليلية للنظم التعليمية التى تهدف الى تطوير النظم القومية وتعديلها بما يتمشى مع الظروف المحلية ويرى ايضا انها تقوم على أساس الوقائع والمشاهدات التى ينبغى أن ترتب فى جداول تحليلية يسهل مقارنتها حتى يتمشى استخلاص مبادىء وقواعد مضبوطة منها.
2- تعريف جورج بيريداى: يعرفها بأنها الدراسة التحليلية لنظم التعليم الأجنبية ، فيؤكد أنها لاتنتمى الى فرع من فروع المعرفة على الرغم من استفادتها منها جميعا ، فهى فرع مستقل.
3- تعريف مايكل سادلر: يؤكد سادلر أكثر من سابقه على أهمية الظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والقومية المحيطه بالنظام التعليمى، وهو يرى أنه بدون معرفة الثقافة السائدة فى مجتمع من المجتمعات لايمكن فهم نظام التعليم فهما صحيحا.وقد أكد على أن الوعى والفهم لنظام تعليمى معين سوف يؤهل المدارس للتنبؤ وكذا امكانيات التحليل للنظام التعليمى الكائن فى بلده ، فالابتعاد عن التعصب الشخصى من الاشياء الهامة عند دراسه النظم التعليمية.ومن هنا نجد أنها علم متداخل التخصصات ولا يقتصر فى ناحية معينه.
** أهداف التربية المقارنة:
ترجع أهمية التربية المقارنة والمنزلة التى وصلت اليها بين علوم التربية الاخرى الى الاهداف المتعددة التى تحقهها سواء فى مجال التربية بصفة خاصة أو فى مجالات الحياة الاخرى بصفة عامة ذلك لان الدراسة المقارنة يشمل كل العلوم التربويه من ناحية وكل نظم التعليم فى جموع البلدان من ناحية اخرى.
ومن هنا يمكن حصر الاهداف التى تحققها التربية المقارنة فى الاتى:
% ان لدراسة التربية المقارنة هدف علمى أكاديمى للتربية كعلم.فالدارس فى هذا المجال يشعر باستمرار بازدياد حصيلته التربوية ومتعه فى العمل لانها تعطى العقل البشرى الحرية الواسعه فى الدراسة والملاحظه والاستنتاج والتحليل.
% لها أهمية تطبيقية وعملية لان العمل العقلى محبب الى النفس البشرية فهذا العمل يضيف الى احساس الباحث المتعه العقلية نتيجة مداومه التأمل والتفكير والبحث والاطلاع.
% فهم نظم التعليم الاجنبى ومايؤثر فيها من قوى وعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية. فهذا يؤدى الى تربية روح النقد البناء مما يدفع الباحث الى تقديم المقترحات الصحيحه اللاصلاح التعليمى.
% هذا الى جانب الاهداف الخلقية التى تكتسبها دراسة التربية المقارنة للدارس حيث أنها تنمى اتجاة النواضع والاعتدال فى المربين وتحد من المغالاة فى تقدير النظم التعليمية القومية
% تعمل ايضا على تدريب الدارس على تحليل العوامل والقوى التى تدخل فى تحديد نوع التعليم ونظامه ،فينظر اليها على انها عملية اجتماعية تعكس ثقافه المجتمع بمعناها الواسع.
% يلعب المهتمون بالتربية المقارنة دورا أساسيا فى بناء مجتمع عالمى لا عن طريق اضافتهم معارف جديدة وتبصرا جديدا فى المشكلات التعليمية فحسب بل كذلك عن طريق الاشتراك فى بعثات ومؤتمرات قومية وعالمية يبحث فيها تخطيط البرامج التعليمية فى مختلف بلاد العالم اجمع وبذلك تسهم فى خدمة السلام العالمى والتفاهم الدولى .
** نشاة التربية المقارنة:
على الرغم من أن التربية المقارنة كعلم له أصوله ومناهجه وأسسه ومجالاته البحثية تعتبر حديثة النشأة نسبيا ولم تستقر الا بعد الحرب العالمية الثانية الا أن البدايات للتربية المقارنة ترجع الى أعماق بعيدة فى التاريخ.فقد حفظ لنا التاريخ كثيرا من الكتابات التى تعتبر نوعا من الدراسات التربوية المقارنة والتى قام بها القدامى ممن عرفوا باهتماماتهم العلمية سواء كانوا من الرحالة أو المؤرخين أو الجغرافيين أو المفكرين ومن أمثالهم ( ابن بطوطة- ابن خلدون- انطوان جوليان- جون جريسكوم) وكل ذلك مع أختلاف العصور القديمة أو العصور الحديثة وحتى وقتنا الحالى.
ويؤكد جوليان أن دراسة التربية المقارنة لكى تصل الى مستوى دراسة العلوم الحديثة لابد وأن يتوفر فيها عنصرين أساسيين:1_ التحليل المقارن للاحداث التربوية.
2_ اكتشاف القوانين والاسس التى تقوم عليها النظم التعليمية المختلفة.
ومن هنا ونظرا لاهمية الدراسات المقارنة فى نشر الثقافة والتربية وفى أحداث التقدم والتطوير خاصة فى المجال التربوى فى مختلف دول العالم، فقد ساهم اليونسكو مساهمه كبيرة فى دعمها فأنشا مراكز لها ، كما تعد جميع نشراته ومطبوعاته من المراجع الهامة.
** مجالات البحث فى التربية المقارنة:
تعد موضوعات التربية كلها من مجالات البحث فى التربية المقارنة سواء مايتصل منها بالمناهج وطرق التدريس والادارة التعليمية والامتحانات وما الى ذلك.
1_ الدراسات المجالية (المنطقية): Area study
ويقصد بها دراسة شاملة لنظام تعليمى فى أحد البلاد بحيث يتوافر لهذه الدراسة الاساس التحليلى الذى يشرح ويفسر النظام التعليمى فى اطاره الثقافى والاجتماعى مثل أن تدرس نظام التعليم فى مصر أو نظام التعليم فى انجلترا.
2_ الدراسات المقارنة: Comparative study
ويعنى مقارنة أوضاع التربية فى أكثر من بلد أو منطقة.ويتناول فيها الدراس مشكلة تعليمية أو ناحية تربوية بأسلوب تحليلى شامل يهدف للتعرف على القوى والمؤثرات المتعلقة بها وبيان أوجه الشبه أو الخلاف بينهما.
ومن هنا نجد انه يوجد عدة ميادين يمكن أن تندرج بصورة ماتحت هذين المجالين:
%المقارنة العامة بين نظامين تعليمين أو أكثر والموازنة بينهما فى جميع مظاهرهما.
%المقارنة الخاصة كدراسة مشكلة تعليمية أو نوع من التعليم فى بيئة واحدة او مختلفة.
%العوامل بين العوامل الثقافية المختلفة (سياسية-اجتماعية-اقتصادية-00الخ)
%المقارنة الاحصائية فى بلاد مختلفة فيما يتعلق باقتصاديات التعليم من ميزانيات وغيرها.
%الدراسة المقارنة التى تتناول مشاهير الشخصيات التربوية ممن كان لهم أثر واضح.
%وهناك مايسمى بالدراسات المقارنة العالمية وهى ماتقوم به الهيئات أو المنظمات الدولية كمنظمة اليونسكو.هذه الدراسات ليست فى مقدور باحث واحد وانما تضافر للجهود.
3_دراسة الحالة: Case study
ويقصد بها الدراسة الشاملة لنظام تعليمى واحد فى بلد واحد أو ولاية واحدة بحيث يتوافر لهذة الدراسة الاساس التحليلى الذى يشرح ويؤكد النظام التعليمى فى اطاره الثقافى وغيره.
4_دراسة المشكة: problems study
والمقصود بها دراسة مشكلة معينة فى أكثر من بلد واحد كدراسة التعليم الابتدائى أو القانونى فى البلدين .فالمشكلة يمكن ان تكون توضيحا لدراسة مقطعية من عدة بلاد.
5_الدراسة العالمية: Global study
ويقصد بها الدراسة العالمية التى تقوم بها الهيئات والمنظمات الدولية ومثل هذة الدراسات لايستطيع باحث واحد أن يقوم بها وانما تتطلب تلاقى عدد كبير من الباحثين على أختلاف مستوياتهم فى شتى البلاد.فلابد ان يقوم به فريق متكامل من الباحثين.
** مصادر البحث فى التربية المقارنة:
يتطلب البحث فى التربية المقارنة مصادر كثيرة ومتنوعة وتنقسم هذه المصادر الى:
1_ المصادر الاولية: وهى الكتابات التى لم تتناول موضوع الباحث بالمعالجات العلمية الشاملة أو المنظمة ومن أمثلها التقارير الرسمية التى تصدر عن الوزارات وغيرها.
2_ المصادر الثانوية: وتشمل الكتب والملحقات والمطبوعات والدراسات ومن امثلتها
الدراسات التى ينشرها المعهد الدولى لكلية المعلمين بجامعة كولو مبيا والنشرة التى يصدرها معهد التربية الدولى بنيويورك.
3_ المصادر المعينة: وتتمثل فى الكتب والمطبوعات والمقالات التى لا تتعلق بالتربية مباشرة ولكنها تتصل بها فى جانب أو أكثر من جوانبها، زمن أمثلة ذلك الكتب التى تتناول الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وهذة المصادر لها اهميتها فى التربية المقارنه لانها تلقى الضوء على الابعاد المختلفه للمشكلة موضع الدراسة.
** مراحل تطور التربية المقارنة:
اولا: مرحلة وصف نظم الحياة فى البلاد المختلفة:
وهى المرحلة الاولى وتعتبر بداية التربية المقارنة ان صح التعبير وتمتد هذه المرحلة منذ العصور القديمة وحتى نهاية القرن الثامن عشر تقريبا.ولانجد فى هذه المرحلة كلاما منهجيا عن التربية، وانما نجد انطباعات عامة فرضت نفسها على النائر لبلد ما.
وفى هذه المرحلة ايضا نجد ان معظم تقارير هؤلاء الرحالة عن النظم التعليمية فى البلدان الاجنبية بالذاتية وعدم الموضوعية وجاء خاليا من الملاحظات الدقيقة، وقد كان من الرواد الاول لهذه المرحلة ابن خلدون المفكر العربى وابن بطوطة.
ثانيا: مرحلة النقل أو الاستعارة:
وتعتبر هذه المرحلة بداية التاريخ العلمى للتربية المقارنة، حيث بدأت الكتابة عن نظم التعليم فى البلاد الاجنبية تستقل عن غيرها من الكتابات عن معالم الحياة ومظاهرها فى تلك البلاد.وتمتد هذه المرحلة من بداية القرن التاسع عشر أى فى أعقاب الثورة الصناعية حتى نهاية القرن التاسع عشر.
وكان هدف الباحثين الاكبر فى هذه المرحلة هو جمع البيانات الوصفية عن النظم التعليمية الاجنبية ودراستها بغرض استعارة افضل ما يمكنهم استعارتهم منها لاصلاح النظم التعليمية القومية، ثم تطويرها بما يتلاءم والظروف القومية المحلية.
## ومن رواد هذه المرحلةمارك انطوان جوليان الباريسى)
يطلق عليه أبو التربية المقارنة ومؤسسها، حيث وصف بأنه أول دارس للتربية المقارنة يتميز بالعقلية العلمية . ويوجد ايضا من رواد هذه المرحلة(فيكتور كوزان) و(هيراس مان).
% ومن هنا يمكن القول ان هذه المرحلة اتسمت بالاتى:
1_ غلبة الوصف على معظم الدراسات.
2_ عدم أحتوائها على دراسات نقدية أو علمية لنظم التعليم فقد كان يميل الى المدح والاشادة بنظم التعليم بصفه عامة.
3_ كان الدارس يهدف الى استعارة بعض جوانب نظم التعليم الاجنبية لتعديل نظام التعليم فى بلده ولذك كان غرضها نفعيا.
ثالثا: مرحلة القوى والعوامل الثقافية:
تمتد هذه المرحلة زمنيا من أوائل القرن العشرين وفيها اهتم علماء التربية المقارنة بالاسس التربوية والقوى والعوامل المختلفة التى تستند اليها التربية فى الدول المختلفة.
وقد كانت السمة المميزة لدراسات التربية المقارنة فى هذه المرحلة هى الاهتمام بشرح أوجه الشبه والخلاف بين النظم التعليمية المختلفة والقوى أو العوامل التى تقف وراءها.
فهى مرحلة تحليلية تفسيرية للعوامل المختلفة عن طريق تتبعها وملاحظتها بهدف الافادة منها او استعارتها وتوقع نجاحها فى ظروف مماثلة ويطلق "بيريداى" على هذه المرحلة مرحلة (التنبؤ أو الاحتمالات).
## ومن اشهر رواد هذه المرحلة: (سادلر، كاندل، هانز)
رابعا: مرحلة المنهجية العلمية:
وهذه المرحلة تبدأ فى منتصف القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر حيث التقدم العلمى فى مختلف مجالات الحياة وحيث التطور التكنولوجى الذى شمل ميادينها ثم باعتبار أن التربيه ميدان تطبيقى وأنها تكنولوجيا اجتماعية ومن ثم وجد اتجاه يدعو الى التجديد فى المعالجه المقارنة للدراسات التربوية، حيث تتميز هذه المرحلة باستخدام المفهوم السليم للعلوم الاجتماعية والانسانية وأساليب معالجتها فى تفسير النظم والمظاهر التعليمية استخداما علميا باعتبار ان الظواهر التعليمية والاجتماعية ليست ظواهر عشوائية غير متصل بعضها بالبعض الاخر بل انها انماط يمكن تميزها وتفسيرها ومن ثم ينبغى الانتقال بالتربية المقارنة من مجرد دراسة تجريبيه تخضع لاساسيات المنهج العلمى التجريبى.
## ومن اشهر رواد هذه المرحلة (ارثر موهلمان) وهو مربى امريكى معاصر.
وايضا (جورج بيرايدى) الذى يرى ان هناك اربع خطوات ينبغى اتباعها فى عملية المقارنة: 1_ وصف:عرض المعلومات أو تسجيل ثم فرض فروض او تعميمات اوليه تحتاج للاختبار.
2_تفسير:تحليل المعلومات التربوية فى ضوء ظروف كل بلد ومن خلال الجوانب المختلفه.
3_مناظرة:وضع اساس المقارنة بين النظم التعليمية وترتيبها وجدولتها فى ضوء الافكار الرئيسيه ومحاوله ايجاد اوجه تشابه واختلاف.
4_مقارنة:اتمام المقارنة بين المشكلات التربوية فى البلاد موضوع الدراسة بطريقه طولية أو عرضية تؤدى الى نتائج عامة تتلاءم مع الفروض.
% ويرى برايدى ان الباحثين فى مجال التربية المقارنة يجب ان يتوافر لديهم امور ثلاثه:
1_معرفة لغة المنطقه التى يدرسونها او الاستعانه بمترجم ولكنها اقل فاعلية .
2_ضرورة الاقامه فى المنطقه موضوع الدراسة.
3_الملاحظه المستمرة للنظام مع مراعاة البعد فى التحيز الثقافى والالتزام بالحياد.
%% واخيرا يمكن القول ان تطور مراحل التربية المقارنة قد سار على النحو التالى:
1_ الاتجاه عن مرحلة الوصف وحب الاستطلاع والجمع غير المقصود للمعلومات عن نظم الحياة ونظم التعليم الى جمع منظم يمكن الافاده منه.
2_ الاتجاه من محاوله فهم طبيعه انظمه التعليم الى وجود علاقات انسانية بين مختلف الدول يهدف الى النفع المتبادل.
3_ الاتجاه من التحليل القائم على البديهية الى عمل تربوى غنى يقوم على التفسير العلمى الدقيق.
ساحة النقاش