تعريف الفلسفة لغوياً
الفلسفة، Philosophy..
من الأصل الإغريقي "Philo-Shophia" والتي تعني حبّ الحكمة ، " Phil " أو "Phillic ".. الخ، تشير إلى الحبّ أو الميل العميق، و Sophia والتي تعني الحكمة..
وعلى ذلك قد تُرى الفلسفة (بتجريد لغوي) على أنها "حبّ الحكمة"..
أما التعريف العلمي ، فبصراحة شديدة أعجز عن اشتقاق أي تعريف ناجع، بل أن مُعظم القواميس التي ألقيت عليها النظر في الماضي تقدّم تعاريفاً تكاد تكون متناقضة و مختلفة بل وتٌشير إلى أن تعريف الفلسفة غير ممكن ..
قد تُنزع الفلسفة عن نقيضاتها، فنميزها عن العلم مثلاً بأنها لا تقدم إجابات حاسمة وصلبة على الأسئلة المطروحة فيها، كما أنها تختلف عن الدين في إنها لا تقفز إلى الافتراضات و الجزم بها (ولعلّ هذا أيضاً يحتمل الكثير من الجدال و يحتوي الكثير من المتاهيّة و عدم الوضوح).
كما أن العلم و الرياضيات كانتا تعدّان أجزاءً من الفلسفة، ولنا أن نقول أنها إعمال العقل مثلاً (وأقول مثلاً، إذ أن هذا التعريف خالي من الدقة تماماً ) (عندما نعرّف الفلسفة في العهود الإغريقية و ما سبقها و ما تشمل ).
كذلك أقترح طريقةً أخرى لتقديم الفلسفة و هي بتقديم فروعها ( الأخلاق، الدلالات، المنطق -والذي يٌفصل كثير، ويعتبر حجرَ الأساس أحياناً- ، نظرية المعرفة، الكونيات، الجماليات، نظرية العقل، ما وراء الطبيعة (لا أحترم هذه الترجمة تماماً رغم حرفيتها - Metaphysics - و غيره .. ) و بتعريف هذه الفروع، قد نحدد معالماً لجسد الفلسفة الهلامي و الذي يستحيل أن نبلغ شكلاً صلباً وثابتاً له.. كما أن الفروع بحدّ ذاتها أصبحت تعدّ بعضها علوماً مستقلة عن الفلسفة حسب بعض التعاريف و الرؤى .. و لا سبيل لتقييد الفروع أو تحديدها بدقة. أؤمن بأن الفلسفة مطاطية جداً و مثل ما كُتب فيما سبق لا تفترض صحّةً ولا خطأً.. وهي تقف بينيّةً دائماً أو تقبل الترجيح و المناورة و إلا لكانت علماً (Science) (وأعود للإشارة إلى أن هذا الأخير كان يُعدّ فرعاً من الفلسفة!).
ساحة النقاش