المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

المكتبات المدرسية وتكنولوجيا المعلومات

بين الواقع والطموح

 

 

مقدمة:

أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم (1)

 

صدق الله العظيم

 

 

القراءة من أهم المهارات الضرورية ، واللازمة للفرد كي ينجح في حياته الخاصة والعامة وهذه الأهمية تنبع من كون القراءة وسيلة من الوسائل الأساسية للتفاهم ، والاتصال ، والتواصل بين أبناء الجنس لشري وهي سبيل لا غنى عنه في سبيل توسيع آفاق الفرد العلمية والمعرفية ، وإتاحة الفرص أمامه للاستفادة من الخيرات الإنسانية وذلك كله يؤمن له العوامل الأساسية للنمو العقلي والانفعالي ، والاجتماعي .

وقد أصبحت القراءة في الوقت الحاضر معياراً من المعايير التي يبعث بها تطور أي مجتمع لمي ومعرفي .

وقد أكد الفيلسوف الإنكليزي "فرانسيس بيكون" أن القراءة تصنع الإنسان الكامل(2).

وذهب الشاعر الفرنسي "فولتير" إلى أبعد من ذلك ، حين رأى أن الذين يقودون الجنس البشري ، هم الذين يعرفون كيف يقرؤون وكيف يكتبون(3).

ولا شك أن في ذلك تاكيداً واضحاً على أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها منذ المراحل الأولى لتعلمها ، والقراءة المقصودة هنا هي القراءة والواعية الذكية الناقدة التي تنفذ على ما وراء الظواهر المكتوبة وتكشف عن العلامات بينها والسيطرة عليها .

ويعد اختراع الكتابة أعظم اختراع في الإنسانية قاطبة، ولا يدانيه اختراع في أهمية النتائج التي ترتبت عليها ، فبالكتابة أصبح الإنسان إنساناً ، واختراع الكتابة يسجل انقضء عهد قديم وبداية عهد جديد، إذ أن التاريخ يبدأ بالكتابة في حين أن عصور ما قبل التاريخ تتميز بفقدان الكتابة وتراث الإنسانية العظيم في العلوم والآداب لم يكن من الممكن أن يصلنا لولا الكتابة .

ونحن في أمس الحاجة إلى التنويه بالمكتبات وأهميتها ، وذلك لأن البحث والتمحيص والتأليف لا يمكن أن يتم بدون مكتبات غنية ومنظمة تنظيماً جيداً .

وقد أصبحت الخدمة المكتبية من أهم أدوات المجتمع الحديث ، وأقلها من حيث التكلفة وأثبتها من حيث الفائدة .

إن مراحل الدراسة قبل الجامعة وبالأخص مرحلة التربية الأساسية تتحمل أكبر المسؤوليات في إعداد المواطن ، وتنشئته تنشئة اجتماعية وتحقيق نموه بشكل متوازن من الجوانب الجسديةو والنفسية والأخلاقية والعلمية ، وتزوده بالقدر اللازم من المعارف والاتجاهات التي تمكنه من شق طريقه في ميادين الحياة العلمية ، وإعداداه لمتابعة دراسته الجامعية (4).

وتعد المكتبة المدرسية في هذه المراحل عاملاً فعالاً في ترجمة هذه الأهداف والمبادئ إلى حقائق لأنها المكان الذي تتكون فيه عادة المطالعة وحب البحث وينمو فيه الميل إلى القراءة الجادة الواعية والرغبة في الرجوع إلى المراجع والمصادر ، والاطلاع على الجديد في ميادين المعرفة.

وقد كانت المدرسة في الماضي تعتمد اعتماداً كبيراً على الكتب الدراسية المقررة وكان التعليم يتم عن طريق التكرار فالحفظ هو غاية التدريس ، أما اليوم فإن التربويين يأملون الإسراع بالعملية التعليمية وتطويرها. واصبح للمكتبة دور تزداد أهميته في طرائق التدريس الجديدة ، فمخزون المكتبة من الكتب والصور والنشرات والخرائط والأفلام والصور العلمية غير المتحركة .

والتسجيلات المسموعة والمرئية وكل المواد المكتبية المطبوعة ويجعل منها منجم ذهب لكل دارس ومتعلم، تلميذاً كان أم مدرساً ، وقد أدركت لدول المتقدمة ومنظمة اليونسكو أهمية المكتبات المدرسية في التربية الحديثة فاهتمت بإنشائها و العناية بها ودعت إلى إقامتها والتوسع فيها وأوصت في العديد من مؤترماتها بدعمها وجعلها حجر الأساس في سبيل بناء جيل تربوي سليم لأنها واحدة من أهم الركائز العلمية التي تقوم عليها المدرسة الحديثة(5) .

أما حاجة الدول العربية عام والجماهيرية الليبية بوجه خاص إلى المكتبات المدرسية فهي أكثر من حاجة الدول المتقدمة لها : لأن المدرسة عندنا كثيراً ما تقوم مقام الأسرة والبيئة المحلية في تربية الناشئة وإعدادهم للحياة العلمية .

ولذلك تقع على المكتبة المدرسية مهام مضاعفة تخرجها من حدود دائرة تدريس الكتب المقررة إلى آفاق معرفة أوسع، وفي مقدمتها ترسيخ عادة القراءة لدى التلاميذ بحيث تصبح بحيث تصبح اتجاهًا أصيلاً عندهم ويصبح الكتاب رفيق العمر الذي لا يستغنون عنه أبداً وتصبح المكتبة المكان الذي يترددون عليه من حين إلى آخر للانتفاع بها والإفادة منها ومن محتوياتها ومن منا ينسى ما قاله شوقي أميرالشعراء في هذا الصدد:

أنامن بدل الكتب الصحايا لم أجد لي وفياً إلاالكتابا(6)

فالمكتبة المدرسية إذا مؤسسة تربوية تعمل كجزء من مؤسسة تربوية أشمل هي المدرسة.

مفهوم المكتبة المدرسية:

لا شك في أن المكتبة المدرسية تعد جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية والتربوية ومن المنهج التعليمي والدراسي على اختلاف مراحله وفي مطلع القرن الماضي تجلى الأهتمام بتوفير مقومات التعليم ومتطلباته كافة ومن الطبيعي أن تأتي المكتبات المدرسية في مقدمة تلك المتطلبات ورغم أهمية هذا المطلب في دعم المنهج الدراسي والعملية التربوية بأكملها فإنه لم يستوف حقه من العناية في المدرسة العربية وبخاصة في مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي وحتى تلك التي تتناثر في بعض المراحل التعليمية لا يشرف عليها جهاز مؤهل علمياً وعملياً ولا يتوفر لها الدعم المالي المناسب لتدبير احتياجاتها الملائمة لأداء خدماتها .فلم يعد ينظر إلى المكتبات المدرسية بكونها حجرات منزوية أو منعزلة عن مبنى المدرسة أو قد تكون فصلاً زائداً أو مخزناً أو ما شابه ذلك يضم مجموعة من الكتب وبعض المناضد والكراسي مع مجموعة من بطاقات تحمل قدراً من المعلومات عن مؤلف الكتاب وعنوانه محفوظة في درج أو أكثر وفيها أمين للمكتبة يحرس ما يدخل تلك الجرة من مطبوعات ، بل أصبح ينظر إلى المكتبة المدرسية على أنها مركز إشعاع تربوي يهدف إلى تأصيل عادة القراءة والاطلاع باستمرار لدى التلاميذ والمتعلمين على حد سواء وذلك عن طريق توفير المواد التعليمية والتربوية من كتب ومراجع وسائل تعليمية سمعية وبصرية منسبة لفئات رواد المكتبة والعمل على إحكام تنظيم تلك المواد بالأساليب الفنية كالفهرسة والتصنيف والإعلان عنها وتسهيل مهمة الوصول إليها والاستفادة منها داخل المكتبة وخارجها باتباع إجراءات الإعادة الداخلية والخارجية .

ذلك هو المفهوم الحدث للمكتبة المدرسية في ظل تطوير تكنولوجيا المعلومات، والنظرة نفسها يجب أن تنظر إلى أمين المكتبة الذي لم يعد ذلك الشخص غير المؤهل والمستغنى عنه في عملية التدريس أو صاحب عهدة أو مجرد حارس للكتب الموجودة فيها وما إلى ذلك .. بل يجب أن ينظر إليه على أنه أخصائي في المكتبات والمعلومات والإعلان والإعلام العلمي وعلى درجة كافية من التأهيل النظري والتدريب العملي بحيث يسمح له ذلك بتوجيه التلاميذ والمعلمين على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم التعليمية والثقافية وإرشادهم نحو الأفضل والجديد بصورة مستمرة .

ومن العوامل التي أدت إلى الاهتمام المتزايد بالمكتبات المدرسية على سبيل المثال لا الحصر هي :

" الأخذ بالنظريات التربوية الحديثة لتي تقرر توفر الرغبة في الاستطلاع لدى كل تلميذ ورغبته ف اكتساب المعلومات واندفاعه نحو تقليد زملائه بذلك تنتقل العملية التربوية من تعليم على تعلم ومن تلقي إلى حث وتنقيب وتحصيل ذاتي وتركز التربية الحديثة في هذا الإطار على توثيق الصلة بين المنهج الدراسي والمكتبة المدرسية وحرص المعلم على غرس حب الاطلاع عند تلاميذه ومساعدتهم على تحقيق ذواتهم وصقل شخصيتهم وتنمية مهاراتهم الأساسية.

" الطرق الحديثة في تنظيم المنهج وطرق التدريس الحديثة ساعدت على زيادة الاهتمام بالمكتبات المدرسية والنشاط المكتبي والثقافي بين التلاميذ والمعلمين وقد أدى ذلك إلى دفع الجميع إلى القراءة والاطلاع وتحصيل المعلومات من المكتبة المدرسية.

" التغير الهائل الذي حدث في عالم النشر وصناعة الكتاب بأحدث المعدات التقنية الآلية والتدفق الكبير للمعلومات في جميع التخصصات الذي أدى إلى ظهور الثورة التكنولوجية.

كل ذلك أدى بدوره إلى تشجيع القراءة وزيادة عدد المترددين على المكتبات المدرسية في وجهها التقني الحديث.

 

تعريف المكتبة المدرسية:

تطرق الكثير من الباحثين و المهتمين بهذا المجال إلى الكثير من التعريفات تتبلور في اتجاه واحد، نأخذ منها ما يلي:

1- تعريف المكتبة المدرسية بأنها تلك المكتبة الملحقة بالمدارس سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، ويشرف على إدارتها، وتقديم خدماتها أمين المكتبة، الحصول على المعلومات و تبادلها، وجعلها في متناول المستفيدين بالسرعة و تهدف إلى تقديم الخدمات المكتبية المختلفة، إلى مجتمع المدرسة المتكون من الطلبة و المدرسين (7).

2 - المكتبة المدرسية كما يدل عليها اسمها، توجد بالمدارس مع مختلف مراحلها، و تقوم بتوفير المواد من مطبوعة، و غير مطبوعة لمساندة، و إثراء المنهج الدراسي، و الأنشطة التربوية، و تقدم خدماتها لأفراد المجتمع المدرسي من طلاب و معلمين، وتلبي احتياجاتهم من المعلومات، كما تقوم بتدريب الطلاب على استخدام الكتب و المكتبات، و اكتسابهم المهارات المكتبية و مهارات التعليم الذاتي التي تقودهم إلى التعليم المستمر طوال الحياة(8).

 

تعريف تكنولوجيا المعلومات:

1 - المقصود بتكنولوجيا المعلومات هو جميع الوسائل و الأدوات اللازمة، ويتمثل ذلك في تكنولوجيا الاتصالات بعناصرها من الفاكس والتلفزيون والراديو والتليستكس والفيديوتكس واستخدام الحاسبات الآلية وشبكات المعلومات ومراصد المعلومات وشبكات الانترنيت والمؤتمرات عن بعد واستخدام القمر الصناعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال (9).

2- ويقصد بتكنولوجيا المعلومات هنا هو مجموعة المجالات المعرفية من علمية وتقنية وهندسية وإنسانية واجتماعية والإجراءات الإدارية والتقنيات المختلفة المسمتخدمة والجهود البشرية المبذولة في جمع المعلومات المختلفة وتخزينها ومعالجتها ونقلها وبثها واسترجاعها مما ينشء من تفاعلات بين هذه التقنيات والمعارف والإنسان المتعامل معها بكافة حوسه وإدراكاته(10) .

الأهداف التروية للمكتبة المدرسية:

لا شك أن الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة التي تقدم إليها خدماتها إذ أن الغرض الأساسي من وجودها هو مساعدة المدرسة على تحقيق أهدافه ورسالتها في النواحي التعليمية والتربوية من جميع جوانبها إذا الغرض الرئيسي منها هو غرض تعليمي بالدرجة الأولى حيث أنها توجد لتدعيم وتعميق الأهداف التعليمية والتربوية التي هي جزء منها(11) ويقاس مدى جودتاه بمدى فاعليتها في تحقيق أغراض البرنامج التعليمي .

وتعد مرحلة التعليم الأساسي القاعدة الأساسية التي تضم الغالبية العظمى من أبناء المجتمع حيث تعمل على تكوينهم وإعدادهم للحياة في المجتمع الذي تطورت فيه المفاهيم والقيم والمبادئ والاتجاهات تطورا جذرياً شاملاً من النواحي التربوية والتعليمية والاجتماعية . ومن أهم أهداف المدرسة تربية التلاميذ وتنشئتهم تنشئة اجتماعية صالحة ولا يتم ذلك إلا إذا جعلنا المدرسة بيئة صالحة لنمو الطفل في جميع مظاهره المجتمعية والانفعالية والوجدانية والاجتماعية والعقلية .

ولأن هدف التعليم هو تحقيق الذات وتحقيق أكبر قدر من الفعالية الاجتماعية والتوسع في القراءة أو الاطلاع على المراجع المتنوعة ، لذا يصبح البحث في مصادر المعلومات المتعددة ضرورة ملحة يستحيل عندها الاستغناء عن المكتبة المدرسية في مراحل التعليم الأساسي وتتصل الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية أساساً بالأساليب المؤثرة في المنهج والبرنامج الدراسي كما تتصل بأنشطة التلاميذ والمعلمين خارج المنهج ويمكننا التعرض للأهداف التربوية في النقاط التالية :

- العمل على توفير الكتب والمراجع والوسائل التعليمية والتربوية التي تحتاج إليها المقررات الدراسية وأوجه النشاط التربوي في المدرسة.

- العمل على مكننة المكتبات المدرسية بأحدث أجهزة الحاسوب وتطويرها باستمرار وبطها بشبكة المعلومات الدولية "الانترنيت"، كذلك توفير جميع الأجهزة السمعية والبصرية وأجهزة قراءة المصغرات التعليمية من ميكروفيلم وميكروفيش وغيرها من الأجهزة التكنولوجية المتطورة المستخدمة في العملية التعليمية والتربوية .

- تشجيع التلاميذ على القراءة الحرة وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من الاستخدام الواعي والمفيد لمحتويات المكتبة والخدمات التي توفرها .

- تنمية مهارات البحث العلمي وكيفية استخدام المكتبة والاستفادة من محتوياتها ، حيث لم تعد المعلومات التي يتلقاها التلميذ من معلمه في قاعة الدراسة كافية أمام تضخم المعرفة الإنسانية ، ولم تعد نظم التعليم والتربية الحديثة تركز على كمية المعلومات بل أصبح التركيز على كيفية الحصول عليها .

- تنمية الاتجاهات والقيم الاجتماعية المرغوبة من خلال الأنشطة المكتبية المختلفة حيث يمارس التلاميذ ألواناً من النشاط الذي ينمي لديهم المعرفة والوعي بأهمية العمل التعاوني وتحمل المسؤولية والتعود على الصبر وخدمة الغير واحترام آراء الآخرين وشعورهم والمحافظة على المكتبة العامة والتخلص من الأنانية.

- تنمية الخبرة الجمالية عند التلاميذ وتقدير الفنون وحسن تذوقها والاستمتاع بها .

- تعريف التلاميذ بأنواع المكتبات الأخرى المتوفرة في المجتمع بتشجيع استمرار التعليم والنمو الثقافي للمتعلم مدى الحياة .

- تعاون المكتبة المدرسية مع المعلمين في اختيار واستخدام أشكال المواد التعليمية التي تسهم في البرنامج التعليمي وفي متابعة النمو المهني للمعلمين بصورة مستمرة .

وهذه الأهداف مجتمعة يمكننا أن نعدها أهدافاً مناسبة للمكتبة المدرسية وفي الواقع فإن المهم ليس فقط تحديد أهداف المكتبة المدرسية وإنما أيضاً معرفة ما هو محقق وما هو غير محقق من الأهداف والتمكن من تقدير المسافة بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون ، لذلك يجب أن نعرف مدى قدرتنا على تحقيق الأهداف غير المحققة وتنبيه المسؤولين التربويين بضرورة العمل على وضع الأهداف موضع التطبيق (12).

 

الوظائف الأساسية للمكتبات المدرسية :

تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر قلب العملية التعليمية وقد أطلق عليها الخبراء في هذا المجال تسميات عديدة منها : مركز مصادر التعلمي ، المكتبة الشاملة، مركز معلومات التعليم .

وأصبح وجودها من أساسيات العملية التعليمية والتربوية ، ويمكن لنا تحديد وظائفها ما يلي :

1- توفير المصادر التعليمية والتربوية والمقروءة والسمعبصرية .

2- تدعيم المناهج الدراسية بتدريب التلاميذ على استخدام المكتبة ومصادر المعلومات حتى نحقق أهداف التربية الحديثة .

3- تدعيم الأنشطة التربوية لكونها مجالاً خصباً لتنمية ميول التلاميذ الفردية والجماعة ومواهبهم الشخصية خارج المقررات الدراسية .

4- الاهتمام بالتربية المكتبية وخلق الجو الملائم لنمو عادة القراءة لتزويد التلاميذ بالقدر الكافي من المعلومات بغرض التعلم الذاتي والتعليم المستمر.

5- إرشاد التلاميذ في المكتبة ودراسة ميولهم وقدراتهم القرائية ومستواهم التحصيلي والأخذ بأيديهم تدريجاً إلى القراءة الواعية .

6- الاسهام في التنشئة الإجتماعية للتلاميذ بحيث يكون التلميذ عضواً فاعلاً في الجماعة المنتمي إليها وغير منطوٍ أو منعزل عن الجماعة .

7- مساعدة المعلمين في المدرسة في قراءتهم وتنمية مهارتهم وقدراتهم في العملية التعليمية والتربوية حيث أن المعلم هو حجر الزاوية في هذه العملية واساس نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة .

المكتبة المدرسية ودورها التربوي والثقافي :

يمكننا في ضوء التطورات المعاصرة في مجال التربية بصفة عامة والمناهج بصفة خاصة التطرق إلى مفهوم المكتبات المدرسية ودورها في العملية التعليمية والتربوية حيث ظلت المكتبات تعتمد على أوعية المعلومات التقليدية التي تتمثل في المواد المطبوعة من كتب وصحف ومجلات في تقديم خدماتها لروادها ، وقد ظلت هذه المواد هي العمود الفقري للمكتبة المدرسية .

ولكن المكتبة المدرسية بالمفهوم الحديث أصبحت تعرف بمركز للوسائل والمعلومات يعج بالنشاط حيث يقوم بتجميع وتحليل وتفسير المعلومات للمترددين عليه والمستخدمين لموارده حالياً ومستقبلاً (13).

وفي الواقع أن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين أضاف وسائل اتصال حديثة يسّرت نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على نطاق واسع وبسرعة هائلة من خلال أوعية غير تقليدية تعتمد على حاستي السمع والبصر معاً واستخدمت هذه الأوعية الجديدة كوسائل اتصال تعليمية تحرص المؤسسات التعليمية على الاستفادة منها في تحقيق برامجها وأهدافها التعليمية والتربوية.

وكان على المكتبات المدرسية أن تطور خدماتها بحيث تقتن وتيسر استخدام مختلف أوعية المعلومات وفق أحدث المعدات والأساليب التكنولوجية الحديثة حيث يبرز اتجاه جديد يرم على توسيع خدمات المكتبات المدرسية بالإضافة إلى كونها مركز المصادر التعليمية ، وتعد مركز التعليم بالمدرسة العصرية التي تسعى على تحقيق النمو المتكامل للتلميذ وإتاحة الفرص الكافية لتنمية قدراته وخبراته عن طريق ممارسة مختلف الأنشطة الفردية تبعاً لميوله واحتياجاته ولهذا فإن التعليم عملية تنتج من نشاط الفرد وتهدف لهدف معين له أهمية عند هذا الفرد وينتج عنها تغيرات في سلوكه(14) .

وتؤكد الإتجاهات التعليمية الحديثة ضرورة العناية بالفرد وتوجيهه والاهتمام به بعد أن كان الاهتمام يوجه في الماضي إلى العناية بالتعليم الجماعي الذي لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ ، تلك الفروق التي أكدتها الدراسات النفسية والتربوية .

ولقد أصبح هذا الاتجاه يعتمد على الفلسفة الحديثة للتربية التي تنادي بتفريد التعليم، بمعنى أن يتم التعامل مع كل تلميذ كفرد مستقل يختلف عن غيره من التلاميذ ولما كان التعليم والتوجيه الجمعي ، فإن المكتبة المدرسية هي المجال الرئيسي بالمدرسة الذي يمكن أن يتم فيه التعلم على أسس فردية وذلك بفضل مصادرها المتنوعة التي تتيح للتلميذ اكتساب المهارات والمعلومات والخبرات طبقاً لاحتياجاته الفعلية وقدراته الخاصة خارج نطاق مناهج الدراسة التقليدية وتشجيعه على تنمية مواهبه الاستغلالية والابتكارية .

واقع المكتبات المدرسية في ليبيا، يدعو إلى الأسف المرير لما هي عليه من إهمال وتسيب في الوقت الذي تسير فيع تقنية وتكنولوجية المعلومات بسرعة هائلة .

لقد أصبح من الضروري جداً في عصرنا الحالي أن يكون مواطناً مسلحاً بعلوم المستقبل في هذا المجتمع العالمي الذي أصبح قرية صغيرة حيث سقطت فيه الحدود بين الدول وانفتحت السماوات واختلطت الثقافات ومن أهمها علوم الكمبيوتر وتقنية نظم المعلومات (15).

فالمكتبة المدرسية المخصصة لمرحلة التعليم الأساسي في الجماهيرية ما زالت قاصرة عن القيام بالدور المنوط بها ، فهي تشكو من قلة الكتب التربوية والثقافية المناسبة لمستوى نمو التلاميذ العقلي والمعرفي والثقافي في هذه المرحلة، ومن صعوبة الحصول على الكتب والمراجع ومن عدم وجود موظف مختص بعلم المكتبات ، يعرف كيف يتعامل مع التلاميذ في هذه المرحلة ويستجيب لمتطلباتهم وتساؤلاتهم ، فهو في أغلب الأحيان موظف عادي في المدرسة أو مدرس مستغنى عن خدماته في التدريس أو مدرس مكلف للقيام بهذا العمل خلال ساعتين أو ثلاثة ساعات في اليوم، وقد تبقى المكتبة مغلقة خلال يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع في بعض الأحيان كذلك عدم وجود قاعة مريحة للمطالعة مزودة بالأدوات من كراسي وطاولات وإضاءة مناسبة ..الخ، وكذلك لا نغالي إذا قلنا أن العدد الأكبر من تلاميذ هذه المرحلة يجتازونها ويصلون إلى التعليم الثانوي والجامعي دون أن يقرؤا أو يطالعوا كتاباً واحداً في المكتبة المدرسية سوى الكتب المقروءة في المنهج والتي يطالبون بها في الامتحان .

 

 

 

وبالإضافة إلى ذلك ليس هناك تشجيع من قبل المعلمين أو المدرسين للمطالعة والمهم بالنسبة لهؤلاء المعلمين ليس عدد الكتب التي قرأها التلميذ وإنما ما حفظه عن ظهر قلب وما يستطيع أن يردده أمامهم إذا ما طلب منه ذلك ، أو أثناء الامتحانات .

إن النظرة إلى المنهج المدرسي في كونه لا يتجاوز حدود تلقين معلومات محددة موجودة في كتب مدرسية مقررة واستظهارها دون غيرها من الكتب والمراجع جعلت الوظيفة الأساسية للمدرسة تنحصر في إطار ضيق أدى بدوره إلى نقص كبير في عدد المكتبات المدرسية ونوعيتها وإهمال خطير لأهميتها التربوية وإلى تحول العدد القليل الموجود في هذه المكتبات في بعض المدارس إلى مخازن للكتب لا يستفيد منها إلا عدد قليل من المتعليمن وبعض التلاميذ ممن ساعدهم الحظ في تلقي توجيهات قرائة داخل الأسرة ، هذا في حالة عدم تحويلها إلى رفوف وخزائن استقرت في مكتب مدير المدرسة للتباهي بجمالها .

لقد انصرفت الكثرة من تلاميذ مدراسنا في هذه المرحلة عن مطالعة الكتب التي تتجاوز حدود الكتب المدرسية المقررة بغية النجاح في الامتحان وأصبح بذلك عمل هذه المدارس ينحصر في حشو أذهانهم بمعلومات قد لا يعرفون كيف يستخدمونها في حياتهم العامة وأصبحت قاصرة عن إعداد المواطن القادر على التفاعل بذكاء مع البيئة في هذا العالم المتقدم والمتطور يوماً بعد يوم.

إن هذه الطريقة تخلف عند التلاميذ اعتقادا راسخا بأن الذهاب إلى المكتبة المدرسية مضيعة للوقت لا فائدة منه لأن المعلم سوف يسأل التلميذ ليس عن عدد الكتب التي قرأها واستمتع بها وإنما يسأله عما إذا كان حفظ درسه عن ظهر قلب أم لا ، وما إذا كان قادراً على ترديده أمام زملائه كما هو موجود في الكتاب المدرسي أو كما أملاه عليه ذلك المعلم.

إن هذه المواقف والاعتبارات خلفت نوعاً من الجفاء بل العداء بين التلميذ والمكتبة المدرسية إلى درجة أن بعض التلاميذ يشعرون بالخوف أو الخجل أو بالغرابة عندما يدخلون المكتبة وكأنها مكان غريب وغير مألوف بالنسبة لهم .

كما أن بعض التلاميذ لا يعرفون ما إذا كان يوجد في مدرستهم مكتبة أو لا، ولا يشعرون بأي حاجة أو رغبة لزيارة هذه المكتبة إن وجدت لاستعارة أو مطالعة بعض الكتب والمراجع .

إن تجليات واقع المكتبات المدرسية في ليبيا تحددت من خلال اطلاعي ودراستي وإعدادي رسالة ماجستير عن الدور التربوي للمكتبات المدرسية ف مرحلة التعليم الأساسي.

 

الطموح إلى مستقبل المكتبات المدرسية في ليبيا:

لم يعد ينظر إلى المكتبات المدرسية بكونها حجرات منزوية أو منعزلة عن مبنى المدرسة أو قد تكون فصلاً زائداً أو مخزناً أو ممرا أو ما شابه ذلك تضم مجموعة من الكتب أو بعض المناضد والكراسي مع مجموعات من بطاقات تحمل قدرا من المعلومات عن مؤلف الكتاب وعنوانه محفوظة في درج أو أكثر وفيها أمين للمكتبة يحرس ما يدخل تلك الجرة من مطبوعات بل أصبح ينظر إلى المكتبات المدرسية على أنها مركز إشعاع تربوي يهدف إلى تأصيل عادة القراءة والاطلاع باستمرار لدى التلاميذ والمعلمين على حد سواء وذلك عن طريق توفير المواد التعليمية والتربوية من كتب ومراجع ودوريات ووسائل تعليمية سمعية وبصرية مناسبة لفئات رواد المكتبة والعمل على إحكام تنظيم تلك المواد بالأساليب الفنية كالتصنيف والفهرسة والبرمجة الآلية بالحاسوب والإعلان عنها وتسهيل مهمة الوصول إليها والاستفادة منها داخل المكتبة وخارجها باتباع إجراءات للإعارة الداخلة والخارجية .

فهذا هو المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية والنظرة نفسها يجب أن تنظر إلى أمين المكتبة الذي لم يعد ذلك الشخص غير المؤهل والمستغنى عنه في عملية التدريس أو صاحب عهدة أو مجرد حارس للكتب الموجودة بها وما إلى ذلك بل يجب أن ينظر إليه على أنه أخصائي في المكتبات والمعلومات والإعلام العلمي وعلى درجة كافية من التأهيل النظري والتدريب العملي بحيث يسمح له ذلك بتوجيه التلاميذ والمعلمين على اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية وإرشادهم .

ومن العوامل الأساسية التي أدت إلى الاهتمام المتزايد بالمكتبات المدرسية على سبيل المثال :

" الأخذ بالنظريات التربوية الحديثة التي تقرر توفر الرغبة في الاستطلاع لدى كل تلميذ ورغبته في اكتساب المعلومات واندفاعه نحو تقليد زملائه وبذلك تنتقل العملية التربوية من تعليم إلى تعلم ومن تلقين إلى بحث وتنقيب وتحصيل ذاتي وتركز التربية الحديثة في هذا الإطار على توثيق الصلة بين المنهج الدراسي والمكتبة المدرسية وحرص المعلم على غرس حب الاطلاع عند تلاميذه ومساعدتهم على تحقيق ذواتهم وثقل شخصيتهم وتنمية مهاراتهم الأساسية .

" الطرق الحديثة في تنظيم المنهج وطرق التدريس الحديثة ساعدت على زيادة الاهتمام بالمدرسة المدرسية والنشاط المكتبي والثقافي بين التلاميذ والمتعلمين وقد أدى هذا إلى دفع الجميع إلى القراءة والاطلاع وتحصيل المعلومات من المكتبة المدرسية .

" كذلك التغيير الهائل الذي حصل في عالم النشر وفي صناعة الكتب والتدفق الكبير للمعلومات في جميع التخصصات الذي أدى إلى ظهور الثورة التكنولوجية ، كل ذلك أدى بدوره إلى تشجيع القراءة وزيادة عدد المترددين على المكتبات المدرسية .

" ونظرا للدور الهام الذي يمكن أن تقوم به المكتبة المدرسية من الناحية التربوية والثقافية والتعليمية إذا أحسن الاستفادة منها ومن الامكانيات المتوفرة لها ماديا وتقنيا لتحقيق مبدأ المصالحة بين التلميذ والمكتبة ، بحيث يشعر هذا الأخير بالحاجة الماسة التي تدفعه إلى الذهاب إلى المكتبة للتزود بالكتب والمراجع ، التي يحتاجها في معالجة أي موضوع من الموضوعات أو مسألة من المسائل التي تواجهه ويشعر بالتالي باللذة والمتعة بحيث يتردد عليها يومياً .

وإذا كانت التربية الحديثة قد قللت من أهمية المعلومات الحفظية التي يحفظها التلميذ عن ظهر قلب والتي ترمي بالدرجة الأولى إلى ترويض الذاكرة وتنمية القدرة على الحفظ والتكرار والاستعادة أثناء الامتحانات ، فقد ركزت في الوقت نفسه على مساعدة التلميذ من أجل الحصول على طريقة مناسبة تمكنه من معرفة كيف يطرح مشكلة وكيف يحدده وكيف يبحث عن المصادر والمراجع المناسبة التي تتعلق بهذه المشكلة والتي تساعده على حلها فينمو عنده حب المعرفة والتي يجد اللذة ، كل اللذة في البحث عنها .

وإذا كان عدد الكتب والصحف التي تطبع وتوزع في كل يوم من علامات التقدم والتأخر، فلماذا لا نزرع هذه الرغبة في نفوس أطفالنا منذ نعومة أظافرهم.؟

ولماذا لا نخلق عندهم ما يسمى بعادة القراءة أو المطالعة ؟ بدلا من أن نتركهم يدمنون على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية وتقليب القنوات الفضائية ، فإلى جانب المكتبات المدرسية نطمح من الدولة دعم الكتب وتوفيرها بأرخص الأسعار لجعلها في متناول الجميع انطلاقا من مبدأ "المعرفة حق طبيعي لكل إنسان".

مما تقدم يمكننا وضع أهم طموحاتنا إلى مستقبل المكتبات المدرسية فيما يلي:

" زيادة الاهتمام بالإيرادات العامة للمكتبات المدرسية ، وذلك بوضع الأسس العامة للتزويد ترعى فيها المعايير والحقائق المعمول بها في هذا الخصوص وتزويدها بالأساس المناسب ومكننتها بالحاسوب وجميع المعدات والأجهزة التكنولوجية المتطورة من سمعية وبصرية منسبة لمستوى التلاميذ الذهني والعملي في كل مرحلة من مراحل التعليم .

" العمل على إيجاد فهارس ف المكتبات المدرسية تفيد المعلمين والتلاميذ وتسهل لهم عملية البحث عن مصادر المعلومات المختلفة .

" تنبيه المسؤولين إلى وضع الخطط التعليمية والتربوية وضرورة اتباع أساليب التدريس الحديثة التي تؤدي بدورها إلى صياغة المناهج وفق مكوناتها العلمية التي تراعي الأهداف والمحتوى والوسائل والتقويم وعله ينبغي أن تكون المكتبة المدرسية ضمن الوسائل المهمة التي تدرج لتحقيق أهداف المنهج وهذا لا يتم بصورة جيدة إلا من خلال إدراك الأهمية القصوى للمكتبة المدرسية عند التخطيط لوضع المنهاج .

" وضع خطط وبرامج ملائمة للنظر في سبل تطوير المكتبات المدرسية بصورة عامة على أن تحقيق أي تطور فعلي وحقيقي في المستوى التعليمي للعملية التعليمية والتربوية برمتها ، ينطلق من عد المكتبة المدرسية عنصرا أساسيا في ذلك بحيث تؤدي دوراً تربوياً رائداً .

" اهتمام القائمين على العملية التعليمية بتدريب التلاميذ وتشجيعهم وتشويقهم إلى استخدام المكتبة المدرسية عن طريق إجراء المسابقات الثقافية وربطها بمراجع ومصادر تتوفر في المكتبة المدرسية وإعادة النظر في بعض المقررات الدراسية وذلك بإحالة بعض الموضوعات إلى المكتبة لكي يتسنى للتلاميذ والمعلمين الاستفادة من مصادرها حيث أظهرت الكثير من الدراسات عدم وجود ربط أو دعم المكتبة للمنهج الدراسي المقرر وخلو المقررات الدراسية من الإحالة المرجعية إلى مصادر المعلومات بالمكتبة المدرسية .

" الاهتمام بالنشاطات الثقافية والاجتماعية من خلال المواد المعروضة بالمكتبة المدرسية والمصممة خصيصا لتلامي كل مرحلة وذلك لغرس القيم والعادات الخاصة بالمجتمع كالأمانة والتعاون الإجماعي والمحافظة على الأنظمة والحرص على الكتب إلى جان احترام الآخرين والكشف عن الميول والاتجاهات الفردية والمهارات الشخصية الخاصة بالتلميذ وفق منظور الفروق الفردية حيث توفر المكتبة فرص الاستمتاع وذلك عن طريق تغيير الجو الرسمي للعملة التعليمية داخل الفصول.

" نطمح إلى بذل الجهود في مجال تكنولوجيا المعلومات المناسبة لتلاميذ كل مرحلة من مراحل التعليم والإنفاق على البحث العلمي في هذا المجال وإعطائه ما يستحق من التركيز والاهتمام كجزء أساسي من اهتمامات الجهات المسؤولة عن العملية التعليمية بالدولة، ويقتضي ذلك تشكيل لجان عليا لتنسيق الجهود بإدخال وتطوير العمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقها في المكتبات المدرسية والجهات ذات العلاقة.

" نطمح من الجهات المسؤولة عن المكتبات المدرسية التعاون في وضع منهج خاص متكامل يعني بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الجانب النظري بحيث يتم فيه تعريف التلاميذ بكل جديد في مجال تكنولوجيا المعلومات وفي الجانب التطبيقي بحيث يتم العمل المستمر على تدريب التلاميذ على استخدام مختلف الأجهزة التكنولوجية والبرامج الخاصة بهم في المراحل الدراسية المختلفة .

" نطمح لإنجاز الدراسات العلمية الحديثة لتقديم تكنولوجيا المعلومات في المكتبات المدرسية للتعرف على مدى درجة الاستفادة الحقيقية من مثل هذه الخدمات التكنولوجية والتعرف على سلوكيات المستفيدين من التلاميذ لكل مرحلة بهدف تطوير هذه السلوكيات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منه من هذه التكنولوجيا كذلك دراسات شاملة كاملة تتضمن اختيار المعدات التكنولوجية المتقدمة من أجهزة الحواسيب الآلية ومستلزماتها وتدريب أمناء المكتبات المدرسية على تشغيل النظم الآلية وإعداد قواعد البيانات والببليوجرافيا الآلية والعمل على ربط هذه المكتبات ببعضها البعض عن طريق شبكة معلومات محلية ثم العمل على ربطها بشبكة المعلومات الدولية "الانترنيت ".

" نطمح من ذوي الاختصاص العمل على تطوير مباني المكتبات المدرسية بما يسمح بإدخال تكنولوجيا المعلومات وربطها بنظام أمني متكامل ضد الكوارث الطبيعية والحرائق والسرقات بما يضمن سلامة محتوياتها وأجهزتها المختلفة.

" العمل على إنشاء مواقع خاصة على شبكة المعلومات الدولية "الانترنيت" للتعريف بالمكتبات المدرسية في ليبيا مع التأكيد على ضرورة التكامل بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة وبين المناهج الدراسية المقررة لكل مرحلة من مراحل التعليم والعمل على التدريب المستمر لكل أمناء المكتبات المدرسية والمعلمين لمواكبة التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا المعلومات لتعطيهم القدرة والفاعلية على تطبيقها بأنفسهم وتدريب التلاميذ عليها للاستفادة القوى منها والاستخدام الفعلي لهذه التكنولوجيا وتطبيقاتها.

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

المصادر والمراجع:

1- القرأن الكريم .

2- بوند وكابي ومايلز : الضعف في القراءة دراسة تشخيصية وعلاجية : ترجمة محمد منير مرسي وإسماعيل أبو العزائم، عالم الكتب القاهرة 1984.

3- الحسن هاشم: طرق تعليم القراءة والكتابة للأطفال/دار الثقافة ،عمان /الأردن .

4- صوفي ،عبد اللطيف: المكتبة المدرسية ، تنظيمها /مصادرها ودورها في مستقبل التربية /دارطلاس/دمشق 1995.

5- UNESCOevelopment of public libraries in Africa paris.

6- الفاخوري، حنا: الموجز ف الأدب العربي وتاريخ /الأدب المولد/الجزء الثاني/دار الجبل /بيروت/الطبعة الثانية 1991.

7- همشري، عمر أحمد: أثر المكتبة المدرسية في تثقيف النشء والشباب "الثقافة في تفاعلاتها مع القطاعات الأخرى" المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /تونس 1995..

8- العلى، أحمد عبد الله : المكتبات المدرسية والعامة /الأسس والخدمات والأنشطة/الدار المصرية اللبنانية /القاهرة 1993.

9- محفوظ، سمير أحمد: مكتبات الأطفال وتكنولوجيا المعلومات /أعمال المؤتمر التسع للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات من 21-26 أكتوبر 1998/تونس

10- السود، نزار عيون : واقع وآفاق استخدام تكنولوجيا المعلومات/من وقائع المؤتمر الثامن للمعلومات/الدار المصرية اللبنانية/القاهرة 1997.

11- خليفة، شعبان عبد لعزيز : تزويد المكتبات بالمطبوعات أسس النظرية وإجراءاته العملية الرياض / دار المريخ1980

12- جلاله، يوسف أبو بكر : دراسة تقويمية للدور التربوي للمكتبة المدرسية "في مرحلة التعليم الأساسي في مدينة سبها" رسالة ماجستير غير منشورة ، إشراف أ.د.فاضل عبد الله حنا ـ أ.دأبو بكر محمود الهوش/جامعة سبها/كلية الآداب/قسم التربية وعلم النفس/سبها 1998ف .

13- شرف الدين ، عبد التواب: الاتجاهات المدنية في المكتبات التربية، دار العربي للنشر والتوزيع القاهرة 1985.

14- محمود، إبراهيم وجيه: التعليم أسسه ونظرياته وتطبيقاته /مكتبة الانجلو المصرية/ القاهرة

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1132 مشاهدة

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,918,719

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.