من طرق تعديل السلوك ( الاشباع)*

تواجه الأم أو المربية مشاكل عديدة مع أطفالها من بين هذه المشاكل العناد ، وكثير من الأمهات يتصرفن مع مشاكل أطفالهن بالضرب والحرمان والتحقير والتخويف ولكنهن –مع الأسف- لايجدن لما يفعلنه أي فائدة تذكر بل يزيد عناد الطفل وإصراره على فعل مايغضب والدته وبعض الأطفال يكونون مسرورين وسعداء لأنهم لفتوا انتباه أمهاتهم إليهم فيتلذذ ون في إغضابهن، ليس انتقاما منهن لكنهم يحسون أنهم أثبتوا ذاتهم ، والغريب في الأمر أن المدرسة السلوكية أمدتنا ببعض الأساليب في تعديل سلوك أطفالنا تعاكس ما تعودنا عليه من شجب وضرب لأطفالنا عندما يتمادون في الخطأ ومن بين هذ ه الأساليب أسلوب العلاج ب( الإشباع)وتقوم فكرة هذا الأسلوب أن الإنسان إذا استمر في تكرار شيء ما مل منه مهما كان محببا إليه بل ويكرهه والمقصود بهذا الأسلوب أن الطفل عندما يصر على سلوك غير مرغوب فيه ولايمكن منعه منه أن يترك يمارس هذا السلوك حتى يمل منه فيضعف المعزز المحفز على ممارسته فمثلا الطفل الذي يلعب الكرة داخل المنزل ولا يستجيب للنهي تأمره والدته بأن يمارس ويستمر في لعبه للكره فترة زمنية طويلة حتى يمل فمثلا تتركه عشر دقائق وسيلعب خلال هذه العشر الدقائق لعبا طبيعيا بعدها تتركه ثلث ساعة ثم نصف ساعة بعدها سيبدأ يمل من اللعب وسيطلب من والدته أن يتوقف عن اللعب ولكن والدته تطلب منه الاستمرار حتى يتعب وتخور قواه عندها سوف يكره ممارسة هذا السلوك مستقبلا مثال آخر من العيادة النفسية في إحدى المستشفيات كانت إحدى المريضات مغرمة بسرقة بعض المناشف ( الفوط) وتسعد لذلك فقام أحد الأطباء النفسيين بتطبيق أسلوب الاشباع عليها وقال للخدم اتركوها تأخذ ما تشاء من المناشف وزيدوها ففعلوا ذلك ، ففي البداية كانت مسرورة جدا لأنها جمعت كمية كبيرة من المناشف ، ولكنها بعد فترة ملت من هذه المناشف فطلبت من الخدم التوقف عن تزويدها بها ومن ثم عادت إلى حالتها الطبيعية وتوقفت عن سرقة المناشف ، ويمكن للزوجة التي تعاني من أن زوجها يدخن أو يسكر أن ترغمه على الإكثار من التدخين أو الشراب حتى يمله فتعافه نفسه،وقد ذكر الكتور /قحطانالظاهر في كتابه تعديل السلوك ص194مانصه: (وقد استخدم هذا الأسلوب في علاج التدخين السريع كأحد الأشكال التي تؤدي إلى الإشباع ، أفادت التقارير إلى نجاح هذا الأسلوب في الكف عن التدخين ،فأشار سكموهل وآخرون ((1972Schmahl and othersYgn إلى نجاح هذه الطريقة بنسبة 100% بامتناع الأشخاص المعالجين)، فلماذا لانحاول تطبيق مثل هذه الأساليب التي إلم تنفع لن تضر بدل أن نتعب أعصابنا ونغضب من تصرفات من حولنا وفي النهاية هم لايرتدعون ونحن نتعب أعصابنا بدون فائدة ، المسألة تحتاج إلى صبر وتروي لنجرب ولن نخسر شيئا، والله الهادي إلى سواء السبيل .

*من أجمل الكتب التي بحثت في تعديل السلوك كتاب اسمه(تعديل السلوك )اسم المؤلف(الدكتور/قحطان أحمد الظاهر، الناشر / دار وائل- الأردن-عمان.