التصنيف
المقدمة :
أن الهدف الرئيسي من وجود المواد المكتبية في المكتبات ومراكز المعلومات هو استخدامها لأغراض البحث والدراسة والاطلاع وذلك عن طريق توجيه القارئ إلى المادة التي يريدها بسهولة وسرعة . ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من تنظيم المكتبات بشكل ما يساعد على الوصول إلى مجموعاتها بسهولة ويسر .
ويعتبر تصنيف مجموعات المكتبة ومقتنياتها الثقافية أحد الأساليب التي تستعملها المكتبات لتنظيم محتوياتها حسب موضوعاتها او أنواعها ليسهل مهمة المستفيدين في الوصول أليها .
من الناحية النظرية , أن نظام التصنيف الجيد هو ذلك النظام الذي يجمع المواد القرائية التي تتناول موضوعا واحدا في مكان واحد . لكن نجد من الناحية العملية أن هذا الهدف قد لا يمكن تحقيقه أحيانا وذلك لان الكتاب الواحد قد تتناول فصوله عدة موضوعات مختلفة ونحن ملزمون بتصنيفه في موضوع واحد . كما أن المعلومات عن الموضوع الواحد قد نجدها موزعة في أماكن مختلفة كأن تكون فصولا من كتب موضوعه في أماكن أخرى من المكتبة او مقالات منشورة في مجلات او موسوعات وغيرها من مصادر المعلومات .
أن الحاجة إلى التصنيف نشأت منذ العصور الأولى مما أدى إلى اهتمام كثير من العلماء والفلاسفة بإخراج خططهم لتقسيم المعرفة البشرية فبذلوا جهودا مضنية للوصول إلى تقسيمات محددة مقبولة لنتاج العقل البشري سواء كانت تقسيمات نظرية للمعرفة آم تقسيمات عملية للكتب . فمنذ العصور القديمة حاول الفلاسفة تصنيف المعرفة البشرية إلى أقسام مختلفة ومن هؤلاء الفيلسوف اليوناني أفلاطون الذي قام بتحديد المعرفة في نهاية كتابه الموسوم [ جمهورية أفلاطون ] حين قال انه يمكن تقسيم المعرفة إلى قسمين هما (1) :
أ. عالم المحسوس ( الصور المحسوسة والظلال ) .
ب. عالم المعقول ( المعرفة الرياضية والمثل والمعرفة اليقينية ) .
وجاء من بعد أفلاطون تلميذه ارسطو الذي رفض مبدأ أستاذه في تقسيم المعرفة تقسيما ثنائيا واستعمل مبدأ التقسيم المتعدد وقسم المعرفة إلى ثلاثة أقسام هي :
أ. العلوم النظرية وتشمل الهندسة والفلك والموسيقى .
ب. العلوم العملية وتشمل الأخلاق والاقتصاد والسياسة .
ج. العلوم الخيالية وهي علوم الشعر والبلاغة والجدل .
وفي الحضارة العربية الإسلامية حظي علم تقسيم العلوم وتصنيف الكتب باهتمام الفلاسفة والعلماء العرب , فإذا تصفحنا كتب فلاسفتنا الأوائل وتصانيف علمائنا نجد أن ما فيها يجلب الانتباه إلى آمر مهم ذلك هو ما حوته كتبهم ومؤلفاتهم من نظريات في تقسيم المعارف والعلوم. ويعتبر العالم العربي الكبير [ الكندي 801م-865م ] أول مصنف للعلوم عند العرب حيث قسم العلوم في عصره إلى ثلاثة أقسام هي (2):
العلوم النظرية والعلوم العملية والعلوم المنتجة . وقد كان متأثرا بآراء ارسطو .
آما الفارابي فقد صنف البشرية في كتابه ( إحصاء العلوم ) إلى خمسة أصناف هي:
1- علوم اللسان ( وهي خمسة ) : اللغة , النحو , الصرف , الشعر , القراءة .
2- علوم المنطق ( وهي ثمانية ) : المقولات , القضايا , القياس , البرهان , الجدل , السفسطة ( او الحكمة المموهة ) , الشعر , الخطابة .
3- الرياضيات وقسمها إلى : العدد , الهندسة , المناظر , علم النجوم , علم الموسيقى , علم الأثقال , علم الحيل .
4- العلوم الطبيعية والإلهية وتنقسم إلى : علم الحيوان , النبات , الجماد , الإنسان , والنفس , وعلوم ما بعد الطبيعة وما فوقها .
5- العلم المدني وعلم الفقه والكلام ويضم علم الكلام علم الأخلاق وعلم السياسة .
لقد كان هناك علماء وفلاسفة آخرون – يطول البحث عنهم – كانت لهم آراؤهم في تقسيم المعرفة كان من أبرزهم ابن سينا واخوان الصفا اللذين قسموا المعرفة في كتابهم الموسوم ( رسائل أخوان الصفا وخلان الوفا ) . ثم جاء الخوارزمي فوضع كتابه ( مفاتيح العلوم ) آما ابن النديم فهو من اشهر العلماء الذين اشتغلوا بالتصنيف حيث وضع كتابه المسمى ( الفهرست ) . وهذا الكتاب عبارة عن قائمة ببليوغرافية يضم أسماء الكتب المؤلفة باللغة العربية وتراجم مؤلفيها وقد قسم ابن النديم كتاب الفهرست إلى عشر مجموعات احتوت على أربعة وثلاثين فنا من فنون العلم والمعرفة .
ولعل أول كتاب عربي حاول تصنيف المعرفة بشكل موضوعي وعلمي هو كتاب ( مفتاح السعادة ومصباح السيادة ) لمؤلفه طاش كبري زاده الذي قسم المعرفة إلى سبعة أقسام رئيسية اطلق على كل قسم منها اسم دوحة وهي (3) :
1- الكتابة وتشمل الخط والإملاء ( العلوم الخطية ) .
2- العبارة أي الألفاظ وتركيبها ( اللغة والنحو والتاريخ ) .
3- الأذهان ( المعقولات ) ( الفلسفة والمنطق ) .
4- الأعيان ( الطب وعلم الكلام والزراعة ) .
5- الحكمة العملية ( الأخلاق والعلوم المنزلية ) .
6- العلوم الشرعية ( الدين والفقه ) .
7- علوم الباطن ( العبادات ) .
وقد قسم كل دوحة منها إلى شعب جعلها في أنواع وكل نوع إلى فروع اصغر متدرجا من العام إلى الخاص الذي يعتبره اسهل من العملية العكسية أي التدرج من الخاص إلى العام . ومما يلفت النظر في آراء طاش كبرى زاده انه جعل تصنيف المعرفة علما بمعنى الكلمة سماه تقاسيم العلوم وعرفه بأنه ( علم باحث عن التدرج من اعم الموضوعات إلى أخصها ليحصل بذلك على موضوع المتدرج تحت ذلك الأعم , ويمكن التدرج فيه من الأخص إلى الأعم ) .
لقد وضع طاش كبرى زاده بهذا التعريف قاعدة التدرج من العام إلى الخاص , وهي القاعدة التي بنيت عليها معظم أنظمة التصنيف الحديثة مثل نظام تصنيف دوي العشري .
ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه المحاولات العربية في تصنيف المعرفة ليست هي الوحيدة في الحضارة العربية الإسلامية وانما هي نماذج لعشرات المحاولات في هذا المجال التي كان لها آثرها البارز في نظم التصنيف الغربية الحديثة .
2- وظائف التصنيف وأهدافه :
يؤدي التصنيف عدة وظائف في المكتبة أهمها (4) :
1- انه الأساس في تنظيم مقتنيات المكتبة بقصد الاستعمال .
2- يساعد رواد المكتبة في الوصول إلى ما يريدون بسهولة ويسر .
3- التصنيف يضمن ترتيبا يعكس أهم الصلات بين الوثائق حيث يعمل على تجميع كتب الموضوعات الواحدة في مكان واحد ، والموضوعات ذات الصلة في تقارب نسبي .
4- يساعد في عمليات جرد مجموعات المكتبة .
5- يساهم في تيسير الخدمات المكتبية المختلفة ، كفصل مجموعة تحمل رقما معينا لاقامة معرض للكتب مثلا .
6- يساعد على تعرف مواطن القوة والضعف في المجموعات ويحفظ بالتالي التوازن في المجموعات .
7- يقوم التصنيف بواسطة رموزه بما يلي :
أ. ترتيب مجموعات المكتبة بشكل منطقي , كما يسهل سحب وإرجاع الوثائق دون أن يؤثر ذلك سلبيا على الترتيب .
ب. الربط الوثيق بين الفهارس ورفوف المكتبة .
ج. المساهمة في إرشاد القراء إلى مجموعات الموضوع الواحد .
د. بعد استخدام الحاسوب في المكتبات يمكن الرمز من استرجاع المعلومات المخزنة .
و. تساعد الرموز المستخدمة في نظم التصنيف على التذكر كأن يعكس الرمز نفسه فرع النحو في جميع اللغات دون أن يقتصر على لغة واحدة فقط , او كأن يكون الرمز حرفا يمثل الحرف الأول من اسم الموضوع .
8- قد يكون التصنيف أساسا لتنظيم التعاون بين المكتبات في الترتيب الموضوعي المتخصص في ميدان التعاون الدولي , وفي عمليات التزويد التعاونية , ويلعب التصنيف في هذا المجال دور اللغة العالمية .
3- مبادئ التصنيف العامة ومصطلحاته :
لكل علم ولكل موضوع مصطلحاته الخاصة به , والمقصود هنا المصطلحات الفنية ، ويستحيل على الدارس او الباحث أن يعرف موضوعا ما معرفة صحيحة ودقيقة وان يفهم فهما سليما آلا إذا توفرت للموضوع مصطلحاته المناسبة وتحددت معانيها الدالة عليها .
أن مصطلحات الموضوع ليست جامدة ولكنها نامية وتزداد باستمرار لتواكب تطور الموضوع وتقدمه . والموضوع النامي كالتصنيف مثلا يضيف باستمرار مصطلحات جديدة إلى مصطلحاته المألوفة المعروفة . ويستخدم ذوو العلاقة بالتصنيف هذه المصطلحات الفنية باستمرار باعتبارها وسائط التعبير السليم عن المعاني والمدلولات لجوانب التصنيف المتعددة .
آما المصطلحات الخاصة بالتصنيف فهي : (5)
1- الأصل Class : هو أي شئ او مجموعة من الأشياء قابلة للقسمة إلى جزئين او فرعين او اكثر , مثال ذلك :
الأدب ( أصل ) ---- ينقسم الى :
أدب عربي
أدب إنكليزي فروع
… الخ
وينطلق نظام التصنيف عادة من الأصول الرئيسية او الأصول الأساسية .
2- الفروع Species : هي الأقسام التي يتكون منها الأصل او هي الأقسام التي ينقسم أليها الأصل , ويمكن أن يصبح الفرع أصلا فينقسم إلى فروع أخرى فالأدب العربي يكون أصلا عندما نصنفه او نقسمه إلى :
- الشعر العربي.
- المسرحية العربية … الخ .
وكذلك الفرع ( الشعر العربي ) يكون أصلا عند تصنيفه إلى :
- الشعر الجاهلي .
- الشعر الإسلامي .
- الشعر الأموي … الخ .
3-الفرق Difference : هو الخاصية التي تستخدم لتقسيم الأصول إلى فروع , وبمعنى آخر هو الخاصية التي تضاف إلى الأصل فينتج الفرع الذي يكتسب هذه الخاصية والفرع الذي يكتسبها .
والمعادلة آلاتية توضح هذه الحقيقة :
الأصل + الفرق = الفرع او الفروع .
الحيوان + العمود الفقري = حيوانات فقارية + حيوانات لا فقارية .
في هذا المثال كان ( العمود الفقري ) هو الفرق الذي أضيف إلى الأصل (الحيوان) . وكان الناتج فرعا يمتلك هذه الخاصية وهي ( الحيوانات الفقارية ) وفرعا لا يمتلك هذه الخاصية وهي ( الحيوانات اللافقارية ) .
4-عامل القسمة Characteristic of Division : هو المبدأ الذي بموجبه ينقسم الأصل , مثال : يمكن تقسيم الدوريات جغرافيا حسب الأقطار او الأماكن او حسب الأوقات او حسب لغاتها او حسب موضوعاتها .
5-الشمول Extension : هو المجال المعرفي الذي يشمله لفظ ما . ويحوي اللفظ ذو الشمول الواسع كثيرا من الفروع مثل لفظ ( الأدب ) فهو شامل لكل الآداب بجميع اللغات وهكذا هو الحال مع الألفاظ الأخرى مثل ( الحيوان ، اللغة ، الصحافة ، الجغرافيا ، الأديان … الخ ) .
6- الغرض Intention : ويقصد به مجموع الخواص التي يمتلكها لفظ ما ، او الخواص التي تتوافر في الشيء المسمى ، فمثال ذلك لفظ ( الطير ) في حال الغرض فان لهذا اللفظ مجموعة خواص منها :
انه مخلوق حي ، فقاري ، له أجنحة ، يكسو جسمه الريش ، يتكاثر بوضع البيض … الخ .
وكلما ازداد الشمول للفظ قل غرضه وبالعكس فلفظ ( حيوان ) اكبر شمولا من لفظ ( الطير ) غير أن غرض لفظ ( حيوان ) اقل بسبب قلة خواصه بالنسبة إلى لفظ ( الطير ) .
7- الثبات Consistency : هو التقيد بعامل القسمة عند كل مرحلة من مراحل التقسيم وإذا جرى تطبيق اكثر من عامل في المرحلة الواحدة فان تداخلا سوف يحث في نظام التصنيف , مثال ذلك :
- المجلات العراقية ، المجلات الأردنية ، المجلات اليمنية … الخ .
أن عامل القسمة هنا هو القطر ومبدأ الثبات متوافر عند التقسيم .
- المجلات العراقية ، المجلات الفيزيائية ، المجلات الأردنية … الخ .
لقد حدث تداخل في نظام التصنيف فعامل القسمة في هذا المثال هما القطر والموضوع قد جرى تطبيقهما في مرحلة واحدة وبذلك اصبح مبدأ الثبات مفقودا لعدم استعمال عامل واحد للقسمة في المرحلة الواحدة .
8- نظام التصنيف Classification System : هو نظام منطقي لترتيب المعرفة البشرية وتنظيمها . ويتكون عادة من مجموعة من العناصر المادية والموضوعية وهي الجداول التي تتكون منها الأصول والفروع واجزاء الفروع والجداول المساعدة والكشاف . ويستخدم نظام التصنيف في المكتبة لتنظيم مجموعة المكتبة حسب موضوعاتها بحيث يخصص لكل موضوع رمز خاص به .
9- رمز الاستدعاء Call Number : مجموعة من الحروف او الأرقام او رموز أخرى ( مجتمعة او منفردة ) تستعملها مكتبة ما لتحديد مكان كتاب او وثيقة ما على الرفوف ويتألف من رمز فئة او شكل الكتاب فعلى سبيل المثال يعطى الرمز ( م ) إذا كان الكتاب مرجعا , ويعطى الرمز ( ر.ج ) إذا كان الكتاب رسالة جامعية ورقم تصنيفه , ورمز المؤلف ( يؤخذ أول ثلاثة أحرف من اسم المؤلف في حالة المؤلفين العرب او استخدام نظام رموز كتر لاسماء المؤلفين الأجانب ) .
10- رقم الأساس Base Number : هو رقم تضاف أليه أرقام أخرى من نظام التصنيف ويستعمل هذا الرقم كأساس لعملية بناء الأرقام في نظام ديوي العشري , حيث أن هناك تعليمات [ أضف ] في نظام التصنيف التي توجه المصنف نحو إضافة أرقام من أماكن مختلفة من النظام إلى رقم أساسي معين مثال :
" أضف إلى رقم الأساس 9 , 330 الرمز 1-9 من جدول رقم 2 " .
11- الرقم الشامل Comprehensive Number : هو رقم يغطي جميع عناصر او مكونات الموضوع المعالج ضمن مفهوم ما . ويمكن أن تكون المكونات عبارة عن مجموعة متتالية من الأرقام , مثال :
علم الاجتماع 301-307 ( الرقم الشامل 301 ) , او أن تكون موزعة في نظام التصنيف , مثال :
التشخيص الطبي ( 075 , 616 ) , بينما تكون رموز تشخيص حالات معينة موزعة في ( 1 , 616-618 ) .
12- الفاصلة العشرية Decimal Point : هي الفاصلة او النقطة التي تتبع الرقم الثالث في أرقام تصنيف دوي العشري وتستعمل في نظامي الكونجرس والنظام العشري العالمي .
4-مميزات وخصائص نظام التصنيف الجيد :
يجب أن تتوافر في نظام التصنيف الجيد خصائص ومميزات معينة أهمها : (6)
1- الشمول : أي أن يكون نظام التصنيف شاملا لجميع موضوعات المعرفة البشرية .
2- الرموز او الترقيم : وهو وسيلة حفظ التسلسل المقنن للموضوعات .
والترقيم هو مجموعة من الرموز التي تقوم مقام الألفاظ . وقد يكون الرمز رقما او حرفا او خليطا من الأرقام والحروف . أن الرمز الجيد هو الرمز المعبر عن الموضوع بدقة وان يكون قصيرا او مختصرا ليسهل حفظه وتذكره .
3- المرونة : أن يكون النظام مرنا بحيث يمكن استيعاب الموضوعات الجديدة دون إخلال بنظام التصنيف .
4- التقسيم المنطقي : أن يكون النظام مقسما تقسيما منطقيا ، وان تكون تفريعات الأقسام متدرجة من العام إلى الخاص .
5- وضوح رؤوس الموضوعات : حتى لا يحدث التباس او شك بحيث يفهم حدود كل قسم وما يضمه من تفريعات .
6- الكشاف : الكشاف أساسي في نظام التصنيف ، وذلك لان التسلسل المقنن للموضوعات نظام صعب الاستيعاب والفهم في كثير من الأحيان ، وهذا يستوجب أعداد نوع من المفاتيح التي تساعد المصنف والمستفيد على استخراج موضوعه داخل هذا التسلسل بسهولة ، ويمكن هذا من خلال أعداد كشاف هجائي بالموضوعات . والكشاف عبارة عن قائمة هجائية بالموضوعات او الألفاظ المستخدمة في جداول التصنيف . ويذكر مقابل كل لفظ الرمز الخاص به . والكشاف نوعان :
أ. الكشاف المجرد Specific Index : وهو عبارة عن كشاف يشتمل على الألفاظ او الموضوعات مرتبة ترتيبا هجائيا ، دون الإشارة إلى وجهات النظر التي عولج الموضوع من ناحيتها ، او بيان علاقة الموضوع بالموضوعات الأخرى .
ب. الكشاف التحليلي Relative Index : وهو كشاف يحوي الألفاظ او الموضوعات مرتبة ترتيبا هجائيا مع بيان وجهات النظر التي عولج الموضوع من ناحيتها ، وعلاقة الموضوع بالموضوعات الأخرى وإزاء كل مصطلح رقم التصنيف الخاص به .
7- المراجعة او التحديث : وهذا يعني إمكانية وتقبل النظام للإضافة والحذف والتغيير والتعديل في الموضوعات المشتملة في نظام التصنيف والأرقام المخصصة لها كنتيجة لتطور المعرفة البشرية وحيثما اقتضت الحاجة .
5- الرمز :
لقد وصلنا إلى المرحلة التي يبدو فيها واضحا أن نظام التصنيف العام سيتضمن جداول يحدد فيها التسلسل المرغوب للمواضيع المختلفة بحيث تكون مقسمة أولا إلى أقسام رئيسية بحسب التسلسل المختار لهذا النظام ، وضمن كل قسم رئيسي تجمع المواضيع بحيث تكون المترابطة منها معا . آلا أن هذا التسلسل الناتج لا يمكن أن يؤدي وظيفته في تصنيف المكتبة آلا إذا أضفنا أليه عنصرا آخر آلا وهو المفتاح او الرمز ( Notation ) . وهذا الرمز ذو قيمة عددية معروفة أي انه ذو مكان في التسلسل ، وهذه القيمة هي التي تمكن من ترتيب جداول التصنيف بصورة آلية .
صفات الرمز : (7)
لكي يؤدي الرمز الوظائف المرجوة منه على الوجه الأفضل فلابد أن تتوافر فيه عدة صفات منها :
1- البساطة : وهذا يعني أن يعكس الرمز ترتيب الموضوعات بوضوح وجلاء كما يجب أن يكون الرمز سهل الكتابة واللفظ والتذكر .
2- الاختصار : أن طول الرمز يعتمد على عدد الأصول الرئيسية في نظام التصنيف . ومن الواضح انه كلما كان الأساس طويلا كانت أرقام التصنيف اميل إلى القصر . كما تعتمد خاصية الاختصار على توزيع الرمز بين الموضوعات ، فالتوزيع السيء كثيرا ما يؤدي إلى طول أرقام التصنيف ، ويعتمد ذلك على قدرة الرموز على التعبير او أن يعكس بتوزيعه الرتب وتفرعاتها ، فكلما كان الرمز معبرا كانت أرقامه اميل إلى الطول .
3- المرونة : هي المقدرة على إضافة رمز او رموز إلى الترقيم من اجل المواضيع الجديدة التي تضاف إلى نظام التصنيف دون الإخلال بالترقيم او نظام التصنيف .
أنواع الرمز :
الرمز المستخدم في نظام التصنيف على نوعين هما :
أ. الرمز المجرد Pure Notation : ويتكون من نوع واحد من العلامات او الإشارات كالأعداد او الحروف ، مثال : الرمز في نظام ديوي العشري رمز مجرد حيث انه يستخدم الأرقام فقط .
ب. الرمز المختلط Mixed Notation : يتكون من نوعين او اكثر من العلامات او الإشارات كالأعداد والحروف معا ومن أمثلة هذا النوع الرمز المستخدم في نظام تصنيف مكتبة الكونجرس فهو مختلط لانه يستخدم الحروف والأرقام معا . - المبادئ العامة للتصنيف العملي :
قبل البدء بالحديث عن أنظمة تصنيف محددة ، لابد من الإشارة إلى المبادئ عن أصول التصنيف العملي التي لا تخص واحد منها دون الآخر .
والتصنيف العملي هو تعيين الأماكن المناسبة للوثيقة في نظام التصنيف .
وهذا يقتضي من المصنف أن يقرر ما يلي : (8)
1- تحديد موضوع الوثيقة : يعتبر هذا البند من البنود المهمة والصعبة إذ أن عدم القدرة على تحديد الموضوع ستسبب في أخطاء كثيرة لذا فان المعرفة العامة السليمة أساسية وضرورية للمصنف , ولكي يحدد المصنف موضوع الوثيقة يستطيع أن يسترشد بالوسائل التالية :
أ. عنوان الوثيقة .
ب. قائمة المحتويات .
ج. اسم المؤلف واختصاصه ومؤهلاته .
د. قراءة مقدمة الكتاب .
و. الكشاف .
ز. المصادر المستخدمة في التأليف .
ح. قراءة نصوص من الكتاب .
ك. استشارة ذوي الاختصاص .
2- بعد تحديد الموضوع لابد من البحث عن مكان هذا الموضوع في التسلسل الموضوعي في نظام التصنيف .
3- ترجمة الموضوع إلى الرموز المناسبة ( رقم التصنيف ) .
ويذكر لنا مريل في كتابه الموسوم ب ( Code for Classification ) (9) 365 قاعدة تفيد المصنفين أهمها :
1- صنف الكتاب في المكان الذي يكون فيه ذا فائدة دائمة وليس في المكان الذي يكون فيه ذا فائدة مؤقته .
2- صنف الكتاب حسب موضوعه ( او حسب عناصر أخرى غير الموضوع ، مثل الأدب ) .
3- صنف الكتاب حسب موضوعه بدقة ( أقصى درجة من التفصيل يسمح بها نظام التصنيف مع مراعاة تجنب الفجوات في تسلسل عناصر الموضوع ) .
4- صنف الكتب المترجمة كما لو أردت تصنيف الأصل .
5- صنف الوثيقة أولا حسب الموضوع ثم حسب الشكل الذي عرضت فيه باستثناء قسم المعارف العامة والآداب حيث الشكل اكثر أهمية .
6- صنف الببليوغرافية غير الموضوعية في مكانها المخصص في النظام . آما الببليوغرافية الموضوعية فيمكن أن تصنف في المكان نفسه او مع الموضوع .
7- صنف فلسفة الموضوع ونظرياته تحت الموضوع .
8- صنف الإحصاءات العامة تحت الإحصاء آما إحصاءات الموضوع فتحت الموضوع .
وعندما يختار المصنف رقم التصنيف المناسب فان عليه أن يثبت ذلك في الأماكن المخصصة له وهي :
1- كعب الكتاب .
2- مداخل الفهرس سواء كان الفهرس يدويا او آليا .
3- داخل الكتاب ( على ظهر صفحة العنوان ) .
4- سجل المكتبة .
7- أنظمة التصنيف :
تتوافر في العالم مجموعة من أنظمة التصنيف التي تتبناها المكتبات في تصنيف مجموعاتها حسب ظروف كل مكتبة وما يناسب محتوياتها والخدمات التي تقدمها ولا يمكن اعتبار هذه الأنظمة مثالية لكل أنواع المكتبات فلكل نظام نقاط قوة ونقاط ضعف . ويمكن أن نقسم هذه الأنظمة على أساس الحصر او التحليل والتركيب إلى ثلاث مجموعات هي (10) :
1- الأنظمة الحاصرة : وتضم : نظام تصنيف ديوي العشري , نظام مكتبة الكونجرس , نظام التصنيف التوسيعي الذي يسمى أحيانا بتصنيف كتر نسبة إلى واضعه شارلز كتر , نظام التصنيف الموضوعي الذي وضعه المكتبي البريطاني جيمس دف براون , نظام التصنيف الببليوغرافي ويدعى هذا النظام بتصنيف بليس نسبة إلى واضعه هنري ايفلين بليس .
أن هذه النظم الخمسة هي أنظمة تصنيف حاصرة بمعنى أنها تحاول أن تحصر كل موضوعات المعرفة البشرية في قائمة واحدة وتعطي أرقام تصنيف جاهزة للموضوعات المركبة , وما على المصنف آلا أن يفتح قائمة التصنيف ويحصل على الرقم جاهزا فينقله . واكثر الأنظمة من حيث الحصر هو نظام تصنيف مكتبة الكونجرس الذي يكاد يخلو من أي طريقة للتركيب او بناء الأرقام .
آما النظم الأربعة الباقية فهي تتفاوت في ذلك ولكنها لا تزال أنظمة حاصرة تضم أرقاما جاهزة .
2- الأنظمة شبه الحاصرة : ليس هناك في الحقيقة آلا خطة عامة واحدة من هذا النوع هي التصنيف العشري العالمي فهي تعتمد على أساس نظام تصنيف ديوي فهو نظام حاصر ولكنه ادخل درجة من التحليل والتركيب لتخصيص موضوعات الوثائق ولكنه لم يصل إلى التحليل والتركيب الكاملين .
3- الأنظمة التحليلية التركيبية : وهناك أيضا نظام عام وحيد من هذا النوع هو تصنيف الكولون للعالم الهندي المشهور رانجاناثان حيث يعتمد هذا النظام على التحليل والتركيب عند تحديد رقم التصنيف لموضوع ما إذ يتم تحليل الموضوع إلى وجوهه وجوانبه المختلفة ثم يجري تركيب الأرقام من جداول مختلفة بهدف إعطاء رقم تصنيف يظهر موضوع الكتاب بشكل دقيق .
ويوجه إلى هذا النظام بعض الانتقادات وخاصة فيما يتعلق بصعوبة تطبيقه .
آما الترقيم في هذا النظام فمختلط من الحروف والأرقام ويستخدم الرمز ( : ) الكولون لفصل رموز الأوجه المركبة .
8- نظام تصنيف ديوي العشري Dewey Decimal Classification :
يعتبر نظام تصنيف ديوي العشري اقدم أنظمة التصنيف الحديثة واوسعها انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية , كما أن له اتباعا كثيرين في أنحاء العالم والعالم العربي . ويعود الفضل في وضع هذا النظام إلى ملفل دوي الذي ولد عام 1851 وتخرج من كلية امهرست بعد أن درس الرياضيات عام 1874م . لقد ساهم في تأسيس جمعية المكتبات الأمريكية . كما ساهم في تأسيس أول مدرسة مكتبات في جامعة كولومبيا , عمل أمينا لمكتبة كلية كولومبيا وادار مكتبة ولاية نيويورك . توفي عام 1931 بعد أن اشرف بنفسه على إصدار اثنتي عشرة طبعة من نظامه وتواصل دار النشر Forest press على إصدار الطبعات اللاحقة لهذا النظام التي وصلت حاليا إلى الطبعة العشرين . لقد جرت محاولات متعددة لتعديل النظام لغرض استخدامه في المكتبات العربية وقد اتسمت معظم هذه التعديلات بأنها قامت على جهود فردية وذلك لغياب الجهات الرسمية المنسقة وقد جرت معظم التعديلات على الأصول التالية :
1. المعارف العامة .
2. الفلسفة .
3. الدين .
4. اللغات .
5. الآداب .
6. التاريخ .
الصفات العامة لنظام دوي العشري (11) :
1- نظام عشري : الأصل في التسمية هو استخدام دوي للفاصلة العشرية . آلا أن كثيرا من المكتبيين أطلقوا عليه النظام العشري ( بفتح العين ) وذلك لان دوي قسم المعرفة البشرية إلى تسعة أصول رئيسية ثم أضاف أليها أصلا عاشرا وهو المعارف العامة . والأصول العشرة الرئيسية هي :
000 المعارف العامة .
100 الفلسفة وعلم النفس .
200 الديانات .
300 العلوم الاجتماعية.
400 اللغات .
500 العلوم البحته .
600 التكنولوجيا والعلوم التطبيقية .
700 الفنون .
800 الآداب .
900 التاريخ العام والجغرافية العامة والتراجم .
ثم قسم دوي كل اصل من هذه الأصول العشرة إلى عشرة أقسام فرعية أخرى واطلق عليها اسم الأقسام وهي مائة قسم ، بعد ذلك قسم دوي كل قسم من الأقسام الفرعية المائة إلى عشرة أقسام أخرى اطلق عليها ( الفروع ) .
2- التركيب الهرمي : نظام تصنيف دوي نظام تصنيف هرمي رتبي أي انه يتدرج من العام إلى الخاص ، وان كل خطوة من خطوات التقسيم تتضح في الرمز بإضافة عدد جديد ، مثال ذلك :
600 التكنولوجيا ( العلوم التطبيقية ) .
620 الهندسة والعمليات المتصلة بها .
621 الفيزياء التطبيقية .
621,3 الهندسة الكهربائية والإلكترونية والكهرومغناطيسية وهندسة الاتصالات وهندسة الحاسوب وهندسة الضوء .
621,38 الهندسة الإلكترونية وهندسة الاتصالات .
621,388 هندسة التلفون .
- نتبين من المثال السابق أن الهرمية في دوي تظهر في الأرقام وكذلك في الموضوعات :
أ. الهرمية في الأرقام : وتعني أن كل خطوة من خطوات التقسيم تتضح في الرمز بإضافة عدد جديد إلى الرقم الأصلي .
ب. الهرمية في الموضوعات : وتعني أن كل موضوع في الترقيم الواحد المتتابع هو جزء من الموضوع الذي قبله ويبدأ من الموضوع العام إلى الموضوع الخاص .
القوائم السبع المساعدة Tables :
تعتبر القوائم السبع في الطبعة التاسعة عشرة لنظام دوي العشري إحدى الصفات المهمة في هذا النظام . كما أنها إحدى وسائل بناء وتركيب الأرقام التي تساعد المصنف على بناء الأرقام الأكثر تخصيصا .
تستعمل الرموز الموجودة في هذه القوائم فقط مقترنة بأرقام من خطة التصنيف أي أن الرموز في هذه القوائم لا تستعمل منفردة على الإطلاق وانما مضافة إلى الأرقام الأساسية من خطة التصنيف . كما أن الشرطة ( - ) قبل الرمز مثال ( 41 – بريطانيا ) تؤكد الحقيقة بان هذه الرموز يجب أن تضاف إلى رقم آخر كما تحذف في هذه الشرطة عند إضافة أحد الرموز من هذه الأرقام إلى رقم الأساس في الخطة .
والقوائم السبع المساعدة هي (12) :
1- قائمة الأقسام الشكلية Standard Subdivision .
2- قائمة الأماكن والمناطق الجغرافية , الفترات التاريخية . الأشخاص Geographic Areas , Historical , Persons
3- قائمة الآداب الفردية Subdivisions of individual Literatures .
4- قائمة اللغات الفردية Subdivisions of individual Languages .
5- قائمة المجموعات الجنسية والعرقية والقومية Racial Ethnic National Groups .
6- قائمة اللغات Languages .
7- قائمة مجموعات الأشخاص Groups of persons .
الكشاف النسبي لنظام ديوي العشري Relative Index :
يصعب على المصنف في بعض الأحيان وخاصة المبتدئ تحديد رقم تصنيف موضوع ما في جداول التصنيف الرئيسية بسبب ترتيبها المنطقي لذا زود دوي نظامه بكشاف هجائي تحليلي لتسهيل عملية البحث عن الموضوعات والمصطلحات واستخراج أرقام تصنيفها . والكشاف هو عبارة عن ترتيب هجائي كلمة بكلمة للموضوعات والمصطلحات الواردة في الجداول الرئيسية للنظام وأمام كل منها رقم التصنيف الخاص به . وعلى الرغم من أهمية الكشاف في مساعدة المصنف على استخراج أرقام تصنيف الموضوعات بسهولة آلا انه يتوجب عليه كل مرة يستخدم فيها الكشاف الرجوع إلى الجداول الرئيسية والمساعدة للتحقق من رقم التصنيف إذ توجد هناك معلومات كاملة عن الرقم ومحتوياته لذا يعتبر الكشاف مفتاحا للجداول الرئيسية والمساعدة وليس بديلا لها .
ساحة النقاش