المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

أبو عبد الله محمد بن سحنون ، من فقهاء المالكية من بلاد المغرب . تثقف على أبيه (( سحنون )) و ابن القاسم ، وابن هب . له فضل السبق في إدراك حقيقتين تربويتين :

1- وضع منهجاً محدداً لتعليم الصغار ، رجال الغد المؤملين.

2- خطا الخطوة التطبيقية ، فألف كتاباً يترجم عن مفاهيم هذا المنهج سماه (( آداب المعلمين )) وهوكتاب صغير ، عدد صفحاته ست وعشرون ، وعنى بطبعه ونشره ، والتعليق عليه والتقديم له الأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب من تونس ، وبلغت صفحات المقدمة ثمانيا وعشرين ([1]) .

ولتكون الفكرة عن هذا الكتاب ، واضحة ، أثبت موضوعاته :

1- ما جاء في تعليم القرآن الكريم ، وهي أحاديث شريفة ، وأقوال مأثورة عن فضل من تعلم القرآن وعلمه من مثل :

· قال أبو عبد الله محمد بن سحنون : حدثني أبي سحنون ، عن عبد الله بن وهب ، عن شعبان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : " أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " .

· عن سحنون ، عن عبد الله بن نافع قال : حدثني حسين ، عن عبد الله بن حمزة عن أبيه عن جده عن على - رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : " عليكم بالقرآن ، فإنه ينفى النفاق ، كما تنفي النار خبث الحديد " .

2- ما جاء في العدل بين الصبيان : أحاديث وأقوال عن موسى ، عن فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن الحسن قال : إذا قوطع المعلم على الأجرة ، فلم يعدل بينهم - يعني الصبيان – كتب من الظلمة .

3- باب ما يكره محوه من ذكر الله تعالى ، وما ينبغي أن يفعل ذلك :

· وحدثنا عن موسى عن جويبر بن منصور قال : كان إبراهيم النخعي يقول : من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفته مداد ، قال : وفي هذا دليل أنه لا بأس أن يلمطه يعني يلعقه .

4- ما جاء في الأدب ، وما يجوز من ذلك ، وما لا يجوز :

· قال محمد : وإنما ذلك ، لأنه يضربهم إذا غضب ، وليس على منافعهم ، ولا بأس أن يضربهم على منافعهم ولا يجاوز بالأدب ثلاثاً ، إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك إذا آذى أحداً . ويؤدبهم على اللعب
والبطالة ، ولا يجاوز بالأدب عشرة ، وأما على قراءة القرآن فلا يجاوز أدبه ثلاثاً .

5- ما جاء في الختم ، وما يجب ذلك للمعلم .

· وسألته متى تحب الختمة فقال : إذا قاربها وجاوز الثلثين ، فسألته عن ختمة النصف ، فقال : لا أرى ذلك يلزم. قال سحنون : (( ولايلزم ختمه غير القرآن كله لا نصفه ، ولاربع إلا أن يتطوعوا بذلك )) .



6- ما جاء في القضاء بعطية العيد .

· لايحل للمعلم أن يكلف الصبيان فوق أجرته شيئا من هدية وغير ذلك ، ولايسألهم في ذلك ، فإن أهدوا إليه على ذلك فهو حرام ، إلا أن يهدوا من غير مسألة ، إلا أن تكون المسألة منه على وجه المعروف ، فإن لم
يفعلوا فلا يضربهم في ذلك .

7 - ماينبغى أن يخلى الصبيان فيه .

· قلت له : فكم ترى أن يأذن لهم في الأعياد : (( الفطر يوما واحدا ، ولا بأس أن يأذن لهم ثلاثة أيام ، والأضحى ثلاثة أيام . ولابأس أن يأذن لهم خمسة أيام )) .

قال : (( وأحب للمعلم أن يولى أحدا من الصبيان الضرب ، ولا يجعل لهم عريفا منهم ، إلا أن يكون الصبي الذي قد ختم ، وعرف القرآن )) .

8- ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان :

· وينبغي عليه ، أن يعلمهم إعراب القرآن ، وذلك لازم له ، والشكل ، والهجاء ، والخط الحسن ، والقراءة الحسنة ، والتوقيف والترتيل ، يلزم ذلك ، ولا بأس أن يعلمهم الشعر ، وليس ذلك بواجب عليه .

9 - ما جاء في إجازة المعلم ، ومتى تجب.

· قال محمد : وكتب شجرة بن عيسى ، إلى سحنون يسأله عن المعلم ، يستأخر علىصبيان يعلمهم ، فيمرض حد البيان ، أويريد أبوه أن يخرج به إلى سفر أو غيره . فقال : إذا استؤجر سنة معلومة ، فقد لزمت آباؤهم الإجارة ، وخرجوا أو أقاموا . 

10-ما جاء في إجازة المصحف، وكتب الفقه ، وما سابهها .

· روى بعض أهل الأندلس أنه لابأس بالإجازة على تعليم الفقه ، والفرائض ، والشعر ، والنحو ، و هو مثل القرآن ، فقال : ((كره مالك ذلك وأصحابنا ، وكيف يشبه القرآن له غاية ينتهي وما ذكرت ليس له غاية
ينتهي إليها )) .

هذا دستور وضعه ابن سحنون ، ينظم عملية التعلم منهجاً وطريقة أداء ، لا تقارن بما وصلت إليه التربية الآن بعد حصيلة من التجارب شرقية وغربية ، وإنما نقارنه بما كانت عليه تربية إسلامية وليدة في قرنيها الثاني والثالث الهجريين ، أو بما كانت عليه تربية غربية لا نرى لها أثراً بارزاً في حياة الناس حينئذٍ .

سنرى أنه فكر حر مبتكر ، لا يتجافى مع منطق التربية الدينية ، التي تمده بمفاهيمه السليمة التي منها :

· تكافؤ الفرص بين المتعلمين فيما يتعلمون ، وفيما يدفعون من أجر . قال رسول الله :" أيما مؤدب ولي ثلاثة صبية من هذه الأمة ، فلم يعاملهم بالسوية ، فقيرهم مع غنيهم ، وغنيهم مع فقيرهم حشر يوم القيامة مع الخائنين " وعن الحسن قال : " إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم كتب من الظلمة "

· العقوبة : لا بأس أن يضربهم على منافعهم ، ولا يجاوز بالأدب ثلاثاً ، إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك

· نفقة التعليم : إذا شرط المعلم أجراً معلوماً كل شهر ، أو كل سنة ، احترم شرطه ، فإذا لم يكن ، فما أعطى قبل ، وما لم يعط لم يسأل شيئاً .

· تحديد العطلة : يوم أو ثلاثة في عيدي الفطر والأضحى .

· من يقوم بالتعليم : المعلم ، أو العريف بشروط ، أو يستعين بمن يعينه ، إذا كان في مثل كفايته .

· طريقة الأداء : الكتاب من الضحى إلى ما قبيل العصر ، لا ينتقل التلميذ من سورة إلى سورة حتى يحفظها بإعرابها وكتابتها ، ولا يرسل المعلم التلاميذ في حوائجه ، ولا يعلم البنون مع البنات .

· العناية بالناحية التطبيقية : يعلمهم الوضوء والصلاة ، وعدد ركوعها وسجودها ، والتكبير ، وكيف الجلوس ، والإحرام ، والسلام ، وما يلزمهم في الصلاة ، والتشهد ، والقنوت في الصبح وصلاة الاستسقاء ، والخسوف ، والسجدة .

· الـمـنـهـج :

1 - تعليم القرآن وإعرابه : حدثني موسى بن معاوية الصادحي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن حذيفة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ القرآن بإعرابه فله أجر شهيد " . ولعل الإعراب هنا ، هو ضبط الحروف ، وإخراجها من مخارجها . وينبغي أن يعلمهم إعراب القرآن ، وذلك لازم له ، والشكل ، والهجاء ، والخط الحسن ، والقراءة الحسنة والتوقيف ، والترتيل .

2 - لا بأس أن يتعلموا الشعر مما لا يكون فيه فحش من كلام العرب ، وأخيارهم .

3 - يعلمهم الخطب إن أرادوا .

إن ابن سحنون ، يوجه اهتمامه أولاً لحفظ القرآن ، وتجويد قراءته وفهمه ، لتنطلق الألسنة وتتسع المدارك ، ويجب أن يغرس في نفس الصبي من الصغر ، محبة الله ، ليقبل على طاعته ، والخوف منه ، فيتجنب ما نهى عنه ، ويكون إذا شب مثلاً طيباً في الأخلاق .
ويظهر أن ابن سحنون ما كان يرى أن يدرس التاريخ ، أو يدرس الجغرافيا ، والعلوم الرياضية في المرحلة الأولى من العمر ، ليكون التفرغ كاملاً للقرآن ، والدين ، والخلق ، فيكون الأساس سليماً ، ويسهل بعد ذلك تعليم العلوم المختلفة .

([1]) محمد أحمد جاد صبح . التربية الإسلامية [ دراسة مقارنة ] . القاهرة ، مكتبة الكليات الأزهرية ،

المصدر: محمد أحمد جاد صبح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 415 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2011 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,759,805

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.