التعلـيم عـن بعـد
المفهوم والخصائص والمتطلبات

أدى تطور التقنية المعاصرة إلى ظهور المخترعات والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تمثل ثورة حقيقية في مختلف مجالات الحياة والتي يجب أن ينال ميدان التربية والتعليم حظا وافرا منها نتيجة استخدام الوسائل التقنية المتطورة من حاسب آلي وشبكات اتصال ووسائط متعددة وبوابات إلكترونية وما توفره من إمكانات هائلة في سرعة وضخامة نقل المعلومات ومعالجة المشكلات التي تعاني منها النظم والمؤسسات التعليمية . ومما لاشك فيه فإن الإنترنت هو أهم إنجاز تقني في عالمنا المعاصر تمكن الإنسان من خلاله أن يلغي المسافات ويختصر الزمان ويجعل هذا العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة تتشابك على مساحتها الضئيلة المعلومات وتكنولوجيا الإعلام ومعطيات الثقافات والمعارف والحضارات، بما يتيحه هذا التواصل من الوقوف على الجديد فور حدوثه . 
التعليم عن بعد ثمرة للتقنية المعاصرة : 
لقد تأثر التعليم تأثرا واضحا بفعل الثورة التقنية المعاصرة ، وجاء (التعليم عن بعد ) أحد أبرز مظاهر هذا التأثر حيث يحمل في مفهومه وأدواته ملاحقة فعلية لتطور العلوم والمعارف وتطبيقاتها في مختلف الحقول ، وقد قضى مفهوم التعليم ن بعد على تلك الفصول التقليدية المعروفة بفضل استخدام وسائل التقنية المتطورة ، وأضحى بالإمكان أن تصل المعرفة إلى المتعلمين من غير انخراط في النمط التقليدي المعروف في التعليم الذي يتم داخل المدرسة والجلوس أمام السبورة في حضور المعلم . 
ولقد طور التعليم عن بعد مع طور وسائل الأعلام التربوية التي فتحت له مجالات التطور وطورت من هياكله وأدواته ، فقد مر التعليم عن بعد عبر التعليم بالمراسلة عبر البريد عن طريق التواصل مع لطالب في بيته ، ثم كانت الإذاعة وسيلة لتحقيق التعليم عن بعد بجانب الاتصالات السلكية واللاسلكية ثم كان للتلفزيون دوره في توفير فرص التعليم عن بعد ، وتطور الحال بما يعد ثورة حقيقية في التعليم عن بعد مع ظهور الحاسب الآلي وشبكة المعلومات الدولية (الأنترنت ) وما وفرته من إمكانات هائلة في التواصل وتوفير فرص التعليم والتعلم .
مفهوم التعليم عن بعد : 
توجد اختلافات حول تعريف التعليم عن بعد منذ أن حدث البعض عن التعليم بالمراسلة وعن طريق تلفزيون المدرسة أو التعليم خارج مقر المدرسة باستخدام الإذاعة والتلفزيون أو التعليم خارج الجامعة أو بر الجامعة المفتوحة أو بتوزيع الوثائق التربوية بواسطة القمر الصناعي أو بواسطة الكابل أو بشبكة المعلومات وغير ذلك من لوسائل والأدوات . ويعود الاختلاف في التعريف إلى النظرة إلى التعليم عن بعد على أنه مجرد وسيلة من وسائل التعليم تستخدم الوسائل التقنية لتوصيل العلوم والمعارف إلى طلاب موجودين في أماكن بعيدة خارج مقر الدراسة 
وتكثر المصطلحات المستخدمة في مجال لتعليم عن بعد حتى إننا نجد فيضا من هذه المصطلحات يرتبط بتاريخ هذا النهج من التعليم ونذكرها فيما يلي : 
1- التعليم بالمراسلة
2- التعليم غير المباشر 
3- التعليم الممتد
4- التعليم المستقل 
5- الدراسة بالمنزل
6- الدراسة الخاصة 
7- التعليم بالبريد
8- التعليم على الهواء 
9- التعلم الذاتي / التعليم الذاتي 
10- التدريس عن بعد 
11- التعليم المفتوح 
12- التعليم من بعد 
وهذه المصطلحات التي تخص التعليم عن بعد تقوم أساسا على ذلك الانفصال القائم بين المعلم والمتعلم حيث إن التعليم عن بعد لا تخضع فيه عملية التعلم لإشراف مستمر ومباشر من المعلم أوالمشرف بل هناك مسافة بين المعلم والمتعلم
خصائص التعليم عن بعد :
يفرض مفهوم التعليم والتعلم عن بعد أن ننظر إليه على أنه يمثل أكثر من وسيلة للتعليم فهو منظومة متشعبة لا يمكن ردها إلى الأنظمة التعليمية التقليدية - التي يتم فيها التعليم بصورة شفاهية في مقر المدرسة أو المعهد أو الجامعة لا من حيث سير العملية التعليمية ولا من حيث خصائصها التربوية ، ذلك لأن التعليم والتعلم عن بعد يتطلب نظرة مغايرة إلى العملية التعليمية التي تتم في إطاره لما يقتضيه من تغيير جذري في الممارسات والوسائل التربوية للتغلب على البعد وانعزال الطالب وما يوجبه ذلك من تحول ضروري في الدور والمهام والوظائف الموكولة إلى المعلمين والمشرفين على هذا النوع من التعليم الذي يتم في إطار من التعلم الذاتي.
إن ذلك يتطلب إعادة تنظيم وظيفية كاملة لنظام التعليم بحيث تتطور عناصره ومدخلاته لمسايرة مفهوم التعليم عن بعد وتوفر له المناخ المناسب لإنجاح التعلم الذاتي وتمليك الطلاب مهاراته وتوفير وسائله وإتاحتها لديهم بما يتناسب وخصائص التعليم عن بعد التي يمكن إيجازها فيما يلي : 
1- الانفصال الجغرافي بين المعلم والمتعلم مما يتطلب تعويض المناخ المدرسي للطالب ومساعدته على إيجاد محيط تربوي لنفسه يهيء له الإقبال على التعلم ومواصلته بنفسه .
2- المؤسسة التعليمية تحل بدرجة كبيرة محل المعلم بما توفره للطالب من أساليب المتابعة والتوجيه الاستشارة والتقويم 
3- يتيح الفرصة للطلاب لتبادل المعلومات والخبرات وتبادل الآراء عبر التواصل الألكتروني .
4- يمكن أن يحقق التواصل المزدوج بين المعلم والطلاب أو لتواصل الجماعي عبر التواصل الألكتروني الفاعل بما يفيد في نشر المعرفة وحقيق التقارب بين المتعلمين .
5- تحقيق الخصوصية للطالب في التعلم لأن التعلم عن بعد يراعي الفروق الفردية بين الطلاب بصورة لا تتوفر في المدرسة التقليدية حيث يمكن التعامل مع لطلاب تبعا لقدراتهم وإمكاناتهم الذاتية مما يتيح الفرصة لتطبيق مباديء تفريد التعليم وهي المباديء التي تراعي خصوصية كل طالب وقدراته التحصيلية .
6- التعليم عن بعد يؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة في إطار التعليم المفتوح للجميع فهو يعطي الفرص المتساوية للجميع فالتعلم لا يقتصر على فئة معينة أو وقت محدد .
7- نظام التعليم والتعلم عن بعد يوازي أو يمكن أن يفوق في تأثيره نظام التعليم التقليدي عندما تستخدم تقنياته بكفاءة عالية 
8- يسهم نظام التعليم عن بعد في حل المشكلات التي تعترض نشر التعليم أو استيعاب الكم لهائل من الطلاب في المدارس أو لجامعات . 
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد http://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=56117 

متطلبات التعليم عن بعد : 
يتطلب التعليم عن بعد إلى توفر العديد من العناصر من بينها ما يلي : 
1- المواد التعليمية المناسبة التي تحتاج إلى طاقات بشرية فنية عالية الكفاءة تتعاون في إنتاج هذه المواد لتكون ملائمة علميا وفنيا . 
2- الفصول الافتراضية وهي فصول على الشبكة العالمية لا تتقيد بزمان أو مكان بل يتم تجمع الطلاب للمشاركة في حالات تعلم تعاونية بحيث يكون الطالب في مركز التعلم كما يكون إيجابيا متعاونا وفاعلا .
3- تحديد الخيارات التقنية للمعلم التي يلجأ إليها في التعلم عن بعد وتتمثل تلك الخيارات في أربع فئات أساسية وهي : 
• تحديد الصوت ( تليفون / مؤتمرات صوتية / لا سلكي قصير موجه / شرائط ....) 
• الوسائل السمعية المرئية ( الصور المتحركة أو الحية / الشرائح / الأفلام / ...) 
• البيانات : ويستخدم الحاسب لتسهيل وصول المعلومات والدروس التعليمية 
• الطباعة : فهي عنصر أساسي في برامج لتعليم عن بعد .
4- من المهم توفير المناخ التعريفي والإعلامي اللازم لنجاح برامج التعليم عن بعد 
5- التركيز على حاجات الدارسين وعلى متطلبات المحتوى التعليمي المطلوب لكل مستوى دراسي .