ما هو الفرق بين معالجات أيه إم دى AMD ومعالجات إنتل Intel من حيث البناء الداخلي وكيفية الأداء والعلاقة مع مكونات الحاسب ، وأيهما الأفضل لصناعة الرسوميات والجرافيك ؟
هذا السؤال ضخم للغاية وإجابته تحتاج إلى صفحات وصفحات ، وهو في حقيقته يتكون من عدة أسئلة ، يحتاج كل سؤال منها إلى صفحات وصفحات للإجابة عنه ، إذا أردنا أن نعرف الفرق بين معالج إيه إم دي وإنتل من حيث البناء الداخلي علينا أن نسأل عن الفرق بين تليفون نوكيا وتليفون سامسونج ؟ أو الفرق بين تليفزيون شارب وباناسونيك ؟ أو الفرق بين سيارة بي إم دبليو BMW والمرسيدس ؟؟
لعل الإجابة أن الفارق الوحيد بين هذه الأجهزة هو الماركة تقريباً واختلاف مواضع وترتيب المكونات ، لكنها في النهاية تؤدي وظيفة واحدة بنفس الكفاءة تقريباً ، وقد يكمن الاختلاف في الكماليات أو الملحقات الثانوية وليس في المكونات الأساسية ، نفس الأمر بالنسبة للمعالجات ، مع بعض الاختلاف ، فإذا كانت كل التليفزيونات تقريباً تتشابه مع بعضها البعض بغض النظر عن اختلاف طرازها أو موديلها ، لكن أجيال المعالجات تختلف اختلافاً كبيراً بين بعضها البعض ، فمثلاً بنية معالج بنتيوم 3 تختلف عن بنتيوم 4 وعن بنتيوم دي D وعن كور 2 دوو ، وهكذا ، لكن النتيجة في النهاية واحدة .
ولتوضيح العلاقة بين المعالج ومكونات الحاسب ، لابد أن نعرف ما هي وظيفة المعالج من الأساس : المعالج من الحاسب بمثابة المخ أو القلب في الإنسان ، غير أن التشبيه بالمخ أو العقل أدق ، فمثلما اختص العقل بالتفكير والمنطق ، تتمثل وظيفة المعالج في تنفيذ العمليات الحسابية والرياضية اللازمة لتنفيذ أمر أو وظيفة معينة في برنامج أو تخزين البيانات بصفة مؤقتة أو دائمة أو توفير الوسيلة التي تتواصل بها بقية مكونات الحاسب ، وهذه التعليمات أو العمليات الرياضية التي ينفذها المعالج تقدم له في صورة أرقام محفوظة في ذاكرة الحاسب .
وهناك أربع خطوات تستخدمها جميع المعالجات تقريباً وهي : جلب البيانات أو التعليمات وترميزها ثم تنفيذها ثم تسجيلها ، يقصد بجلب البيانات استرجاع التعليمات من ذاكرة البرنامج ، وتحدد هذه التعليمات ما ينبغي على المعالج عمله ، وفي خطوة الترميز تنقسم التعليمات إلى أجزاء ثم تحول إلى أرقام يفهمها المعالج ، وفي خطوة التنفيذ تتكاتف مختلف أجزا ء المعالج لتنفيذ العملية الحسابية المطلوبة وحساب النتائج ، وفي الخطوة النهائية وهي التسجيل ، يقوم المعالج بتسجيل هذه النتائج في بعض أنوا ع الذاكرة المدمجة بالمعالج ، وبعد تنفيذ التعليمة وتسجيل البيانات الناتجة ، تتكرر العملية كلها مع تعليمة أخرى .
وعندما يحتاج المعالج لإجراء عملية حسابية ، فإن المعالج يطلب البيانات الخام من ذاكرة الوصول العشوائي ( الرام Ram )، ثم يخزن البيانات في موقع تخزين مؤقت داخل المعالج يسمى " السجل " ، وهو مقدار صغير جداً من ذاكرة سريعة للغاية ، وعندما يجري العملية الحسابية ، فإن المعالج يقرأ القيم من السجل ، ثم يقدم الإجابة ثم يعيد القيم الناتجة مرة أخرى إلى ذاكرة الحاسب مثل الرامات ، وهذه العملية تستغرق جزء من ملايين الأجزاء من الثانية .
ويهمنا هنا معرفة الفرق بين معالجات الحاسب والمعالجات الرسومية لمعرفة مدى دور المعالجات العادية في الألعاب والجرافيك ، تختلف معالجات الحاسب اختلافاً كبيراً عن المعالجات الرسومية ، فمعالج الحاسب مصمم لأداء جميع المهام بلا استثناء ، ولكن أداءه يختلف في مهمة عن الأخرى ، فيمكنه مثلاً الوصول لقواعد البيانات وتصفح الويب وتشغيل الأغاني وتشغيل الأفلام وعرض الصور ، لكن المعالج الرسومي مصمم لأداء مهمة واحدة بامتياز وهي عرض وتشكيل الجرافيك والأشكال الرسومية المجسمة والرسومات المتحركة ، وإذا كان من الممكن استخدام معالجات الحاسب في تنفيذ هذه المهام ، لكنه لن ينفذها بمستوى كفاءة وجودة المعالجات الرسومية .
وبصفة عامة ، تتفوق معالجات إنتل Intel على معالجات إيه إم دي AMD في الأداء خاصة بعد طرح إنتل معالجات متقدمة بعمليات تصميم متقدمة وأبعاد تصل إلى 45 نانو متر بينما ما زالت إيه إم دي تصنع معالجاتها بتقنية 65 نانو متر ، لكن إيه إم دي تتفوق على إنتل في مجال المعالجات الرسومية نظراً لأنها اشترت شركة إيه تى آي ati البارعة في هذا المجال منذ سنوات ، وبديهي أن من يركز نشاطه في تخصص واحد يكون أفضل ممن يوزع نشاطه بين عدة تخصصات مثل إنتل التي تنتج المعالجات وشرائح اللوحات الرئيسية وكروت الشاشة والرامات واللوحات الرئيسية ووحدات التخزين .
لمعرفة الأفضل في صناعة الجرافيك والرسوم المتحركة والألعاب ، ينبغي أن تعرف أن دور المعالج في هذا الخصوص يمثل 10 في المائة ، والباقي يتوقف على كارت الشاشة أو المعالج الرسومي ، ويمكن للمستخدم شرا ء أي معالج ثنائي أو رباعي النوى سواء من إنتل أو إيه إم دي ( وإن كانت إنتل قد سبقت إيه إم دي في إطلاق أجيال متطورة من المعالجات ) ثم شراء كارت شاشة قوى سوا ء من إيه إم دي ( ممثلة في منتجات شركة إيه تي أي ati ) أو من شركة نيفيديا nvidia .
المصدر: م/تامر الملاح
م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"
نشرت فى 15 يناير 2011
بواسطة tamer2011-com
م/ تامر الملاح
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
3,896,505
بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة
للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:
عبر البريد الإلكتروني:
[email protected] (الأساسي)
عبر الفيس بوك:
إضغط هنا(إني أحبكم في الله)
أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
ساحة النقاش