المــوقـــع الــرســمى الـخــــاص بــ "د/ تــامر المـــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

 

إدمان الانترنت.. هو حالة نظرية من الاستخدام المرضي لشبكة الإنترنت الذي يؤدي إلى اضطرابات في السلوك، وهو ظاهرة قد تكون منتشرة تقريباً لدى جميع المجتمعات في العالم بسبب توفر أجهزة الكمبيوتر في كل بيت وان لم يكن موجوداً في كل بيت يكفي للفرد الذهاب إلى أحد الاصدقاء أو المقاهي التي توفر له استخدام الانترنت .

ويرجع ظاهرة الإدمان على الإنترنت لعدة اسباب منها الملل، الفراغ ، الوحدة، المغريات التي يوفرها الإنترنت للفرد وغيرها الكثير حسب ميول الفرد .

وأول من وضع مصطلح إدمان الإنترنت هي عالمة النفس الأمريكية كيمبرلي يونج، التي تعد من أول أطباء علم النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة منذ عام 1994. وتعرف "يونج" إدمان الإنترنت بأنه استخدام شبكة الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً ...

وكشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الإنترنت يعانون بشكل أكثر من أعراض الاكتئاب مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت فقط من حين لآخر، وتبين من خلال الدراسة التي أجراها علماء نفس من جامعة "ليدز" البريطانية أن قضاء وقت طويل أمام الإنترنت يجعل بعض الأشخاص يستبدلون التفاعل الاجتماعي في الحياة الحقيقية بغرف الدردشة أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذرت الدراسة التي نشرتها دورية "سيكوباثولوجي" من أن استخدام الإنترنت بهذه الطريقة يؤدي إلى الإدمان، كما من الممكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الصحة العقلية.

وخلصت الدراسة إلى أن معدل انتشار إدمان الإنترنت بلغ 3.5% بين طلاب وطالبات المرحلة الثانوية مع أغلبية للذكور، وأن نسبة 7ر94 % من المدمنين تم تشخيصهم بالاكتئاب بينما وصفت الدراسة 47 % من العينة بأنهم مقبلون على خطر الإدمان.

أعراض إدمان الإنترنت



يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه في حالة ترقب دائم لفترة استخداماته القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل اجتماعية واقتصادية وعملية.

ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.

ما الذي يجعل الإنترنت سبباً للإدمان ؟

لاحظ جون جرهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيقلل إلى حد كبير من استخدامه له ، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .

بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة فيسرفون في استخدامه ولا يتمكنون من الإستغناء عنه .. ويرى البعض أو حسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال أن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب الإكتئاب والشخصيات القلقة والذين يعانون من الملل كربات البيوت ويرى آخرون بأن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضاً عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت ولا يحس المدمن بالوقت ويتسبب إدمانه في مشاكل إجتماعية واقتصادية وعملية .

طريقة تكشف إدمانك للإنترنت

دعنا نساعدك في الكشف عن مدي إدمانك للإنترنت من عدمه ، قم بقراءة هذه الأسئلة ، والاجابة يجب ان تكون فقط بنعم او لا :



- هل ضيعت من وقت عملك او دراستك بسبب الانترنت ؟

2- هل تأخذ الانترنت كثيراً من الوقت الذي تقضيه بالعادة مع اسرتك و اصدقائك ؟

3- هل اثر استعمال الانترنت الزائد على حياتك الاسرية بشكل سيء و كان سبباً لخلاف ؟

4- هل لجأت للكذب على اصدقائك او اهلك بسبب استخدامك الزائد للانترنت ؟

5- عندما تكون على الانترنت هل تجد صعوبة بالتوقف عن استخدامها حتى لو اصابك التعب او النعاس ؟

6- عندما تغلق الانترنت هل تجد رغبة قوية بالعودة ؟

7- هل تفكر بالانترنت و انت تعمل او تدرس او تقضي وقتاً مع اهلك ؟

8- هل تشعر بانك تلاقي على الانترنت اهتماماً او احتراماً اكثر مما تحصل عليه ممن حولك في حياتك ؟

9- هل اثر استخدام الانترنت على نومك او طعامك؟

10- هل دخول الانترنت هو اول شيء تفكر بعمله عندما تستيقظ من النوم او تعود للمنزل ؟

11- هل اثرت الانترنت بشكل سلبي على تحصيلك المادي او الدراسي ؟

12- هل تشعر بالندم بعد قضاء وقت طويل على الانترنت ؟

13- هل الخلافات و المشاكل او المضايقات في حياتك الشخصية تجعلك تفكر بالدخول الى الانترنت و نسيان همومك ؟

14- هل ترى المناسبات السعيدة سبباً لدخول الانترنت و الاحتفال بها هناك؟

15- هل تكذب احياناً على الانترنت لتظهر بشخصية اخرى غير شخصيتك ؟

16- هل تبرر لنفسك او للاخرين استعمالك المفرط للانترنت على انه شكل من اشكال المعرفة او النشاط الاجتماعي المفيد؟

17- هل ترى نفسك دائما تقضي على الانترنت وقتاً اكثر مما كنت قد قررت مسبقاً ؟

18- عندما تكون مع اهلك و اصدقائك هل تميل باستمرار للحديث عن الانترنت او عن مغامراتك و صداقاتك فيها ؟

19- هل تنفق او تخسر مالاً اكثر مما يجب بسبب استعمالك الزائد للانترنت ؟

20- هل تشعر احياناً انك تقوم بتدمير الذات من خلال استعمالك المفرط للانترنت؟

اذا اجبت بنعم على سبعة او اكثر من هذه الاسئلة فانت تعاني من مشكلة الادمان على الانترنت ... وتحتاج للعلاج الفوري...

علاجك عندنا

حسب آراء المتخصصين ، هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه عادة في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت ، بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية، منها :



1- عمل العكس : فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.

2- إيجاد موانع خارجية : نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.

3- تحديد وقت الاستخدام : يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان -مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.

4- الامتناع التام: كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت ، فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.

5- إعداد بطاقات من أجل التذكير : نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.

6- إعادة توزيع الوقت : نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.

7- الانضمام إلى مجموعات التأييد: نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.

8- المعالجة الأسرية: في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه.
 

المصدر: م/تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 46/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 532 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2010 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,918,128

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.