المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

تـحفة الأبرار فـي أذكار

طـرفي اللـيل والنــهار

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله العزيز الغفار الذي شرح بالأذكار، صدور الأبرار ، وجعل الذكر روضة للأخيار ، يتفيوا ظلالها أناء الليل وأطراف النهار ، والصلاة والسلام على أشرف من ذكر وأكرم من شكر ، وأنبل من صبر ما طلعت شمس وبدا قمر ، وعلى آله وصحبه أهل السير والأثر والعبر .

 

وبعد : فقد كاد علماء السنة والجماعة ، أن يجمعو على أن الذكر أفضل طاعة ، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا شبه إجماع وبعض الحفاظ جمع فوائد الذكر فأوصلها لمئة فائدة أو تزيد وقد أفتانا إمام الموقعين عن رب العالمين فقال صالى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون ، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) وراه مسلم .

 

وقد اتحفتنا مرة أخرى طالبة العلم النافع صاحبة التحقيق والتوثيق الأخت كاملة الكواري بهذا البحث في أذكار الصباح والمساء والبحث يقدم نفسه وهو على صغر حجمه جم الفوائد ، فيه فرائد وشوارد ، والقلم الذي كتب هذا هو ذاك القلم الذي دبَج لنا المجلى شرح كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى الذي لا يتركك إذا قرأته حتى تكون على حسنه وإبداعه من الشاهد ين .

 

وإذا كنت في شك مما أمليته عليك فسأل تلك الصفحات تجد الخبر اليقين . ويكفي أن هذا البحث وذاك يسقى بماء واحد من الدقة العلمية والتأصيل الصحيح والفهم البارع فزاد الله المؤلفة علماً نافعاً وعملاً صالحا لتواصل العطاء والإفادة .

 

كتبه : أبو عبد الله عائض بن عبد الله القرني

 

الرياض 25/ 4/ 1420هـ

 

 

 

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي جعل ذكره عدة للمتقين ، وجنة واقية للمؤمنين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بين للعباد فضائل الأذكار ، وما فيها من المنافع الكبار ، وكان به العمل في جميع الأعصار ، وبعد ،،

 

فقد كتب أئمة المسلمين مؤلفات في الأذكار التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأفردوا لأذكار الصباح والمساء مؤلفات أيضاً لعظم نفعها وضرورة المداومة عليها لحفظ الإنسان من الأعداء والأمراض والهوام إضافة إلى الثواب العظيم .

 

وقد اخترت أذكار الصباح والمساء من كتاب النووي وابن تيمية وابن القيم وابن الجزري وسلكت في كتابتها المنهج الآتي :

 

رتبت الأذكار حسب عددها ، فجعلت أولاً : ما يقال مرة واحدة ، وثانياً : ما يقال ثلاث ، وثالثاً : ما يقال أربع ، ورابعاً : ما يقال : سبع ، وخامساً : ما يقال عشر ، وسادساً : في فضل التهليل والتسبيح ، وسابعاً : في فضل جوامع الأذكار .

 

ابتدأت في كل فقرة بالأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما ، ثم بالأحاديث التي صححها أو حسنها الأئمة ، ثم بالأحاديث التي فيها ضعف أو سكت عنها أبو داود ، مع العزو إليهم في كل ذلك .

 

سقت الأحاديث كاملة مع بيان فضلها ليعلم القارئ ذلك ، وجعلت متون هذه الأحاديث باللون الأحمر لأنها هي المقصودة .

 

ذكرت الروايات المختلفة لبعض الأحاديث ليستفيد القارئ ويعلم سبب الاختلاف الوارد في أذكار الصباح .

 

رجعت إلى أصول كتب السنة ومصادرها في ألفاظ الأحاديث ولم أكتف بما في كتب الأذكار التي أخذت منها .

 

ذكرت الأحاديث التي سكت عنها أبو داود لأنها يصلح أن تكون من قبيل الحسن وخاصة إذا وافقه المنذري كما ذكر في خطبة الترغيب ، ولهذا قال العراقي في ألفيته :

 

قال : ومن مظنة للحسن **** جمع أبي داود ، أي في السنن

 

فإنه قال : ذكرت فيه **** ما صح أو قارب أو يحكيه

 

وما به وهن شديد قلته **** وحيث لا ، فصالح خرجته

 

فما به ولم يصحح وسكت **** عليه عنده له الحسن ثبت

 


وقال النووي في الأذكار ص36:

 

واعلم أن سنن أبي داود من أكبر ما أنقل منه ، وقد روينا عنه أنه قال : ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه ضعف شديد بينته ، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح ، وبعضها أصح من بعض . هذا كلام أبى داود ، وفيه فائدة حسنة يحتاج إليها صاحب هذا الكتاب وغيره ، وهي أن ما رواه أبو داود في سننه ولم يذكر ضعفه فهو عنده صحيح أو حسن ، وكلاهما يحتج به في الأحكام ، فكيف بالفضائل .

 

فإذا تقرر هذا فمتى رأيت هنا حديثاً من رواية أبى داود وليس فيه تضعيف فاعلم أنه لم يضعفه ، والله أعلم .

 

قد يكون في بعض الأحاديث ضعف ، وهذا لا مانع منه لأنه في باب فضائل الأعمال التي يرجو المؤمن فيها الثواب لسعة فضل الله وعظيم رحمته ، وهو صنيع بعض الأئمة كالنووي وابن تيمية في الكلم الطيب فقد ذكر حديث أبي الدرداء الذي رواه ابن السني وهو ضعيف ، وكذلك ابن القيم كما في الوابل الصيب وزاد المعاد .

 

ويؤيد ذلك ما قاله شيخ الإسلام في الفتاوى ( 18/65) :

 

قول أحمد بن حنبل : إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد ؛ وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ؛ وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال : ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به ؛ فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله ، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ؛ ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره ، بل هو أصل الدين المشروع .

 

وإنما مرادهم بذلك : أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع ، كتلاوة القرآن ؛ والتسبيح ، والدعاء ؛ والصدقة ؛ والعتق ؛ والإحسان إلى الناس ؛ وكراهة الكذب والخيانة ؛ ونحو ذلك ، فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها : فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به ، بمعنى : أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب ، كرجل يعلم أن التجارة تربح ، لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً ، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره ، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالاسرائيليات ؛ والمنامات وكلمات السلف والعلماء ؛ ووقائع العلماء ونحو ذلك ، مما لا يجوز بمجرده اثبات حكم شرعي ؛ لا استحباب ولا غيره ، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب ؛ والترجية والتخويف .

 

فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر ، وسواء كان في نفس الأمر حقاً أو باطلاً ، فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه ؛ فإن الكذب لا يفيد شيئاً ، وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام ، وإذا احتمل الأمرين روى لامكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه ، وأحمد إنما قال : إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ، ومعناه : أنا نروي في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم وكذلك قول من قال : يعمل بها في فضائل الأعمال ، إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة ، مثل التلاوة والذكر ، والاجتناب لما كره من الأعمال السيئة ا0هـ .


وقال النووي في الأذكار ص27 :

 

قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً ، وأما الأحكام : كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق ، وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك ، كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة ، فإن المستحب أن يتنزه عنه ، ولكن لا يجب ا0هـ

 

وبهذا نعلم انه لم يختلف شيخ الإسلام مع النووي في جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل بل في استحبابه كما هو ظاهر .

 

وقبل أن أشرع في المقصود أود أن أذكر بعض الفوائد وهي :

 

(1) الذكر له معنيان :

 

أحدهما : الذكر الذي هو ضد الغفلة وهو الذكر القلبي

 

الثاني : الذكر الذي هو ضد السكوت وهو الذكر اللساني .

 

فالذكر بالقلب : هو التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ولا مدخل للسان فيه ، أو فيه مدخل غير معتد به بحيث يأتي به همساً بحيث لا يسمع به نفسه بناء على القول المشهور أن الذكر باللسان هو ما أسمع نفسه كما سيأتي .

 

واختلفوا هل يؤجر على ذلك أم لا ؟ والتحقيق هو :

 

لا يحصل له شيء رتب الشارع على القول به حتى يتلفظ به ويسمع نفسه .

 

إذا لم يرتب الشارع على القول به شيئاً فإنه لا يثاب من حيث اللفظ بل يثاب من حيث المعنى واشتغال النفس به .

 

والملائكة تكتب الذكر القلبي بإطلاع الله لهم خلافاً لمن قال انهم لا يكتبون لأنه لا يطلع عليه غير الله تعالى .

 

ويكون الذكر كذلك باللسان : بأن يحركه بحيث يتلفظ به ويسمع نفسه ، ولا يعتبر ذاكراً باللسان إلا بالتلفظ به مع السماع ، فإن لم يسمع نفسه كان ذاكراً بالقلب كما سبق ، وعليه لا يحرم على الجنب تحريك لسانه بالقرآن وهمسه بحيث لا يسمع نفسه لأنها ليست بقراءة ،ولا تصح صلاة من لم يسمع نفسه كذلك على المعتمد ، والسماع المعتد به يكون بسماع الصوت مع الحروف ، اما لو سمع الصوت من غير الحروف فلا اعتبار به .

 

والأفضل أن يجمع بين الذكر القلبي واللساني ثم اللساني وهو الذي رتب الشارع على القول به في أذكار اليوم والليلة وغيرهما ففيه امتثال لأمر الشارع ، ثم الذكر بالقلب .

 

والجمع بين الذكر القلبي واللساني يكون :

 

بحضور القلب بحيث يتدبر ما يذكر ويعقل معناه ولهذا استحبوا مد الذاكر قول : لا إله إلا الله لما فيه من التدبر .

 

قال ابن الجزري في الحصن الحصين فإن جهل شيئاً أي مما يتعلق بلغته أو إعرابه تبين معناه ولا يحرص على تحصيل الكثرة بالعجلة ا 0 هـ أي فإنه يؤدي إلى أداء الذكر مع الغفلة وهو خلاف المطلوب لأن القصد من الذكر هو الحضور مع المحبوب وفيه تنبيه على أن قليل الذكر مع الحضور خير من الكثير منه مع الجهل والفتور .

 

(2) يجوز مع الكراهة الذكر للمحدث والجنب والحائض والنفساء في غير قراءة القرآن إلا إذا لم يقصده كآية الركوب ونحوها .

 

(3) ينبغي المحافظة على وظيفة الذكر سواء كان في الليل أو النهار ، أو عقيب الصلاة ، فإن فاته تداركها ولا يهملها لأنه إذا اعتاد الملازمة لم يعرضها للتفويت ، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها .

 

(4) قد ثبت في هذه الأذكار وغيرها كما في التي بعد الصلاة أعداد مخصوصة فهل يزاد عليها أو ينقص ؟ فيه تفصيل:

إن كان بنقص فإنه يضر ولا يتحقق الفضل المذكور في الحديث .

 

إن كان بزيادة ، فلأهل العلم فيه ثلاثة أقوال :

 

الأول : ان الزيادة لا تضر ونص عليه الحنابلة في المطالب (1/469) وإليه ذهب العيني في شرح البخاري ( 6/131) و شرح الكلم الطيب ص99 ، وهو ظاهر كلام الحافظ العراقي لأنه أتى بالمقدار الذي رتب الثواب على الإتيان به فحصل له الثواب بذلك ، فإذا زاد عليه من جنسه كيف تكون الزيادة مزيلة لذلك الثواب بعد حصوله .

 

واستدل العيني بما صح في حديث التهليل انه لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه .

 

وقد مشى أكثر الشراح على هذا القول منهم القسطلاني في شرح البخاري (2/572) ، والشرقاوي في شرح مختصر الزبيدي (1/281) ،، والباجي في المنتقى (1/354) ، والزرقاني على المؤطأ (2/29) والكاندهلوي في أوجز المسالك (4/155) وصديق حسن خان في عون الباري (2/267) ، والنووي في شرح مسلم (17/17) ، ونقله السيوطي في الديباج (6/53)، ونص على ذلك أيضاً الأبي والسنوسي في شرح مسلم (7/123،124)

 

الثاني : ان الزيادة تضر ولا يترتب عليه الفضل وهذا اختيار بعض العلماء لم يسمهم الحافظ في الفتح ، ومال إليه السيوطي في التوشيح (2/803) وهو ظاهر اختيار الشوكاني كما في تحفة الذاكرين ص77 للحديث المروي :

 

من استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين مرة أحد العددين كان من الذين يستجاب دعاؤهم ويرزق بهم أهل الأرض .

 

أخرجه الطبراني في الكبير وهو في حديث أبي الدرداء ، قال الهيثمي : فيه عثمان بن عاتكة ، وثقه غير واحد ، وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات ، والتنصيص على هذين العددين لحكمة اختص بعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي الاقتصار على أحدهما من دون زيادة ولا نقصان .

 

قال الحافظ : وقد بالغ القرافي في القواعد فقال : من البدع المكروهة الزيادة في المندوبات المحدودة شرعاً ، لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئاً أن يوقف عنده ويعد الخارج عنه مسيئاً للأدب ا0هـ .

 

قال في أوجز المسالك :

 

ومثله بعض العلماء بالدواء إذا زيد فيه أوقية مثلا لتخلف الانتفاع ، وقال ابن عابدين: لو زاد على العدد قيل يكره لأنه سوء أدب وأيد بكونه كدواء زيد على قانونه أو مفتاح زيد على أسنانه ، وقيل : لا بل يحصل له الثواب المخصوص مع الزيادة ، بل قيل لا يحل اعتقاده الكراهية لقوله تعالى " ما جاء بالحسنة فله عشر أمثلها " والأوجه إن زاد لاستدراكه على الشارع فهو ممنوع ، انتهى

 

الثالث: التفصيل وفيه رأيان أيضاً :

 

الأول : اختاره الحافظ في الفتح (2/384) وهو ان العبرة بالنية ، فإن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد ثم أتى بالزيادة فهو جائز ، وإن زاد بغير نية بأن يكون الثواب رتب على عشرة مثلاً فرتبه هو على مائة فيتجه المنع ولا يترتب عليه الأثر .

 

الثاني : ان زاد لنحو شك كان معذوراً ، وإن زاد لتعبد فلا ، لأنه مستدرك على الشارع وهو ممتنع ، وهذا اختيار ابن حجر الهيتمي كما حكاه ابن علان في الفتوحات (3/49) ، وكما سبق من كلام ابن عابدين .

 


(5) اختلفوا في أوقات الصباح والمساء :

 

أولاً : وقت الصباح :

 

واختلفوا فيه على أربعة أقوال :

يبدأبعد طلوع الفجر و وينتهي بغروب الشمس وهذا قول ابن الجزري كما حكاه الشوكاني في تحفة الذاكرين ص89 .

 

يبدأ بعد طلوع الفجر و ينتهي بطلوع الشمس وهذا ظاهر كلام شيخ الإسلام في الكلم الطيب كما في شرحه للعيني ص119 وبه صرح ابن القيم في الوابل الصيب ص193 .

 

جـ- فيه تفصيل :

 

يبدأ الوقت المختار من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وما بقى وقتها فحكم الصباح منسحب عليه .

 

قال ابن حجر : الظاهر انه لو قال أثناء النهار لا تحصل تلك الفائدة ، لكن عظيم بركة الذكر يقتضي الحصول .

 

يبدأ الصباح من نصف الليل الأخير وهذا القول ذكره البرهاني ت 1368 هـ في هاشيته على الهدية العلائية لمحمد بن السيد محمد أمين عابدين .

 

ثانياً : وقت المساء :

 

اختلفوا على ثلاثة أقوال :

 

يبدأ بعد العصر وينتهي بالغروب وهذا قول شيخ الإسلام وابن القيم .

 

يبدأ من الغروب إلى طلوع الفجر وهو قول ابن الجزري .

 

وذهب السندي في شرح سنن ابن ماجه (1/284) والمباركفوري في شرح المشكاة (8/111) إلى أن المساء يبدأ بعد الغروب ، ولم يذكرا انتهاءه .

 

جـ- يبدأ بعد العصر وينتهي بالغروب وما بقى وقتها فحكم المساء منسحب عليه .

 

قال : ابن حجر : الظاهر أنه لو قالها في أثناء الليل لا تحصل الفائدة لكن عظيم بركة الذكر يقتضي الحصول .

 

انظر شرح ابن علان على الأذكار (3/74)

 

وبذلك نعلم أنه يجوز الذكر في الصباح بعد طلوع الفجر وان قبل الصلاة ، ويجوز بعد دخول وقت العصر وإن قبل الصلاة إلا أن الأكمل أن يكون بعد الفريضة .

 

د- يبدأ المساء بعد الزوال وهو الذي في حاشية الهدية العلائية .

 

(6) كل ما هو مذكور يصلح أن يقال في الصباح والمساء ، لكن حديث زيد بن ثابت وهو ( لبيك الله لبيك ) قد ورد في الصباح .

 

وحديث أعوذ بكلمات الله التامات ورد في المساء ، وذكر ابن الجزري عدة الحصن الحصين ص26 انه يقولها صباحاً مرة لحديث الطبراني .

 

(7) يقال لفظ الصباح في الصباح ، ولفظ المساء في المساء ، وكذلك الضمائر تكون في الصباح بالتذكير ، وفي المساء بالتأنيث .

 

(8) يستحب له أن يبدأ بالحمد قبل الدعاء وقد اخترنا دعاء الحسن البصري .

 

دعاء الحسن البصري كما نقله ابن القيم :

الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا ، وهديتنا وعلمتنا ، وأنقذتنا وفرجت عنا ، لك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة ، كبت عدونا ، وبسطت رزقنا ،وأظهرت أمننا ، وجمعت فرقتنا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً ، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث ، أو سر أو علانية ، أو خاصة أو عامة ، أو حي أو ميت ، أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 


أولاً : ما يقال مرة واحدة :

 

عن شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" سيد الاستغفار اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

 

من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة " خرجه البخاري وغيره

 

2-عن عبدالله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : كان النبي ، صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال " أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر " وإذا أصبح قال ذلك أيضاً " أصبحنا وأصبح الملك لله " رواه مسلم وغيره

 

3- عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يعلم أصحابه يقول : " إذا أصبح أحدكم فليقل اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا ، وبك أصبحنا ، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير "

 

وقد وردت ألفاظ مختلفة لهذا الحديث ، وما أثبتناه هو لفظ البخاري في الأدب المفرد واختاره شيخ الإسلام في الكلم الطيب ، و ابن القيم في الوابل الصيب وهو المناسب من الروايات لأمرين :

 

أ- أن النشور مأخوذ من نشر اذا عاش بعد الموت ولذا ناسب أن يقال في الصباح : وإليك النشور ، فإنه يقع في القيام من النوم وهو كالموت .

 

وناسب أن يقال في المساء : وإليه المصير لأنه يصير إلى النوم .

 

ب - أن النهار محل الكسب فيناسبه الانتشار ، والليل محل السكون فيناسبه المصير .

 

والحديث رواه أبو داود والنسائي بلفظ : النشور في المساء والصباح واختار هذه الرواية الإمام النووي في أذكاره .

 

ورواه البغوي بلفظ المصيرفي المساء والصباح .

 

ورواه ابن حبان بلفظ المصير في الصباح ولم يرو المساء .

 

ورواه الترمذي بلفظ المصير في الصباح والنشور في المساء .

 

والحديث صححه ابن حبان ، والحافظ ابن حجر ، والألباني ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

 

4- عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : قل " اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السموات والأرض ، رَبَّ كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه " وفـي روايـة " وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم . قال إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " قال الترمذي . حديث حسن صحيح .

 

وانظر السلسلة الصحيحة رقم 2763

 

وقوله صلى الله عليه وسلم " وشركه " روى على وجهين : أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك : أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ، والثاني شركه بفتح الشن والراء : حبائله ومصايده ، وأحدها شركة بفتح الشين والراء وآخره هاء .

 

5- عن عبدالله بن عمر ، رضي الله عنهما ، أنه قال : لم يكن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح :" اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" قال وكيع : يعني الخسف

 

خرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي

 

تنبيه :

الجمع بين العفو والعافية هو رواية ابن ماجه واختلفت نسخ أبي داود فالذي حققه الحوت موافق لرواية ابن ماجه بخلاف أكـثر النسـخ فإنه بالعافيـة دون العفو وهو الذي في نسخة المنذري

 

والسهارنفوري ونسخة دار ابن حزم ، أما الذي في عون المعبود فقد جمع بينهما ،

 

ورواية العافية فقط هي التي عند البخاري في الأدب المفرد ، والبيهقي في الدعوات ، أما الحاكم في المستدرك فلم يذكر العفو ولا العافية في الدنيا والآخرة بل ذكر العفو والعافية في الدين والدنيا …………..الخ .

 

6- عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزي ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، ودين نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً ، وما كان من المشركين .

 

رواه الدارمي وأحمد وزاد : إذا أمسى ، والبيهقي في الدعوات ، وصححه النووي والألباني ، وقال في المجمع : رجالها رجال الصحيح .

 

وزيادة ( وما كان من المشركين ) هي في مسند أحمد والبيهقي في الدعوات .

 

7-عن عبدالله بن غنام ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته " خرجه أبو داود والبيهقي في الدعوات وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما أما رواية أبي داود فمن غير ( أو بأحد من خلقك ) ، وحسنه ابن حجر كما في فتوحات ابن علان

 

8-عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها " ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟ تقولين إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

 

رواه البزار ، والحاكم وصححه ، وقال في المجمع : رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة .

 

9- عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك "

 

رواه أبو داود وسكت عنه ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد .

 

وفي المساء يقول : أسألك خير هذه الليلة فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها ، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها .

 

10- عن أم سلمة رضي الله عنها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حيث يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً "

 

رواه ابن ماجه وابن السني والطبراني في الصغير وأحمد في المسند ، وابويعلى والنسائي في الكبرى .

 

قال البوصيري : رجال إسناده ثقات خلا موسى مولى أم سلمة فإنه لم يسمع .

 

وفي المجمع قال : رجاله ثقات

 

ونقل محقق المعجم الصغير عن الهيثمي أنه قال : إسناده جيد ، وكذا قال الألباني في تمام المنة ص233 ، وحسنه الحافظ كما في فتوحات ابن علان .

 

11- عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه وأمره أن يتعاهد أهله في كل صباح : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك وسعديك ، والخير في يديك ومنك وإليك ، اللهم ما قلت من قول ، أو حلفت من حَلِفِ ، أو نذرت من نذر ، فمشيئتك بين يدي ذلك كله ، ما شئت كان وما لم تشأ لا يكون لا حول ولا قوة إلا بك ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم ما صليتُ من صلاة فعلى من صليتَ ، وما لعنتُ من لعن فعلى من لعنتَ ، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفنى مسلماً وألحقني بالصالحين ، اللهم إني أسألك الرضا بعد القضا ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذة النظر إلى وجهك ، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنباً لا تغفره ، اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، ذا الجلال والإكرام ، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيداً أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، لك الملك ، ولك الحمد ، وأنت على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنك تبعث من في القبور ، وأنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطية ، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنوبي كلها ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم "

 

رواه أحمد في مسنده ، والطبراني في الكبير ، وقال في المجمع : وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا ، ورواه الحاكم وصححه ،وقال الذهبي : أين له الصحة ؟ ا0هـ وبطريقيه يرقى إلى الحسن .

 

والفقرة الأولى من الحديث رواها أبو داود وفيها ( كان في استثناء يومه ذلك ) أي ان قائل هذه الكلمات في الاستثناء عن زلات لسانه يومه ذلك يعني يعفى عنه .

 

12-عن عبدالله بن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم " أن عبداً من عباد الله قال " يا رب ! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك . فعضلت بالملكين ، فلم يدريا كيف يكتبانها ، فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا ! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله عز وجل ، وهو أعلم بما قال عبده : ماذا قال عبدي ؟ قالا : يا رب ، إنه قال : يا رب ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله ، عز وجل ، لهما : اكتباها كما قال عبدي ، حتى يلقاني فأجزيه بها " رواه أحمد وابن ماجه

 

وفي الزوائد : في إسناده قدامة بن إبراهيم ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وصدقه بن بشير ، لم أر من جرحه ولا من وثقه ، وباقي رجال الإسناد ثقات .

 

وقال المنذري : إسناده متصل ورواته ثقات إلا انه لا يحضرني الآن في صدقة بن بشير مولى العمربين جرح ولا عدالة .

 

وعضلت بالملكين أي اشتدت عليهما واستغلق عليهما معناهما .

 

13-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة ؟ قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " قال : ففعلت ذلك فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني .

 

رواه أبو داود وسكت عنه ، وقال المنذري : في إسناده غسان بن عوف وقد ضعف .

 

14-عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول :" قولي حين تصبحين " سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ؛ أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح "

 

رواه أبو داود وسكت عنه ، ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة ، والبغوي في المصابيح .

 

15 –عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قال حين يصبح {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ،وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون}

 

{ يخرج الحي من الميت ،ويخرج الميت من الحي ، ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } أدرك ما فاته في يومه ذلك ، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته

 

رواه أبو داود وسكت عنه ، ورواه ابن السني والبيهقي في الدعوات ، والطبراني في الكبير وابن عدى في الكامل والعقيلي في الضعفاء ، وضعفه البخاري وابن حجر وقال : لعل أبا داود سكت عن تضعيفه لأنه من الفضائل ، وقال المنذري : في اسناده محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه وكلاهما لا يحتج به .

 

قال في المجمع : فيه ضعفاء وثقوا .

 

16- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حم المؤمن ، إلى إليه المصير ، وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى ، ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح "

 

رواه الترمذي وقال : حديث غريب ، ورواه الدرامي بلفظ : لم ير شيئاً يكرهه حتى يمسي وحتى يصبح ، ورواه البغوي وابن السني وضعفه الألباني .

 

17- روى ابن السني عن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال : يا أبا الدرداء قد احترق بيتك ، فقال : ما احترق لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح " اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم " ورواه من طريق آخر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل عن أبي الدرداء ، وفيه : أنه تكرر مجىء الرجل إليه يقول : أدرك دارك فقد احترقت وهو يقول : ما احترقت لأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من قال حين يصبح هذه الكلمات – وذكر هذه الكلمات – لم يصبه في نفسه ولا أهله ولا ماله شيء يكرهه ، وقد قلتها اليوم ، ثم قال : انهضوا بنا ، فقام وقاموا معه ، فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم يصبها شيء .

 

والحديث ذكره ابن تيمية في الكلم الطيب وابن القيم في زاد المعاد بصيغة التمريض .

 

18- وروى أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يصيبه الآفات ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قل إذا أصبحت بسم الله على نفسي وأهلي ومالي ، فإنه لا يذهب لك شيء " فقالهن الرجل فذهبت عنه الآفات .

 

رواه ابن السني وضعفه النووي وذكره ابن القيم في زاد المعاد بالتمريض .

 


ثانياً : ما يقال ثلاث مرات

 

1- عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتنى البارحة ؟ قال : أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك " رواه مسلم ، والترمذي وحسنه ولفظه " من قال : حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة " قال سهيل : وكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة ، فلدغت جارية منهم فلم تجد لها ألماً ، و رواه ابن حبان بنحوه و " الحمة " بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم .

 

2-قال عبدالله بن خبيب : خرجنا في ليلة ممطرة وظلمة شديدة نطلب النبي : صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال : " قل " فلم أقل شيئاً . ثم قال : "قل" فلم أقل شيئاً . ثم قال "قل " فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : " قل هو الله أحد والمعوذتين " حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء " خرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

 

وحسنه الحافظ ابن حجر كما في فتوحات ابن علان .

 

وقوله ( يكفيك من كل شيء ) له معنيان :

 

يغنيك من كل أنواع الذكر والثناء في الصباح والمساء .

 

أو يكفيك قراءة هذه السور دفع الطوارق في الليل والنهار ، وحوادثهما من الآفات والبلايا والدواهي ونحوها .

 

وعلى هذا التفسير إن جعلنا ( من ) لابتداء الغاية فالمعنى يكون تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها ، وإن جعلنا (من) تبعيضية فالمعنى : يكفيك بعض كل نوع من أنواع السوء .

 

3-عن أبان بن عثمان قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء " وكان أبان قد أصابه طرف فالج ، فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان : ما تنظر ؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله على قدره . رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث صحيح ، والنسائي وابن حبان والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ورواية أبي داود : لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح وحتى يمسي .

 

4-عن عبدالرحمن بن أبي بكرة ، أنه قال لأبيه : يا أبت ، إني أسمعك تدعو كل غداة : " اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، لا إله إلا أنت " تعيدها ثلاثاً حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً .

 

5-وتقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت " تعيدها ثلاثاً حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً . فقال : نعم يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بهن وأنا أحب أن أستن بسنته .

 

رواه أحمد وأبو داود ، والنسائي ، والبخاري في الأدب المفرد ، والبيهقي في الدعوات ، وابن حبان في صحيحه ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما في فتوحات ابن علان .

 

6-عن أبي سلام أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا : هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام إليه فقال : حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من قال إذا أصبح وإذا أمسى : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولاً ، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه " رواه أبو داود .

 

وعن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، كان حقاً على الله أن يرضيه "

رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب.

 

عن أبى سلام ، خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال " ما من مسلم ، أو إنسان أو عبد يقول ، حين يمسي وحين يصبح : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة " .

 

في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات ، و الحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الحافظ ابن حجر .

 

وورد عند البيهقي في الدعوات انه يقولها ثلاث مرات .

 

وقد ورد مرة بلفظ نبياً ومرة بلفظ رسولاَ ، ونص النووي على انه يستحب ان يجمع بينهما ، ولو اقتصر على أحدهما كان عاملاً بالحديث .

 

7-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال إذا أصبح : اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر ، فأتم علِىَّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ثلاث مرات إذا أصبح وإذا أمسى كان حقاً على الله تعالى أن يتم عليه نعمته "

 

رواه ابن السني وفي سنده ضعيف ، وذكره ابن القيم في زاد المعاد .

 


ثالثاً : ما يقال أربع مرات أو أقل :

 

1- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يصبح : اللهم أصبحنا نشهدك ، ونشهد حملة عرشك ، وملائكتك ، وجميع خلقك ، بأنك الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك ، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب "

 

رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه النسائي ، وأبو داود وسكت عنه هو والمنذري

 

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح : اللهم إني أشهدك ، وأشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار فإن قاله أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار "

 

رواه النسائي وأبو داود ، وجود إسناده النووي ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد .

 

رابعاً : ما يقال سبع مرات :

 

عن أبي الدرداء رضي الله عنه ق�

المصدر: م/تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2010 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,756,873

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.