هؤلاء عرفتهم
د.حكمت أبوزيد
بقلم: طاهر البهي
عندما ذهبت إلى الدكتورة حكمت أبوزىد أول امرأة تتولى حقيبة وزارية فى مصر، كنت أعلم أنه سيكون حواراً شاقاً، فالسيدة بلغت من الكبر عتياً، وأن مسألة فتح شهيتها للحوار سوف يكون أمراً غير يسير، كما أن توثيق الأحداث والذكريات التاريخية التى كانت شاهدة عليها، وبعضها كنت أتمنى لو يكشف عنها الستار لأول مرة تحيطه أسوار عدم اليقين لاسيما من التواريخ والأسماء والأماكن، ومن هنا حاولت الاحتشاد قدر الامكانات المتاحة، لمساعدتها، ومجاراتها، وإن أمكن استدراجها لمناطق السخونة والانفرادات..
وفى الموعد الذى حددته لى للقاء بمنزلها بحى الزمالك الراقى، كنت أدق الباب، واستقبلنى المرحوم زوجها الذى بدا أكثر نشاطاً وحيوىة، - وإن كنت اختلفت معه كثيراً أثناء الحوارات التى امتدت لعدة أسابىع بسبب اتجاهات معينة رأيت فىها إجحافاً للحقيقة والتاريخ - وقادنى الرجل إلى حيث تستقبلنى السيدة الوزيرة حكمت أبوزىد، وكانت جلستى إلى جوار قفص يشغله عصفوران من عصافير الكناريا المشهورة بتغريداتها الرومانسية.
وما إن تكلمت دكتورة حكمت أبوزىد «معالى الوزيرة» حتى تيقنت أننى أمام كنز صحفى، سياسي، اجتماعي يتميّز بالندرة والأهمية.. نعم.. كانت تفقد الوزيرة المحترمة تركيزها للحظات، كما تجد صعوبة فى استدعاء ذكرياتها، ولكن فى غالبية الوقت كانت كلماتها موثقة، وأرقامها تطابق الحقيقة.. وبالفعل نشر الحوار على حلقات فى مجلة حواء، وتلقينا أصداء طيبة للغاية.. ولايزال الحوار مضافاً ـ فى الصدارة ــ مع حوارات أعتز بها.
ساحة النقاش