عرفت هؤلاء

فاروق جويدة

بقلم: طاهر البهي

سمح لى استاذي الشاعر الرقيق الكبير فاروق جويدة بمقابلة صحفية منذ سنوات قدر لها وقتاً نصف ساعة أو يزيد، فإذا بالحوار يمتد بنا لاكثر من ساعتين - أو يزيد - حققت فيها حلم محاورته والبحث فى جوانب قد لا أعلمها من شخصيته، ومفردات تكوينه الاجتماعي والثقافي، والحق أقول أنه على الرغم من صراحته وبساطته وتواضعه الجم، كنت أجد أن ما يقوله مطابق تماما لما أعرفه ولما استنتجته عنه..

وكان أكثر ما استرعى انتباهي هو تلك الرقة البالغة التى يتعامل بها الأستاذ، مع زملائه وتلاميذه فى مؤسسة الأهرام، فضلا عما غمرنى به من إصغاء وأدب حوار واحتواء حتى أنه لم يرفض سؤالاً،حتى ولو كان على هامش الحوار..

كل شاغلي الشاغل خلال مقابلة الساعتين فى مكتبه الذى تزينه الورود والأزهار والروائح التى تشرح النفس المرهقة، هو كيف تتحول هذه الكتلة من التواضع والرقه المفعمة بالخجل أمام أية كلمات إطراء، كيف تتحول إلى بارود وطلقات رصاص، يصوبها نحو الفساد الذى كان مستشريا كورم سرطاني خبيث فى قلب مصر، كيف يتحول الى جندى يقف على خطوط النار، وفى ظل وقت كانت ترتعد فيه الأقلام والألسن عن قول كلمة حق فى ظل هذا الفساد وذاك النظام..

فاروق جويدة تكمن عبقرية شجاعته أنه قال الحق ولم يخش فيه بطش الجبارين، فى الوقت الذى كان يكتب فيه فى صحيفة هى من قلب النظام وقتها!

فاروق جويدة الذى لم يسع لمكاسب خاصة مهما بلغت الاغراءات.. يستحق أن نضع صورته واسمه ومقالاته فى ميادين مصر كلها، وأن يهتف بشجاعته ثوار مصر من التحرير إلى السويس والاسكندرية وباقى مدن مصر.

 

المصدر: بقلم: طاهر البهي
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

252,914