بقلم: جابر القرموطى
منذ أصدر رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي قرارا بتعيين 10 أعضاء في مجلس الشعب من بينهم 5 أقباط والشارع المصري عموما والشارع القبطي خصوصا في حالة جدل بشأن هؤلاء، هل البابا شنودة له رأي في هذا الترشيح؟ هل هناك تشاور بين المجلس العسكري والكنيسة في هذا الشأن؟ ربما تكون تلك أسئلة ستتم الإجابة عنها بخصوص 4 من الـ5 الأقباط الذين عينوا في البرلمان وهم: سوزي عدلي ناشد، الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة، وحنا جرجس جريس عضو لجنة التصدي للطائفية في مجلس الوزراء، وجورج ناجي مسيحة عضو حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي لم يوفق في الانتخابات، ومريان ملاك كمال. لكن الذي أثار تعيينه زوابع فى الولايات المتحدة ومصر هو الدكتور طارق مكرم شاكر الذي لاحقته اتهامات - بدأتها الصحف التي تصدر باللغة العربية في لوس أنجلوس وكاليفورنيا، حيث يقيم فى الولايات المتحدة منذ 19 عاما ولم يحصلوا بعد على الجنسية الأمريكية - بالقيام بممارسة غسيل أموال، خاصة بالرئيس السابق حسني مبارك؟ وأدين باختراق القانون الأمريكى والحصول على امتيازات غير مشروعة في لوس أنجلوس؟ لاسيما وأن تعيينه جاء بعد زيارة قام بها ضمن وفد البيت المصرى للقاهرة فى 10 يناير الماضي للبحث فى استثمارات جديدة؟
الذين يرون في طارق شاكر تلك الاتهامات يؤكدون أنهم بصدد القيام بإجراءات وإرسال وفود من الولايات المتحدة لتقديم الأوراق التي تؤكد تلك الاتهامات، والسعي لمقابلة قداسة البابا وحثه التدخل في تلك القضية حتي لا يكون أحد الأقباط المعينين سببا في إحداث بلبلة قد تطول الكنيسة في الفترة المقبلة بخصوص أموال النظام السابق وكذلك لقاء رئيس الوزراء كمال الجنزورى.
الدكتور سليمان سليمان رئيس الرابطة المصرية بلوس أنجلوس قال لـ«الأهرام العربي» عبر الهاتف إن تعيين شاكر في البرلمان ومقابلة وفد البيت المصري للجنزوري ينبغي إعادة النظر فيهما تماما، وردا على سؤال حول المستندات التي بحوزتهم بشأن ما يقال عن تجاوزات طارق شاكر؟ أجاب: المستندات جاهزة وسنقدمها للجهات المعنية حتى تقف على الحقيقة كاملة، مشيرا إلى أن فاطمة عطية بخيت، نقيب الصحفيين العرب الأمريكيين لديها كل المستندات التي تؤكد تخوفنا، ورغم أن شاكر من الفلول الذين تعاونوا بقوة مع النظام السابق وحاولوا أكثر من مرة إجهاض أهداف الثورة في الداخل والخارج، لكننا وقفنا بالمرصاد لهم لنؤكد حقيقة ومعنى الثورة التي قامت و تهدف إلى التطهير.
ويضيف هاني بشري وهو ناشط مصري مقيم في الولايات المتحدة أن هناك محضرا مسجلا قبل 5 سنوات ضد طارق شاكر وأن المحكمة رفضت الإفراج عنه بعد قيامه بتعليق ملصقات يدعي فيها المحاماة ويقوم بتسهيل إجراءات الهجرة العرب إلى الولايات المتحدة، وقال ـ على حد قول بشرى ـ الذى زاد بأنه بناء على المحكمة فإن شاكر، غير مسجل كمحام بالولايات المتحدة، وأوضح بشرى بأن هناك مستندات بالفعل تؤكد تغريم طارق شاكر وأنه حكم عليه بقضاء نحو ألف ساعة في أداء الخدمة العامة فى فترة مدة ثلاث سنوات ويمنع من ممارسة أي نشاط يتعلق بالمحاماة في لوس أنجلوس.
طارق شاكر قابل تلك الاتهامات بصمت قائلا: أنا برىء تماما ويبدو أن كرسي البرلمان أزعج كثير من المصريين الموجودين في الخارج الذين كانت لديهم رغبة بأن يكونوا في هذا المكان، أما أخوه حسام شاكر الذي يعيش أيضا في الخارج وعلى اطلاع بخلفية المشكلة التي تلاحق أخاه، ونفى أي صلة لأخيه بالكلام المثار وأكد أن المخالفة التي تحدث عنها مصريون في الخارج بشأن أخيه قد تمت تسويتها تماما إذ حكم على أخيه بقضاء 30 ساعة في المكتبة للاطلاع على القانون وذلك في خلال 6 أشهر لكنه لم يستطع من الناحية الصحية عمل ذلك وعاد إلى المحكمة التي طلبت بأن يكون عدد الساعات 60 ساعة يقضيها في المكتبة للاطلاع على القانون الذي يرغب العمل فيه، في غضون 3 سنوات. ودفع أخي أقل كفالة بقيمة 10 آلاف دولار وقيدت مخالفة.
وبشأن عمل أخيه قال: إنه محامي نقض ودستورية عليا في مصر ومسجل بنقابة المحامين حتى تاريخه وكان يعمل مستشار هجرة في أمريكا ومعه ترخيص من وكالة في كاليفورنيا، وإذا كان هناك خطأ ما غير مقصود من جانبه فكما قلت لك تم تجاوزه نهائيا. ومن هذا المنطلق أطالب كل من يردد الاتهامات بشأن أخي أن يتقدم بأي مستند رسمي إلى النائب العام وإلى المجلس العسكري.
وتساءل حسام شاكر: كيف يتهم المصريون في أمريكا وفد البيت المصري ويضربون في نزاهته وهو يضم في الأساس أحد أبرز رجال الدين مثل الحاج هشام ستيتة وهو زعيم لجالية إسلامية، والشيخ طارق عبدالرحمن وهو رئيس الرابطة الإسلامية في لوس أنجلوس وإمام مسجد، هل هؤلاء يجازفون بتاريخهم ودينهم ومبادئهم من أجل التدليس على أموال مبارك؟ ومطلوب تصديق شائعات لمجرد أقوال هنا أو هناك لا سند لها. نحن مع القانون وسنقوم باتخاذ اللازم قريبا مع الذين يتهموننا بأشياء ليست فينا.
وعن اتهام أخيه بإبلاغ الأمن المصرى عن هوية المقيمين فى لوس أنجلوس من خلال الاضطلاع علي رقمه القومي. رد ضاحكا. حضرت بعثة من الداخلية إلى لوس أنجلوس منذ أسابيع لحصر عدد المصريين بشأن مشاركتهم فيما يجرى فى البلاد، وأتاح لهم أخي مكتبه لعدة أيام للانتهاء من مهمتهم وقد كان، لكن للأسف حول المغرضون الأمر على أنه رغبة من أخي فى الاضطلاع على بيانات المصريين وإبلاغها للأمن. أى أمن؟ وهل البعثة لا يمكنها معرفة كل الأمور بطرقها الخاصة؟
الكنيسة وطارق شاكر
وبشأن اختيار أخيه في البرلمان قال حسام شاكر: يسأل عن هذا المجلس العسكري والكنيسة، وأخي التقى البابا فى النصف الأول من يناير الماضى ثلاث مرات لمناقشة أمور عدة تخص الوطن والجاليات فى الخارج ولم يتم التطرق لمسألة البرلمان، مشيرا إلى أن العائلة لم تتوقع اختيار أحد منها، وللعلم أخى سافر للولايات المتحدة فى 17 يناير وعاد للقاهرة يوم 22 بعد علمه باختياره، ما يعنى عدم توقعه التعيين فى البرلمان وإلا ما كان سافر وعاد فى أسبوع فقط.
وسألت «الأهرام العربي» بالفعل أحد المقربين من البابا شنودة على طبيعة العلاقة بين طارق شاكر والبابا قال المصدر: علاقة البابا بالجميع يسودها الاحترام، ولا أعتقد والكلام للمصدر، أن ما يثار بشأن طارق شاكر حقيقى حتى الآن ومن يملك دليلا أو مستندا على تلك الاتهامات فليتقدم به إلى الجهات المعنية. ثم سأل هل يعقل أن البابا بمقامه الرفيع يمكن يقرب إليه شخصا معروفا عنه ما يقال عن كل هذا التجاوز الذي اتهم به طارق شاكر وعن دعم البابا لقائمة المعينين من المسيحيين بما فيهم طارق شاكر قال المصدر: ربما يكون البابا على علم وربما يكون رشح تلك الأسماء، لكن في نهاية الأمر تلك الأسماء لا غبار عليها من ناحية حبها لهذا الوطن، وأنت تعلم أن لا شيء قابل للإجماع فهناك من يتفق ومن يختلف وليس معنى أن هناك بعضا من المواطنين المصريين يعترض على تلك الأسماء أنها غير مناسبة لتولي هذا المنصب.
وردا على الاتهامات القائمة حاليا طالب السفير هشام النقيب قنصل مصر العام فى لوس أنجلوس أن يأتى أحد بوثيقة تؤكد هذه الاتهامات، وللأسف أصبح كل من يملك قلما وورقة أن يكتب ما يحلو له دون النظر للحقيقة، وبعض هؤلاء يبحثون عن مصالح خاصة تماما ويضربون صالح الوطن فى العمق، ومن الممكن أن يقول عليك أى شخص كلاما باطلا ويطلب منك الرد، وهذا أمر اعتدت عليه طالما أعمل بكفاءة وأجتهد، وتساءل النقيب هل أى حد يشتغل لصالح مصر يبقى «فلول»؟ كلنا اشتغلنا فى ظل حكم مبارك، قرار تعيينى من مبارك، وسأستمر أنا وزملائي فى مواقعنا حتى نهاية مدتنا بتوقيع سابق من مبارك، لكن هناك وطنا أغلى من الفرد، وهناك ثورة ينبغى علينا تحقيق أهدافها وتلبية مطالبها.
نشرت فى 7 فبراير 2012
بواسطة shreetalahdas
shreetalahdas
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
143,563