كتب //اسحاق يوسف

إفتتح د.محمد ابراهيم وزير الاثار صباح اليوم (الثلاثاء  31  يناير ) يرافقه اللواء مصطفى السيد محافظ اسوان  متحف التماسيح بمدينة كوم امبو بأسوان الذي اكتمل إعداده في حضن نيل ومعبد كوم أمبو الذى خصص لعبادة الإله سوبك ورمز له بالتمساح بالاضافة الى عبادة الاله حورس الكبير . وقد خلت اللوحة التذكارية للمتحف  من أسماء المسئولين، سواء كان الوزير أو محافظ اسوان، مثلما كتب على اللوحة التذكارية لمتحف السويس الذى افتتح امس الاول حيث كتب على اللوحة الرخامية الموضوعة بمدخل المتحف، "تخليدا لذكرى شهداء  ثورة 25 يناير". كنهج جديد تنتهجه وزارة الاثار بنسب مشروعاتها لمصر ولشعبها .  صرح د.محمد ابراهيم ان المتحف يفتتح فى اطار خطة وزارة الاثار كما وعد منذ توليه منصبه بأفتتاح عدد من المشروعات الاثريه الجديدة فى ذكرى ثورة يناير لتضاف لخريطة مصر السياحية والاثريه وتستقبل زوار مصر من مختلف انحاء العالم  ؛ كما يأتى مواكبا مع احتفالات  محافظة اسوان بعيدها  القومى  .

 

منوها ان المتحف يضم  22 تمساحا من خمسين تمساح تم العثور عليهم بالمنطقة القريبة من المعبد وتم وضعها في فتارين العرض وتمثل مختلف الاعمار حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلي حوالي 5.5 متر بجانب8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن.. مشيرا الى ان فاترينة عرض التماسيح في هذا المتحف أضخم فاترينة تجمع تماسيح في العالم كله؛ وقد تم تصميم طريقة عرضها تميل علي الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطيء النيل علي ضوء القمر باستخدام لمبات صناعية توحي بهذا الجو الاسطوري.. ؛ بالاضافة الى مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف ، ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح من خلال  خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أوالافراد عموما بالاضافة إلي عرض المحفة وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية . اوضح د.مصطفى امين ؛ الامين العام للمجلس الاعلى للاثار انه يتم عرض 20 قطعة من اللوحات والتماثيل التي تخص عبادة التماسيح أشهرها تماثيل للإله سوبك ، وأربع لوحات خاصة بالاله سوبك اثنان منهما تم اخذهما من متحف الاقصر ولوحة رائعة لسوبك تم وضعها في مدخل المتحف، بالاضافة لعرض عدد كبير من بيض التماسيح تم اكتشافه ايضا، واسنان وعيون من الذهب كانت توضع للتمساح بعد تحنيطه وعيون من العاج المطعم بالكوارتز وحجر الإوبسيديان ، وعرض مجموعة من التوابيت من الفخار التي كان يوضع بداخلها التماسيح.

 

يقول عبد الحميد معروف رئيس قطاع الاثار المصرية كان الإله سوبك أو التمساح الذي صوره المصري القديم علي هيئة إنسان برأس تمساح انتشرت عبادته في منطقة كوم امبو وبنوا معبدا لعبادته بقرب شاطيء النهر.. وعند وفاة التمساح بطريقة طبيعية او قتله كان يعامل كأنه حيوان مبجل وتقام له طقوس التحنيط كاملة ويدفن فى جبانة خاصة وتدفن معه قرابين تخصه من أوان فخارية مملوءة بالطعام.. والدفن كان يتم في شرق النيل في منطقة من الطين الجاف في مجرات خاصة لها قبو تغطي بسعف النخل ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان.. وتعظيما لشأنه كانت عيونه تطعم بعيون صناعية مطعمة حتي يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن.. وبعضها يوضع في مقاصين من الخشب الملون..

يقول عادل عبد الستار رئيس قطاع المتاحف ان  متحف التماسيح الجديد هو ثالث متحف موقعي بجانب متحف أمنحتب بسقارة الذي يعرض العمارة المصرية وآثار سقارة.. ومتحف مرنبتاح بجوار معبده في منطقة القرنة في الأقصر الذي يعرض القطع الأثرية ذات الأهمية التي تخص معبد الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثاني. منوها ان  المتحف الوليد يعد أكبر المتاحف عالميا التي تخص حيوانا واحدا, وبالذات في عظمة موقعه بجانب الآثار وارتباطه بالحضارة وسلوك وثقافة بشر حول حيوان كانت منطقة كوم أمبو بأسرها تخضع لعبادته. واكد ان مومياوات التماسيح وتماثيلها التي خرجت من منطقة كوم أمبو  كشفت مدي تفاني الإنسان المصري القديم في عشق التمساح وتبجيله وظهر ذلك واضحا في معاملة الانسان القديم مع مومياوات التماسيح.. فقد وجدت بعضها مرصعة برقائق من الذهب وبالذات اسنانها المدببة المخيفة فقد غطاها رقائق الذهب.. وعيون من العاج المطعم بالكوارتز وحجر الإوبسيديان والاطار الخارجي من النحاس في تماثيل التماسيح

اوضح د.محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات ان المتحف يعد  أكبر متحف عالمي يخص حيوانا واحدا فقط  ؛  كما ان إختيار موقعه يضفي علي المنطقة شكلا حضاريا يليق بعظمة وجلال وسحر  منطقة تضم معبد كوم أمبو حيث تتوقف المراكب لقضاء الليلة في كوم أمبو ومنح فرصة للسائح لزيارة المعبد ومتحف التماسيح. مؤكدا ان خطة تطوير المنطقة التي تضم المعبد علي شاطيء كوم أمبو كانت تتضمن فكرة إنشاء متحف للتماسيح  . وتم تطوير المنطقة بأكملها بتغيير مدخل المعبد وإنشاء المتحف وإنشاء سوق علي كورنيش النهر وإنشاء مبني لقوات الشرطة السياحية يليق بشكل التطور وعمل كورنيش جميل يليق بالمكان والنهر  لافتا ان انشاء متحف التماسيح أحدث متاحف مصر وأكثرها إثارة وسحرا فوق ربوة ترتفع  15  متر عن منطقة ينحني عندها نهر النيل العظيم في شكل ساحر جذاب.. وفي حضن معبد كوم أمبو.

shreetalahdas

http://kenanaonline.com/shreetalahdas