لأول مرة في تاريخ الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد في مصر تشارك جماعة الإخوان المسلمين بوفد ترأسه نائب المرشد العام الدكتور محمود عزت, ومشاركة الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ـ حزب الجماعة ـ والدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام في الحزب.وذكرت جماعة الإخوان المسلمين أن المصريين جميعا علي مر التاريخ يشاركون في صناعة الحضارة علي أرض الوطن دون تفرقة بين مسلم ومسيحي, ولكن النظام البائد كان يحول بين قطبي مصر, ويمنع أن يعبر كل طرف عن روح التسامح والعلاقات الإنسانية والمواطنة الصحيحة وإظهار البر والقسط تجاه الأقباط.
ولم يكن موقف الجماعة خاصا بتقديم التهنئة للكنيسة الأرثوكسية فقط, لكن تم تشكل وفد ضم كلا من الدكتور غزلان المتحدث الإعلامي باسم الإخوان ووليد شلبي المستشار الإعلامي للمرشد العام لتقديم التهنئة للكنيسة الانجليية.
فضلا عن حرص حزب الحرية والعدالة علي تقديم التهنئة بوفد من الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب والدكتور سعد الكتاتني الأمين العام, حرصا وبرا وقسطا بالإخوة الأقباط.
ولكن نفس المشهد( مشاركة الإخوان) وتقديم التهنئة للبابا فور وصوله, دون انتظار الصلوات الخاصة والقداس, انتقده البعض وأثار الكثير من علامات الاستفهام!
مصادر إخوانية أكدت أن الأمر لايعدو إلا أن يكون انشغالا من الحاضرين, وانهم حرصوا علي تقديم التهنئة للاخوة الأقباط في اشارة إلي أن معظم القيادات كانت مشغولة في العملية الانتخابية مثل الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام, الذي كان علي رأس الدائرة في المنيا وفاز, وعاد لتوه إلي القاهرة, فضلا عن ارتباط البعض الآخر بمواعيد ومؤتمرات جماهيرية.
وحول ما أثير عن وجود فتوي للدكتور يوسف القرضاوي الداعية المعروف ـ والأب الروحي للإخوان, بجواز المشاركة في الاحتفال دون حضور الصلوات الخاصة, قالت مصادر إخوانية ان هذه الفتوي تتعلق بجواز التهنئة لكن لا يجوز الصلاة, وهذا أمر طبيعي, فهناك بون شاسع بين حضور الاحتفال والمشاركة في الصلاة, فمن غير المعقول أن يصلي المسلم الصلاة القبطية, وأن يصلي القبطي صلاة المسلمين.. لكن لا يعني هذا التهنئة ثم الانصراف فالأمر ارتبط بانشغالات المشاركين فقط.
وفي المجمل, فإن المشهد ايجابي لمصلحة المواطنة.. فقدم الإخوان التهنئة, وكذلك مرشحو الرئاسة وقبلهم تمثيل رفيع المستوي من المجلس الأعلي للقوات المسلحة, رغم خروج الشباب عن السياق العام بالهتافات المضادة.