المواطن الصحافي باسل السيد تم إطلاق النار عليه وقتله على يد قوات الأمن السورية، بينما كان يصور حمام الدم في حمص يوم ٢٩ ديسمبر/ كانون الأول. بعد أربعة أيام، توفي الصحافي شكري أحمد راتب أوب برغل في مستشفى دمشق متأثرا بإصابته بطلق ناري في الرأس يوم ٢٩ ديسمبر/ كانون الثاني، أثناء عودته من العمل. ويدمغ مقتل الاثنين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كواحدة من أخطر مناطق العالم بالنسبة للصحافيين خلال ٢٠١١. على الأقل حدثت ١٨ وفاة مرتبطة بالعمل في المنطقة المضطربة خلال العام الماضي، حسب أعضاء آيفكس.
وقال أحمد طارق، مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط الذي تم الاعتداء عليه من قبل الشرطة بينما كان يقوم بتغطية الاحتجاجات في الإسكندرية، مصر، في تصريحات للجنة حماية الصحافيين: “الصحافيون الذين يعملون في هذه البيئة يتعرضون لخطر لا يقل عن أولئك الذين يعملون في مناطق الحروب الذين يغطون الصراعات المسلحة". وأضاف إن: “الخطر الأكبر الذي يواجهه الصحافيون اليوم في دول ما بعد الثورات بالمنطقة العربية هو استهداف الصحافيين من قبل القوى السياسية المعادية لأي شخص يكشفهم.”
على سبيل المثال، لم تسجل لجنة حماية الصحافيين وفيات مرتبطة بالعمل بين الصحافيين في سوريا خلال عقدين عملت اللجنة خلالهما على تدوين البيانات، لكن الآن، قتل ثلاثة أشخاص منذ نوفمبر ٢٠١١.
وبشكل عام، سجلت لجنة حماية الصحافيين مقتل ٤٥ صحافيا وخمسة عاملين بالإعلام في جرائم متصلة بعملهم مباشرة، مثل التواجد في منطقة تبادل إطلاق النار أو خلال تنفيذ مهمة خطرة خلال عام ٢٠١١. من بين هؤلاء قتل سبعة صحافيين في باكستان التي سجلت الرقم الأعلى في الخسائر التي شهدتها دولة منفردة خلال العام.
وتعكس أرقام لجنة حماية الصحافيين- الأقل من بين إحصاءات كل أعضاء آيفكس- تدقيقها بعناية حول ما إذا كانت القضية ذات صلة بالعمل. وإذا كانت دوافع القتل غير واضحة، تصنف لجنة حماية الصحفيين الحالة على أنها "غير مؤكدة" وتواصل التحقيق فيها. في العام الماضي وضعت اللجنة 35 حالة وفاة لصحافيين على "قائمة غير مؤكدة"، وهو عدد "مرتفع بشكل غير عادي... ويعود في المقام الأول إلى الوضع الغامض جدا في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، حيث تمتزج الجريمة والفساد مع الغياب الكامل للتحقيقات الرسمية وهو ما يجعل من الصعب للغاية تحديد الدافع وراء الجريمة"، حسب جويل سيمون من لجنة حماية الصحافيين.
وفقا للجنة حماية الصحافيين، تراجع القتل العمد في جميع أنحاء العالم، إلا أن الوفيات خلال قيام الصحافيين بمهمات خطرة- مثلا حينما كانوا يقومون بتغطية الاحتجاجات في الشوارع – وصلت أعلى مستوى لها على الإطلاق. وغالبا كان المصورين ومشغلي الكاميرات، الأكثر عرضة للخطر أثناء الاضطرابات العنيفة، وتوفي من بينهم عددا أكثر من ضعف المتوسط التاريخي.
برجاء الإطلاع على: بالنسبة للصحافيين.. تغطية الاضطرابات السياسية تثبت أنها قاتلة (لجنة حماية الصحافيين)
http://www.cpj.org/reports/2011/12/journalists-killed-political-unrest-proves-deadly.php
كما سلطت مراسلون بلا حدود الضوء أيضا على المخاطر التي تواجه الصحافيين في سورية، لا سيما في مدن حمص ودمشق ودرعا، والتي اعتبرتها مراسلون بلا حدود من بين الأماكن الأسوأ في العالم بالنسبة للصحافيين. وتقول مراسلون بلا حدود إن "التعتيم الإعلامي الكامل" الذي يفرضه بشار الأسد، أدى إلى جعل المواطنين العاديين يعرضون حياتهم للخطر، من خلال تصوير والكتابة عن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
وفي استعراضها السنوي، وثقت مراسلون بلا حدود ما لا يقل عن 66 صحافيا قتلوا خلال أداء واجبهم في مختلف أنحاء العالم- أي بزيادة 16 في المائة عن عام 2010. وللمرة الأولى، جمعت مراسلون بلا حدود قائمة بـ 10 أماكن تعتبر الأكثر خطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام، "حيث كان الصحافيون ومستخدمو الإنترنت عرضة للعنف بشكل خاص في أوساط يتم فيها انتهاك حرية المعلومات".
لم يكن مستغربا كون بؤر الاحتجاج في الشرق الأوسط تشكل نصف القائمة وهي: المنامة في البحرين، ميدان التحرير في مصر، مصراتة في ليبيا، وساحة التغيير في صنعاء باليمن بالإضافة إلى المدن سالفة الذكر في سوريا.
وشملت باقي القائمة لأسوأ عشر مناطق العنف المرتبط بالانتخابات في أبيدجان بساحل العاج، وتجارة المخدرات في ولاية فيراكروز بالمكسيك، والحرب بين قوات الأمن والانفصاليين في خوزدار بباكستان، والميليشيات شبه المسلحة في مانيلا وسيبو وكاغايان دي أورو بالفلبين، والحرب الأهلية في مقديشو بالصومال.
كما تلاحظ مراسلون بلا حدود تضاعف معدلات اعتقالات الصحافيين، حيث تم اعتقال ١٠٤٤ صحافيا وإعلاميا على الأقل خلال عام ٢٠١١ (مقارنة بـ٥٣٥ خلال ٢٠١٠)، وكان أغلب الاعتقالات على خلفية اضطرابات الربيع العربي وحركة الاحتجاجات التي ألهمت العالم.
قائمة أكثر عشر مناطق خطورة بالنسبة للصحافيين (مراسلون بلا حدود):
http://en.rsf.org/the-10-most-dangerous-places-for-21-12-2011,41582.html
الاتحاد الدولي للصحافيين، الذي يجمع الإحصائيات بالتعاون مع مؤسسة سلامة الأخبار يقول إن ١٠٦ صحافيا وعاملا إعلاميا قتلوا خلال العام الماضي، مقارنة بـ٩٤ خلال عام ٢٠١٠. تشمل إحصائيات الاتحاد الدولي للصحافيين كل الإعلاميين والصحافيين الذين قتلوا بسبب عملهم. بالإضافة إلى هذا العدد قتل ٢٠ صحافيا وعاملا قتلوا في حوادث وكوارث طبيعية، حسب الاتحاد.
ويلقي الاتحاد باللوم على الفشل في ضمان المجتمع الدولي لالتزاماته حيال حماية الإعلام ضد العنف، الذي يسهم بدوره في انتشار ثقافة الإفلات من العقاب. وفي خطاب للأمين العام للأمم المتحدة، قال الاتحاد الدولي للصحافيين: “في موقف تنكر الحكومات أو لا تبالي بما أصبح نموذجا منتظما من عمليات القتل المتعمد للصحافيين، يقع على كاهلكم وكاهل الأمم المتحدة مسئولية تذكيرهم بمسئولياتهم في حماية الصحافيين.”
انظر: الإتحاد الدولي لصحافيين يضغط على الأمم المتحدة للتحرك حيال مقتل الصحافيين بعد تصاعد العنف الذي حصد أرواح ١٠٦ صحافيا وعاملا بالإعلام خلال ٢٠١١:http://www.ifj.org/en/articles/ifj-presses-un-for-action-on-media-killings-after-violence-claims-106-lives-of-journalists-and-media-staff-in-2011
الجمعية العالمية للصحف وناشر ي الأخبار، أحصت مقتل ٦٤ صحافيا، بينهم ٢٢ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا تحتسب الجمعية العاملين بالإعلام أو حوادث الموت العرضية.
انظر: ٦٤ إعلاميا قتلوا خلال ٢٠١١ (الجمعية العالمية للصحف وناشري الأخبار):
http://www.wan-ifra.org/articles/2011/06/24/64-media-employees-killed-in-2011
وثق المعهد الدولي للصحافة ١٠٣ حالة قتل لصحافيين وعاملين بالإعلام عبر مرصد الموت، وهؤلاء هم من تم قتلهم عمدا بسبب كتاباتهم أو ببساطة لكونهم صحافيين. ويشمل العدد الذي وثقه المعهد الصحافيين الذين قتلوا خلال قيامهم بمهمات، وهي الحالات التي وصفها بـ"أن يكونوا في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ".
وبناء على منهجية المعهد الدولي للصحافة، الدولة الأكثر فتكا بالصحافيين خلال ٢٠١١، كانت المكسيك، التي قتل فيها ١٠ صحافيين وعاملين بمجال الإعلام. كان العديد من بينهم قتلوا على يد عصابات المخدرات. ويجعل هذا أمريكا اللاتينية المنطقة الأكثر قتلا للصحافيين، حيث وصل عدد القتلى بها إلى ٣٦.
انظر: معدلات قتل الصحافيين في ٢٠١١.. مقتل ١٠٣ (المعهد الدولي للصحافة):http://www.freemedia.at/home/singleview/article/new-deadly-trends-for-journalists-in-2011-103-killed.html
وبناء على هذه الخلفية، خلصت جمعية البلدان الأمريكية للصحافة إلى أن عام ٢٠١١ "كان واحدا من أكثر الأعوام تحديا ومأساوية لدول الأمريكتين"، حيث قتل خلاله ٢٤ مراسلا، وجددت الجمعية تأكيد التزامها بمكافحة التحديات التالية. ولتحقيق هذا الهدف، تخطط الجمعية لإرسال بعثات وعقد ندوات وتدريبات في أكثر من عشر دول خلال ٢٠١٢. كما تعهدت الجمعية بالاستمرار في رعاية ذراعها المختص بحرية التعبير، مفوضية الأمريكتين لحقوق الإنسان والتي هددت بعض الحكومات بحلها.
انظر: مراجعات حرية الصحافة في مختلف الدول عام ٢٠١١.. من جمعية البلدان الأمريكية للصحافة:
http://www.sipiapa.com/v4/comunicados_de_prensa.php?seccion=detalles&id=4662&idioma=us
على الرغم من الفارق في الأعداد، إلا أن المجموعات المختلفة تتفق على هدف: “التركيز على الثمن الذي يدفعه الصحافيون لجلب الأخبار لنا ولمساندة العدالة عندما يتضرر صحافيون بسبب عملهم"، حسب سايمون.
لمعرفة كيف توصل أعضاء آيفكس إلى أرقامهم ومراجعة وفوائد كل من الطرق التي يتبعونها، اقرأ تقرير آيفكس الخاص عن منهجيات إحصاء قتلى الصحافيين: Journalists Killed Methodology Research Project
سيتم نشر المراجعات السنوية لأعضاء آيفكس بمجرد إتاحتها.
نشرت فى 7 يناير 2012
بواسطة shreetalahdas
shreetalahdas
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
143,485