كتب اسحاق يوسف فرج
توقع وزير السياحة الدكتور منير فخري عبد النور استمرار اكتساح الإسلاميين للجولتين الثانية والثالثة من الانتخابات مرجعا ذلك إلى السياسة الإعلامية والتعليمية والثقافية والخطاب الديني على مدى أكثر من 30 عاما فضلا عن سياسات التجريف و التهميش لكل الحركات السياسية المدنية في مصر في الوقت الذي أبقت فيه حركات الإسلام السياسي على منابرها عبر المساجد و الزوايا ،
==واتهم عبد النور الإسلاميين باختزال السياحة في زجاجة وملابس البحر ،مؤكدا أن رفض نعمة الله على مصر بموقع فريد وشمس ساطعة ومياه دافئة هو كفر في حد ذاته.
=وقال عبد النور في حديث للاعلامي طارق الشامي أذيع اليوم على قناة "الحرة" أن الحكومة لن تتدخل في الشأن السياسي وسوف تحترم رأي الأغلبية مستبعدا الصدام بين حكومة الدكتور الجنزوري والحركات الاسلامية ، لكنه رفض الاجابة عما إذا كان هناك صدام وشيك بين المجلس العسكري و التيارات الإسلامية ، وإن أشار إلى الخلاف السابق حول وثيقة الدكتور علي السلمي ووجود نقاط صدام وخلاف أخرى محتملة حول استمرار حكومة الجنزوري بعد الانتخابات التشريعية وما إذا كانت التيارات الإسلامية ستطالب بالمشاركة في الحكومة، مطالبا الجميع بالحكمة لأن المرحلة المقبلة دقيقة وحساسة جدا.وتوقع عبد النور أن يعود التقارب مرة أخري ليس فقط بين الإخوان المسلمين وحزب الوفد وإنما بين الإخوان و الليبراليين عامة ،
وقال: ” الأيام ستثبت أن الإخوان المسلمين سيقتنعون – ولو بعد حين – أننا كليبراليين أقرب إلى فكرهم من التيار السلفي الذي هو بخطاب بعض شيوخه كفروا قياداتنا الثقافية والفكرية وكفروا أنشطتنا"
وأضاف : ” على قيادات الحركات الليبرالية أن يقربوا إليهم وعلى أرضيتهم الإخوان المسلمين".وردا على سؤال للاعلامي طارق الشامي عما إذا كان يتوقع إنحسارا أم انفجارا للمشكلة الطائفية في ظل حكم الاسلاميين ،لم يستبعد عبد النور أن يندهش الجميع بأن تتصرف حركات الإسلام السياسي بشكل أكثر حكمة وعدالة وأكثر حنكة سياسية من الحكومات السابقة فتجد حلولا للمشكلة الطائفية.
وعن تراجع حزب الوفد في الانتخابات ، قال القيادي السابق في الحزب إن الوفد إرتكب أخطاء قاتلة يدفع ثمنها الآن لأنه فعل كمن رقص على السلم فلم يره أحد وكان عليه حينما فض تحالفه مع الإخوان أن يغير استراتيجيته ويسعى إلى تجميع القوى الليبرالية ، لكنه توقف في منتصف الطريق وظن أنه يستطيع الفوز بأصوات الليبراليين والاسلاميين وهذا مستحيل.
وردا على سؤال حول رفض الاسلاميين لسياحة الشواطئ وتلميحاتهم بالتصدي لها ، اتهم وزير السياحة الاسلاميين بأنهم هم من يختزل السياحة في ملابس البحر وزجاجة خمر ، مؤكدا أن سياحة الشواطئ توفر للسائح القادم من المناطق الباردة في الشمال ، المياه الدافئة والرمال البيضاء والشمس المحروم منها وأن الله أنعم على مصر بموقع فريد قائلا: "إن رفض هذه النعمة هو كفر في حد ذاته لأنه ليس من الحكمة ولا من الإيمان أن نرفض هذه النعمة" ، وتوقع الدكتور عبد النور أن يختلف خطاب الإسلاميين حال تحملهم المسئولية التي تقتضي توفير الغذاء والكساء للشعب والتصدي لعجز الموازنة منعا للتضخم والحيلولة دون تفاقم العجز في ميزان المدفوعات منعا لانخفاض قيمة الجنيه ، مضيفا أنه لن يستدرج لمناقشة دينية لأن هذا الحديث يتعلق بمشاكل سياسية واقتصادية وأن أي حوار خارج هذا النطاق هو خارج الموضوع.وذَكّر وزير السياحة بأن عدد السائحين الذين دخلوا مصر عام 2010 وصل إلى 14 مليونا و800 ألف سائح يمثل الايراد الناتج عنهم 12.5% من الناتج المحلي الاجمالي وأن السياحة هي أكبر مصدر للعملات الأجنبية، كما يعمل بالسياحة 4 ملايين يمثلون سدس القوى العاملة في مصر وأن المستهدف هو الوصول بعدد السائحين إلى 30 مليونا بايراد لا يقل عن 25 مليار دولار سنويا قائلا: “ مهما كانت اتجاهات المسئول السياسية أوغير السياسية، لا أعتقد أنه سيتغاضى عن هذا الايراد في مثل هذه الظروف.
وعن عدد السائحين هذا العام ، أوضح الوزير أن الرقم يمثل معجزة فبرغم الأحداث التي مرت بها مصر والانفلات الأمني وصل عدد السائحين إلى عشرة ملايين سائح أي أن نسبة التراجع بلغت نحو 35% فقط ، لكنه توقع تأثر السياحة سلبيا بانتخابات مجلسي الشعب والشورى والرئاسة التي يواكبها نوع من عدم الاستقرار.