الحلول غير المادية لمشكلة الفقر

د. شعبان عبده أبو العز المحلاوي

     من أهم قضايا الإيمان عند المسلم أن يؤمن بأن الله كتب الرزق له وقسمه قبل أن يولد، فمن حديث ابن مسعود - أن الله تعالى- يأمر الملك الموكل بنفخ الروح في الجنين بأربع كلمات، " يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌ هو أم سعيد ". وقال تعالي: "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"([1]).

    إن لله قدره، ولله سنه؛ فمن قدرته أن يرزق بدون أسباب لأنه هو رب الأسباب
قال تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"([2]). وقال تعالى " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب"([3]).

     ومن سنته؛ أن نأخذ بالأسباب، ومن الأسباب التي تجاهلها كثيراً من الناس، وهي التي أمرنا الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم، ووعدنا بأن من
أخذ بها سوف يرزق لا محالة، ويبارك له في رزقه بإذن الله؛ وهي  :

أولاً : الإيمان بالله وتقواه حق تقاته .

     الإيمان والعمل الصالح وتقوى الله عز وجل وأداء الفرائض المكتوبة، وإقامة شرع الله؛ كلها أمور تجلب الرزق وتدرأ الفقر وأدلة ذلك من ما يلي :

(1) تقوى الله عز وجل : وهي الخوف والرجاء، والمنتظر ممن يرجو رزق الله أن يعمل على عدم إغْضابه فهي دائرة مغلقه على الخير والدليل قوله تعالى: "... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.."([4]).

(2) أداء الفرائض المكتوبة: والدليل قوله تعالى في الحديث القدسي: "ما تقرب إلي عبدي بأحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولأن سألني
لأعطينه، ولأن استعاذنى لأعيذنه".

(3)  الإيمان والعمل الصالح : والدليل قوله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"([5]).

(4) إقامة شرع الله : وهي أن تجعل حياتك كلها على منهج الله..’نفسك وبيتك ومجتمعك وعملك، والدليل قوله تعالى: " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا"([6]).

(5) إحسان العمل والإخلاص : فكان الرزق الذي جاء مريم وأدهش زكريا أنها كانت صدّيقة متجردة لله تعالى؛ وكان مظهر قبول الله تعالى لها ذلك الرزق العجيب، في قوله تعالي: "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"([7]).

ثانياًُ : الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله .

      قال تعالى: "للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد، الذين يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار"([8]) .

    وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال: "كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: "رب اغفر لي، وتب علىَّ، إنك أنت التواب الرحيم" . وعن عبدالله بن بسر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".

    الأمر الذي يوضح أهمية الاستغفار والتوبة إلي الله بصفة عامة؛ ذلك أن الاستغفار يكفر السيئات ويزيد الحسنات، ويرفع الله به الدرجات، ويرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه، إلي جانب ذلك فإن الاستغفار وسيلة هامه لجلب الرزق؛ حيث قال الله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً , يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً , وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً"([9]). وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب" .

ثالثاً : البر وصلة الرحم .

    إن من الأمور التي أكدها الدين الإسلامي، العلاقة بين صلة الرحم وبين التوسعة والتيسير في الرزق، ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: " من سره أن يمد له في عمره ويوسع عليه في رزقه ويدفع عن ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه". وعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " صلة الرحم وحسن الجوار، أو حسن الخلق ، يعمران الديار ويزيدان في الأعمار". فصلة الرحم سبب رئيسي لجلب الرزق، وزيادة الموارد المالية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ودليل ذلك الحديث الشريف الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال ما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال بصلتهم لأرحامهم"([10]).

     ويقصد بصلة الرحم التواصل الايجابي بين الأقارب الذين تربطهم صلة نسب من جهة الولادة سواء كان ذلك عن طريق الأب أو الأم، مع العلم بأن صلة الرحم تستمر حتى بعد وفاة من كان سبباً في وجود هذه القرابة من أب أو أم . بل يعد وصل الرحم بعد وفاتهما من أفضل أنواع البر بهما([11]).  ولمّا خلق الله تعالى الرحم قال لها: "أرضيت أن أجعل لك اسماّ من اسمي؟ من وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني..."  ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سرّهُ أنْ يُبسطَ لهُ في رزقه، أو يُنْسأَ له في أثرهِ فليصلْ رَحمه"([12]). وصور صلة الرحم كثيرة ومتعددة بحسب ظروف الناس وواقعهم وحاجاتهم ، وهي تشمل كل أنواع البر والإحسان، بأنواعه المادية والمعنوية .

رابعاً : الصدقة والإنفاق في سبيل الله .

   القاعدة البديهية في التعاملات المالية البشرية، هي أن المال كلما أخذت منه أنقص ذلك من الرصيد الموجود، إلا أن القاعدة الربانية في التعاملات مع الله عزوجل تشذ عن هذه القاعدة؛ حيث أنه كلما أنفق من مال في سبيل الله زاد ذلك من الرصيد، وقال تعالي: " وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"([13]). وهذا هو أعجب العجب أن تأخذ من الشيء فيزيد ولكن إذا عرفت أين تقع الصدقة يزول العجب، فهي تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير. وقال إبن كثير في هذه الآية : أي مهما أنفقتم من شيء مما أمر به الله عزوجل وأباحه فهو يخلفه في الدنيا بالبدل وفي الآخرة بالجزاء والثواب، وفي ذلك حث على الإنفاق([14]).

     وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " ما نقصت صدقة من مال". والصدقة لا تنقص المال كما يظن البعض بل الشح والبخل هما سبب حرمان البركة، وتضييق الرزق وإهلاك المال وعدم نمائه؛ وكيف لا وفي كل صباح يدعو ملكان أحدهما بالخير والبركة على المنفق، والآخر يدعو بالتضييق والتشديد على البخيل الممسك، ودليل ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما :اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً". وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم أنفِقْ أُنفِقُ عليك"([15]).

خامساً : صدق التوكل على الله .

     من الأسباب الهامة جداً والمؤثرة في جلب الرزق التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب المادية، حيث قال تعالي: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه"([16]). وقد قرأ النبي صلي الله عليه وسلم هذه الآيات على أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وقال له: "لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم"، أي لكفتهم في مصالح دينهم ودنياهم([17]).

    والتوكل المقصود هو ذلك التوكل الصادق الخالص لله وحده، والذي يشعر معه الإنسان بالقوة والكفاية؛ لأنه يتبرأ من قوته وحيلته، وما اتخذه من تدابير وأسباب مادية، ويصرف قلبه إلي الله وحده، ويثق بقوته وقدرته وحسن تدبيره للأمور كلها. ومن أعظم الأحاديث وأجمعها التي تشير إلي ما يترتب من خير عظيم على من أحسن التوكل على الله؛ ما يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً"، أي تغدو في الصباح بطونها خاوية وتعود في المساء وقد امتلأت البطون رزقاً من سعيها، وقال حاتم الرازي, : هذا الحديث أصل في التوكل وهو من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق([18]).

     وقد ربط الله تعالى الأكل بالمشي فقال: "فامشوا في مناكبها وَكُلوا من رِزْقهِ وإليهِ النُشُور"([19]). ولنتعلم من القرآن كيف أمر موسى عليه السلام والسيدة مريم ابنة عمران، بالفعل والعمل، عندما قال لموسى عليه السلام: " وأوحينا إلي موسي أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم"([20]). وقال لمريم: "وهزي إليكِ بِجِذْع النخْلةِ تُساقِطْ عليكِ رُطَباً جَنياً"([21]).

    والإشارات القرآنية تضيء لنا تلك القضية؛ فهل كان يحتاج موسى عليه السلام إلى ضرب البحر، وتحتاج السيدة مريم إلى هز الجذع، وهذا محال في الأحوال العادية، فكيف بمن هي في حال مريم من وهن وضعف بسبب المخاض. فإن البحر كان مفلوقاً والرطب كان متساقطاً بقدر الله، ولا شك. إلا أن الله تعالى ربط قَدَرَه وعطاءه بضرب موسى للبحر، وهز مريم للجذع، وهذا الجهد، تطبيقاً لقاعدة ربط الأسباب بالمسببات .

     حسن التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب يعد سبباً هاماً من أسباب جلب الرزق. والتوكل على الله مرتبط بالأخذ بالأسباب إذ لا يتحقق التوكل الحقيقي لمن لم يأخذ بالأسباب اللازمة، فهذا يعد تواكلاً لا توكل. كما لا يوجد ضمان حقيقي بنجاح السعي المبذول لمن أخذ بأقصى حد من الأسباب المادية دون أن يتوج ذلك بالسبب المعنوي الهام، وهو صدق التوكل على الله، فهما أمران مرتبطان ببعضهما فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة لله، والتوكل بالقلب علي الله إيمان به .

سادساً : الدعاء .

    الدعاء هو نداء من الأدنى إلى الأعلى، ولا يتوجه بالدعاء إلا لمن قدرته فوق قدرات الداعي، وبالنسبة لله عزوجل فإننا نتوجه إليه بالدعاء لأنه سبحانه لا يستعصي عليه أمر في هذا الكون. والدعاء في اللغة هو نداء، وله أكثر من مدلول فبالنسبة للبشر إذا كان متوجهاً من الأعلى إلي الادني كان أمراً – من رئيس لمرءوسه مثلاً – وقد يكون من إنسان لإنسان آخر مساو له فيكون التماساً، وقد يكون من مرءوس لرئيسه فيكون رجاء. والدعاء في اصطلاح الشرع هو طلب من العبد لربه، والدعاء يقتضي أن يكون هناك داع وهو العبد، ومجيب أعلي وهو الله سبحانه وتعالي([22]).

     عن سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ المسجد فإذا هو برجلٍ من الأنصار يُقالُ له أبو أمامةَ فقال: "يا أبا أمامةَ: مالي أراك جالساً في المسجد غير وقت الصلاة؟ قال هموم لزمتني وديونٌ يا رسول الله، قال أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجلّ- همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، قال ففعلت ذلك فأذهب الله عزوجلّ همي وقضى عني ديني .

      وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب". وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".

    ولا يعني ذلك أن تترك الأخذ بأسباب الرزق، فإذا ضاق بك الحال أو شكوت الفقر ، تزود بالقناعة، ثم خذ بأسباب الرزق مع التوكل على الله، وإلجأ إليه بالدعاء والتضرع بين يديه لاسيما في الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله عزوجل إلى السماء الدنيا فيقول: " من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له".

    والتضرع بالمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعاء أفضل وأولي.
فقد روى أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب أحداً قط هَم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً"، قال فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، ومن فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال" ([23]).

    مما سبق يتبين أن الإسلام قد وضع حلولاً لمشكلة الفقر من خلال أسباب جلب الرزق والمتمثلة في الإيمان بالله وتقواه حق تقاته، وكثرة الاستغفار والتوبة إلى الله، والبر وصلة الرحم، والصدقة والإنفاق في سبيل الله، وصدق التوكل على الله، والدعاء والتضرع لله . وكلها أسباب غير مادية لجلب الرزق يلزم وجودها إلى جانب السعي والأخذ بأسباب الرزق، ومفاد هذه الأسباب جميعها إيمان المسلم بأن الرزق بيد الله، وأن الأخذ بالأسباب المادية لجلب الرزق فقط ليس كافياً لضمان تحقق الرزق .    

 



[1]) ) لقمان:34 .

[2]) ) يس : 82 .

[3]) ) آل عمران:37.

[4]) ) الطَّلاق : 2-3 .

[5]) ) الأعراف:96.

[6]) ) الجنّ:16.

[7]) ) آل عمران: 37 .

[8]) ) آل عمران: 15 – 17 .

[9]) ) نوح : 10 -12.

[10]) ) د/ نعيمة محمد يحيي : الأسباب غير المادية لجلب الرزق ، مجلة الاقتصاد الإسلامي ، الصادرة عن بنك دبي الإسلامي ، العدد 317 سبتمبر 2007 ، ص 46.

[11]) ) د/ نعيمة محمد يحيي : الأسباب غير المادية لجلب الرزق , المرجع السابق , ص 47.

[12]) ) أسباب جلب الرزق وموانعه : www.awda-dawa.com/print.php?ID=5236 27-1-2010

[13]) ) سبأ : 39 .

[14]) ) د/ نعيمة محمد يحيي : الأسباب غير المادية لجلب الرزق , مرجع سابق , ص 48.

[15]) ) أسباب جلب الرزق :27-1-2010      b7p7.com/vb/t841.html

[16]) ) الطلاق : 3 .

[17]) ) د/ نعيمة محمد يحيي : الأسباب غير المادية لجلب الرزق , مرجع سابق , ص 48.

[18]) ) د/ نعيمة محمد يحيي : الأسباب غير المادية لجلب الرزق , مرجع سابق , ص 49.

[19]) ) الملك:15.

[20]) ) الشعراء:63.

[21]) ) مريم:25.

[22]) ) سامي محمد متولي الشعراوي: ماهو الدعاء ؟  مجلة المجاهد السنة 29، العدد 359، ربيع الأول، 1431، فبراير 2010 ، ص 28.

[23]) ) من أسباب جلب الرزق والصبر على ضيق الحال :

27-1-2010 islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?...&Option=FatwaId

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 6 يونيو 2011 بواسطة shabanElmahlaw

ساحة النقاش

دكتور / شعبان عبده أبوالعز المحلاوي

shabanElmahlaw
اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,159