اد ماكريكين
رئيس مجلس الادارة و المدير التنفيذى الاول لشركة سيليكون جرافيكس
هى شركة تعمل فى تصميم وتصنيع المنتجات البصرية للحاسبات الاولية على الرغم من ان شهرتها قامت على تقديم التكنولوجيا التى افرزت مشاهد بصرية مذهلة فى الافلام السينيمائية الا ان الغالبية العظمى من منتجاتها تباع لشركات لا تعمل فى صناعات التسلية مثل شركات انتاج السيارات والفضائيات والصناعات الصيدلية والصناعات البترولية .
تاسست الشركة عام 1982 على يد جيم كلارك استاذ الهندسة الكهربائية بجامعة ستانفورد بالاشتراك مع ستة اخرين من الخريجين وقد صمم كلارك شذرة مايكروبروسسور تتيح لاجهزة الكمبيوتر عرض صور جرافيكية ثلاثية الابعاد بسرعة فائقة وقد انضم ماكريكين الى الشركة عام 1984 رئيسا ومديرا تنفيذيا اول .
ولما كان ماكريكين يتميز برقة الحديث والهدوء والبساطة فلم يكن يناسب ذلك النموذج شديد المراس وشديد الانبساط النفسى الذى يتميز به المدير التنفيذى الاول فى تلك البيئة الصاخبة لصناعة الحاسبات فقد اعتمد ماكريكين على التامل فى تحسين حسه الحدسى وفى حفز طاقته الابداعيه .
وتعتبر " التسلية الجادة " كما تسميها الشركة جزءا اساسيا من جو الشركة , وتستطيع ان تجد طاولات البنج بونج وماكينات بيع المشروبات الخفيفة منتشرة فى انحاء مقر الشركة فى حين تطلق على قاعات الاجتماعات اسماء الافلام التى استخدمت فيها تكنولوجيا الشركة كذلك ترعى الشركة الاحداث الاجتماعية والمسابقات الرياضية بل انها تقيم حقلات وداع للاقسام التى تدمج فى اقسام اخرى .
يشعر ماكريكين بخطورة التخطيط طويل المدى للمنتج وذلك نتيجة لفلسفة العمل فى تعاون وثيق مع الزبون الذى يسير عليها وقد اشتهر عنه قوله "اننا لانضع تخطيطا طويل المدى . بل الواقع اننا نحاول نخمد هذا الاتجاه " ويشعر ان ذلك يتيح للشركه ان تدخل سمات جديدة على منتجاتها ويساعدها على سرعة تعديل مسارها وتقبل المناخ المتغير الذى يصعب التنبؤ به فى تلك الصناعه
ولقد اجرينا لقاء مع اد ماكريكين فى المقر العالمى لشركة سيليكون جرافيكس فى كاليفورنيا.
كان النجاح الباهر حليفك فى عملك بشركة هيوليت باكارد قبل ان تنتقل الى شركة سيليكون جرافيكس . فلماذا رحلت عنها ؟
اظن ان هناك عامل شخصى .لقد كنت استمتع حقيقة بادارة قسم فى شركة هيوليت باكارد . وكنت قديرا فى ادارته وبعد ذلك ونظرا للنجاح الباهر فى هذا القسم فقد قسمناه الى عدة اقسام واصبحت انا جزءا من الطبقة الوسطى فى شركة هيوليت باكارد اى فى المنطقة مابين الادارة العليا للشركة والعاملين فى الاقسام . ثم اكتشفت اننى لا استمتع حقيقة بهذة الوظيفة .
وهكذا عندما انشئت شركة سيليكون جرافيكس اتيحت لى فرصة اللقاء مع بعض المسئولين هنا وتعرفت منهم على القيمة المضافة فى الشركة ولم استغرق وقتا طويلا فى استيعاب المسار الجدي وها انت ترانى هنا.
لو عاد بك الزمن الى الوراء. فهل تعتقد انك كنت تتصرف على نحو مختلف فيما يتعلق بانتقالك من شركة هيوليت باكارد الى شركة سيليكون جرافيكس ؟
فى الواقع لا استطيع العودة بالزمن الى الوراء بناء على الفلسفة التى اعتنقها فاننى لم اعد قط الى الوراء محاولا ان اعيد الماضى كما ان شركة سيليكون جرافيكس هى بالفعل قصة نجاح حقيقى واذا كان لى ان اخوض التجربة مرة اخرى فسوف اكون محظوظا لكى افعل الشىء نفسه ولهذا فاننى لست اعرف .
عندما جئت الى الشركةكانت الاوضاع سيئة جدا وكان هناك 2 او 3 فقط هم الذين يعرفون هذا الوضع واخفوا الامر عن الجميع لانهم اعتقدواان ذلك يؤثر بالسلب على الروح المعنوية وكان اول شىء فعلته هو الدعوة الى اجتماع بالشركة وشرح الوضع المالى برمته والخيارات الموجودة امامنا من حبث تسريح العاملين او توفير مايكفى من الاموال لتصميم الجيل الثانىمن منتجنا فى الوقت المناسب حتى نتمكن من حل المشكلات حقا وبعد 6 اشهر صممنا الجيل الثانى من منتجنا بدون تسريح العاملين . وهكذا صمدنا جميعا .و الان هناك كثيرون يقدرون لى دعوتى الى ذلك الاجتماع للشركة , وقد طورنا هذا التقليد الخاص باطلاع العاملين على المعلومات وعدم وجود اسرار وكشف كل الامور لكى يكون للجميع دور فى الحل .
اذن فانت ترى ان حصول العاملين على كل المعلومات من الامور التى تحدد من التقاليد السائدة فى شركة سيليكون جرافيكس
نعم انها بالفعل احدى تلك التقاليد وانا ارى ان الفكرة باسرها فى وجود شركة فى عصر المعلومات هى ان يكون هناك اتصال على قدر الامكان بين قيادات الشركة من ادناها حتى اعلى مستويات القيادة
كيف تضمن ان تكون المعلومات التى تنقلها الى تلك القيادات دقيقة ؟ بمعنى انك عندما تنقل رسالة عبر خمسة او ستة مستويات من القيادات ويكون نقل الرساله بنسبة 80 فى المائة من الدقة . فسوف تصبح لديك حينئذ مشكلة تتمثل فى مستوى الدقة .
نعم اننا لانحاول الاتصال عبر مستويات مختلفة فالاتصال مباشر .سوف تجد كل الفرص المتاحة من خلال شبكة المعلومات او البريد الالكترونى او اى وسيله مباشرة وانا افعل ذلك فى اللشركة حتى الان .
لقد حاولنا تحديد الصفات الغالبة فى شخصيتك وخلصنا من ذلك الى انك غير متغطرس وبارع فى التحليل ومتواضع ( الجميع يضحكون ) –على نحو كبير . ولقد استمعت الى خطاب كنت تلقية مؤخرا . وكان به سبع او ثمن مرات قلت فيها " لا ادرى "
ولقد رايت ان فى ذلك ابتعادا كبيرا عن معظم صفات –
صفات سكوك ؟ ( ماكنيلى صاحب شركة صن مايكروسيستمز )
( ضحك من الجميع مرة اخرى ) حسنا بدون ذكر اسماء لقد وجدت ان ذلك امر غير عادى –
بالنسبة للمديرين التنفيذيين الاول اليس كذلك ؟ ان المديرين التنفيذيين الاول لديهم ذلك الولع بمعرفة كل شىء والتحكم فى كل شىء .وارى ان ذلك ضرب من الغباء . فانت لاتستطيع ان تعرف كل شىء ولاتستطيع التحكم فى كل شىء ففى منظمة تعمل فى عصر المعلومات انت تريد ان يعرف قادة العمل كل شىء يتعلق بما يعملون .
ما لدينا هو منظمة تعليمية وهكذا فاذا شعرت بانك تعرف الاجابه على كل شىء فلن تتعلم شىء
عندما يكون عليك ان تقدم التكنولوجيا الجديدة باستمرار وان تستمر فى الوقت نفسه فى توسيع الشركة فكيف تعثر على على اشخاص مناسبين للعمل معك ؟ لقد استخدمت مؤخرا عددا كبيرا من الاشخاص واكدت اثناء تلك العملية انك لاتريد غزوا من غير الاكفاء فكيف امكن لك تحقيق ذلك ؟
عند اختيارك لعدد كبير من الناس للعمل معك . فانك ترتكب بعض الاخطاء ولكننى اعتقد بوجه عام اننا قمنا بالمهمة على نحو ممتاز والمساله ان هذة العملية اخذت من وقتنا الكثير ولذلك فاننا لم نعتزم حقيقة ان ينشغل مديرونا الى هذا الحد باختيار اشخاص للعمل معنابحيث يصبح الوقت ضيقا بالنسبة لهم لاداء كل المهام الاخرى المكلفين بها .
ماذا عن اسلوبك المختلف فى الادارة ؟ فهناك الكثير مما تكتبه الصحافة عن انك انطوائى ومولع بالتامل ,وهذا شىء مختلف عن معظم المديرين التنفيذين الاول الذين التقينا بهم . فماهو فى رايك السبب فى نجاحك بهذا الاسلوب المختلف فى القيادة ؟
اهم شىء بالنسبة لى ان اكون مديرا تنفيذيا اول على اعلى مستوى – هو ان اعرف حقيقة نفسى وان اضع ذلك فى الوظيفة المنوطة بى وليس الامر ان يوجد نموذج واحد للمدير الناجح ولكن هناك نماذج كثيرة وانى لارجو ان يتناول هذا الكتاب ذلك الموضوع بالفعل والشىء المهم هو ان تفهم ما هى الصفة الغالبة فى شخصيتك وان تسعى الى تاكيدها وان تضعها فى الوظيفة التى تؤديها وتكون سعيدا بذلك .
وهكذا فقد توصلت الى طبيعة ما انا فيه . وتوصل سكوت( ماكنيلى )الى طبيعة ماهو عليه , وفعل اندى جروف ذلك الشىء وربما كنا جميعا من النماذج وزوجتى تعمل بتدريس هذا المنهج بكلية ادارة الاعمال وهو منهج يتناول اسلوب اساليب القيادة مع مايكل راى ( الاستاذ بكلية ستانفورد للاعمال ) وهما يتحدثان عن الاساليب التسعة المختلفة للقيادة وانا ارى ذلك الموضوع شيق وهو يعلمنا ان على كل منا ان يتوصل الى اسلوب القيادة الخاص به .
هل ترى ان هناك اساليب معينة فى القيادة تناسب مؤسسى الشركات الخاصة , وهل يتمتع اد ماكريكين بهذا الاسلوب ؟
اصدقك القول انا اشك فى ذلك .فانا ارى انى اكون فى افضل حالاتى حيت تكون لدى فكرة – العمل مع مؤسس شركة حقيقى مثل جيم كلارك وهم كثيرون فى الوادى – فهذة بدايه النجاح مع فريق صغير وهنا اصبح قادرا على حقيقة التعامل مع مثل هذا الموقف واخرج منه بشىء كبيرا جدا وادعمه طوال الطريق لقد فعلت ذلك مرات ومرات فعلته فى هيوليت باكارد وفعلته هنا وانا اجد متعة حقيقة فى ذلك
اتذكر اننى سمعتك مرة فى تلفزيون ان بى ار تتحدث عن الدعاوى القضائية التى رفعها ضدك المساهمون. وكان اهم ما قلته انه ليس هناك مايسوغ حقيقة الكثير من دعاوى المساهمين القضائية التى تكلف الشركة الكثير . من حيث الوقت والجهد . الذين تضطر الشركة الى بذلهما لتسويه هذة القضايا . ولكن كيف تفسر قول المدعى انكم لستم سوى
محتالين .
تماما وانكم لاتسمحون لحمله الاسهم بمعرفة القصة الكاملة , وان لهم كل الحق فى معرفة ذلك لانكم تعملون من اجلهم
اقول لك اننى لا استطيع ان اتصور ان كل مدير تنفيذى اول فى وادى السيليكون محتال . واظن ان جميع شركات وادى السيليكون تقريبا قد رفعت ضدها قضايا مرات متعددة – شركات مثل هيوليت باكارد وانتل وشركتنا والحقيقة انه عند مقاضاه احدى الشركات وعند التوصل الى تسوية مالية كبيرة فان حمله الاسهم لايحصلون كافراد على شىء منها وانما يحصل عليها فى الحقيقة بيل ليراتش ( محامى بارز ) واصدقائه الذين حققوا الكثير من الاموال من وراء ذلك
من بين الاشياء التى صرحت بها انك لا تضع الكثير من التخطيط طويل المدى فى شركة سيليكون جرافيكس وربما يعتبر ذلك على العكس تماما مما يحدث من كثير من الشركات الاخرى .
اننا نفضل ا لتركيز فى تفكيرنا للمدى الطويل على جوهر جوانب الكفاءة لدينا وعلى الاتجاه العام للتكنولوجيا فى السوق فى حين نركز بقدر الامكان فى خططنا التكتيكية على المسائل قصيرة المدى ونحاول ان نرجىء كل قرار الى اللحظة الاخيرة قدر استطاعتنا وحين نتخذ القرا فاننا نبدء فى التنفيذ على الفور.
لقد تحدثت عن ضرورة وجود توازن بين حياتك العائلية وعملك . فكيف يتسنى لك تحقيق ذلك ,وما هى النصيحى التى تود ان توجهها الينا نحن الاثنين ونحن نحاول البدء فى تاسيس شركتين ؟
اتدريان ليس لدى اجابه على هذا السؤال .ففى اعتقادى ان اهم شىء هو ان يكون الانسان سعيدا بحق ( اى فى العمل ) لانه اذا كنت سعيدا بحق. فسوف تكون عائلتك فى حالة افضل مما لوكنت غير سعيد .
ساحة النقاش