موقع التنمية البشرية لتطوير القدرات

نجمع لك الخبرات ..... لتصنع الغد الذي تريد

 

العادة السابعة

اشحذ المنشار

 

مبادئ التجديد المتوازن للذات / 413

 

أحياناً عندما انظر إلى العواقب الوخيمة التي

تأتي من جراء صغائر الأمور ..

يدفعني ذلك إلى النطق ..

بأنه لا يوجد هناك أمور لا تستخدم الاهتمام .

                                                                                       بروس بارتون

 

افرض جدلاً أنك قابلت شخصاً ما في الغابات وهو يعمل بهمة ونشاط على قطع إحدى الأشجار .

فسألته قائلاً : " ماذا تفعل ؟ " .

فرد متبرماً " ألا ترى إنني اقطع هذه الشجرة " .

فهتفت أنت بقولك " تبدو مرهقاً ! كم مضى عليك من الوقت وأنت تقطع هذه الشجرة ؟ " .

فرد قائلاً : " أكثر من خمس ساعات ، لقد استهلكت قواي ! عمل شاق " فسألته أنت " حسنا ، لماذا لا تستريح بضع دقائق لتشحذ المنشار ؟ أنا متأكد أنه سيقطع الشجرة بشكل أسرع " ، قال الرجل مؤكدا : " ليس عندي وقت لشحذ المنشار ، فأنا مشغول تماماً بعملية قطع الشجرة ! " .

تتمثل العادة السابعة ، في توفير الوقت لشحذ المنشار ، وتحيط هذه العادة بالعادات الأخرى في نموذج العادات السبع ؛ لأنها العادة التي تجعل سائر العادات شيئاً ممكناً .

 

أبعاد التجديد الأربعة / 414

تشبه العادة السابقة قدرة الإنتاج الشخصية . يقوم هذا الجهاز بالحفاظ على أعظم الأصول التي تمتلكها وزيادتها – وهو أنت ، فهو مجدد للأبعاد الأربعة لطبيعتك وتتمثل في البعد الجسدي والروحي والاجتماعي / العاطفي .

وبالرغم من استخدام تعبيرات مختلفة ، فإن معظم وجهات النظر في الحياة تعالج تلك الأبعاد الأربعة بشكل واضح أو ضمني ، فالفيلسوف هيرب شبرد يصف الحياة الصحيحة المتوازنة كمحور يدور حول أربعة قيم هي : - المنظور ( الروحي ) ، والذاتي ( الفكري ) ، والترابطي ( الاجتماعي ، والصحي ( الجسدي ) ، بينما يصف أحد المعلمين الروحيين جورج شيهان ادواراً أربعة : حيواناً سليما ( الجسد ) ، وصانعاً ماهراً ( الفكري ) ، وصديقاً صالحاً ( البعد الاجتماعي ) ، ورجل دين ( الروحي ) ، وتضم نظرية التنظيم والدافع السليم تلك الأبعاد أو البواعث الأربعة وهي الباعث الاقتصادي ( الجسد ) ، وكيفية معاملة الآخرين ( البعد الاجتماعي )، وكيفية التطور والانتفاع من الآخرين (الفكر)، وأداء العمل والواجب والإسهام الذي تقدمه المؤسسة ( الروحي ) .

إن المقصود من مبدأ " شحذ المنشار " أساسا التبعية عن الدوافع الأربعة كلها ، وممارستها في الطبيعة ممارسة منظمة ومنتا غمة بحكمة واتزان .

وكي نقوم بهذه الأمر ، لابد أن نكون ايجابيين ، ويعتبر توفير وقت لشحذ المنشار نشاطاً هاماً وغير عاجل ، ولا بد أن يلح هذا النشاط علينا ، وأما النشاط العاجل والهام فهو ملح أيضاً ؛ لأنه عاجل ويضغط علينا باستمرار ، وينبغي أن نضغط على القدرة / الإنتاج الشخصي حتى يصبح طبيعة ثانية وضرباً من ضروب الإدمان الصحي ؛ ولأن هذه القدرة متمركزة في " دائرة التأثير " الخاصة بناء فلن يستطيع أحد الاضطلاع بها إلا نحن .

وهذا هو أقوى استثمار يمكن لنا أن نطبقه في الحياة – الاستثمار في أنفسنا ، تلك الإدارة الوحيدة التي نمتلكها والتي نستطيع من خلالها التعامل والإسهام في الحياة . إننا أدوات لأدائنا الشخصي ، وكي نؤثر في الآخرين ، علينا أن ندرك أهمية توفير الوقت المنتظم لشحذ المنشار بكل من الوسائل الأربع .

 

البعد الجسدي / 416

يشمل البعد الجسدي الاعتناء بالجسد عناية فعالة – تناول الأنواع السليمة من الطعام ، والحصول على قسط واف من الراحة والاسترخاء والقيام بالتمارين الرياضية بصورة منتظمة .

ويعتبر القيام بالتمارين الرياضية امراً هاماً وغير عاجل وأغلبنا لا يقوم بها بانتظام ؛ ولأننا لا نقوم بها ، نجد أنفسنا – عاجلا أو آجلاً – في نطاق الأنشطة العاجلة والهامة من حيث التعامل مع المشكلات والأزمات الصحية التي تأتي كنتيجة طبيعية لإهمالنا .

ويظن معظم الناس أنه لا يوجد الوقت الكافي لممارسة التمارين الرياضية . ويا له من مثال مغلوط ! ليس لدينا وقت لعدم ممارسة الرياضة . إننا نتكلم عن ثلاث إلى ست ساعات في الأسبوع أو على الأقل ثلاثين دقيقة في اليوم أو كل يومين ، ويبدو هذا وقتاً غير ملائم تماماً باعتبار الفوائد الجمة التي ستعود علينا مؤثرة على باقي الساعات الـ 162 أو 165 في الأسبوع .

ولست بحاجة إلى أية معدات للممارسة الرياضة ، فإذا أردت الذهاب لصالة تدريب أو أحد المنتجعات لاستخدام الأجهزة الرياضية أو الاستمتاع بممارسة بعض الرياضات ذات المهارة كالتنس والراكيت ، فهذه فرصة إضافية لكن ليس من الضروري شحذ المنشار .

ومن برامج التمارين الرياضية الجيدة تلك التي يمكنك القيام بها في المنزل ، والتي ستبني جسدك في مجالات ثلاث – التحمل والمرونة والقوة .

التحمل يأتي من ممارسة تمارين الأيروبيك ومن كفاءة أوعية القلب – أي قدرة القلب على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم .

وبالرغم من أن القلب عضلة كسائر العضلات ، لكن لا يمكن إجراء تمارين عليه مباشرة ، ولا يمكن إجراء تمارين له إلا من خلال المجموعات العضلية الكبيرة ولا سيما عضلات الساقين ، ولذا تعد الرياضات مثل امشي السريع والعدو وركوب الدراجات والسباحة والتزحلق على الماء في أنحاء البلد واختراق الضاحية أمورا عظيمة الفائدة .

ويمكن اعتبارك لائقاً إذا استطعت زيادة معدل ضربات قلبك لتصل إلى مائة دقة في الدقيقة الواحدة فحافظ على هذا المستوى لمدة ثلاثين دقيقة .

ينبغي عليك أن تحاول زيادة معدل القلب 60% على الأقل من أقل معدل نبض ممكن وهو أقصى سرعة يمكن لقلبك أن يدق عندها ، ويضخ الدم في جميع أنحاء الجسم . عموماً يعتبر أقصى معدل نبض للقلب هو 220 مطروحاً منه السن ، فعلى سبيل المثال ، إذا كان عمرك 40 عاماً ، عليك أن تحاول للوصول بمعدل ضربات القلب إلى 108 ( 220-40 = 180 × 0.6 = 108 ) ، ويمثل " تأثير التدريب " ما بين 72 إلى 87 بالمائة من أعلى معدل شخصي .

المرونة : يأتي من مط الجسم ، وينصح معظم الخبراء بالإحماء قبل ممارسة التمارين البدنية والاسترخاء والتمدد بعد التمرين ، وقبل التمرين ، يساعد على فك وتدفئة العضلات للاستعداد لتمرين أكثر قوة . وبعد التمرين ، يساعد على نشر حمض اللكتيك حتى لا تشعر بحرقان وتصلب في العضلات .

القوة : تأتي من تمارين المقاومة العضلية مثل الألعاب الجمبازية الخفيفة وتمارين الضغط ، وتمرين العقلة والبطن ، والتعامل مع الأثقال ، ويعتمد اهتمامك بتطوير قوتك حسب الموقف ، فإن شاركت في عملي عضلي أو أنشطة الألعاب القوى ، فإن زيادة القوة ستؤدي إلى تحسين مهاراتك ، وأن كنت تعمل في وظيفة تتطلب الجلوس لفترات طويلة ولا يتطلب نجاحك في أسلوب حياتك قدراً كبيراً من القوة ، فقد يكفيك قليل من القوة من خلال الألعاب الجمبازية بالإضافة إلى التمارين البدنية والاسترخاء .

وكنت يوماً في صالة تدريب مع أحد الأصدقاء وهو حاصل على دكتوراة في فسيولوجيا التمارين الرياضية ، وكان هذا الصديق حريصاً على بناء قوته . لقد طلب مني أن " أساعده " بينما يقوم هو بأداء تمرين الصدر وأخبرني أن اخذ الثقل عند لحظة معينة وقال مؤكداً : " لا تأخذه إلا عندما أخبرك " .

لذا فظللت أشاهد وانتظر لأخذ الثقل ، وكانت الأثقال ترتفع وتنخفض على صدره . وبدأت أرى التدريب يزداد صعوبة ، ولكنه استمر في التمرين ، وكان يدفع الأثقال عن صدره ، وبدأت أرى التدريب يزداد صعوبة ، ولكنه استمر في التمرين ، وكان يدفع الأثقال عن صدره لأعلى ، وقلت لنفسي : " لن يقدر على إكمال التمرين على أية حال من الأحوال " لكنه نجح ، وكان يهبط بالأثقال ببطء على صدره ، ثم يرفعه إلى أعلى مرة أخرى ، وهكذا تحرك الأثقال على صدره هبوطاً وصعوداً .

وأخيرا حينما إلى وجهه الذي بدا عليه الإرهاق نتيجة لما بذل من جهده ، وبدت أوعيته الدموية نافرة من جلده ، قلت لنفسي : " ستسقط هذه الأثقال على صدره فيحطمه ، ربما وجب عليّ اخذ الوزن . ربما فقد التحكم فيه ولا يعرف ماذا يفعل " . لكنه انزل الأثقال على صدره دون خطورة ، ثم بدأ التمارين مرة أخرى . لا أستطيع أن اصدق ذلك .

وعندما طلب مني في النهاية أن آخذ الوزن عنه ، قلت : " لم انتظرت هذه المدة الطويلة ؟ " .

رد قائلاً : " تأتي فائدة التمرين تقريباً في النهاية يا ستيفن ، فأنا أحاول بناء قوتي وهذا لا يحدث إلا عندما تتفجر الألياف العضلية ، وتسجل الألياف العصبية الألم ، ثم تعوضك الطبيعة بأكثر من الألم فتصبح الألياف أكثر قوة في غضون 48 ساعة " .

وكنت قادراً على فهم وجهة نظره ، ويمكن تطبيق نفس المبدأ على العضلات الوجدانية أيضاً مثل الصبر ، فعندما تمارس تمرين الصبر فوق حدود تحملك في الماضي ، فإن الألياف الوجدانية تتقطع ، وتعوضك الطبيعة خيراً ، فقد أصبحت الألياف أقوى هذه الكرة وفي المرات القادمة ، ستكون أقوى .

والآن يريد صديقي بناء القوة العضلية وقد عرف كيف يتمكن من ذلك ، ولسنا جمعياً بحاجة إلى تنمية هذا النوع من القوة كي نكون مؤثرين ، وقد يصدق المثل القائل : " إذا أردت جني العسل تحمل لسع النحل " في بعض الأحوال ، لكنه ليس جوهر برنامج التمارين الفعالة .

إن لب تجديد البعد الجسدي هو شحذ المنشار أي ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة بشكل يحفظ ويزيد طاقاتنا ومقدرتنا على العمل والتعايش والاستمتاع بالحياة .

إننا بحاجة لقدر من الحكمة لتطوير أي برنامج تدريبي ، ويميل البعض للإفراط في التمرين وخاصة بين هؤلاء الذين لم يكونوا يقومون بأي تمارين على الإطلاق ، وهذا من شانه أن يؤدي الألم وضرر بل وتلف دائم لا ضرورة له ، أفضل شيء أن تبدأ ببطء ويجب أن يتناغم أي برنامج تدريبي مع أحدث ما توصلت إليه الأبحاث ومع توصيات الطبيب ووعيك الذاتي .

وإذا لم تكن تمارس التمارين الرياضية ، فإن جسدك سيحتج ولا شك على هذا التغير المتجه نحو تقليل راحة الجسم . في البداية لن تروق لك التمارين ، بل وقد تكرهها ، كن ايجابيا . قم بها على أية حال . بل حتى إن أمطرت السماء صباح اليوم الذي أعددت العدة فيه للركض ، مارس التمرين على أية حال ، قل لنفسك " حسنا إن السماء تمطر ! عليّ أن أنمي عزيمتي وجسدي معاً ! " .

إنك لا تتعامل مع تمارين سريعة ، بل مع أنشطة هامة وغير عاجلة من شأنها أن تؤدي إلى النتائج الظاهرية طويلة المدى ، وخطوة خطوة سيهبط معدل نبض الراحة كلما ازداد قلبك ونظام معالجة الأكسجين كفاءة ، وكلما زادت قدرة جسمك على القيام ، بالأمور الأكثر إلحاحاً ، ستجد النشاطات العادية التي تقوم بها أكثر راحة من ذي قبل ، وستكون لديك طاقة بعد الانتهاء من العمل ، وسيتحول الإرهاق الذي تشعر به والذي يجعلك " متعباً للغاية " لدرجة تحول بينك وبين ممارسة التمارين في الماضي إلى طاقة تحيط بكل شيء تقوم به .

ربما كانت أعظم الفوائد التي ستعود عليك من ممارسة التمارين الرياضية هي تنمية العادة الأولى لعضلات الايجابية ، وكلما كان سلوكك مبيناً على قيمة صحة الجسم بدلاً من الاستجابة لكل القوى التي تحول بينك وبين ممارسة الرياضة ، فإن تصورك الذهني وتكاملك سيتأثران تأثيراً عميقاً .

البعد الروحي / 420

إن تحديد البعد الروحي يمنحك عجلة قيادة حياتك ، وهو بعد وثيق العلاقة بالعادة الثانية .

ويمثل البعد الروحي جوهرك وما بداخلك والتزامك نحو نسق القيم الخاص بك ، فهو منطقة شديدة الخصوصية في الحياة وبالغة الأهمية على حد سواء ، ويستقي هذا البعد قوته من المصادر التي تلهمك وتربطك بالحقائق التي تنطبق على كل البشرية في كل زمان ومكان وفي هذا يختلف الناس اختلافاً كبيراً .

إنني أجد التجديد في التأمل والصلوات اليومية المذكورة في الكتب المقدسة ، والتي تمثل نسقي القيمي ، وكلما قرأت وتأملت ، اشعر بالتجدد والقوة التركيز والالتزام بالعمل من جديد .

وقد يؤدي ولوج عالم الأدب أو الموسيقى الراقية إلى تجديد روحي مماثل بالنسبة للبعض ، بينما يجد آخرون التجديد الروحي في التخاطب مع الطبيعة ، فالطبيعة تسبغ نعمتها على من يندمج معها اندماجاً تاماً ، فعندما تستطيع ترك المدنية بضوضائها وفوضاها والاستسلام للطبيعة بإيقاعها وتناغمها ، فإنك بذلك تجد ذاتك . ستظل لفترة هادئ النفس لا تتأثر بالمنغصات من حولك حتى تبدأ الضوضاء والفوضى الخارجية في غزو ذلك الإحساس بالسلام والهدوء الداخلي .

ويزودنا آرثر جوردون بقصة رائعة وقريبة على نفسه عن تجربته الخاصة في التجديد الروحي أسماها " دعوة المد " ، وتبدأ القصة من أحد الأوقات التي بدأ يشعر فيها المؤلف بأن كل شيء في الحياة أصبح مملاً وسطحياً ، لقد خارت عزيمته وأصبح يبذل جهوداً للكتابة دون جدوى ، وزاد الموقف سوءاً يوماً بعد يوم .

وفي نهاية الأمر ، قرر المؤلف الحصول على العون من طبيب بشري , سأله الطبيب بعد أن لاحظ أنه سليم تماماً من الناحية الجسمانية إن كل سيستطيع إتباع تعليماته لمدة يوم واحد .

وعندما أجاب جورودون بالايجاب ، طلب الطبيب منه أن يقضي اليوم التالي في المكان الذي أمضى فيه أجمل ذكريات الطفولة ، وبإمكانه عند الذهاب اخذ طعام معه ، لكنه غير مسموح له بالحديث مع أي أحد أو القراءة أو الكتابة أو الاستماع إلى المذياع ، ثم قام الطبيب بكتابة أربع وصفات وأخبره أن يفتح الأولى الساعة التاسعة صباحاً والثانية الساعة الثانية عشر ، والثالثة الساعة الثالثة والأخيرة الساعة السادسة مساء .

سأله جوردون " هل أنت جاد ؟ "

فعاجله الطبيب بالرد : " لن تظم أنني امزح عندما تصلك فاتورة الكشف ! " .

وفي صباح التالي : " ذهب جوردون إلى الشاطئ وبمجرد أن فتح الوصفة الأولى ، وجدها تقول " أصغ السمع " . ظن حينذاك أن الطبيب به مس من جنون . كيف يتسنى له أن يستمع إلى كل شاردة وواردة لمدة ثلاث ساعات ؟ لكنه وافق على اتباع أوامر الطبيب ، وبدأ يستمع . في البداية سمع صوت البحر والطيور المعتاد وبعد فترة ، استطاع أن يسمع اصواتاً أخرى لم تكن واضحة في البداية أثناء الاستماع ، اخذ يفكر في الدروس التي عملها البحر له عندما كان طفلاً صغيراً ... دروس عن الصبر والاحترام والوعي بالتكاتف والتعاون بين الأشياء. اخذ صاحبنا هذا يستمع إلى الأصوات– وإلى الصمت– بدأ يشعر بهدوء وسلام متعاظم داخله .

وفي ساعة الظهيرة ، فتح قصاصة الورق الثانية فوجد فيها : " حاول الرجوع " ، تساءل في نفسه : " الرجوع إلى ماذا ؟ " . ربما إلى الطفولة ، لعله الرجوع إلى ذكريات الأوقات السعيدة , تفكر في ماضيه ، في العديد من اللحظات السعيدة القصيرة ، حاول أن يتذكرها بحذافيرها ، وأثناء عملية التذكر شعر بدفء يسري داخله تدريجياً .

في الساعة الثالثة عصراً ، فتح الورقة الثالثة وحتى الآن ، كانت الوصفات سهلة الإتباع ، لكن هذه الوصفة كانت مختلفة عن سابقتها ، فهي تقول : " افحص واختبر دوافعك " . كان صاحبنا دفاعياً في البداية . فكر فيما يريد – النجاح ، والشهرة ، والأمان – ثم عدلها جمعياً . لكن بعد ذلك جالت بخاطرة فكرة أن تلك الدوافع ليست كافية ولعل بداخله الإجابة على موقفه الممل .

تفكر المؤلف في دوافعه ملياً . فكر في سعادته الماضية ، واخيراً جاءته الإجابة .

أمسك قلمه ، وكتب " في لمعة من ثقة رأيت أن دوافع المرء إن جانبت الصواب ، لا شيء يمكن أن يكون صحيحاً ، لا فرق عندي بين ساعي البريد أو مصفف الشعر أو بائع التأمين أو ربة المنزل ... الخ طالما تحس أنك تخدم الآخرين وتفيدهم ، فأنت تقوم بعملك على ما يرام. لكن إذا كنت غير مهتم إلا بمساعدة نفسك، ستقوم بعملك بشكل أقل كفاءة – ذا قانون ثابت كقانون الجاذبية" .

وعندما دقت الساعة السادسة مساءً قرأ المؤلف الكلمات القليلة في الوصفة الأخيرة : " اكتب همومك على الرمال " . وأقصى المؤلف على ركبتيه ، وكتب العديد من الكلمات على صدفة مكسورة ، ثم استدار عائداً إلى بيته ، لم ينظر إلى الوراء ، فكان يعرف أن المد سيأتي .

ويأخذ التجديد الروحي قسطاً من الوقت ، لكنه نشاط هام وغير عاجل ليس بوسعنا أن نهمله .

وقال المصلح الديني العظيم مارتن لوشر " عندي كثير من العمل كي أقوم به اليوم ، أريد أن اقضي ساعة أخرى على ركبتي " . لم تكن الصلاة بالنسبة له واجباً آلياً بل مصدر للقوة يجمع منها طاقاته ويصرفها .

وفي يوم من الأيام سال شخص ما زن ماستر من الشرق الأقصى الذي ينعم بقدر كبير من الطمأنينة وهدوء النفس مهما قلت الضغوط التي يواجهها ، سأله الناس : " من أين لك كل هذه الطمأنينة والهدوء مع النفس ؟  " فرد قائلاً : " أنا لا ابرح مكان تأملاتي " ، ويقوم هذا الرجل بالتأمل من الصباح الباكر حتى نهاية اليوم ، ويحتفظ بهدوء اللحظات الخوالي في عقله وقلبه .

وتكمن الفكرة في أننا إذا بذلنا الوقت للاعتماد على مركز القيادة في حياتنا أو ما تدور حياتنا حوله في النهاية ، فإن الحياة تنبسط مثل المظلة لتظل كل شيء إنها تجددنا وخصوصاً إذا التزمنا بها ثانية .

لذا فأنا مؤمن بأهمية قرارات الالتزامات الشخصية ، فإذا فهمنا توازننا وأهدافنا فهماً جيداً ، استطعنا مراجعته وإعادة الالتزام به مراراً وتكراراً . وفي تجديدنا الروحي اليومي ، يمكننا أن نتخيل و " نمر " بأحداث اليوم في تناغم مع نلك القيم .

وقد علمنا الزعيم الديني ديفيد اوومكاي : " إن أعظم معارك الحياة ، تحدث يومياً في حجرات الروح الصامتة " ، فإذا انتصرت في معارك الروح ، وإذا سويت قضايا الصراع الذي يدور بداخلك ، ستشعر بالسلام والهدوء ، وستشعر بمعرفة نفسك ، وستكشف أيضاً أن الانتصارات الجماعية – عندما تميل إلى أن تفكر بشكل تعاوني للارتقاء برفاهية وخير الآخرين وأن تسعد بحق لنجاح الآخرين – ستأتي من تلقاء نفسها تباعا .

البعد الفكري / 424

ينبع معظم تطورنا الفكري ونمطنا الدراسي من التعليم النظامي ، لكن الكثير منا يتركون عقولهم عرضة للضمور بمجرد ترك نمط المدرسة الخارجي ، فلم نعد نقرأ قراءات جادة ، ولم نعد نكشف موضوعات جديدة ذات أي عمق حقيقي خارج مجال عملنا ، وكذلك افتقدنا التفكير التحليلي ، لم نعد نكتب – على الأقل لا نكتي بروح نقدية أو بأسلوب يختبر قدرتنا على التعبير عن أنفسنا بلغة مكثفة وموجزة وواضحة ، بل ، سنمضي الوقت في مشاهدة التلفاز .

وتوضح الاستبيانات الدائمة أن التلفاز يظل مفتوحاً في معظم البيوت لمدة تتراوح ما بين خمس وثلاثين إلى خمس وأربعين ساعة اسبوعياً ، وهذا هو نفس الوقت الذي يقتضيه الكثير من الناس في أعمالهم وأكثر مما يقضيه الطلبة في المدارس ، وللتلفاز أقوى تأثير اجتماعي بين الناس ، وعندما نشاهده ، فإننا نتأثر بكل القيم التي تبث من خلاله ، ويمكن للتلفاز أن يؤثر علينا بطرق خفية تستعصي على الإدراك .

وتتطلب الحكمة في مشاهدة التلفاز العادة الثالثة وهي التحكم الفعال في النفس التي تمكنك من التمييز وانتقاء البرامج الإخبارية والترفيهية التي تعبر عن أهدافك وقيمك ، وتعمل على الارتقاء بها على النحو الأمثل .

وفي أسرتي ، قمت بتقليل مشاهدة التلفزيون إلى حوالي سبع ساعات اسبوعياً أي بمتوسط ساعة واحدة يومياً . لقد عقدنا مجلساً عائلياً تحدثنا فيه عن هذا الموضوع ، وبحثنا في بعض المعلومات المتعلقة بما يحدث في المنازل بسبب التلفاز . ووجدنا أنه بمناقشة الموضوع كاسرة لم يبدأ أحد في الدفاع عن التلفاز ، أو أثار جدلاً بالباطل ، لقد بدأ الناس يدركون مرض التواكل من إدمان للمسلسلات التلفازية الطويلة أو الاعتياد على مشاهدة برنامج معين بصورة ثابتة .

وإنني لممتن للتلفاز وللعديد من برامج التعليم والترفيه عالية الجودة ، التي تثري حياتنا ، وتسهم إسهاماً حقيقياً في الوصول إلى أهدافنا وأمانينا العليا ، وإن كان هناك العديد من البرامج لا فائدة منها إلا إضاعة الوقت والعقول ، وتؤثر كثير من هذه البرامج علينا بصورة سلبية إن تركنا لها العنان . إن التلفاز مثل جسدنا خادم مطيع لمنه سيد ضعيف ، لذا علينا اللجوء إلى العادة الثالثة للتحكم الفعال في أنفسنا لمضاعفة استخدام أي مورد من الموارد للإضطلاع بما يوكل إلينا من مهام .

ويعتبر التعليم – أو التعليم المستمر أو استمرارية شحذ الذهن وتوسيع افقه تجديداً فكرياً حيوياً ، ويشتمل ذلك أحياناً على نظام الفصل الدراسي الخارجي أو برامج الدراسة المنتظمة ، وغالباً لا يشتمل التعليم المستمر على تلك النظم ، ويمكن للإيجابيين من الناس اكتشاف الكثير والكثير من السبل لتعليم أنفسهم .

ومن أكثر الأمور أهمية تدريب الفكر على الاستقلال بذاته واختبار برنامجه الخاص ، وهذا يمثل بالنسبة لي تعريف التعليم الحر ، وهو القدرة على فحص برامج الحياة التي تعالج الأسئلة والأهداف الكبرى وغيرها من التصورات الذهنية ، ويؤدي التدريب دون مثل هذا النوع من التعليم إلى تصنيف وانغلاق الفكر بحيث تؤخذ فروض التدريب على علاتها دون اختبار وفحص ، وهنا تكمن الأهمية البالغة للقراءة الموسعة ، والإطلاع على كتابات المفكرين .

ولا توجد وسيلة لتوسيع أفق الفكر وزيادة معلوماتك بصورة منتظمة أفضل من التعود على قراءة الأعمال الأدبية الجيدة ، وهذا نشاط هام وغير عاجل رفيع المستوى ، ويمكنك من الوصول إلى أفضل العقود الموجودة الآن أو التي كانت موجودة يوماً ما في جميع أنحاء العالم ، وأوصى بشدة بسياسة قراءة كتاب واحد في الشهر ، ثم كتاب كل أسبوعين ، ثم كتاب كل أسبوع وكما يقال " من لا يقرأ ليس بأفضل من من لا يعرف القراءة " .

ويمكن للأدب الجيد التي يثري وعينا الثقافي ، والأدب السائد في مختلف الميادين أن نوسع من دائرة تصوراتنا الذهنية ، ويشحذ منشار الذهن ولا سيما إن طبقنا العادة الخامسة عند القراءة وسعينا للفهم أولاً بأول ، وعندما تعتمد على خبراتنا الذاتية لإصدار أحكام مبكرة قبل أن نعي فعلاً ما يقصده المؤلف ، فإننا نقلل بذلك فوائد القراءة .

وتعد الكتابة شكلاً آخر فعالا لشحذ المنشار الذهبي ، فالاحتفاظ بمجموعة من الأفكار والخبرات والاستبصارات والمعلومات يرتقي بوضع الذهن وصفائه وحدته ، ويؤثر حسن كتابة الخطابات للاتصال على المستوى الأعمق من الأفكار والمشاعر بدلا من المستوى السطحي والضحل للأحداث على قدرتنا على التفكير الواضح ، والفهم الفعال ، وأعمال العقل بدقة .

ويمثل التنظيم والتخطيط اشكالاً أخرى من التجديد الفكري المتصل بالعادتين الثانية والثالثة ، ويبدأ التنظيم والتخطيط بالهدف موضوعاً في الاعتبار والقدرة الذهنية على تنظيم الوصول إلى هذا الهدف ، وتقوم هاتان العادتان بتشغيل قوة الذهن التخيلية والتصورية لرؤية الهدف النهائي من البداية ورؤية الرحلة كاملة كمبادئ على الأقل إن لم يكن على شكل خطوات .

وكما يقال : إن النصر في الحروب يتحقق في خيمة القائد ، وشحذ المنشار في الأبعاد الثلاثة الأولى – الجسدي والروحي والفكري أمر أسميه " الانتصار اليومي الشخصي " . وأوصيك بمجرد قضاء ساعة واحدة يومياً للوصول إلى هذا الانتصار : ساعة واحدة فقط لباقي حياتك .

ولا مفر من قضاء هذه الساعة التي ستبدأ أثناء مقارنة النصر الشخصي اليومي فيما يختص بالقيم والنتائج . إنها تؤثر على كل قرار وكل علاقة شخصية كما سترقع من جودة وفاعلية كل ساعة من ساعات اليوم بما فيها عمق وفائدة ما تحصل عليه من النوم ، سيساعدك على النصر على القوة الجسمانية والروحية والفكرية طويلة المدى لتمكنك من مجابهة التحديات الصعبة في الحياة .

وكما كتب فيلبس بروكس

يوماً ما في السنوات القادمة ستجد نفسك تصارع مغريات كبيرة أو ترتجف تحت وطأة الحزن العظيم الذي يملأ حياتك . لكن الكفاح الحقيقي هنا ، الآن ... الآن ، هو الفيصل الذي يحدد ما إذا كنت – في يوم حزنك العظيم أو المغريات الكبيرة – ستفشل فشلاً ذريعاً أن ستنتصر انتصاراً مؤزراً ، وممن تولد شخصيتك إلا من خلال تلك العملية الثابتة الدائبة المستمرة .

البعد الاجتماعي / العاطفي   / 427

بينما ارتكزت الأبعاد الجسدية والروحية والفكرية المتصلة اتصالا وثيقاً بالعادات الأولى والثانية والثالثة على مبادئ الرؤية الذاتية والقيادة والادراة .

تركز البعد الاجتماعي / العاطفي على العادات الرابعة والخامسة والسادسة متمحوراً حول مبادئ القيادة الجماعية والاتصال العاطفي والتعاون الخلاق .

إن البعدين الاجتماعي والعاطفي لحياتنا مرتبطان أشد الارتباط ؛ لأن الحياة العاطفية تتطور بصفة عامة – وإن لم يقتصر الأمر على ذلك – وتتمثل في علاقاتنا الشخصية بالآخرين .

ولا يستغرق تجديد البعد الاجتماعي / العاطفي وقتاً بنفس الشكل الذي يستغرقه لتجديد الأبعاد الأخرى ؛ فيمكننا تجديد هذا البعد في تعاملاتنا الطبيعية اليومية مع الآخرين ، لكنه بعد يتطلب ممارسة وتدريباً ولا شك ، وقد يتوجب علينا أن نضغط على أنفسنا ؛ لأن الكثير منا لم يتوصل إلى مستوى الانتصار الشخصي ومهارات الانتصار الشخصي اللازمة للعادات الرابعة والخامسة والسادسة التي نستخدمها في تفاعلاتنا الاجتماعية .

لنفترض أنك شخص مهم في حياتي ، فقد تكون رئيسي في العمل ، أو مساعداً لي ، أو زميلي ، أو صديقي ، أو جاري ، أو زوجي ، أو زوجتي ، أو ابني ، أو أحد أفراد أسرتي ، أي شخص أريد أو احتاج أن أتفاعل معه ، ولنفترض أننا بحاجة إلى أن نتخاطب أو نعمل معاً نناقش في قضية أن نحقق هدفاً أو نحل مشكلة . إلا أن كلامنا يرى الأمور بمنظور مختلف ، فأنت ترى السيدة الشابة وأنا أرى المرأة العجوز " إشارة إلى الرسم الشهير "

لذا فأنا أقوم بالعادة الرابعة وهي أن آتي إليك وأقول : " أرى أنك تنظر إلى هذا الموقف بصورة مختلفة . لماذا لا نتفق على التخاطب حتى نجد حلاً يشعر كلانا بالارتياح له ، فهل لديك الرغبة في ذلك ؟ " ومعظم الناس ستكون لديهم الرغبة في " الموافقة " على هذا .

ثم أنتقل بعد ذلك إلى العادة الخامسة ومفادها : " دعني أستمع إليك أولاً " وبدلا من الاستماع بنية الرد ، فإني استمع بتركيز كي افهم تصورك الذهني بصورة عميقة وشاملة ، وعندما أستطيع شرح وجهة نظرك تماماً كما تستطيع أنت فإنني بذلك أركز على توصيل وجهة نظرك لك حتى تفهمها أيضاً .

وننتقل إلى العادة السادسة اعتماداً على التزامنا بالبحث عن حل يرضي الطرفين ، وإلى فهم عميق لوجهات نظرك المتبادلة ، إننا نعمل معاً لنصل إلى حلول بديلة لما نختلف فيه ، وتكون أفضل من الحلول التي اقترحتها أنا أو أنت ابتداء .

إن النجاح في العادات الرابعة والخامسة والسادسة ليس اساساً مسالة ذهنية ، بل هي عاطفية أو وجدانية من الدرجة الأولى ، وهي متعلقة بإحساسنا بالأمان الشخصي .

وإذا نبع الأمان الشخصي من مصادر بداخلنا ، فستكون لدينا القوة لأداء عادات الانتصار الجماعي ، أما إذا كنا لا نشعر بالأمان وجدانياً وعاطفياً ، حتى وإن كنا متفوقين جداً في الناحية الذهنية أو الفكرية ، فإن القيام بالعادات الرابعة والخامسة من قبل أناس يفكرون من زوايا مختلفة في قضايا الحياة المصيرية يمكن أن يصبح مصدراً لخطر محقق .

ولكن ، من أين يتبع الأمان الذاتي ؟ إنه لا ينبع من نظرنا للآخرين أو كيفية معاملتهم لنا ، ولا ينبع من ما سلمونا من كتابات ، ولا ينبع من الظروف أو الموقف أو الوضع الاجتماعي الذي نتمتع به .

إنه ينبع من الداخل ، من التصورات الذهنية الدقيقة والمبادئ الصحيحة الضارية بأطنابها في عقولنا وقلوبنا ، إنه ينبع في انسجام الباطن والظاهر ، من حياة النزاهة ؛ حيث تعكس عاداتنا اليومية أعمق القيم التي تؤمن بها .

وأعتقد أن حياة النزاهة هي المصدر الجوهري للقيمة الشخصية ، وأنا لا اتفق مع كتب النجاح الشعبية التي تقول : " إن تقدير الذات مسالة ذهنية في المقام الأول أو مسالة اتجاه – أي أنك تستطيع أن توجه نفسك نفسياً نحو الهدوء مع النفس " .

وينبع هدوء البال والطمأنينة من طريق واحد لا غير هو تناغم حياتك مع المبادئ والقيم الحقيقية .

ويوجد أيضاً نوع من الأمان الذاتي الذي ينبع نتيجة لحياة التعاضد الفعالة ، ويكمن الأمان في الإلمام بأن الحلول التي لا تحتمل الفشل موجودة على ارض الواقع ، وأن الحياة ليست دائماً مسالة اختيارية قاطعة ، لكن هناك دائماً بدائل أخرى مفيدة للطرفين ، ويتمثل الأمان أيضاً في أن تعرف أن بإمكانك أن تخرج عن إطارك المرجعي دون التخلي عه حتى تستطيع أن تفهم الآخرين فهماً عميقاً وهناك نوع من الأمان ينبع من التفاعل الحقيقي والخلاق والتعاون مع الآخرين والمرور فعلاً بخبرة العادات التكاتفية .

وهناك أمان ذاتي نابع عن الخدمة أي مساعدة الآخرين دون من أو أذى ، ومن أهم المصادر في ذلك قيامك بعملك ؛ حيث ترى نفسك مساهماً وخلاقاً مؤثراً في مكانك ، ومن المصادر الأخرى الخدمة المجهول فاعلها ، فلا أحد يعرفها وليس بالضرورة أن يعرف أحد فاعلها مستقبلاً . وليس هذا ما يهمنا ، فما يهمنا هو إضفاء السعادة على حياة الآخرين ، وبذلك يصبح ترك الأثر في النفوس وليس الشهرة هو الدافع .

وأكد فيكتور فرانكل على الحاجة إلى الهدف في حياتنا ، إلى شيء يسمو بحياتنا ويخرج أفضل الطاقات الكامنة داخلنا ، ويخبرنا د. هانز سيلاي المتوفي في بحثه الشهير عن التوتر العصبي : إن الحياة الطويلة المفعمة بالصحة والسعادة ما هي إلا نتاج للمساهمة في الحياة والمشروعات الجادة الهادفة المثيرة على الصعيد الشخصي التي تسهم في إسعاد حياة الآخرين ، وكان خلق هذا الطيب " اكسب حب جارك " .

أو كما قال جورج برنارد شو :

تلك هي المتعة الحقيقية في الحياة .. الحياة التي نحياها لتحقيق غاية تدركها وتبلغ من أنفسنا مبلغاً . إنها قوة من قوى الطبيعة بدلاً من الشكوى التململ الأناني المحموم ؛ لأن العالم لن يكرس نفسه من أجل سعادتنا ، وأنا مع الرأي القائل بأن حياتي تنتمي إلى المجتمع بأسره ويزيدني شرفاً أن اخدم هذا المجتمع قدر طاقاتي طالما في عرق ينبض ، وأريد أن استغل كل طاقاتي ومهاراتي قبل أن أموت ، فكلما عملت بجد واجتهاد ، عشت أكثر ، وأنا استمتع بالحياة لذاتها ، وليست الحياة بالنسبة لي كالشمعة الصغيرة التي سرعان ما تحترق بلا اثر يذكر ، بل هي كالشعلة المضيئة التي عليّ أن احملها الآن واريدها أن تظل مضيئة قدر استطاعتي قبل أن أسلمها للأجيال القادمة .

كما قال إن ، الدون تانر " العمل أو أداء الواجب هو الإبحار الذي ندفعه لامتياز الحياة على وجه الأرض " , وهناك العديد من السبل للقيام بالعمل أو الخدمة ، وإن كنا ننتمى أو لا ننتمى ، إلى مؤسسات خدمات أو مؤسسة خيرية أو نعمل في وظيفة تقدم فرصاً جادة لتوفير الخدمات ، فلا يمر يوم دون أن تقدم الخدمات لإنسان واحد على الأقل وبذلك تزيد مدخراتنا وودائعنا من الحب والمودة غير المقترنة بشرط أو مصلحة شخصية .

 

توجيه الآخرين / 431

معظم الناس يقومون بدور في المرأة الاجتماعية ؛ حيث يتأثرون بآراء وتصورات للمحيطين بهم ، وكأناس متعاونين ومتعاضدين ، فأنا وأنت تخرج من تصور ذهني يؤكد حقيقة أننا جزء من تلك المرأة الاجتماعية .

ويمكننا أن نقرر أن نظهر للآخرين رؤية واضحة وغير مشوهة عن أنفسهم ، كما يمكننا أن نؤكد طبيعتهم الايجابية ونعاملهم باعتبارهم اناساً مسؤولين ، وبمقدرونا أن نوجههم كأفراد مستقلين ذوي مبادئ متزنة وقيم ، باستخدام عقلية الوفرة ندرك أن إضفاء الصبغة الايجابية على الآخرين لابد وأن يؤدي إلى تضاءلنا . إنها تعمل على تقوية عضدنا ؛ لأنها تزيد فرص التفاعل المؤثر مع الأشخاص ذوي روح المبادرة .

المصدر: بروس بارتون

ساحة النقاش

موقع التنمية البشرية

shababaliraq
مجموعة من المثقفين والمختصين والمدربين هدفنا نشر الثقافة التنموية وتطوير القابليات الاجتماعية ودعم الاستشارات النفسية والتربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,321

الحياة مع المهارات اجمل

 هل تعلم بان الكثير منا لايزال يخاف خوض بعض التجارب الحياتية التي ينبغي خوضها .. وفقا للمرحلة العمرية والادراكية التي وصل اليها..لكنه يتراجع خوفا من الفشل..الفشل المر..
ولكن لانعرف بان الفشل هو طريق النجاح 
وسلم التقدم والارتقاء للكثيرين!!
 الذين اخترعوا وابتكروا واصبحوا روادا في صناعة حضارتنا الانسانية ... فشلوا قبل ذلك في حياتهم عشرات المرات!! بل مئات المرات..
ولكن الفرق الذي بيننا وبينهم...هم ينهضون ويبدؤون من جديد ، ونحن نندب حظنا ونبكي ...لما فشلنا ولما؟ ولما...؟
ويسير قطار العمر .. الى ان يأتي يوم ندفن طموحنا وهممنا واحلامنا معنا في المقابر...
هذه هي الحقيقة ..