اقترب العام الدراسي

وأخشى أن أكون مثل الأعوام الماضية ينزعج الجيران من صياحى مع أطفالى.....أما أنا فربما أحتاج للمهدئات مثل العام الماضى حتى يمكننى أن أتحمل أعباء الدراسة وإتمام طفلى لواجباته المدرسية اليومية.

نماذج من شكاوى الأمهات نلتقى بها قبل بدء العام الدراسى حيث تأتى الأم تطلب المشورة فهى تشعر بقلة الحيلة أمام الطفل المتكاسل أو دعونا نقول من تنعته أمه بالتكاسل والإهمال مع أنها لو أدركت كيف تخرج من طفلها طاقته الإنتاجية العالية لوجدت أمامها طفلاً عالى الهمة لديه رغبة حقيقية فى أن تسند إليه المهام ويتمنى أن ينجح فى إنجازها حتى يلقى ما يبغيه من التقدير والإعجاب من والديه.

ومن هنا تروى بذرة الثقة بالنفس ونشرع فى بناء الرضا عن النفس والشعور بتوكيد الذات....فمذا لو تعلمنا كيف نتواصل مع أطفالنا حتى نخرج أفضل ما لديهم من طاقات...لاشك أننا سنوفر الكثير من الجهد وسنبنى شخصاً سوياً لديه قدرة على العمل والنجاح.

وهنا ومع اقتراب بدء العام الدراسى همسة فى أذن الأباء قبل أن نتكلم عن خطوات عملية تسهل أداء الواجبات المدرسية بل وتجعلها عملية ممتعة...التحلى بالصبر سمة أساسية لمساعدة الطفل على إنجاز واجباته المدرسية لكن إذا كنت تجد نفسك كثيراً ما تفقد أعصابك فكن على يقين أن الأمر مرتبط باستدعاء ذكريات غير محببة لديك ومرتبطة بأدائك لواجباتك المدرسية أنت شخصياً وأنت طفل أى ربما تكون أنت من تتمنى أن تهرب من هذه المهمة التى تشعر بثقلها وتخطيها لطاقاتك أنت.

لذلك يجب أن نتخلص من كل ذلك ونحول المهمة لأمر ممتع لنا وللطفل فكلما كنت هادئاً كلما أعطيت طفلك أقصى استفادة ممكنة...

وإلى هذه الخطوات العملية لمساعدة الطفل فى إنجاز الواجبات المدرسية.

1-عليك أن تحدد ماذا تريد من طفلك بالضبط؟..هل تريده أن يكون الأول؟ أم من الأوائل؟أم أنك تهدف إلى أن يفهم المواد الدراسية بشكل جيد بحيث تضع حجر الأساس لعملية تعليمية مستمرة لن تنتهى بأداء الامتحانات وانتهاء العام الدراسى...عليك أن تدون ما تريده من طفلك وتراجعه من وقت لأخر.

2-عليك أن تحدد بمساعدة المعلم نمط التعلم لدى طفلك هل هو سمعى أم بصرى فمثلاً العديد من الأطفال قد يكون نمطهم التعليمى سمعى فيستفيدون من القراءة للمادة العلمية بصوت مرتفع..بينما أخرون يكون نمطهم التعليمى بصرى فيستفيدون من القرءاة والكتابة على السبورة وعرض الموضوعات من خلال صور أوعروض الباوربوينت.

3-حدد الوقت الذى ستقضيه يومياً مع طفلك وحدد عدد الساعات التى ستقضيها معه فى كل مادة...وتحدث مع طفلك فى ذلك...وكلما استطاع أن ينجز المهمة فى الوقت المحدد فعليك أن تكافئه وإذا أنجزها فى وقت أقل من المحدد فعليك بمضاعفة المكافأة المتفق عليها.

5- عليك أن تقرأ جيداً الموضوع الذى ستساعد طفلك على مذاكرته أو الأسئلة المطلوب منه إجابتها قبل أن تجلس معه وأن تضع خطة لشرح الموضوع وتبسيطه ومجموعة من التعليمات التى تعطيه إياها لتساعده على فهم المطلوب منه.مع مراعاة تجزئة الموضوع إلى أجزاء صغيرة تقوم بشرحها ومناقشتها مع طفلك ثم تدربه على حل بعض الأسئلة التطبيقية على هذا الجزء ثم تطلب منه بعد ذلك أن يقوم بنفسه بحل بعض الأسئلة الأخرى وتقوم بمراجعتها معه ومناقشة ما أخطأ فيه وإعادة شرحه مرة أخرى..ويمكن بعد الإنتهاء من كل جزء إعطاء راحة لمدة عشرة دقائق تتركه ليتحرك فيها فذلك يساعده على استعادة نشاطه وتركيزه واستمراره فى المذاكرة لفترة أطول.

6-تذكر دائماً أنك قد ترى المادة الدراسية والأسئلة المطلوبة من طفلك فى غاية السهولة وقد تتعجب لماذا لايستطيع حلها تماماً مثل التعجب الذى يظهر عليك إذا كنت تجيد قيادة السيارة وتجد من لايفهم مثلاً ما هى وظيفة الفيتيس(ناقل السرعات) فى السيارة...وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الأباء حينما يصرون على أن يحل الطفل سؤالاً قد لايفهمه أو لايمتلك ما يلزم من المهارات بعد لحله بينما هم يرونه فى غاية السهولة..وأحياناً قد يقوم بحله لكن ليس بالمستوى الذى يرجوه الأب أو الأم أو المعلم أحياناً فيشعر الطفل دوماً أن أداءه دون المستوى مما يفقده الدافعية للإنجاز مع الوقت أو يغرز بذرة الشخصية الوسواسية التى تسعى للكمال ولاتنجز مطلقاً...لذلك يجب علينا أن يكون التقييم لأداء الطفل مرتبطاً بقدراته ومهاراته وليس بقدراتنا ومهاراتنا نحن.

7- تجنب الحلول السهلة لتقضى مهمتك فى مساعدة طفلك فى أداء الواجبات المدرسية بأن تكون متسرعاً وتعطيه الحل جاهزاً...بل يمكنك أن تساعده بأسئلة تقربه من الحل...مثلاً فى المسائل اللفظية فى مادة الرياضيات و التى تهدف لتعلم مهارات حل المشكلات عليك أن تذكره بسؤال حينما يقول لى فلان أنفق كذا وكذا فهل يعنى ذلك أن نجمع أم نطرح لإيجاد مجموع ما أنفقه...؟ وماذا نعنى بالجمع؟

8- عليك أن تجعل أداء الواجبات المدرسية خاضعاً لروتين يومى فهذا يجعل المهمة أكثر سهولة وذلك بأن تجعل وقت المذاكرة ثابتاً كل يوم وأن يكون فى نفس المكان وعند اختيار الوقت لابد أن تراعى الوقت الذى يناسب طفلك..هل هو بعد العودة من المدرسة مثلاً أو أن طفلك يحتاج لتناول طعامه والنوم لساعة أو ساعتين يكون أفضل بعدها ومستعداً للتركيز وأداء واجباته. كذلك ينبغى اختيار المكان الأنسب للطفل بحيث تكون جلسته مريحة وبعيدة عن مصادر الإزعاج أومايشتت الإنتباه.

9- قد تلاحظ أن طفلك فجأة بدأ يجيب بشكل خاطئ على أسئلة ربما أجابها بشكل صحيح منذ ساعة مثلاً وتجد أنه لم يعد يستجيب بشكل جيد لما تقوله...هنا لابد أن تدرك أنه فى الغالب قد فقد التركيز لأنه يحتاج لمزيد من الطاقة فربما يكون جائعاً ..وقد لايدرك ذلك ولايطلب الطعام لكن عليك أنت أن تتوقف ولابد من تناوله للطعام ...ثم استكمال ما تبقى من واجبات بعد ذلك.

10- حاول دوماً أن تعطى لطفلك فى نهاية الوقت المحدد للمذاكرة سؤالاً أو أسئلة أنت على يقين من أنه لن يخطئ فى إجاباتها وذلك حتى تنهى اليوم بمكافأته لتتترك انطباعاً إيجابياً لديه عن وقت المذاكرة معك...ربما يسعى فى اليوم التالى إليك ليخبرك أنك تأخرت عليه فى البدء فى المذاكرة...وحان الوقت لكى تبدأ.

التعامل مع الأطفال يحتاج للفهم والصبر....والتحدى الحقيقى ليس فى التعامل مع الطفل بل فى قدرتنا نحن على أن ندرك كيف نتعامل معه بما يجعلنا نقضى معه أجمل الأوقات ونصنع منه شخصية سوية.

د.نهلة نور الدين حافظ

رئيس وحدة الطب النفسى والإدمان للأطفال والمراهقينم.حلوان

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 504 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2013 بواسطة se7anafsiaatfal

وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان

se7anafsiaatfal
تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية جانب أساسي في مفهوم الصحة الجيدة. هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية، وليس فقط الخلو من الأمراض.ونظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

169,212