أنا ابنى عنده 7 سنين..من صغره وهو حركته كثيرة قوى ولما ييجى ينام كان يعيط ويتقلب يمين وشمال...كل مظاهر النمو عنده كانت طبيعية المشى..الكلام التسنين..بس لما راح الحضانة بقوا يشتكوا منه ومن حركته وإنه بيلعب فى كل حاجة بيقلبلهم الحضانة هرجلة....ولما راح المدرسة لاحظت إنه مش بيركز والمدرسين كلهم بيشتكوا إنه عصبى جداً ومش بيسمع الكلام وبينسى بسرعة....رحت بيه لدكتور نفسانى وقال إن عنده فرط حركة وتشتت انتباه و قال لى محتاج يمشى على علاج دوائى اسمه ستراتيرا بس سعره غالى...وفى ناس نصحونى إنى بلاش أديله أدوية وإنه لما يكبر حيتحسن لوحده ويبقى كويس ويعقل...وإنى أشد عليه فى المذاكرة وسمعت من حد إن فى دكاترة بيقولوا ما فيش حاجة اسمها فرط الحركة وتشتت الانتباه وإن ده عدم تربية..أنا مش عارفة أعمل إيه..أنا وقت الحمل وبعد الولادة كان فى مشاكل بينى وبين والده هل ممكن تكون هى السبب؟
الإجابة: سيدتى الفاضلة.......بداية هو فى حاجة اسمها اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟..نعم يوجد اضطراب اسمه اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه...طيب ليه فى ناس بتقول إنه عدم تربية..لأن سلوك الطفل يبدو وكأنه طفل لايسمع الكلام من فرط الحركة وعدم القدرة على ضبط الانفعالات والاندفاعية وعد القدرة على البقاء ساعات طويلة لاتمام واجباته المدرسية....وهل لذلك سبب عضوى..نعم يوجد سبب عضوى لكن ليس لدينا مثلاً تحليل دم أو صورة أشعة نثبت بها الإضطراب شأنه فى ذلك شأن كافة الإضطرابات النفسية...لكن أين يكمن الخلل العضوى...الخلل العضوى يكمن فى الجهاز العصبى المركزى على مستوى ترتيب وتشابك وتنظيم  وشكل خلايا المخ ومادة الدوبامين...وهذا قد يؤثر فى مجموعة  من وظائف المخ وتعرف بالوظائف التنفيذية للمخ ألا وهى...القدرة على البدء فى تنفيذ المهام..يعنى مثلاً إنى أبدأ أعمل الواجب...تفضل تقول للطفل ياللا ابدأ أقعد...تشعر وكأنه يماطل....القدرة على الاستمرار وإنجاز المهام للنهاية...فهذا الطفل قد يصعب عليه إكمال الواجب المطلوب منه....القدرة على ترتيب الأولويات وأذاكر إيه قبل إيه وهذا يبدو فى سن أكبر من سن طفلك القدرة على الشعور بالوقت وهذا يضر بالطفل فى الإمتحانات أحياناً القدرة على ضبط الانفعالات ولذلك هذا الطفل كثير الشجار مع أقرانه...هذا طبعاً بالإضافة للنسيان المستمر وصعوبة تركيز الانتباه فى الأشياء التى لايحبها مثل المذاكرة وفرط الانتباه فى أشياء أخرى خاصة تلك التى تمثل له مزيدمن الاستثارة مثل ألعاب الكمبيوتر العنيفة وأفلام الكرتون التى تتسم بالعنف..وما دور الأسرة وهل تؤثر الخلافات الأسرية على ظهور هذا الإضطراب؟.زفى الواقع إن من قالوا إن هذا الإضطراب خرافة ولا وجود له يعزون أسباب هذا الإضطراب لنمط التواصل بين الأسرة والطفل فى سنين الحياة الأولى...ليكن فنمط التواصل وطريقة الوالدين فى سنين العمر الأولى تؤثر فى نمو المخ وتطوره أى تلعب دوراً عضوياً حيث أن المخ يكمل بناءه وتطوره فى السنين الأولى من عمر الإنسان فهو يتأثر أثناء الحمل بما يصله من هرمونات أو مواد كيمائية عبر المشيمة ويتأثر بعد الولادة بنمط التواصل...فلا عجب إذن أن حتى ولو كان السبب يتمثل فى البيئة الأسرية..فعلاج الحالة أحياناً يحتاج للعلاج الدوائى ..لكن لابد من العلاج السلوكى والتدريب الجيد لتحسين وإنماء الوظائف التفيذية للمخ وكذلك لابد من تلقى التدريب اللازم لك ولزوجك لتعلم كيفية التعامل مه هذا الطفل....لذا لا تتردى فى علاج ابنك وأحذرى العقوبة المفرطة على اعتبار أن الأخرين قالوا لك أن بعض الأطباء يقولون أنه سوء تربية..... دمت بخير سيدتى
. د.نهلة نور الدين حافظ

أخصائى الطب النفسى

 

المصدر: د.نهله نورالدين حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 599 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2013 بواسطة se7anafsiaatfal

وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان

se7anafsiaatfal
تنمية الطفل من الناحية العقلية والنفسية جانب أساسي في مفهوم الصحة الجيدة. هدفنا هو الوصول لحياة صحية سليمة ومليئة بالحيوية، وليس فقط الخلو من الأمراض.ونظرا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلا وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد أدرك علماء الصحة النفسية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

168,896