حوار مع
الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل
أستاذ الأدب السرحي بكلية الآداب جامعة حلوان
وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين في تخصص الدراسات المسرحية بالجامعات المصرية
ـــــــــــ
س1: وأنت أحد أعمدة البحث في مجال المسرح، كيف تري الحركة البحثيه وأثرها على تطور المسرح المصري وعروضه؟
الحركة البحثية في مجال المسرح تسير في طريق مظلم منذ سنوات طويلة، وهذا الطريق يتمثل في غياب الهدف من البحث!! وبمعنى أوضح: لو سألت أي باحث .. لماذا تكتب بحثك؟ وما الهدف منه؟ ستجده يصمت طويلاً محاولاً التفكير في الإجابة!! مما يعني أنه لا يعلم لماذا يكتب بحثه وما الهدف من كتابته!! وربما تسمع إجابات مضحكة، منها: من أجل الحصول على الدرجة العلمية، أو لأنني أريد أن أسبق زملائي في الترقية، أو من أجل تحسين وضعي الوظيفي، أو من أجل النشر والشهرة .. إلخ هذه الإجابات البعيدة كل البعد عن أهداف البحوث العلمية!! وهذه النوعية – وللأسف هي السمة الغالبة الآن – تؤثر سلباً على تطور المسرح المصري وعروضه، لأنها كتابات خالية من الهدف والعمق، وبالتالي لا تعطي نتائج أو توصيات مفيدة، ومن يعتمد عليها – في بحوثه – أو في قراءتها لا يخرج بشيء مفيد!!
وبصفتي عضواً في اللجنة العلمية الدائمة بالمجلس الأعلى للجامعات لترقية الأساتذة المساعدين في تخصص الأدب المسرحي، أستطيع أن أصرح لك بسر، وهو أنني في اللجنة قبل أن أقيم الإنتاج العلمي للمتقدم إلى الترقية، أكشف عن هذا الإنتاج، وأتأكد أن المتقدم التزم فيه بالأمانة العلمية أولاً، قبل أن أُقيّم إنتاجه!! وهذا الإجراء سببه ظاهرة السرقات العلمية في كتابة البحوث، تلك الظاهرة الشاذة التي انتشرت بصورة غير مسبوقة في الجامعات المصرية، وأصبح لها مافايا لبيع البحوث والرسائل العلمية: ماجستير ودكتوراه!!
ولأنني أعلم بهذه المشاكل، أقوم بواجبي تجاهها، من خلال إكساب طلابي عدة مهارات بحثية، منها: التفكير السليم المبني على المنطق، لا على النقل من الآخرين فقط. والعصف الذهني الذي يُدرب الطلاب على التفكير المنطقي، مع دفع الطالب للاعتزاز بعقله وتفكيره، وأخيراً حث كل طالب أن يكوّن لنفسه شخصية وأن يكون صاحب رأي واتحاه بحثي، في محاولة إخراج علماء أصحاب آراء وتجارب جديدة!! أي أنني لا أفرض على طلابي أسلوبي أو بحوثي، بل أساعدهم عل إخراج من بداخلهم من مواهب وقدرات بحثية!! وهذا نابع من فلسفتي المتمثلة في أن (الأستاذ يجب أن يصنع أساتذة)!!
س2: هل ثمة فارق بين الباحث المسرحي والناقد المسرحي وكيف؟
إن كنت تقصد الفرق بينهما بالنسبة (للعرض المسرحي)، فسأقول لك: إن الفرق كبير! لأن الناقد يكتب عن العرض المسرحي، أما الباحث فيعتمد على ما يكتبه الناقد؛ ولكن فيما بعد!! وبصورة أكثر وضوحاً، أقول: إن الناقد يذهب إلى العرض المسرحي متسلحاً بمخزونه العلمي من قراءة وتعليم ودراسة وثقافة وخبرة .. إلخ، ومن خلال هذا المخزون يحكم على العرض بالسلب أو الإيجاب، أو تقييمه بما له وما عليه! ويكون هذا الحكم أو التقييم وقتياً محكوماً بزمن العرض فقط!! أي أن هذا النقد سيشغل الناس والجمهور طوال استمرار عرض المسرحية! وبعد انتهاء العرض يصبح هذا النقد ملكاً للتاريخ!! وهنا يأتي دور الباحث المسرحي، الذي يجمع كل نقد مكتوب عن عرض مسرحي ما – في زمن ما – ليطبق عليه أحد المناهج البحثية، ويبدأ بحثه بمنهجه المختار على النقد المنشور، ليخرج لنا بأحكام علمية وتوصيات أكاديمية!! أي أن الباحث يعتمد على كتابات الناقد، وكتابات الناقد هي النبع الأساسي لأحكام الباحث واكتشافاته!! وقد نشرت بحثاً في هذا المجال، بعنوان: (خصوصية البحث في العروض المسرحية) اعتمدت فيه على كتابات النقاد في الصحافة المصرية من عام 1882 إلى عام 1925. وهذا البحث منشور في مجلد أبحاث المؤتمر الدولي الثاني للفنون الجميلة - كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة – العراق – نيسان 2013 – ص(166 – 180).
س3: كيف يستفيد المؤلف من البحث المسرحي؟
يستفيد المؤلف المسرحي من البحوث التي تتناول النصوص المسرحية بالنقد والتحليل، ليقف على القواعد المثلى لعناصر الكتابة المسرحية .. إلخ. وهذه هي الإجابة التقليدية، التي من الممكن أن تسمعها من آخرين!! أما إذا أردت رأيي الحقيقي والعملي، فأقول لك: هناك أسلوب آخر يمكن للمؤلف الاستفادة منه - وقد طبقته مع طلابي في مقرر فن الكتابة المسرحية لطلاب الفرقة الثانية شعبة النقد والدراما بقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان - ويتمثل في: أن كل طالب يكتب مشهداً مسرحياً، ثم يوزع الطالب نسخة من مشهده هذا على مجموعة من زملائه، ويبدأ يسمع آراءهم حول المشهد من حيث السلبيات والإيجابيات، ليقف عند هناته وإيجابياته، ومواضع التشويق أو الملل .. إلخ!! وللأسف الشديد لا يقوم أي مؤلف مسرحي بهذه التجربة، خشية سرقة النص أو الفكرة، وهو محق في ذلك بلا شك!!
س4: ما تقيمك للمركز القومي للمسرح؟
المركز القومي للمسرح هو (جوهرة تاج المسرح المصري) المدفونة في الوحل انتظاراً لخبير مجوهرات ينتشلها من وحلها ليعيد بها مكانة المسرح المصري المستحقة عربياً وعالمياً!! وحتى لا تكون شهادتي مجروحة، أو موظفة مع أو ضد الأوضاع الحالية، سأذكر لك فقط رأيي في المركز، وهو الرأي الموثق رسمياً والموجود حتى الآن في أرشيف سكرتارية وزير الثقافة، عندما تقدمت بمشروع لتطوير المركز في حالة ترأسه، وكان المشروع بعنوان (مُقترح خطة استراتيجية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية 2012 – 2017). وتقدمت بهذا المشروع بناء على إعلانيين منشورين في الصحف الحكومية: الأول في 21/6/2012، والآخر في 23/9/2013، وحتى الآن لم أتلق عنهما أي رد أو إخطار بالرفض أو القبول، وكأن الإعلانين لا وجود لهما!! .... قلت في مقدمة الخطة الآتي بالنص:
" كتبت هذه الخطة من خلال معرفتي التامة بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ منذ انتدابي إليه رسمياً عام 1995/1996 – لمدة سنة تقريباً - في عهد رئاسة الفنان محمود الحديني؛ حيث قمت – في فترة الانتداب – بالإشراف على مشروع توثيق التراث المسرحي – المُسمى حينها (مشروع بانوراما المسرح المصري) – وقمت بفهرسة أكثر من ألفي نص من النصوص المسرحية التراثية، وفهرسة مقتنيات إدارة المتحف بالمركز من صور وإعلانات وعقود ووثائق، وتقديم خطة مشروع تحقيق النصوص المسرحية التراثية ومشروع آخر بنشرها، ومراجعة مخطوطات الكتب التي سينشرها المركز، وفهرسة النصوص المسرحية المهداة من الرقابة، وتمثيل المركز في المؤتمر الدولي الأول لقضايا المسرح العربي بالإسكندرية ببحث بعنوان (قضية النص المسرحي بين الفصحى والعامية في مصر)، وتدريب موظفي المركز على استخدام الكومبيوتر؛ حيث كان لي شرف إدخال الكومبيوتر الشخصي إلى المركز لأول مرة، الذي أصبح الآن مركزاً للمعلومات! ولم تنقطع صلتي بالمركز – بعد انتهاء الانتداب – فتواصلت مع الدكتور أبو الحسن سلام – رئيس المركز – عام 2000؛ عندما كلفني بتقديم مشروع – لم يتم - لإصدار مجلد تعريفي بالمركز وبمقتنياته الثمينة. كذلك تعاملت مع الدكتور أسامة أبو طالب – رئيس المركز – عام 2002 من خلال تكليفه لي بكتابة مقدمتين لكتابين أصدرهما المركز بالفعل عامي 2002 و2003. وأخيراً كان تعاملي الكبير والثري مع الدكتور سامح مهران – من عام 2004 إلى 2009 - في عدة مشاريع خاصة بالمركز، كان أهمها إصدار عشرة كتب مسرحية تنوعت بين: الدراسة والتحقيق والتوثيق والتأريخ والترجمة. ولم يكن تعاملي مع المركز القومي للمسرح من خلال رؤسائه فقط؛ بل كان مع مديريه وموظفيه الأساسيين منذ عام 1995 وحتى الآن ..... هذا الاحتكاك المعرفي بموظفي المركز وأصحاب القيادات فيه – طوال هذه الفترة – جعلني أقف على قدرات كل موظف مع تحديد مواطن قوته أو ضعفه! ومتى يعطي جهده ومتى يتوقف عن العطاء؟! كذلك استطعت أن ألمس مواطن القوة في المركز القومي للمسرح كجهة بحثية أو خدمية أو إنتاجية، ومواطن الضعف أيضاً! كما أنني أستطيع أن أحدد – في بعض الأحيان – بعض المخاطر التي تهدد المركز، وكذلك الفرص التي من الممكن اقتناصها لصالحه، كما سيأتي ذكره في التخطيط التشغيلي المُكمل للتخطيط الاستراتيجي. السؤال الآن: لماذا أتقدم بمقترح (خطة استراتيجية) لمدة خمس سنوات .. أليس في المركز خطة يسير عليها؟! الإجابة (لا) .. لا توجد خطة (طويلة الأجل) مُعلنة للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، منذ إنشائه ضمن تنظيم المجلس الأعلى للثقافة طبقاً لقرار رئيس الجمهورية رقم (150) لسنة 1980، أو طبقاً للقرار الوزاري رقم (130) لسنة 1980، أو طبقاً للقرار الوزاري رقم (224) لسنة 1981. وعدم وجود خطة طويلة الأجل – من وجهة نظري، وبناءً على معرفتي التامة بالمركز – راجع إلى عدم وضوح اختصاصات المركز! أو ماذا يقدم المركز؟! أو من هو المركز القومي للمسرح ... إلخ!! وعدم الوضوح هذا، أو عدم تحديد هذه الاختصاصات في القرارات الوزارية الرسمية؛ أدى إلى قيام كل رئيس سابق للمركز بالاجتهاد في استخراج هذه الاختصاصات – وفق مفهومه الشخصي – من القرارات الوزارية، التي وضعت هذه الاختصاصات بصورة غير محددة، تحتمل كل تأويل أو تفسير وفقاً للاجتهاد في فهمها! فنتج عن ذلك عدم وجود رؤية أو رسالة للمركز، تنبسق من رؤية الوزارة ورسالتها، أو تدعم رؤية الوزارة وتُعلي من رسالتها! وأقوى دليل على ذلك أن اسم المركز منذ عام 1980 إلى 1993 كان (المركز القومي للمسرح)، ومنذ عام 1994 إلى 1995 أصبح اسمه (المركز القومي للمسرح والموسيقى)، ومن عام 2000 إلى الآن أصبح اسمه (المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية)!! علماً بأن الاسم الأخير، هو الاسم المنصوص عليه في القرار الوزاري رقم (130) لسنة 1980! ومما سبق يتضح مدى احتياج المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية إلى (التخطيط الاستراتيجي)؛ لأنه الأسلوب الأمثل لتحديد الأهداف بعيدة المدى، وكيفية الوصول إليها".
والخطة الاستراتيجية المُقدمة للوزارة تقع في اثنى عشرة صفحة، مازالت محفوظة في مكتب الوزير حتى الآن!! وكنت أنوي من خلال تطبيقها تحقيق عدة أهداف: مصرية وعربية وعالمية!! وهذه الأهداف محفوظة أيضاً ضمن الخطة المقدمة، ومنها الآتي: (مصرياً): (1) – تكوين قاعدة بيانات حقيقية من خلال توثيق صحيح لكافة الأنشطة المسرحية في مصر، تخدم كافة قطاعات ومراكز وزارة الثقافة أولاً، وباقي الوزارات كالأعلام والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والصحف القومية .. إلخ، وذلك بمدها بالمعلومات المطلوبة عند الحاجة؛ بصورة علمية توثيقية صحيحة. (2) - إحياء (لقاء الرواد) للأحياء، واستحداث (ذكرى الرواد) للمتوفين بالتبادل، وبذلك ندعم البند الأول بالجديد من لقاء الرواد، ونستفيد منه في ذكرى الرواد. (3) – إصدار نماذج من النصوص المسرحية التراثية المؤثرة في تاريخ المسرح، والتي تُمثل إنجازاً للثقافة المسرحية في مصر، مع دراسة علمية مرفقة تبين عن أهمية النص وقيمته الفنية والعلمية.
أما الأهداف العربية والعالمية، فتتمثل في: "(أولاً): إصدار ألبوم فاخر الطباعة، يشتمل على نماذج من صور الرواد ووثائقهم وإعلانات فرقهم، ومقتنياتهم المحفوظة في إدارة المتحف، مع تعريف لائق بالمركز ودوره وأهميته – بوصفه مركزاً فريداً لا نظير له في العالم العربي - وإصدار هذا الألبوم باللغتين العربية والإنجليزية؛ لعدم وجود مثل هذا العمل بأي لغة أجنبية. (ثانياً): إصدار سلسلة (الفرق المسرحية في مصر) باللغتين العربية والإنجليزية؛ حيث إن الكتابين الوحيدين عن تاريخ المسرح المصري باللغة الإنجليزية هما: (دراسات في المسرح والسينما) ليعقوب لاندو وبه أخطاء تاريخية جسيمة، والآخر: (المسرح المصري في القرن التاسع عشر) لفيليب سادجروف وقد أصدرته بالعربية في المركز القومي للمسرح بترجمة د.أمين العيوطي، وهو محدد بالقرن التاسع عشر. ومن أمثلة الفرق لهذه السلسلة: جورج أبيض، منيرة المهدية، نجيب الريحاني، علي الكسار، أولاد عكاشة، يوسف وهبي، فاطمة رشدي، الفرقة القومية .. إلخ. وذلك من أجل إحياء الزعامة المسرحية المصرية في العالم العربي.
س5: كيف نوثق علميا للمسرح المصري المعاصر؟
سؤال بسيط جدا .. والإجابة عسيرة للغاية!! لأن التوثيق يعني (الحقيقة)!! مهما كانت سلبية أو إيجابية!! بمعنى أننا نريد أرشيفاً مسرحياً يحمل الحقيقة المسرحية عن كل ما يتعلق بالمسرح: أشخاصاً (أحياء أو أمواتاً: مبدعين، كتاباً، فنيين، نقاد)، ونصوصاً (تأليفاً وترجمة وإعدادا)، وعروضاً (عامة أو خاصة أو مهرجانات)، وكتابات (علمية ومقالية ونقدية وتحليلية) ... إلخ. وهذا هو خلاصة المشروع الذي تقدمت به إلى وزارة الثقافة في الإعلانيين السابقين لرئاسة المركز، ووضعت فيه كافة الآليات التي تحقق هذا التوثيق بالصورة المطلوبة. وأظن أن أغلب المسرحيين في صفحات التواصل الاجتماعي، لاحظوا أنني منذ عامين تقريباً وأنا أوثق – بصورة شخصية – كافة فعاليات مهرجانات المسرح التي اشتركت فيها، ووضعت كافة المواد التوثيقية في صفحتي بالفيسبوك، لدرجة أن أغلب المسرحيين يتابعون المهرجان المسرحي من خلال صفحتي الشخصية!! ومن أهم المهرجانات التي وثقتها: مهرجان بجاية المسرحي السادس في الجزائر، ومهرجان الأقصر الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، ومهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر 2014، ومهرجان المسرح العربي السابع بالرباط، ومهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الأول، ومهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان 2015
س6: هل ثمة فروق جوهرية بين دارس المسرح في أكاديمية الفنون وأقسام المسرح بالجامعات المختلفة؟
لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال بصورة سليمة؛ لأنني انتدبت فقط هذا العام للتدريس في شعبة النقد والدراما بقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، وأحتاج إلى وقت كبير وممارسة أكبر؛ كي أجيبك على سؤالك!!
س7: ما تقيمك لمستوى العروض المسرحيه اﻵن؟
إن كنت تقصد العروض المسرحية المصرية، فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول المشاركة في المهرجانات العربية خارج مصر – وقد شاهدت أغلبها طوال ثلاث سنوات - وبعضها غير مناسب لتمثيل مصر، وربما سافرت بوساطة ما، دون تقييم أو إخضاع لمعايير فنية!! والقسم الآخر هو المعروض في مسارح الدولة وبعض المراكز الفنية، وأغلبها جيد لا سيما عرض (حلم ليلة صيف) لمازن الغرباوي، و(ثري دي) الذي نال نجاحاً كبيراً في مسرح الطليعة، ناهيك عن عروض خالد جلال في مركز الإبداع، وعروض أوبرا ملك. والقسم الأخير هو الأفضل من وجهة نظري الشخصية، والمتمثل في أعمال الهواة والشباب والمبتكرين، لا سيما عروض مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الجمعية المصرية لهواة المسرح برئاسة عمرو دوارة، فقد شاهدت إحدى دوراته وحتى الآن لا أنسى عروضها وبالأخص عرض (شكسبير في السبتية)، الذي لا يذهب عن بالي حتى الآن منذ عام 2013!!
س8: ماذا تقول ﻷستاذ المسرح وﻻ يشاهد العروض المسرحيه؟؟
أقول له تعلم مني: فأنا أستاذ مسرح منذ عام 1989 عندما حصلت على الماجستير في موضوع (دور المرأة في مسرح توفيق الحكيم)، ومنذ عام 1994 عندما حصلت على الدكتوراه في موضوع (أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر)، ثم أصدرت عشرات الكتب ومئات المقالات والدراسات والبحوث .. إلخ، ورغم ذلك لم يعرفني أحد كأستاذ مسرح إلا في عام 2005، أي منذ عشر سنوات فقط .. لماذا؟؟ لأنني بدأت أشاهد العروض المسرحية وأتفاعل معها وأنقدها وأكتب عنها وأشارك في المهرجانات المسرحية العربية والخليجية والعالمية، والحمد لله أنني امتلكت ناصيتي المسرح التنظرية والتطبيقية من خلال التأريخ والتوثيق والعروض!!
س9: ما هي آخر مشاريعك البحثية ؟
مشاريعي الأخيرة أربعة: الأول كتاب ضخم بعنوان (وثائق المسرح المصري)، صدر الجزء الأول منه في دار الوثائق القومية منذ أيام، وهو مشروع ضخم سيكتمل في عدة أجزاء. والمشروع الثاني، أعدّه مشروع العمر وهو كتاب بعنوان (قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة من عام 1961 إلى 1971)، وأصدرة منذ أيام في الكويت مركز البحوث والدراسات الكويتية، وهذا الكتاب مفاجأة لأنه يوثق ويحلل جهود زكي طليمات في إنشاء نهضة مسرحية في الكويت منذ أول يوم له هناك إلى أن ترك الكويت بعد عشر سنوات!! والمشروع الثالث، يتمثل في كتاب سيصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يشتمل على نص مسرحية (هيلانة الجميلة)، بوصفه أول نص مسرحي منشور قي مصر باللغة العربية وتحديداً في عام 1868. أما مُترجم النص فهو مفاجأة كبرى لأنه الشيخ رفاعة الطهطاوي، مما يعني أنني سأنشر أثراً أدبياً مجهولاً للطهطاوي. والمشروع الأخير يتمثل في تكليفي من قبل رئيس مسرح البقعة في السودان الأستاذ علي مهدي بكتابة كتاب حول (الثورة المهدية في المسرح المصري)، وهو عنوان البحث الذي تقدمت به في ندوة مهرجان مسرح البقعة بالسودان منذ أسابيع.
ساحة النقاش