الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

الخَـــــطُّ

اِزنقِ القلمَ بين السَّبابةِ والإبهامِ،
مسنوداً إلى الوسطي،
وحاولْ ثانيةً،
الحروفُ مرعوشةٌ بعضَ رعشةٍ،
لابأسَ،
محضُ رعشةٍ،
كنتَ تجيدُ الكوفي،
فنشِّنْ بِسنِّ القلمِ على الفولسكابِ،
ليس الكوفي مهّماً،
كانت الفاءُ عندكَ دقيقةً،
ليست دقّةُ الفاء ضروريةً،
ما تزال الطاءُ عندكَ تحتفظُ باستدارتها
اللعوبِ،
وإن شابتْها هِزّةٌ خفيفةٌ،
ليست مؤثرةً هذه الهزّةُ الخفيفةُ،
وبعد مراتٍ قليلاتٍ
ستعود الميمُ إلى تكويرتها الأنثويةِ،
حتميةٌ هي التكويرةُ الأنثويةُ،
اجعلِ الكلامَ مستقيماً،
وحاول ثالثةً،
من غير ضغطٍ شديدٍ بسنِّ القلم على
الفولسكاب،
فالضغطُ يُربك الأوتارَ،
ويعمِّقُ الشعورَ بأننا غيرُ طبيعيينَ،
ونحن الطبيعيونَ،
لا تحزنْ لأن نونَ نبعٍ ليست مدحُوَّةً
كصحنِ أنثاكَ ساعةَ التئامِ جِلدٍ
بجلدٍ،
فنونُ أنثاكَ مرسومةٌ في القلب
جذّابةٌ في كل هيئةٍ،
والجوهري أن نقطةَ النّونِ باقيةٌ،
لا تظنَّ أن واجبَ كتابةِ الإملاء
في الصِّبا خمسينَ مرةً
قد راحَ في الهباء،
فخاء ُخدٍّ ما تزال متمسكةً
بمثلثها الشهير عندكَ قبل تنميلةِ
الأصابع،
وكافان في كركديه
ما تزالان محفولتيْن بالتواءاتٍ ليّناتٍ،
كأنهما في المطبخ الذي قبّلتَ فيه
حوضَ التي حوضُها شِصٌّ،
ثبِّتْه بين السبّابة والإبهامِ
مسنوداً إلى الوسطي،
وحاول رابعةً،
يكفيكَ أن تستدعي نداءَ
« القلم وما يسطرون»،
حتى يتطورَ التاريخُ الطبي للعُقَل،
لا تقسْ على الجماليات
بل قِسْ على قدرةِ الأصابعِ
على الضَمِّ،
وتذكّرْ أنكَ خططتَ بهذه الأصابع
على قميص محبوبةٍ:
«تري نفسَها بديلاً للرحمن»،
فنظِّم ِالتنفُّسَ، وحاول خامسةً،
عديدةٌ هي السُّبُل:
عندكَ الديواني
خصِّصْه للإخوانيّات،
وعندكَ النسَّخُ
وجهِّه للرسائلِ العاطفية،
وعندك الحُرُّ
صحِّحْ به بروفةَ البيانِ الشيوعي،
وعندك الثُلثُ
اجعلْه لقصيدةِ النثر،
ارسم الباءَ
بعدها الطاءَ
مشبوكةً في تاءٍ مربوطةٍ،
لتصبح لديكَ: بطّةٌ،
ثم أطلْقها على ترعةٍ بعيدةٍ،
واحتفظْ منها بريشةٍ
تخطُّ بها بعد الوداع:
ذهبتْ بَطّةٌ،
وبذا تكون قد أنجزتَ دورةً كاملةً
من الرسم البياني للسقوط والعلّو،
ضمَّ السبّابةَ والإبهامَ والوسطي،
ووسِّعْ عليكَ:
يكفيكَ الرِّقْعةُ لتوصيل المقاصد،
لا تتشبثْ بأوليّة الشّكل على المعنى
في مثل هذه الاختبارات،
فقفزةٌ كبري أن تجسيدَ راءَ روحٍ
وجيمَ جسد،
ألم يكن قطبُكَ مضروباً في شرايين مخِّه،
حينما قال: الجسدُ قُبّةُ الروح؟
فحاول أخيرةً،
وإذا اختتمتَ هذه القطعةَ الآن بجملةِ:
«جفّتِ الأقلامُ ورُفعتْ الصحف»،
فأنتَ سليمٌ،
إذن، اِختتمْها:
جفّتْ الأقلامُ،
ورُفعتِ الصحفْ.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

129,201