الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

السَّرج

ستذهبينْ
ولم تنشطِ الدورةُ الدمويّةُ
في الرجل الذي أسماكِ مُهرةً
مفكوكةَ السَّرجِ،
وأقام مسرحاً رومانياً على طريق السويس
ووضعَ على كل درجةٍ عشرةَ ولدانٍ
مخلّدين،
كلُّ ولدٍ مخلَّدٍ في يده خمسةُ ناياتٍ
وثلاثةُ دفوفٍ وعُودان،
وأمام كل ولدٍ مُخلّدٍ
حاملٌ عليه نوتةٌ للحنٍ حزين
كان قد درّبهم عليه ليلةً،
بعد أن قالت سيدةٌ
ظهرُها منشورٌ كجنود المظلات:
« لا تمسَّ ظهري»،
رفع العصا بحكمةٍ فانخرطوا محشرَجينَ:
«كنتُ أقول لسُرَّتِها: هِيتِ،
تقول السرُّةُ حيناً: هيّا،
وتقول السرُّةُ أحياناً:
هيهاتْ
لكنّا في الفجر نصلي لامرأةٍ
تصنع من بدن المرأة كلِّ هزيعٍ
قِبَباً، وضراعاتٍ، ونقاهاتْ
فتُضاءُ جوانحُ عاشقةٍ
تتجلي في حقويها مأثوراتُ التاريخِ:
نقوشاتٍ وكتاباتٍ وشَفاهاتْ
يا أرجاءَ خزائنها:
ما إن اجتاز متاهاً في سيري
للنبع الأقصى،
حتى ألقي في سيري للنبعِ
متاهاتٍ تلو متاهاتٍ تلو متاهاتْ».
كان يعرف أنكِ بعد انتهاء الدفوف،
ستذهبينْ،
ولم تنشطِ الدورةُ الدمويّةُ
في الرجل الذي أسماكِ مهرةً
مفكوكةَ السَّرجِ،
وتركَ مخَّه على ملاءتكِ البيضاءِ،
مبعثرةٌ فصوصُه:
بجوار الوّلاعةِ وشفرةِ دافنشي وعلبةِ التبغ
والمحمول وبنسةِ الشَّعر، ومفتاحِ الحياةِ الذي عيار 24.
لكنه لم يلوِّثِ الوسادة،
فسحابةُ المخ لا تتركُ بقعاً
على المفارش.
إذن، رسالتُه:
احذري المديوكر.
وشكواه:
يطفو على روحي الرنينُ
فيشعُّ من عَصَبي الحنينُ.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,695