الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

الطلمبــات

طلمباتُ الطريق الزراعي
ما تزال في مكانها بجوار صفصافةٍ.
كنا شربنا وغسلنا الوجوه
ونظفّنا الحذاءَ من وحلةِ الحقل،
وحينما مررنا يوم الأحد،
لم نشربْ ولم نغسلْ الوجوه،
ولم ننظفْ الحذاءَ من وحلةِ الحقل.
ربما كان السبب
تصلّبَ الشريان
أو ندرةَ الوحلِ في مصر،
مع أن الطلمبات ما تزال في مكانها
بجوار صفصافةٍ.
لم يزد عليها غيرُ عازفٍ جوّالٍ،
جمَّعَ الصغارَ حوله وحَنَّنَ الأرغول:
«يا ليلُ،
الصَبُّ متى غدُه؟
ينشدُ في القيد الرحمةَ
من صيّادٍ،
ويناشدُه،
يبعثُ رسلاً في الطير
ويحمل رجعَ الأنّةِ
هدهدُه
إن هبط الوَسَنُ يلاقي المعشوقَ،
فإن هبط الصحوُ المجرمُ يفقدُه
ينزفُ عَبْدٌ في السّفحِ،
وفي السِّدرة ينزفُ سيدُه ».
كانت الطلمباتُ تصغي للأراغيلِ
خلفَ خُصِّ المزارعين،
فمن تُري المسئولُ عن عدم غسل الوجوه؟
هل السَّحابةُ التي اختارت مستقرها
في الفَصّ؟
هل تسرُّعُ الرئاتِ في إنجاز التنُّفس
هل خديعةُ الطقس؟
طلمباتُ الطريق الزراعي ما تزال
في مكانها،
لكن المؤكدَ أن الوحلَ
انتقل من الأحذية
إلى الحجاب الحاجز،
مع أن السيدةَ التي تنامُ في شبكةِ المعلومات،
كانت تطوّحتْ مرةً
مع الرجل الذي يقول:
«ماءُ خَدِّه
شَفَّ عن لهبْ».

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,701