الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

المُنَوِّر

أياديكَ البيضاءُ على جيلي
لا تعطيكَ حقَّ السَّيرِ
على خُطاي.
نعمْ، شرحتَ لي طرفةَ ابن العبد،
في أول الصِّبا،
لكن ذلك الشرحَ ليس مبرراً
للتشبُّه بي،
كما أننا لم نفهمِ الثلاثةَ اللواتي
هُنَّ من شيمةِ الفتي،
فكن مستقلاً واتخذ طريقاً خصوصياً،
يحمل منك بصمةً.
سأُذَّكِّرُكَ بقدرتكَ على الاختلاف عني:
أنا اخترتُ النّصَّ،
وأنتَ اخترتَ تشريحَه،
أنتَ انحزتََ إلى إصدارِ التعليمات،
وأنا انحزتُ إلى مخالفتُها.
إذن، تستطيع أن تكون مغايراً،
لأن أياديكَ البيضاءَ على جيلي،
لا تعطيك حقَّ السَّير على خُطاي.
صحيحٌ، تشابهنا في لكنةِ وسطِ الدلتا،
التي تنعتُ المذكَّر بالمؤنّث،
وصحيحٌ، تشابهنا في اعوجاج النُّطقِ،
بعد أن علَّمتْنا مذاهبَ اللسّانيات،
وصحيحٌ، تشابهنا في عشق سيدةِ النبع،
حينما احتضَنَّاها
كبَهْكَنَةٍ تحت الخِباء المعمَّدِ،
لكن التبايناتِ كثيرةٌ:
سحابتُكَ في فصّك الأيمنِ،
وسحابتي في فَصّي الأيسر،
هُرعَ إليكَ الكبراءُ والصفوةُ،
وهرع إلى البسطاءُ والحرافيشُ،
أنتَ بنّاءٌ غريبٌ على الأهل،
وأنا هدَّامٌ غريبٌ على الأهل.
هكذا يا رجلُ:
حينما قبَّلنا جبينَكَ الرَّطبَ،
أنا والسيدةُ التي تلوح كباقي الوشمِ
في راحة اليدِ:
لمحنا في لسانكَ المضطرب
أطفالاً يزرعون خسّاً وبازلاءَ،
وسمعنا في خطوكَ البطيء
غمغمةَ مصلّينَ.
الخلاصةُ: أن أياديكَ البيضاءَ
على جيلي،
لا تعطيكَ حقَّ السَّير
على خطاي،
فلا تنسجْ على منوال أحدٍ،
ودعني أسأل السؤالَ الطبيعي:
هل الأسدُ في عرينه؟
وأسمعُ الجوابَ الطبيعي:
نعم، الأسدُ في عرينه.
إذن لا تقلِّدني حبيبي،
سوف أحيا كالغريبِ.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,703