الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

المقلِّدون

لماذا يتشبَّه الكثيرون بي؟
هذا منشدٌ غني مواويلَه في عِزّ السكون
وحين أصغي إلى إذ أقول:
«حَجَرٌ على حجر،
وكلُّ بلادنا حجرٌ إلى حجرٍ يقومُ،
يشدُّ بعضٌ منه بعضاً»
راح يُحصي السحاباتِ التي تسيرُ فيه
من ساقٍ إلى رئةٍ،
بينما يغمغم:
«نِفْسي يقبُض كَفّي على سِيف الجراءة».
وهذا مُنوِّرٌ
أهدي إلى اختصاصي الشرايين،
ثم احتاجَه بعدَ ساعاتٍ
لنفسه،
وحينما تصادمنا صاح بي:
أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
وهذا معلمٌ
كان فهَّمنا أن اختلافَهم رحمةٌ،
ثم راح في غيبوبة التليُّف،
يتعقبني من مصحةٍ لمصحةٍ،
كي يصيحَ في العذارى:
لا تصِّدقوه، إنه المخادعُ.
وهذا ابن أمي
حرَّكَ السِّدةَ من الدّماغ للقلبِ،
كي نصفَّه في عِداد المثقفين،
وكي يفوقني بثلاثِ ميزاتٍ:
غُرَزِ الصدر،
وحركةِ التنقلاتِ في الأوردة،
ودمِ البناتِ الذي يمرُّ في القَسطرة.
جميعُهم ليسوا بحاجةٍ إلى
التشبُّه بي،
فكلهم فريدونَ مملوءون:
المنْشدُ الذي يريد أن يقبضَ السيفَ
له سيرةٌ معطّرةٌ في تخثر الدماء،
وله سوابقُ في قطفِ العنب.
والمنوِّرُ الذي جاور المرايا بالمرايا
ليس مضطراً
إلى إثباتِ أن مخَّه شغَّالٌ،
فهذا جلي في ابتسامة الروائيّين.
والمعلِّمُ الذي قال إن نفعَ الليل في جماله،
لا ينبغي أن يتزحزحَ من خانة القطب،
إلى خانة المُريد،
سيّما إذا كانت يداه هما اللتان
زجّتا بنا إلى العُرس.
وابن أمي الذي
يشرح خصائصَ النباتِ للصبايا،
ليس مجبوراً على إبداءَ العواطف
عبر تهلهل الأورطي،
فضحكتُه العريضةُ
كفيلةٌ بإظهار التميّز عن الأشّقاء.
أيها المقلِّدُونَ الشرِّيرون
لستم خلصائي كما تظنون،
لقد أفسدتم على استئثاري
بالإصابة العليا.
ليسامحْكم الله،
لكنني لن أسامح.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,255