قلب مفـتوح
الولدُ الذي ساءَه
أن أُفضحَ اسمَ أمِّه في الشِّعر،
لم يكن يتوقع أن يخذلَه البُطَيْنُ،
فظل يَعبُّ الهواءَ
حتى تضاءلَ الأوكسجين
في حجرة الضيوف،
وحينما ضاق الطريقُ على منكبيْن،
انتعشت الموسيقي
في غرفة العمليات.
الآن يا شقيقي:
جريحانِ في العائلة
وعلينا توزيعُ الواجبات
حسبَ العمر والرصيد العاطفي:
أنتَ ترعي مسيرةَ الغُرز،
محاذراً من الكُحَّةِ والقهقهاتِ والكوارع،
وأنا أحملُ إليكَ الفتاةَ
التي أتلفَ جسمَها الصدأُ،
كي تضعَ على وسادتك مجسَّمَ عمارةٍ،
أنت تلاحظ الدلالَ المفاجئَ
في فصيلةِ الدّم،
محافظاً على خشونةِ الحنجرة،
وأنا أترك لكَ اعترافاتي الصغيرةَ،
كي تنجزَ بها جُرْسَةَ المستقبل.
أما الولدُ الذي شهَّرتُ
باسم أمِّه في الشعر،
فقد أدخلَ رأسَه في قفصه الصدري
المشجوج بفأسٍ،
وصاحَ:
ما كلُّ هذا الدمِ الأنثوي
في عروقِ مدرِّس الأحياء؟
هو الآن يقرأ الغرامَ المسلح
حتى يستعينَ بصدام الحضارات
على اكتشاف قنطرةٍ
بين الأُذَيْن ونفسِه.
هو الآن غائصٌ في دفترِ السُّلالات،
حتى يقيسَ بالشِّبر
المسافةَ بين انغلاقةِ التاجي
في صدرِ تاجر الموالح،
ولمعةِ المشارطِ التي توهّجتْ في
شبين الكوم.
هو الآن عاكفٌ على البلازما،
حتى يستبينَ لونَ الرّيشةِ التي
حطَّتْ في شعيراتِ شقيقه،
حين كان ينثر اسمَ زاهية
في الشِّعر،
كنوعٍ مُسْتَحَْدَثٍ من السِّماد للتُربة:
فتخضرُّ أرضٌ،
وتزهرُ نوّارةُ البرسيم.