الينسون
مُدراءُ التحرير أشدَّاءُ جامدون،
فلماذا بكتْ هذه السيدةُ التي
دسَّت تحت الوسادةِ وردةً
وقمعَ سكر؟
لابد أنها تذكّرتْ أخاها الذي
ندهتْه ندّاهةُ المصابيحِ،
فتمتم:
استرحْ يا طبيبي
إن دائي الإقامةُ
ودوائي السَّفَرُ.
ولابد أنها تذكّرتْ حبيبَها الذي
رمّموا له الشرايينَ كلها
بعد أن عَضَّها المثقفون والعَسْكر،
لأنهم لا يفضِّلون نظافةَ العيون.
هي التي نبهّتني إلى أن الزمانَ عويلٌ
وأوصتْني بأن ما كانَ قبل السحابة
لا ينبغي أن يكون،
ثم طلبتْ مني جيوبَ فرجينيا
لأنها التقطت وشيجةً
بين انفضاح التراثِ وانفضاحِ المعاصرة،
واصلةً بين عصر فيكتوريا
وعصرِ لجنةِ السياسات،
فيما همزةُ الوصل: طوابيرُ الجثث.
السيدةُ التي يراها المتوسّطون
آخرَ الطُّغاة،
تهمي دموعُها كلما أوتْ إلى فراشها،
لأنها تري في كل جريحٍ
وليدَها،
وتلمحُ في كل مشنقّةٍ
مصيرَ أمة.
مدراءُ التحرير أشّداءُ جامدون
لكن هذه الصموتَ
تذيبُ قلبَها في كُبّايةِ الينسون،
وتوزِّعُ الرَّشْفَ على أصحابِ العاهات،
ثم تداري تفتُّتَها
في الابتسامةِ والموعظةِ الحَسَنة.