الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

مرثية غصن الزيتون

إلى رفات ملك إثيوبيا:

صرخة السلام في الحرب الإيطالية للحبشة:

 

لا زهرهُ يندى ولا هو ينفخُ = ذاوٍ على طرف الصبا مُتصوّحُ

ريّانُ أميَسُ هدّلت أطرافهُ = هوجاء من نار المطامع تلفحُ

فرعٌ من الزيتون لم يخفق له = فننٌ ولم يسجع عليه صيدحُ

أنداؤهُ من حكمةٍ أبديةٍ = صمتت فما تلغو ولا تتفصّحُ

وغذاؤهُ من رحمةٍ علويّةٍ = يضفو بها طيفٌ هناك مُجنّحُ

تخذ السلام قصيدةً قدسيةً =  يشدو بها شادي السلام ويصدحُ

لو رنّ هاتفها بسمع كتيبةٍ = هوجاء في رهج اللظى تترجّحُ

سجدت له الأسيافُ خجلى رهبةً = وتكفّأت فوق الثرى تتطوّحُ

***

يا سرجةً برواق جينيف ارتوت = من جدولٍ بدم الضحايا ينضحُ

نبعٌ من الأرواح سلسل فيضهُ = وجرى على بطحائها يتفوّحُ

ينسابُ من خلل الجماجم صاخبا = أمواجهُ من كل عرقٍ تطفحُ

ماذا دهاكِ فلم يدعْ سوسانةً = من هوله في جانبيك تُفتّحُ

صوتٌ من الطليان أروعُ غاشمٌ = مُتحفّزٌ بين الورى يتبجّحُ

خدعتهُ صامتةُ القنابل حينما = ذهبت تُهدّد بالردى وتُلوّحُ

مجنونةٌ بالموتِ جُنّ حديدها = ومريدُها خطرا يروع ويفدحُ

رعناءُ لو مسّت مطارف شاهقٍ = لانْدَكَّ من عالي الذرا يتطرّحُ

سكرى بخمر الموت تهذي جهرةً = بملاحنٍ من كبرها تتوقّحُ

خرساءُ لو نطقت أصمّ ضجيجها = أُذُن الحياة ، فلا تعي ما تُفصحُ

حُبلى بنسل النار يا ويلاهُ إنْ = ولدتْ فحتفٌ للبريّة يكسحُ

كم أفزعت عزريل حين تبرّجت = تلهو على جثث ِ العبادِ وتمرحُ

***

سلْ أمةَ الأحباش كيف تفزّعتْ = وغدت على قُضب القنا تترنحُ

لم تغنها الأجبال تعصم هاربا = أو شاكيًا تحت المغافر يرزَحُ

خيماتها في الحرب لو أبصرتها = شُعلاً على كنف الهواضب تُلمحُ

هي ألسنٌ للحق ذاع بيانها = ضرمّا عن الوجد المكتّم يُفصحُ!

يا ربّ مسودّ الجبينِ بظلها = قسماته عند الوغى تتوضّحُ

يُصليه إيمانُ العزائمِ باللظى = فيظلّ من قبساته يتروّحُ

يلقى الطغاةَ بعزمةٍ لو صادفتْ = قلبَ الحديدِ لخرّ بالدمِ يرشحُ!

***

يا فارس الرّومِ العنيدَ تحيةً = من شاعرٍ باللّوْم جاءك يصدَحُ

أنغامُهُ في النيلِ ضيّعها الأسى = وهي التي بهوى البلاد تُسبّحُ

عُذرِيّةً تشدو ، فإن هي أقبلتْ = تأسو يراوغها الشمات فيجرحُ

صرخت على حريّةٍ مسلوبةٍ = شعراؤها في كلّ فجٍّ نُوّحُ

ما ضرّ لو امهلتْ طائشةَ الوغى = قومًا تغادوا بالشكاةِ وروّحُوا؟

أوطانهم ! يا رحمتا لمصيرها ! = أملٌ لسُفّاكِ الطغاةِ ومطمحُ

فزعوا من الغارات تخنقُ جوّهم = فيضرع بالموت الأصمّ وينفحُ

الله طهّره هواءً طيّباً = كالروض ضمّخه العبير الأفيحُ

وابنُ التّرابِ أحالَهُ مسمومةً = نكباء ذاريةً تُبيد وتفدحُ

 

شعر:  محمود حسن إسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

112,172