19 نوفمبر 1935
(ألقيت على قبر الجراحي شهيد ثورة 1935 ليلة الاحتفال بدفنه يوم 19 من نوفمبر)
مصر ظمأى وذلك الدم ريّ = لصداها فلا تنوحوا عليهِ
كم سقتنا من سلسل النيل خمرا = لم تُفض كأسها سوى شفتهِ
مالنا نرخص الدموع إذا ما = سفكت قطرة على شاطئيهِ
وهو أحرى بأن نسوقَ الضحايا = حاشداتٍ تزفّ لهفى إليهِ
صرخت مصرُ للظلوم ولكن = غلّف الظلمُ جهرةً أُذُنيهِ
تخذ النار والرصاص جوابا = للذي يشتكي إساراً لديهِ
ولوى جيده عن الثائرِ الحرّ = وشدّ الأغلال في ساعديهِ
وأعار الدماءَ نظرةَ ذئبٍ = يقطرُ اللؤم من سنا عينيهِ
فلنثر ثورة الأبيّ ونُلقي = كل يومٍ ضحيةً في يديهِ
علّ طُهرَ الدماء يُلهمه الطهرَ = ويَمحو الأرجاسَ من جانبيهِ!
شعر: محمود حسن إسماعيل