الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

في عام النكبة

(مع صحوة الشرق وصيحة النفير لتحرير فلسطين)

 

تعالوا بعدما شهر الكفاحا = لنسكب فوق هامته الصباحا

ونعصر من جوانحنا رحيقًا = يرُشُّ له المواكب أين راحا

ونحشد عزّةَ التاريخ نورًا = يقبِّل في سواعده السلاحا

صحا والمجد صاح به ، فلبى = وهبَّ يزلزل الدنيا صياحا

صحا ولكل ساكنة هبوبٌ = يروعُ الدهرَ لو ترك الجماحا

صحا وعليه للتاريخ سرٌّ = لغير ضحى المعارك لن يباحا

ودرعٌ في الصدور الشم عاتٍ = لغير ضحى المواكب لن يتاحا

صحا والشرق في فلك جديد = يدورُ على مضاجعه رياحا

ويوقظ كل نعسان ويمضي = لغفلته فيكسحها اكتساحا

وما كانت به سنةٌ ولكنْ = هيَ الدنيا تريدُ له الطماحا!

تلفَّتَ حولهُ فرآى عويلا = وقدسا للفجائع مستباحا

وأرضًا شعَّ نور الله فيها = يسيلُ فضاؤُها الدامي نواحا

ويُذبحُ طفلها بيدي طغاة = مشوا في الأرض بغيًا وافتضاحا

أظل الشرقُ حيرتهم فمرُّوا = على أفياء نخوته وُقاحا

أضلهم الإله فكيف جاءوا = بضَلتهم يريدون الصلاحا

وكيف وضاقت الدنيا عليهم = بنوا للتيه أروقةً فساحا!

تلفَّت قلب مصر إلى الرزايا = تصب على عروبته جراحا

وما كاد النفير يصيحُ حتى رأينا الجيش يقتحم البطاحا

يزمجر في السهول كأنَّ جنًّا = تجاذبه التوثب والمراحا

ويزأر في المسير كأن بوقًا = من التاريخ جاوبه فصاحا

وهلل للقتال كأن عيدًا = وأعراسًا ترف له صباحا

تذكر خيل رمسيسٍ أضاءتْ = سنابكها دجى الدنيا قداحا

ورنَّ بسمعه الماضي فحيَّا = وكبر للمنيةِ أين لاحا

ودمدم للصراع فقلتُ بحرٌ = من الأهوال أقسمَ لن يزاحا

تذيق الأرض خطوته عذابًا = وتسقي الجو خطرته جراحا

وينفذ في العباد كأن حتفًا = وأقدارًا تسدَّده رماحا

كأن جنوده أطيار غيب = ونصر الله مد لها الجناحا

مضى للظلم يخترق البطاحا = ويسبق في توثبه الرياحا

ويجتاح البلاد كأن وعدًا = بمصرعها على قدميه طاحا

تراوغه السهوب فيدَّريها = ويرشق في مقاتلها السلاحا

ويرمي الموت أينَ سرى سواءٌ = أدكَّ الليلَ أم دهس الصباحا

بصاعقةٍ تشقُّ لها خطاها = يدٌ لليأس لم تخفض جناحا

نمت عربيةَ الماضي خطاها = وأُرْضِعت المخاطرَ والكفاحا

وأُشربت القتال فلو أُتيحتْ = لها الدنيا لما تركت براحا

لغير السيف لم تخفق غرامًا = وغير الهول لم تعشق ملاحا

مضَوَّأَةٌ بسحر الشرق حتى = لتُعشى دارةَ الشمس التماحا

سقاها من ضفاف عبَّ منها = حداة الدهر وانطلقوا رماحا

وهبَّوا والبريةُ في ظلامٍ = يغشَّى الأرض أفئدةً وساحا

فيا أجنادَ مصرَ وذاكَ بعثٌ = أعيدوا مجدَ واديكم كفاحا

ودكوا التائهين وفي رُباهم = أديروا النصر أقداحًا وراحا

وما صقل الشعوبَ ولا جلاها = ولا أسقى مواردها الفلاحا

سوى نغم الجيوش وقد ترامتْ = لنار الحرب تمتشقُ السلاحا

 

1948

 

 

 

 

شعر:   محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,350