الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

زفرة على فلسطين الدامية

 

إلى ضمير الإنسانية...

"....وإلى ريح التّايمز العاتية!!!"

 

صوتٌ بأرض القدس مشتعل الصدى = كادت له الأكباد أن تتوقّدَا

لمّا تأوّهَ صارخًا بين الورى = أسيان يرزمُ تحت نيران العدا

جزع المسيح له ولولا طهرهُ = ما مدّ للرحمات كفًّا أو يَدا

رُهبانهُ في الغرب منبع حكمةٍ = ما غلّفت يوماً لِمُلتَمِسِ الهُدى

رشفوا منَ الإنجيل فيضَ رشادهِ = وتخشّعوا حول الهياكل سجّدا

وشدوْا بملحمةِ السلام ورنّمُوا = مزمورَهُ للكونِ خلاّبَ الصدى

لكنّ شعبَهُمُ أثارَ عجاجةً = في الشرقِ طافِحةً بأهوال الرّدى

فإذا التعاليم التي هتفوا بها = من سورةِ الأطماعِ  قد ضاعت سُدى

وإذا بلحن السلم بين شفاههم = عصفت به شهواتُهُمْ فتبدّدَا

تخذوا الرصاص شريعةً قُدسيّةً = وقذائف الأرواح نهجاً مُرشدا

لم يرهبوا التاريخ في استعمارهم = أنّى سَطَوْا وَكَزُوهُ أروعَ سيِّدا

لطموهُ في القدس المُحرّم لطمةً = كادت لها الأجبالُ أن تتهدّدا

مهدُ الشرائع من قديمٍ مالهُ = أضحى لأحرار البريّة موقدا

في كل مرتبع بهِ وحنيّةٍ = تلقى صريعاً في التراب ممدّدا

هانت على البطل المجاهد نفسهُ = فسعى لحوض الموت يطلب موردا

ألقى إلى اللهب المسعر روحهُ = وكذا يكون الحر في يوم الفدا

اللهَ في وطن النبوة نال من = شرهِ الطغاة اليوم حظًّا أنكدا

الفتنة الشعواء هاجت قلبهُ = لم تبقِ فيه كنيسةً أو مسجدا

شرعت من الرق البغيض سلاحها = تتفزع الأقدار إما جردا

صرخ الضعيف شكاية من هولها = فمحى اللهيب صراخه فتشرّدا

فتخاله والصدر ينفث ناره = من كل زافرةٍ تريق الأكبدا

حملا يد الجزار دقت عمره =  فقضى بصرخته على حدّ المدى

محنٌ مرزّئةٌ وموتٌ عاصفٌ = لم يبق شيخا في الحمى أو أمردا

يا ربَّ وادٍ في الصباح منضّرٍ = غيسانَ باكرهُ السنا فتأوّدا

لما دهتهُ الحادثات ضُحيّةً  = وسرى دخان الموت أقتم أربدا

نفضتخمائلهُ شبيبة عمرها = وتصاوحت فغدت محيلا أجردا

ما ذنبها؟ ما ذنب صيدها الذي = قد كان يسجع في الظلائل منشدا

خُنقت مزاهرهُ وماتَ نشيدهُ = ونأى عن الوطن الحبيب وأفردا

لولا هياج الحر ديس مهادهُ = لثوى بجنته وظلّ مغرّدا

***

يا يوم بلفورٍ وشؤمُك خالدٌ = ما ضرّ لو أخلفتَ هذا الموعدا

عاهدت أعزال الجسوم سلاحهم = ما كان إلا الحقُّ صاح مقيّدا

وتركتهم رهنَ المطامع تبتغي = منهم على حرٍّ المواطنِ أعبُدا

ثاروا بأرض الله ثورة عاجزٍ = سمع القوي شكاتَهُ فتوعّدا

هاجوا على الأصفاد هيجةَ ناسكٍ = زحمتهُ آثام الصبا فتمرّدا

هجمت على الغار المُطهّر في الدجى = فأثار عزلتهُ وهاج المعبدا

ضجّوا على نابُلسَ حتى كاد من  = صخب الأسى والحزن أن يتنهّدا

عجباً يكاد الصخر يدمع رحمةً = لهمُ وقلبُ الآدميّ تصلدا

ومعالم الإسلام بين ربوعهمُ = كادت تزمجر لهفةً وتوجّدا

بسطت إلى قدم النزيل رحابها = فبغى على قسماتها وتهدّدا

وهو الذي لولا نعيم ظلالها = لمضى على كنف الوجود مشرّدا

***

والشرق ويح الشرق نام أسودهُ = عن ثائرٍ في القدس ضجّ وأرعدا

شلّت عزائمهم ونام جهادهم = وتصرّعوا في كل مهدٍ هُجّدا!

 

 

 

شعر:   محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 74 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,364