الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

واهية

 

 

وَاهِيةٌ كَانتْ تَكْتبُ فوقَ الرّيْحِ

حَنْجَرةً و قَصِيدةَ غَزلٍ فِي الرّئَتَيْنِ

أَلْمحُها كانتْ بَيْنَ أَصِيْلَينِ

تُغَادِرُ مَكْتَبَها كَفَرَاشةِ نُوْرٍ

تَهْرَبُ منْ مَكْمَنِها

كَيْ تَسجِنَ عُمْري خَلْفَ أَساوِرِ مَعْصَمِها و الزّنديْنِ

مَشْدُودٌ كُنْتُ

صَوب عيونٍ مِن حنطةِ خضرٍ وأَنِينِ

أَبقى حتّى يَنْسل الوَجدُ وَليدًا في الأُذُنيْنِ

تَسألُنِي عَن فخِ الوَرْدةِ لِلْنّرْجس

أَحْبُو مُرتَابًا مِن رَجْفَةِ قَلْبِي و طَنِيْني

و أُدارِي عَنْ عَيْنِ المُهرةِ دَرْبَ حَنِيْني

فَالسّاكِنُ فِي القَلْبِ يَزْهُو فُلاًّ

أَوْ ثوْبًا مُنْفكًّا فَوْقَ السّاعدِ

مُرْتَبِكًا يُصبحُ نِنُ العيْنِ

و مكسُورًا

و تُعاندُنِي مُقْلَةُ عَينِ المهرةِ

تَنْهَانِي أَن لا تَكْسِرْ حَاجزنا الوّهْميّ

و تَقدّم صوبَ خَيالِ الأَقْنعةِ المرْسُومةِ

فَوق شفَاهِ البَسْمةِ

و تَمدّد شُرْيانًا أَو شُرْيَانيْنِ

إِذْ بَيْن الشُرْيَانِ و بَيَاضِ اللّحْيةِ

يَمْتَدُ خَيالُ الأَقْنِعةِ المَرْسُومَةِ

فَوْقَ أشِّعةِ هَذَا الملقيّ عَلَى الكُرْسيّ

المَطْليّ بالزّئْبَقِ والتّينِ

أَنْتَبهُ لِلَحْظَةِ ضَعفِي

و أُغادِرُ أَمْكِنَةً مَا زَالتْ تَلْمَسُني فِيْهَا

نَظْرَةُ عيْنِ المُهْرةِ

و أَخُش وحيْدًا مَا بَيْنَ الوَرْداتِ المَكسُوّةِ

بِأَصابِعِ عُمْرِي

وَرْداتٌ أَرْبعْ

شَقْشَقَةُ البدْرِ

تَعْكسُ شَكّةَ أَمْبولِ

مَكْسوْرٍ تَحْتَ المِقْعدْ

أَي أَني لَوْ كُنْتُ

لَوْ كَانَت

لَوْ يَرْتد الفَجْرُ عَلَى اللّيلِ

و خَضارُ المُهْجةِ فِرْدوْسٌ

يَرْحلُ صَوْبَ القلْبِ المتبُولِ

لَوْ غرّدَ عصفورِي تَحت الشُّرفَةِ يَومًا

أَو حَطّ فَوق ذؤابةِ شَعري المسدولِ

إِذْ تَسبقُني الخَطْوَ نحوَ سَرِيرٍ

مَكْسوٍّ بِبَياضِ المُهْجةِ

و تُشاكسُ أُغْنِيةً مَقْرُوحهْ

فِي القَلْبيْنِ

فَلْتَرْحلْ

و لْتَكْسرْ رمْحَكَ حَتّى الأُذُنيْنِ

إِنْ أنْتَ موتُورٌ

مَقْهورٌ

فَافْعلْ رَحْمَتكَ زَئِيْرًا مَخبُوءً

بَيْنَ الرّجْفةِ و المَقْصَلةِ

و رَعْشةِ أيديْ المستورينِ

و اشطُرْ قَلبَكَ نصفينِ

نِصفٌ للمُهرةِ تَثْغُو فِيهِ و تُغنيْ

والنّصفُ المَمهورُ بِبَصْمةِ عُمْركَ

مَكْتُوبٌ فَوق دَفاترِ مدرسةٍ

و شهادةِ ميلادِ المُنْتَصريْنا

و تَلَكأْ

كَيْ يَمرُقَ سَهْمُ المُقْلةِ في القَلْبِ

يَشْطرُهُ شَطْريْنِ

هَذِي تَذْكرَةٌ لِخَرِيْفٍ ملْفوفٍ تَحْتَ وِسَادتِهِ

فَتَحَسّسْ نَبضَ السّاعدِ

و اكْتبْ فوقَ الأَوراقِ غَرَاميْنِ

هَذَا النّبضُ ضَعِيفٌ

تَسْألني:

هَل تَشفَى أَم تَشْقَى من نظْرةِ عينِ؟

مكسورًا بَينَ الرّمْحِ و كِتابٍ في الطّبِ

مُختبِئًا تحْتَ النّهْدينِ

و أدُس الإحْساسَ المَنْسيّ

عِنْد قَصِيْدٍ مُلْقٍى تحْتَ الكَفّينِ

و ضفائرِ لَيْلٍ مَوْصولٍ

مِنْ عُمرِ الرّحْلةِ لِلشّمْسِ

حَتّى حُمرةِ خَجلِ الكَعبينِ

أَشكو

يَشْكُوني أَنِيني

يَبْدَأُ في المَوجةِ حُلُمٌ

يحملُني كغَمامٍ فضيٍّ

يَلقيني شَجرًا مَسحُورًا

فوق الأَقْدَامِ المعرُوقةِ بالهمِ و بالطّينِ

مَشدُودًا أَبقَى

ما بَينَ العينِ و مقلةِ عيني.

 

 

د. السيد عبد الله سالم

المنوفية – مصر

1 ديسمبر 2011

 

  

 

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

112,474