الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

شعلة الذات

(مع اقبال فيلسوف الشرق وشاعر الإسلام)

(الكليم إذا زال عن نفسه تاه ....)

(إقبال)

 

 

 

قُلْ لِمَنْ مَدَّ يَدَيْهِ فِيْ الهَجِيْرْ = سَائِلاً قَطْرَةَ مَاءٍ مِنْ غَدِيْرْ

سائلاً رشفة ظلٍّ من عبيرْ = مدَّهُ اللهُ على الروض النضيرْ

لست حيًّا إن تسولت رباهْ = ومددت الكف تستجدي الحياهْ

كن هجيًا ترهب النار لظاهْ = لا نسيمًا يفزع الوهمَ شذاهْ

واقتحمْ بالذّات أهوال السعيرْ = تنسخ النار ربيعً في ضحاهْ

جدولٌ يضحك بالماء النميرْ

قل لمن كبّل أشواق الحياهْ = باحثًا عن سرِّها قبل خطاهْ

واقفًا شلّت على السر يداهْ = سائلا أين من الغيبِ مداهْ

لست حيًّا إن تهيَّبت القدرْ = وطلبت السرَّ من قبل السفرْ

كُنْ طريقًا من رحيقٍ وشررْ = لا وقوفًا يتلّهى بالصورْ

وامضِ بالذات إلى مالا تراهْ = تبصرُ السرَّ تجلّى وظهرْ

وعلى صدرك قد ألقى عصاهْ

قلْ لمن أصغى لنوح البلبلِ = عاشقًا يبكي ضياعَ الأملِ

ذائبًا في يأسهِ المشتعلِ = قاطفًا زهرَ خريفٍ ممحلِ

لستَ حيًّا إن تلمست البكاءْ = قدحًا يسقيك أوهام الرجاءْ

كن غناءً مضرِمًا وجدَ السماءْ = لا صدى نوحٍ لقيثارِ الفناءْ

واسكبِ الذات بنايٍ مشعلِ = تبصر الكون طيورًا من ضياءْ

ساجعاتٍ فوق شطِّ الجدولِ

قل لمن أحنى لغير الله رأسهْ = ولمن صبَّ لغير الله كأسهْ

خائفًا يشرب من كفّيهِ نفسهْ = ومن اللذةِ لا يدرك حسَّهْ

لستَ حيًّا إن توهمت الوجودا = سادةً هشّوا على الأرض عبيدا

اسأل الذات تجد فيها السجودا = لسوى الله رياحا وحصيدا

واسأل الله لمن أطلع شمسهْ = لسوى الأحرار لم تشعل وقودا

لصباح الشرق أو تسقي أمسهْ

هكذا جلجل مزمارٌ رخيمْ = في زبورٍ خالد الشدو يتيمْ

مد جبريل جناحا في السديمْ = ودعا الأفلاك تصغي والنجومْ

لصداهُ الحر في قيد الترابْ = وهو ينقضّ عليهِ كالشهابِ

ويرى سجدته بين الخرابْ = في ربى أندلسٍ تسقي القبابْ

من رحيقٍ لم تزل منه الكرومْ = تعصر السحر وتشدو للإيابْ

وينادي مجدها ضرب الكليمْ

نخلة الداخل عادت بجناها = بعد أن أرعش بالناي ثراها

وبدمع الروح غنى وسقاها = فربت ظلاًّ وتمرا وشفاها

تسمع التاريخ خلف الحجبِ = يتغنى بحداةِ الشهبِ

يوم كان الغرب دنيا غيهبِ = وأتى المصباحُ في كفِّ نبي

 يوقظ الأيام من عاتي كراها = بضياءٍ شعَّ بين العربِ

وكتابٍ خطَّ للأرض هداها

وثرى قرطبة حنَّ إليهِ = فإذاهُ سجدةٌ بين يديهِ

وإذا المحرابُ إصغاءٌ عليهِ = شعَّ ترنيمُ الهوى من شفتيهِ

وهو قيثارٌ من الشرق يغنّي = ويعيد المجد لحنًا بعد لحنِ

طارقٌ في بأسهِ خلف المجنِّ = وابن عبّادٍ وما لاقى بسجنِ

وأسى الحمراء ينهال لديهِ

بمراثٍ لم تذقها أي أذنِ = سكبتها لوعةٌ من جانبيهِ

طائر الإسلامِ رجّع نغما = كنت فيه لليالي حلما

أشعل النايَ التي هزَّ السما = وسقى الأعماق شدوًا مُلهما

ومن الخلد تلفّت ها هنا = تجد الأغلال تهوي حولنا

قد حصدنا الرق من آفاقنا = وصهرنا القيد من أعناقنا

ودعونا الله في إشراقنا = أن يردَّ الشرق حرًّا مثلما

كانَ من قبل إلى أعتى المُنى = يعصر النورَ ويسقي الظُّلَما

 

 

 

 

شعر:     محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

131,790