خلايا العمر
يا مَنْ أرسلتَ رجالكَ خلفَ الوادي
يَغتالونَ الضَّوءَ القادمْ
فوق أكفِّ الفجرِ الطالعْ
من سنواتِ الحزنِ الساطعْ
لو كنتَ الليل قرأتَ كتابَ الوطنِ النَّازف آهاتٍ
لو روَّيتَ القلبَ تلالا
من نورِ الحبِّ وأسكنتَ
عينكَ أرضًا سندسُها في عين امرأةٍ
بركانٌ للرغبةِ والعشقِ المخطوفِ
تحت النهدِ الملهوفِ لقبضِ الجمراتِ
تُراكَ الآنَ ستذكرنا
وستذكرُ كلَّ الفقراءِ
فوق الأرضِ اللحمِ
وصبايا جمَّلْنَ الخصرَ
للعرسِ المنذورِ
حين حصاد العمرِ
زيَّنَ الوادي حنَّاءا
وتركنَ البابَ على صهدِ الوعدِ
مفتوحًا وضنينا
يا منْ أرسلتَ رجالَكَ خلفَ الوادي
يصطبحونَ الخمرَ
وأناسٌ في بطنِ الوادي
يَقتاتونَ الحزنَ
هشيمًا وأنينًا وسكارى
بالدمعِ المسكوبِ
بين خلايا العمرِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر
6 أبريل 2013