أوتار في دفتر الأشعار
رَنّ وَتَرٌ مَقْطُوعٌ مِن رَجْفَةِ أُنْثَى
وانْسابَ مُهْتَاجًا فِي دَفْتَرِ أَشْعارِي
رَقّ فَتَهافتَ طَيْرٌ مَنْذورٌ لِلْعمْرِ
يَسكنُ تَحتَ حَنِينِي ، يَغْسلُ كُلَّ الأَوزَارِ
هَذِي الأنثَى قُدَت مِنْ دِفءٍ و حَيَاة
غَازِلَةً في لَيْلِ العاشِقِ حُلُمَ صبَاه
فَانْتَبِهي يَا زَفْرةَ عُمرِي
لِلْخَاطفِ مُهْجةَ عُمْرِي فِي صمْتِ دُجاه
وَلْنَخطف مِنْ رِقّةِ أنملِها
بَحرًا جِنِيًّا و سَمَاءً
أَو وَطنَا منقوشًا بِزبرجدِ
أَو عَصفًا مَضْفورًا
فِي خفّةِ شَعْرِ الأنثَى
آهٍ مِنْ ضعفي ! إِذْ تلمسُني
نغمة شعْرٍ مِنْ ثغرِكِ
أَو رّفةُ خوفٍ تَنهاني
أنْ أَسبحَ ضد التيّارِ
في عَينِ حبيبٍ مغسولٍ
بالنّورِ وبالنّارِ
فاكتبْ رقمَ الجوّالِ
وانثرْ كلَّ رسائلها
فالموجُ العاشقُ للموجةِ
حينَ يُلامسُ زغبَ العصفورِ
لا يجثو بَلْ يتسامى يتبخّرُ كالماءِ المغليِّ
الإسمُ: ليسَ مُهمْ
السّنُ: لِيسَ يهمْ
عنْوانُكِ عيني و قصيدة شِعْرِ
تاريخُ هوانا مكتُوبٌ فِي الدّفتَرِ
تَسْألُني:
كَمْ عَدَدُ النّبَضَاتِ؟
نبْضُكِ أَمْ نبْضِي!
هَلْ يُدْركُ رمْلُ الشّاطئِ
عدَّ المَوْجاتِ؟
هَلْ يُدْركُ ضَوْءُ الشّمْسِ
عدَّ المَوْجاتِ؟
إنْسَكبي كَطَريقٍ مَرصوفٍ مَسْقوفٍ
بالرّحمةِ
فِي رنّةِ جوّالي
وانتسبي حينَ تُلاقِيني
عِنْدَ المِصْباحِ الضّوئيِّ
هَلْ لانتْ بَعضُ قَصَائدنا؟
هَلْ بَانتْ حِيْنَ تَأوّه رجُلٌ
مكْدُودٌ فوقَ سَرِيرِ الكَشفِ؟
إنْسَكبِي
شلالَ ضيَاءٍ يَسْكُنُني
يَفْتحُ نُوّارًا شَرْقيًّا فِي شُرْفةِ عمْرِي
يَمْزجُ حنّاءَ الكفّينِ بالخمْرِ المسْكوبِ
في رَفّةِ جَنبي
إِنْدلعي سكينًا مرشوقًا ما بينَ الضّلْعِ
وغِيابِكِ عنّي
مَشغُولٌ وقتُكِ لا زالَ
في عَدِّ النّبْضِ
سَوسنُكِ السّاكنُ قبّرة منْ جمْرٍ و رُخامِ
بَيّتَ ما بَيْنَ الرّوحيْنِ وداعًا
فانْقلبي إليَّ لا ضدّي
سَوسَنكِ مَسكونٌ بالرّغْبةِ في القلبِ
فانْقلبي
لا زالَ تِعدَادُ علاماتِ الرّجلِ
الحيويّةِ مرهونٌ
بجفافِ المقلةِ و خفوت في شفتيكِ
مَنْ علّمَكِ
إِنْكارَ اللّذةِ في الصّفحِ!
و غرام الوردةِ بالشّوكِ!
هُزّيْني أَسّاقَطُ زَخاتٍ مِن عنبرِ
وَحَكايا رُبّانِ سَفينَتِكِ
نَطوي هَزائمَ رحلَتِنا ونعُودُ
شِراعُ البّهجةِ يَلْفَحُنا
فنَعُودُ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
12 ديسمبر 2011