بهجة المحبين
ورَاوَدَتْني عصْفُورَةٌ منَ البّرِ هامتْ
عَلَى اخْضِرَارِ مَدَى البحْرِ
و أَيْقَنتْ أنّ اسْتِعَادةَ فَجْر غصْنها
يُباغِتُ مُهجَةً مَقْرُورةً في السّحرِ
و وَزّعتْ هَمْسَها المقْرون
جوار المُهندسينَ نفْسهمْ تَحْتَ المَطرِ
مَعَاطِفٌ لِلْهَوى مِنَ اخْضرَارِ بَيْرقٍ
مُهاجرٍ في انْتشاءِكِ الثرِي
فَلا تنْثري وَجْدَكِ المَكْذوب وحدهُ
و لا ترمقي مُقْلَتي في غَيْبَةِ الرّدى
و دَاوي حمحَماتِ حَمَامةٍ دَارتْ
فؤَادَها المكْلوم عند الكرى
و اغزلي صَفصافة المُحبينَ
وَرْدةً مِنْ هَنَاءٍ و هَنا
أَنَا الذِي أَغْضَبَ الفَضاءَ واللُّغَات
و أَنْشأَ
بَيَانَهُ بَينَ الرِّموزِ وانْفلاقةِ صُبْحٍ طَالعٍ فِي الدُّجَى
و هَادني مَعي نَخيْلَ بَلْدَتي الذي
يَصُوغُ في شَريْعةِ المُحبيْنَ
أَنَاملاً و شَقَائقًا وهديْرًا
أَنامِلٌ كَانتْ تُغَازِلُ فِي الضُّحَى
وَجْدَ المُسَالميْنَ سُهْدَهمْ و هَمّهمْ
تُنَازلُ المُلامِسيْنَ شوقهمْ
حِينَ يَهْمِسُ مَجْدُهمْ و سَيْفُهمْ
شَقَائِقٌ تُبادلُ فِي الدُّجَى
عَواصِفًا بِعَوَاصفٍ
و تَمَائمًا بِتَمائِمٍ
لِكَي لا يَعُودَ وَحْدَهُ حُزْنُهمْ
هَدِيْرٌ كَاتبٌ صِياحَ فُلّةٍ في غَمْرةِ انْقسامِها
تُواصلْ
فلا تَنْثري العَبِيْرَ كُلّهُ في رَوْنقِ الحَياةِ
ولا تُباغتي بَهْجتي بَهْجَةَ المُحِبيْنَ
فَإِنّني وَاصلٌ بَيْنَ انْدِلاعِ وَرْدةِ
الشّفقِ و مُهْجتِكْ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
11 ديسمبر 2011