الهزار
يا شاديا فوق الغصون يضمه الزهر المريعْ متنقلا في الروض تحسبه لخفته جزوعْ طورا يحوم على الغدير وتارة فوق الزروعْ أبدا يدور بمقلتيه كأنه الصب المروعْ أتراه قد ذكر الشتاء فنز من خوف وروعْ كالصب يبكي في الوصال مخافة الهجر الوجيعْ يا قرب ما ذهب الربيع بما تجلّى في الربيعْ ما زال يدعو الفجر حتى أدبر النجم اللموعْ فتلا أناشيد الصباح ليوقظ النور الينيعْ هذي الترانيم الحسان كأنها القطر الهموعْ فاغمر بهن إن استطعت بلابل السدم الصديعْ أدنو إليك فتختفي فكأنك الأمل النزيعْ أوَ كلما أطلقت لحنا هجت داءً في الضلوعْ من بعد ما ذهبت يد الأيام بالأمل الرفيعْ وتساقطت حولي المنى كتساقط الثمر الوشيعْ يسري غناؤك في الفضاء كأنه نشرٌ يضوعْ علم شبيهك يا هزار إجادة النغم البديعْ شعر: عبد الحميد السنوسي