عارية ستانلي باي
من علم البحر لجاج الهوى = واترع الحب بشطآنِهِ؟
وقال للموجة: خمر الصبا = صَافٍ ، فعُبّي الكأس من حانهِ
وأنشدي في الشط أغنية = أودعها الناي بألحانِهِ!؟
حوريّةٌ صورها ساحرٌ = من روعة السحر وسلطانِهِ
لو شامها قسٌّ بمحرابِهِ = يُذوّب الروح لقربانِهِ
لأحرق القلب بخوراً لها = وأشعل النار بصلبانِهِ
عُريانةٌ قدت مسوح الصبا = من بهجة الفجر وألوانهِ
لم ترضَ بالديباج ستراً لها = مهفهفَ الطرف بقُمصانِهِ
فهلهلتْ أسدالها في الضحى = ورفرفت طيراً ببستانِهِ
أندى على الأرواح من نسمة = فيحاء يذكيها بريحانِهِ
سارت إلى البحر وفي هولها = ما يضرم النار بقيعانِهِ
ظمأى لظمآنَ هفت مثلما = يهفو حشا الطير لغدرانِهِ
يا فتنةً رفت على فتنة = كالعرف إذ رف بعيدانِهِ
سلبت رشد البحر حتى غوى = وأذهل العقل بطغيانِهِ
هذا الذي جردته للسنا = يميس كالزهر بأفنانِهِ
فضيحة الحسن أتيحت لنا = من شطط الغرب وكفرانِهِ
جسم لو ان الروح ألقت له = زمامها فرّ لأكفانِهِ
خزيان مزقت نقاب الحيا = من كل مستورٍ بجثمانِهِ
يرعشه الخزي إذا ما نبرى = في لهوه العاري وتفنانهِ
فيحسب الناظر من فتنةٍ = كهربةً تجري بسيقانِهِ
*** = ***
يا بدعة الشط سلبتِ الهدى = من كل معصوم بايمانِهِ
لولا جلال الفن في بهرةٍ = للحسن أصلتني بنيرانِهِ
ألهبت في شعري سعير اللظى = ورحت أُصليكِ بأوزانِهِ
أو ألهم البحرُ مساسَ الحجا = لأغرق البر بطوفانِهِ
ولم يدعْ في غمرهِ سابحاً = يُصافح الموج بشطآنِهِ!!
شعر: محمود حسن إسماعيل