مجلة جماعة الإبداع الجميل

مجلة مختصة بأخبار الثقافة والادب وتبنى المواهب فى كافة مناحى الحياة

 

 

الغموض فى الشعر وكيفية قراءته

(الحلقة الحادية عشر الأدب والنص )


لاشك حتى لا ينغلق النص علينا , ونصرخ بأن النص مبهم وغيرواضح , ويلتبس علينا الغموض الجميل والرمز بالإبهام , كان لابد من تعريف الأدب والنص , وما نحتاجه لمعالجة النص والإستمتاع بقراءته , وما يتسع لحلقاتنا من شرح لبعض المصطلحات التى تزيل هذا اللبس , وقد آليت على نفسى أن ألتقط من كل بستان زهرة وتعاريف مختلفة أحيانا ومتقاربة أحيانا لكنها ت...صب فى نفس المجرى . أخى القارىء أربط الحزام وتعالى نطير سويا لكى نفك هذا الطلسم المسمى بالإبهام أو ما يطلقون عليه الغموض القاتم وليس الغموض الحلو
الأدب ( أخبار أبى تمام ت: أبى بكر محمد بن يحيى الصولى : كتاب الذخائر 170):
عبد الصمد : وريحان النبات يعيش يوما وليس يموت ريحان المقال .
فكلمة أدب ( فى الأدب الواقعى : د. أحمد هيكل ):
فى أصلها اللغوى ترتبط بالأدب ( بضم الالف وتسكين الدال ) أى بالكرم وإقامة المأدب – فى معناها القديم – بالأخلاق الفاضلة حتى أصبحت الكلمة تعنى الخلق الكريم وهذا المعنى الخلقى لكلمة أدب أقدم بطبيعة الحال من المعنى الفنى الذى يعنى فن القول أو التعبير الجميل بالكلمات . فكأنهم سموا الوسيلة باسم الغاية لما بينهما من تلازم وارتباط وكأنهم أدركوا – بحس صادق وبصر ثاقب ووعى يقظ- هذا التلاحم العضوى بين الفن القولى ووظيفته الأساسية أو كأنهم اهتدوا منذ نحو 12 قرن الى ما عرف بعد ذلك " بالأدب الهادف " . أصبحت كلمة الأدب فى اللغة العربية الجميلة الثرية تعنى أمرين :
الأول : الخلق الكريم . الثانى : القول الجميل . فهى ما يسمى فى لغتنا بالمشترك اللفظى , وهو أن تكون هناك لفظة واحدة لها أكثر من معنى
الأدب الشعبى:( الشعر الشعبى العربى /د.حسين نصار ص20-21) :إذن هو الأدب الذى يصدره الشعب فيعبر عن وجدانه , ويمثل تفكيره ويعكس اتجاهاته ومستوياته الحضارية وعرف بأنه الأدب المجهول المؤلف العامى اللغة , المتوارث جيلا بعد جيل بالرواية الشفوية ونظرت جماعة أخرى الى المضمون فعرفته بأنه الأدب المعبر عن مشاعر الشعب فى لغة عامية أو فصحى . ورأت أن الأدب الشعبى هو الأدب العامى قديما كان أو حديثا , مسجلا كان أو مرويا شفاها , مجهول القائل أو معروفه . ويقولون أن العمل الأدبى الشعبى لا يستوى أثرا فنيا إلا بعد ما يتفق مع ذوق الجماعة , ويجرى على عرفها من حيث المحتوى والشكل , ولا يتخذ شكله النهائى قبل أن يصل الى جمهوره , الذى يعطى نفسه حق التحوير والتغيير فيه ما دام يتوارثه ويعده معبرا عنه , ولذلك تتغير صورة العمل الأدبى الواحد فى الأماكن والأوقات المختلفة ولا يثبت على صورة واحدة . وقسمه بعض الدارسين الى أدب القرية وأدب المدينة . ص25 فالأدب الشعبى لا يأخذ صورة نهائية محدودة , وإنما تضيف اليه الأجيال المتعاقبة , وتحذف منه , وتعيد ترتيب عناصره , وتجرى فيه بعض التغيييرات ليلائم ذوقها ويعبر عنها . ص27فالأدب الشعبى يقوم عندنا مقام عبارة الفنون الملحونة .
الأثر الأدبى :
تنكشف المجالات الدلالية الخارجية لأن الكلمات وإن حملت بصمات أصحابها فأصحابها يحملون بصمات حضارتهم . وإن كان الكاتب والوسط الثقافى متلازمين فإن الأسلوبية وعلم الدلالة التاريخى يعضد أحدهما الآخر . . ففكر المؤلف بمثابة النظام الشمسى تنجذب الى مداره كل الأشياء وما اللغة والأغراض والعبارات إلا كواكب تتبع هذا الجوهر المفكر . فالأثر ننفذ اليه بضرب من الحدس تدعمه ملحوظات ومستخلصات تتوافد بالتنقل بين مركز النص وأجزائه . وهذا الحدس ثمرة كفاءة الناقد وتجاربه إذ هو ومضة ذهنية نصيب بها سوى الطريق فى العمل النقدى . فروح الكاتب صورة من روح زمنه . إن قيمة كل خاصية أسلوبية تتناسب مع حدة المفاجأة التى تحدثها تناسبا طرديا بحيث كلما كانت غير منتظرة كان وقعها على نفس المتقبل أعمق , وتكتمل نظرية الأسلوب بمقياس التشبع ومعناه أان الطاثقة التأثيرية لخاصية أسلوبية تتناسب تناسبا عكسيا مع تواترها فكلما تكررت الخاصية الواحدة فى نص ضعفت مقوماتها الأسلوبية معنى ذلك ان التكرر يفقدها شحنتها التأثيرية تدريجيا .
النظرية الأدبية ( النقد والحداثة ت: د. عبد السلام المسدى ):
فى النقد تحتكم رأسا الى البعد اللغوى فى النص الإنشائى ,وذلك بالبحث عن نوعية العلاقة الرابطة بين حدث التعبير ومدلول محتوى صياغته , ولهذه الضوابط الأولية إلتزم النقد الحديث بالنص أو قل بعبارة أدق أنه يقصر نفسه على نص النص وذلك بتخطى كل المقاييس المتجاوزة له من أبعاد تاريخية أو نفسانية .
الرسالة الأدبية : بنية لغوية قارة بعد انتهاء صاحبها من تأليفها فهى بناء مستقل أبدا عن الظروف الخارجية
الأدب والجسد ( فكرة الثقافة "ت: تيرى ايجلتون):
الدراسات الأدبية التى لا تشتمل عناوينها على كلمة الجسد تنظر اليها اليوم دور النشر فى الولايات المتحدة بازدراء وربما كان السبب هو أن المجتمع البرجماتى لا يؤمن فى النهاية إلا بما يمكن لمسه والتعامل معه يدويا .
إفتتاحية الرواية العربية المجلة العربية عدد 386 مارس 2009م د. أيمن رضوان مصر :
فى الأدب الواقعى ( د. أحمد هيكل ):
لايصح فنيا أن يتسم العمل الأدبى بالإبهام والإنغلاق والإلغاز تحت أى دعوى أو أى إشعار .. حقيقة أن التعبير الفنى المباشر أقل جودة من التعبير غير المباشر , وحقيقة أن قدرا من الغموض الفنى – الذى يحول دون المباشرة – مطلوب فى العمل الأدبى , وحقيقة أن بعض الظروف السياسية أو الإجتماعية أو الفنية قد تدعوا الأديب الى أن يلجأ الى استخدام الرمز , كل هذه حقائق لا جدال فيها , ولكن حقيقة أيضا أن الغموض الفنى وترك المباشرة واللجوء الى الرمز لا يمكن أن تتطرف الى أن تصل الى الإبهام والإلغاز والتعمية فيأتى العمل الأدبى أخرس لا ينطق بشىء , منغلقا لا يتفتح على شىء بل ميتا لا ينبض بشىء ولا يوحى بشىء . إن الغموض الفنى مطلوب ومثير للعمل الأدبى , كما أن الرمز مطلوب أيضا – فى موضعه – ومغن للعمل الأدبى كما أن استخدام الشعر للغة بطريقة خاصة به مطلوب كذلك لإبداع شعر جيد . ولكن الغموض الفنى مهما كان والرمز الأدبى مهما بلغ لابد أن يكون صالحا لفتح مغاليقه والإهتداء الى أسراره بالتأمل والمعايشة والإقبال من جانب المتلقى .
فاللغة الشعرية الخاصة من الممكن أن تتوسع فى المجاز وتجدد فى الوصف وتحلق فى الخيال , وتعتمد على ظاهرة تراسل الحواس ولكن يجب أن تبقى مع كل ذلك مرتبطة بأساسيات اللغة التى ينتمى اليها هذا الشعر , صالحة ولو بعد التأمل والمعايشة والإندماج من المتلقى .. أن تنقل اليه تجربة الشاعر .. وهنا تحدث متعة الكشف وتتحقق لذة التنوير , ويوشك المتلقى أن يشارك المبدع فى عملية الإبداع , وهذا منتهى النجاح فى عملية التوصيل الأدبى الذى يقابل منتهى الإخفاق حين لا يخرج المتلقى من العمل الأدبى بشىء إلا الحيرة والضيق والحسرة على ضياع الجهد والوقت
فالأديب : من كان الأدب الفنى هوايته ومن ثم التأديب الشعرى والنثرى ملكته .
من قيم الأديب : 1-جمال التعبير دون تصنع . 2-دقة التصوير دون تنطع 3-صدق الشعور دون مغالاة .
النص الأدبى (النقد والحداثة ت: د. عبد السلام المسدى) :
هو فى حد ذاته عالم لغوى متكامل فكأنما هو اللغة ذاتها وقد انحصرت فى ذلك السياق المحدد بالنص . وهكذا يكون النص ناطقا بمحتواه ومشيرا بهيئته العامة كما لو كان ذلك النص إنسانا يتحدث بلسانه , ويزاوج كلامه بإشارات عن طريق غمزات العين , أو تقاسيم الوجه , أو أسارير الجبين ,أو حتى حركات اليدين , ولكن لا ليردد نفس المعنى المقصود كما يقع فى جل الأحيان وإنما ليقول بالحركة شيئا آخر غير ما هو بصدد قوله الكلام . فالنص الأدبى يفرز أنماطه الذاتية وسننه العلامية والدلالية قيكون سياقه الداخلى هو المرجع لقيم دلالته حتى لكأن النص هو معجم لذاته ( مع وضع اعتبار أن الأديب ابن عصره ومجتمعه لا ينفصل عنه وكذلك بيئته , فلا يمكن تجاوز ذلك لأنه يساعد على فهم النص أكثر , وهذا لا يعنى أن هناك بعد إنسانى مشترك بين البشر بما نسميه العالمية أى يكون النص له قيمة مشتركة إنسانية وفى نفس الوقت قيمة إبداعية تتخطى حواجز اللغة ).
فأدبية النص هى مجموعة الطاقات الإيحائية فى الخطاب الأدبى وذلك لأن الذى يميزه هو كثافة الإيحاء وتقلص التصريح .
فالنص : إنما هو موجود نعالجه معالجة الموجودات الأخرى , وهو موجود تركيبى بمعنى أنه جملة من العلائق المكتفية بذاتها حتى لتكاد تكون مغلقة , فهى لذلك حدود لا قوام لكل منها بنفسه وإنما هى روابط اجتماعية كلية , وهذا معنى أن النص يؤخذ فى حضور لذاته وبذاته .
كثافة العاطفة : (1)نوعية البنى اللغوية :
-التركيب الصوتى فى بعض الكلمات المتأتى من صفات الحروف المتضامة ومخارجها كثيرا ما يدل بصفة طبيعة على مدلول تلك الدوال .
-الكلمات التى تحاكى أصواتها دلالتها . - يساهم طول الكلمات وقصرها فى الإيماء الى معناها إيماءا طبيعيا .
- توزع الكلمات داخل الجملة .
(2) البيئة الإجتماعية التى ينتمى اليها إن كان حضريا أو بدويا .
- الوسط المهنى الذى ينتمى اليه ينتسب سواء لإستعماله مستوى من اللغة دون الآخر .
(3) أن المهتمين بالأدب والمشتغلين باللغة لقادرون سويا على دراسة التعبير حيث يكمن الأديب وعصر الاديب .
النص ( مصطلح التلاص عز الدين المناصرة 1989م ) :
ريفاتير : النص مكتفى بذاته . ديريدا : النص ولا شىء خارج النص . جاكبسون : الأدبية تركزعلى طبيعة الأدب وتستنبط الوظائف من هذه الطبيعة وليس من خارج النص .
فى العربية : الظهور والإيضاح والإنتظام وغاية الشىء ومنهاه . ولاتينيا : يعنى النسيج . قال بارت : هو السطح الظاهرى للنتاج الأدبى نسيج الكلمات المنظومة فى التأليف والمنسقة بحيث تفرض شكلا ثابتا ووحيدا ما استطاعت الى ذلك سبيلا .
المناصرة : هو كتلة لغوية متعددة الأشكال متعددة الغايات لها نظام يجمع الأنساق المتعددة ويوحدها فى سياق مجدد فيصبح لها هوية مجردة مفتوحة على احتمالات التأويل من خلال تعددية المقروء وتعددية القارىء .
دريدا : النص ينطوى دائما على عدة عصور ولابد أن تتقبل أية قراءة له هذه الحقيقة وتنطلق منها .
النص الأدبى ( رواية – قصةقصيرة - مجموعة شعرية – قصيدة - مسرحية ).
بارت : النص الأدبى يكتفى بذاته فيرفض الإسقاط من الخارج لأنه ينتج دلالات مفتوحة على الخارج . وهو إشارة مفتوحة على عدد لا نهائى من المشيرات والمضامين , بينما نجد أن العمل الأدبى إشارة مغلقة على مشير قد يكون عرضة لعدد من التفسيرات المحدودة التى تتسم بالثبات كل مرة بالإنغلاق والأنا التى كتبت النص ليست أنا الحقيقية .
اوتمان : النص تعبير ,أى نظام ونسق
لوران جينى وتفاعل النصوص:
1-التشويش: هو إفساد النص بالتلاعب بفقرة به بأخذها
2-الإضمار أو القطع : إقتباس مبتور ليحرف النص عن وجهته الأصلية .
3-التتضخيم أو التوسع : يحرف النص بتنمية اتجاه يراه هو فيه . 4-المبالغة : فى المعنى
5-القلب أو العكس: قلب موقف العبارة والوضع الدرامى والقيم الرموزية والقيمة .( المناقضة والمعارضة ) .
6-تغيير مستوى المعنى : الى صعيد آخر وتحويل المجاز الى الحرفية أو العكس . 7-التخفيف والتكثيف : عكس المبالغة والتضخيم .
8-القطع والمونتاج . -الترصيع : هنا نص قديم فى جديد .
10-الخطية : أفقى أو رأسى كاليابانيةوالصينية جمل مائلة .
11-التحريرية : علاقة نص بنص غير مكتوب أو أشكال أخرى كالفن التشكيلى .
الجناس بالقلب والتصحيف : القلب : عسل ــــــــ لسع . التصحيف : نخل ــــ نحل
الإحالة التاريخي: إشترط فيها القرطاجنى : المشهور منها والمأثور ثم استقصاء أجزاء الخبر المحاكى .
خصائص الشعر عند محمد مفتاح: الموسيقى , كثرة المجاز , كثافة المعنى .
هو المنتج لطاقة المعنى الكامنة فى النص ويصبح النص شراكة بين المؤلف والقارىء .
علاقات التفاعل مع النص:
1-الملحق النصى : النص الموازى .2- التناص : تفاعل النص بالإستشهاد والإلماح والرمز مع نصوص بعينها . 3- النصية الواصفة : التفسير والتعليق التى تربط نصا بآخر . 4- التعالق النصى : بين نص لاحق ونص سابق . 5- الترابط النصى : العلاقة بين نص ونصوص أخرى على اختلاف أنواعها . 6- النص الغائب : غير مكتوب ولكنه يفرض حضوره . 7- النص الكامن : متوزع بين الثقوب والفجوات والثغرات والنقاط المنتشرة على بياض الصفحة .
النصوص (الدين والفكر والسياسة د. صلاح قنصوه مكتبة الاسرة 2006م):
فإن الإنسان يتعامل معها كما يتعامل مع الواقع , وعليه أن يفهمها بطريقته ويحياها فى ممارساته على نحو دون الآخر . ومن ثم تتباين الحقائق بشأنها لأن النص لا يعمل بنفسه , بل من خلال بشر يدور الصراع والخلاف بينهم فى تناوله وتداوله فى أفعالهم الإنسانية .
النصوص الأدبية لا تصنع ثورة (دبى 67: د. عبد العزيزالمقالح) :
واسينى الأعرج : النصوص الأدبية لا تصنع الثورات ولكن تصنع الذهنيات التى تقوم بها , فالفعل الروائى تراكمى تأتى تجلياته لاحقا , فقد نبعت الثورة الفرنسية من فلسفةالأنوار التى لم تحرر فرنسا فى اللحظة نفسها التى أنتجت فيها هذه الأفكار , وإنما بعد استيعاب الناس لها . .
شريل داغر اللبنانى ومصادر التناص :
1-مصادر ضرورية : الموروث العام والشخصى .
2-مصادر لازمة : فى نتاج الشاعر نفسه كقصيدتى السياب غريب على الخليج وأنشودة المطر مقطعين من قصيدة .
3-مصادر طوعية : ما يطلبه الشاعر عمدا فى نصوص متزامنه له أو سابقة عليه فى ثقافتها أو خارجها وهى مصادر متعددة تندرج فيها متون شعرية أجنبية وعربية كتأثر درويش بنزار والبياتى والتأثر برامبو وبودلير وإليوت ويستويل وويتمان .

samirahmedelkot

جماعة الابداع الجميل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2014 بواسطة samirahmedelkot

مجلة جماعة الابداع الجميل لشعراء القمر والنيل

samirahmedelkot
جماعة الابداع الجميل واحة لكل ابداع اصيل معاً نرحب بالمبدعين في كافة فروع الابداع (موسيقى - شعر - غناء -فنون تشكيلية - انشاد دينى - ابتهالات - ثقافة - صحافة - تمثيل - اخراج ...الخ ) ...نرحب بكل صاحب موهبة وكل ابداع حقيقى يقف على الطريق لنأخذ بيده ..نقيم انتاجه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

96,383