كنت حطمت جهراً كل أقلامي ؛ محبرتي .. ريشة ألواني ، واِنْتَهَت بإِسَالَةِ ما تبقي من مداد أَحْلامي , اِحْتَضَرَت .
جاء من يوقظ غفلتي ، ويشعل ثأر نفسي ؛ من أمسي .. فتشتُ عن مقولة سمعتها ذات يوم من شيخ ضرير كان يسكن بالقرب من مخيمات قومي : ــ
(المعدة الخاوية يا بني ؛ أبداً لم تذق طعم النوم ، ولا تنسج الأماني) .
طفى على السطح قوله تعالي ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾ .
هضمها على مهل , ثم خرج يبحث عن بَقْلِهَا وَ أُرْزها وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا ومَكَرُونَاتها وَبَصَلِهَا .. عبر سهول ووديان .. اِنْتَهَى بِهِ الأمْرُ لجوار "حانوت" زجاجه الشفاف أَنهَكَ أوْصاله , والروائح السابحة أرْهَقَت أرنبة أَنْفُه .. رويداً رويداً اِلْتَصَقَ به .. تسمر .. طقطقات المَقصُوصَةُ هناك لها جرس آخر ؛ تقدم أحدهم يحمل بعض الأطباقٍ , وقارورة مملوءة بالشطة السوداني .. وضعها أمامه .. هتف .. تَحْيَا خلطة "الكشري" بالدُّقَّةِ .