ان انتشار الأخلاق أو غيابها من المجتمع المصري بصفة خاصة لغلق الأبواب التي تؤدي للنهوض بالمجتمع وهي 5 أبواب الأول منها باب "الأسرة" فبعد أن ضيق علي الناس في ارزاقهم وأصبح الرجل يعمل ليل نهار حتى يوفر لأسرته لقمة العيش فقد حرمت الأسرة من متابعة عائلتها وأفرزت هذه المشكلات وما ترتب عنها أبناء بدون قيم لغياب دور الأب الذي يقوم بغرس القيم أثناء وجوده بين أفراد أسرته ولم يكن غلق باب الأسرة هو العامل الوحيد بل كان هناك أيضا، باب التعليم والعلم والذي تم إغلاقه فغابت المدارس وغاب دور المدرسة عن القيام بدورها كمنهج أو مدرسة، بل أصبحت بعض المدارس تمثل تربية سيئة عن طريق مناهجها المشوهة أو عن طريق التربية الخاطئة أو التعليم الخاطئ أو عن طريق الادارة السيئة فأصبحت حالة اللامبالاة والتي انعكست علي سلوك الجميع.
ويعتبر باب الإعلام من أهم الابواب التي أغلقت وسدت ولم تؤد الدور الصحيح لها فبدلا من القيام بغرس القيم الفاعلة والجميلة والأخلاق السامية تباري الاعلام في غرس القيم السلبية كما أن غياب القدوة عن عمد في مناحي الحياة أظهر مصر وكأنها بدون قدوة في الطب والسياسة والاقتصاد وجميع المجالات فأدي ذلك لهجرة البلاد إلي أماكن أخري رحبت بهم وتم الاغلاق عليها وتغييبها فحرمت الأمة الاستفادة بهم.
وبالنسبة لدور العبادة فقد حرمت الأمة من الأكفاء من العلماء أو الدعاة ولذلك اختفت كل صور تطور المجتمع بعد أن تم العبث بها.
ورغم ذلك يؤكد الدكتور جمال عبدالستار أن مصر مازالت قادرة علي تجاوز هذه المحنة فالخير فيها وفي أبنائها كثير ولكن بشرط عودة هذه المؤسسات التي غابت عن القيام بدورها.
بينما ترجع الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر غياب الأخلاق من الشارع المصري ادى إلي غياب هيبة الدولة  وحصلت الفوضى والتطاول وظهرت الخشونة في السلوك في كل مكان فنحن نحتاج إلي فرسان يقومون في مؤسسات الدولة المختلفة حتى نسير بهذا البلد إلي بر الأمان.
ورغم ان رسولنا الكريم جاء متمما لمكارم الاخلاق وكان قدوة في القيادة والأمانة والصدق ومع ذلك نري كل هذا التسلب والانسلاخ من هذه القيم                                                                 كما ان الشعب يعيش انفلاتا أخلاقيا كاملا وانعكس أثر ذلك الانفلات علي كل المستويات من بلطجة وغش ورشوة وتحرش جنسي إلي اغتصاب وسرقات وإشعال حرائق في الممتلكات العامة والخاصة إلي إراقة الدماء دون تمييز بين كبير أو صغير أو متهم وبريء وما ذلك إلا لغياب الاخلاق الإسلامية عن الساحة والعلاقات والسلوك سواء مع الاقارب أو الجيران أو الزملاء أو الشارع وحتي البيوت لم تخل من هذا الانفلات الخلقي داخل الاسرة الواحدة وإذا سألنا عن السبب فلا شك أنه يرجع إلي الأمية الدينية التي عاشتها الأمة في العقود القريبة الماضية، فلم تجد وعيا دينيا أو غرسا للقيم الأخلاقية في مناهج التعليم، أو في التليفزيون ولا في النوادي المدنية ولا في مراكز الشباب الرياضية أو المواقع الثقافية، مما جعل ذلك الانفلات يظهر في شكل سافر بعد الثورة علي كل المستويات وفي جميع المجالات علما بأن مكارم الأخلاق والتحلي بمحاسن الصفات هو جوهر الاسلام ومحور العبادات والرسالة المحمدية كلها لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" أو قوله تعالي (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر) وقوله تعالي عن الزكاة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وقوله صلي الله عليه وسلم عن الصيام "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وقوله تعالي عن الحج (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) وكثيرا ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وقوله أيضا "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" وأيضا: "كل المسلم علي المسلم حرام دمه وعرضه وماله" فما أحوجنا إلي الوعي الديني لإسلامنا وما جاء به من مكارم الاخلاق التي فقدناها وهجرناها فوقعنا فيما نحن فيه. 

المصدر: ميادة ممدوح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2015 بواسطة sahafytop

صوت طلاب الإعلام التربوى

sahafytop
»

عدد زيارات الموقع

9,571

ابحث

تسجيل الدخول