قضية طبقات الشعراء
إعداد الدكتور/صبري أبوحسين، أستاذ ورئيس قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالزقازيق
الطبقات جمع الطبقة، ويقصد بها لغويًّا: " الجيل بعد الجيل أَو الْقَوْم المتشابهون فِي سنّ أَو عهد، وَالْحَال والمنزلة والمرتبة والدرجة ()". وقد انتقلت إلى المجال الأدبي على يد ابن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء، وابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء، ثم استخدمت في كتابات كثير من النقاد، وهدفوا من استخدامها تيسير عملية تصنيف الشعراء وترجمتهم وعرض إبداعهم.
التقسيم الزمني للطبقات:
 ونظرًا لأن علماء العربية عُنوا برواية الشعر وحفظه، واستشهدوا به في كلامهم، واستدلوا على صحة قواعد اللغة وشواذها بالبيت يستشهدون به، كما مثلوا بالمثل يضربونه، وعلى صحة اللفظ بالآية يتلونها، وهم أيضا كما عنوا بحفظ الشعر وروايته عُنوا بمعرفة اسم الشاعر، وحددوا عصره، ولذلك فقد قسموا الشعر الى عصور، والشعراء الى طبقات، فكان:
الطبقة الأولى: الشعراء الجاهليون، وهم قبل الاسلام، كامرئ القيس والأعشى ..
الطبقة الثانية: الشعراء المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والاسلام، كلبيد وحسان ...
الطبقة الثالثة: الشعراء المتقدمون - ويقال لهم الاسلاميون - وهم الذين كانوا في صدر الاسلام كجرير والفرزدق ...
الطبقة الرابعة: المولدون - ويقال لهم المحدثون - وهم من بعدهم كبشار وأبي نواس ...
وعلى أساس هذا التقسيم اتفقوا على أن الطبقتين الأوليين يستشهد بشعرهما إجماعًا، وأن الصحيح في الطبقة الثالثة صحة الاستشهاد بكلامها، أما الطبقة الرابعة فإنه لا يستشهد بكلامها مطلقا. ثم فيما بعد قسمت الطبقة الأخيرة - أي الرابعة - الى طبقات: طبقة المولدين، وطبقة المحدثين، وطبقة المتأخرين. واختلف فيمن يستشهد من الشعراء بشعرهم من هذه الطبقات(). وكان الجلال السيوطي ممن يؤيد الرأي القائل بعدم الاحتجاج بشعر هذه الطبقات الأخيرة؛ فقد ذكر في الاقتراح: أجمعوا على أنه لا يحتج بكلام المولدين والمحدثين في اللغة والعربية()، وقد مال الزمخشري إلى استثناء أئمة العربية من ذلك, داعيا إلى "جعل الوثوق بكلامهم كالوثوق برواياتهم" وليس بشيء! وليس استشهاد سيبويه بشعر بشار مما يؤخذ فيه أو يعتبر حجةً على الاستشهاد بأقوال المولدين؛ لأن استشهاده كان خوفًا من هجاء بشار! وهم لهذا كله عُنوا أيضا بمعرفة قائل الشعر، وصحة نسبة الشعر اليه؛ فقد تبين من تقسيم الشعراء الى طبقات من يصح الاستشهاد بشعرهم، ومن لا يصح. وأنه لا يجوز الاحتجاج بشعر وكذا بنثر لا يعرف قائلة، وعلة ذلك مخافة أن ذلك الكلام مصنوعًا أو لمولد، أو لمن لا يوثق بكلامه. وما ذلك الا حفظا للغة القرآن الكريم، وليتضح حديث النبي-صلى الله عليه وسلم – المرسل، ومعرفة الدخيل في اللغة من الأصيل، كما وضعت قواعد اللغة وأصل الإعراب لتجنب اللحن كما هو معروف(). قَالَ الأندلسي فِي شرح بديعية رَفِيقه ابْن جَابر: "عُلُوم الْأَدَب سِتَّة: اللُّغَة وَالصرْف والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع، وَالثَّلَاثَة الأُول لَا يُستَشهد عَلَيْهَا إِلَّا بِكَلَام الْعَرَب دون الثَّلَاثَة الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ يستشهد فِيهَا بِكَلَام غَيرهم من المولدين؛ لِأَنَّهَا رَاجِعَة إِلَى الْمعَانِي، وَلَا فرق فِي ذَلِك بَين الْعَرَب وَغَيرهم، إِذْ هُوَ أَمر رَاجع إِلَى الْعقل؛ وَلذَلِك قبل من أهل هَذَا الْفَنّ الاستشهاد بِكَلَام البحتري وَأبي تَمام وَأبي الطّيب... وهلم جرا()...
وهذا أساس التقسيم الزمني لشعراء التراث إلى طبقات: دافع ديني ولغوي بحت.
وقد أضاف ابن رشيق إلى هذا التقسيم اللغوي الزمني للشعراء إلى طبقات؛ فقد بدأ حديثه في باب الشعر والشعراء بقوله:" طبقات الشعراء أربع: جاهلي قديم، ومخضرم، وهو الذي أدرك الجاهلية والإسلام، وإسلامي، ومحدث. ثم صار المحدثون طبقات: أولى وثانية على التدريج، وهكذا في الهبوط إلى وقتنا هذا()".
وهذا كلام تاريخ صرف، ثم وجه خطابه إلى طبقة المتأخرين قائلاً:" فليعلم المتأخر مقدار ما بقي له من الشعر فيتصفح مقدار من قبله لينظركم بين المخضرم والجاهلي، وبين الإسلامي والمخضرم، وأن اللمحدث الأول فضلاً عمن دونه دونهم في المنزلة، على أنه أغمض مسلكاً وأرق حاشية، فإذا رأى أنه ساقة الساقة تحفظ على نفسه، وعلم من أين يؤتى، ولم تغرره حلاوة لفظه، ولا رشاقة معناه؛ ففي الجاهلية والإسلام من ذهب بكل حلاوة ورشاقة، وسبق إلى كل طلاوة ولباقة()".
ثم عرض ابن رشيق لمصطلح المخضرم عرضًا فنيًّا قائلاً:" "قال أبو الحسن الأخفش: يقال: ماء خضرم، إذا تناهى في الكثرة والسعة؛ فمنه سمي الرجل الذي شهد الجاهلية والإسلام مخضرماً، كأنه استوفى الأمرين، قال: ويقال: أذن مخضرمة، إذا كانت مقطوعة، فكأنه انقطع عن الجاهلية إلى الإسلام. وحكى ابن قتيبة عن عبد الرحمن عن عمه، قال: أسلم قوم في الجاهلية على إبل قطعوا آذانها، فسمي كل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرماً، وزعم أنه لا يكون مخضرماً حتى يكون إسلامه بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد أدركه كبيراً ولم يسلم، وهذا عندي خطأ؛ لأن النابغة الجعدي ولبيداً قد وقع عليهما هذا الاسم، وأما علي بن الحسين كراع فقد حكى: شاعر مخضرم بحاء غير معجمة مأخوذ من الحضرمة، وهي الخلط؛ لأنه خلط الجاهلية بالإسلام()". ففي هذا إشارة إلى ما في إبداع هؤلاء من أثر لازدواجية الجاهلية والإسلام في شخصيتهم.
التقسيم الفني لطبقات الشعراء:
نظر النقاد إلى الشعراء نظرات فنية فقسموهم إلى طبقات من خلال الخصائص الفنية البارزة في إبداعهم. كل طبقة تمثل ما يسمى حديثًا بالمدرسة الأدبية أو المذهب الأدبي.
من أبرز هذه الطبقات(المدارس أو المذاهب) طبقة عبيد الشعر التي عرفوها بقولهم:" ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولاً كريتًا، وزمنًا طويلاً، يردد فيها نظره، ويجيل فيها عقله، ويقلب فيها رأيه، اتهامًا لعقله، وتتبعًا على نفسه، فيجعل عقله زمامًا على رأيه، ورأيه عيارًا على شعره، إشفاقًا على أدبه، وإحرازًا لما خوله الله تعالى من نعمته. وكانوا يسمون تلك القصائد: الحوليات، والمقلّدات، والمنقّحات، والمحكّمات؛ ليصير قائلها فحلاً خنذيذًا، وشاعرًا مفلقًا().وكان زهير بن أبي سلمى يسمي كبار قصائده الحوليات، ولذلك قال الحطيئة: «خير الشعر الحولي المحكك» . وقال الأصمعي: «زهير بن أبي سلمى، والحطيئة وأشباههما، عبيد الشعر» . وكذلك كل من جوّد في جميع شعره، ووقف عند كل بيت قاله، وأعاد فيه النظر حتى يخرج أبيات القصيدة كلها مستوية في الجودة().
وقد سار على هذا النهج ابنه كعب وراويته الحطيئة وفي تهذيب الشعر وتنقيحه يقول كعب بن زهير مشيدا بفضله وفضل الحطيئة وحاجة الشاعر إلى الجهد والخبرة والتهذيب والتنقيح ليبلغ المرتقى: 

فمَنْ للقوافي شانها مَنْ يَحوكها     إذا ما ثوى كعبٌ وفوَّز جرْولُ
يقول فلا يعيى بشيء يقوله        ومن قائليها من يسيء ويعمل
يقوِّمُـها حـتى تلـين متونُها           فيقـصرُ عنـها كلُّ ما يُتَمثَّلُ
كفيتك لا تلقى من الناس شاعرًا      تنخل منها مثل ما انتخل ()
ويقول راوية زهير وحامل منهجه التهذيبي الحطيئة في بيان صعوبة الشعر في حقّ من لا يحسن قرضه بالتثقيف والتهذيب:
الشعرُ صعبٌ وطويل سلّمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمهْ
زلّت به إلى الحضيض قدمهْ
يـــريـــد أن يــعـربه فيعجمهْ()
فينشدون فيه وفق ما تحبه وتطلبه الجماهير وهذا ما يدفعهم لتهذيب شعرهم بما يساير هذا الذوق العام.
ثم قال الجاحظ مشيرًا إلى الطبقة الفنية الثانية المخالفة لهذه في طريقة الإبداع: وكان يقال: لولا إن الشعر قد كان استعبدهم واستفرغ مجهودهم حتى أدخلهم في باب التكلف وأصحاب الصنعة، ومن يلتمس قهر الكلام، واغتصاب الألفاظ، لذهبوا مذهب المطبوعين، الذين تأتيهم المعاني سهوا ورهوا، وتنثال عليهم الألفاظ اشيالا. وإنما الشعر المحمود كشعر النابغة الجعدي ورؤبة. ولذلك قالوا في شعره: مطرف بآلاف وخمار بواف. وقد كان يخالف في ذلك جميع الرواة والشعراء. وكان أبو عبيدة يقول ويحكي ذلك عن يونس().
ففي هذا النص النقدي ذكر لطبقتين من الشعراء وتعديد لخصائص إبداعهم: طبقة عبيد الشعر ورائدها زهير بن أبي سلمى، وطبقة المطبوعين ورائدها النابغة الذبياني، والنابغة الجعدي ورؤبة وغيرهم. ولكن يلاحظ الحكم على شعر زهير وأبتاعه بالتكلف، وهو ما لا يقول به كل ناقد قارئ جيد لشعرهم!
ويشير إلى الدافع على الطبع أو الصنعة في الإبداع الشعري عند هاتين الطبقتين، بقوله:" ومن تكسب بشعره والتمس به صلات الأشراف والقادة، وجوائز الملوك والسادة، في قصائد السماطين، وبالطوال التي تنشد يوم الحقل، لم يجد بدا من صنيع زهير والحطيئة وأشباههما، فإذا قالوا في غير ذلك أخذوا عفو الكلام وتركوا المجهود، ولم نرهم من ذلك يستعملون مثل تدبيرهم في طوال القصائد في صنعة طوال الخطب، بل كان الكلام البائت عندهم كالمقتضب، اقتدارا عليه، وثقة بحسن عادة الله عندهم فيه. وكانوا مع ذلك إذا احتاجوا إلى الرأي في معاظم التدبير ومهمات الأمور، ميّثوه في صدورهم، وقيدوه على أنفسهم، فإذا قوّمه الثقاف وأدخل الكير، وقام على الخلاص، أبرزوه محكما منقحا، ومصفى من الأدناس مهذبًا".. فالمتكسبون بالشعر مقلدون طريقة ومذهب وطبقة زهير، لأنها أكثر تأثيرًا وأجدى في تحقيق غرضهم من إبداع الشعر!
كما يقسم الشعراء فنيًّا أيضًا إلى أربع طبقات: الفحل الخنذيذ، والشاعر المفلق، والشاعر فقط، والشعرور.
 قال الجاحظ:" والشعراء عندهم أربع طبقات: فأولهم: الفحل الخنذيذ. والخنذيذ هو التام. قال الأصمعي: قال رؤبة: «الفحولة هم الرواة» . ودون الفحل الخنذيذ الشاعر المفلق، ودون ذلك الشاعر فقط، والرابع الشعرور. ولذلك قال الأول في هجاء بعض الشعراء:
يا رابع الشعراء كيف هجوتني      وزعمت أني مفحم لا أنطق
فجعله سكيتا مخلفا ومسبوقا مؤخرا.
وسمعت بعض العلماء يقول: طبقات الشعراء ثلاث: شاعر، وشويعر، وشعرور. قال: والشويعر مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه بذلك امرؤ القيس بن حجر. ومنهم من بني ضبة المفوّف، شاعر بني حميس، وهو الشويعر، ولذلك قال العبدي:
ألا تنهي سراة بني حميس     شويعرها فويلية الأفاعي
قبيّلة تردّد حيث شاءت       كزائدة النعامة في الكراع
فويلية الأفاعي: دويّبة سوداء فوق الخنفساء.
والشويعر أيضا صفوان بن عبد ياليل، من بني سعد بن ليث، ويقال إن اسمه ربيعة بن عثمان... ()
وذكر ابن رشيق مزيد تفسير وبيان لهذه الطبقات قائلاً:" الشعراء أربعة:
 شاعر حنذيذ، وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره، وسئل رؤبة عن الفحولة، قال: هم الرواة.
 وشاعر مفلق، وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره.
 وشاعر فقط، وهو فوق الرديء بدرجة.
 وشعرور، وهو لا شيء...
وقيل: بل هم شاعر مفلق، وشاعر مطلق، وشويعر، وشعرور، والمفلق: هو الذي يأتي في شعره بالفلق، وهو العجب، وقيل: الفلق الداهية()"
ومن التقسيمات الطريفة للشعراء إلى طبقات وأصناف ما أنشده بعض العلماء -ولم يذكر قائله-:
الشعراء فاعلمن أربعه            فشاعر لا يرتجى لمنفعه
وشاعر ينشط وسط المجمعه     وشاعر آخر لا يجري معه
وشاعر يقال خمر في دعه()
وقال الصولى: فقال له إنسان: وفيها بيت آخر:
وشاعر مستوجب أن تصفعه()
وقال آخر: الشعر ثلاثة أصناف؛ فشعر يكتب ويروى، وشعر يسمع ولا يروى وشعر ينبذ ويرمى. وقال أبو سفيان بن حرب لابن الزبعري: لو أسهبت في شعرك. قال: حسبك من الشعر غرة لائحة، وسبة فاضحة()
وهذا ما قرره سيدنا حسان بن ثابت-رضي الله عنه- حين سئل عن الشعر، قال: وما أدراك ما هو؟:
وإن أشعر بيت أنت قائله              بيت يقال إذا أنشدته: صدقا
وإنما الشعر لب المرء يعرضه        على المجالس إن كيساً وإن حمقا
وقال شيطان الشعراء دعبل بن علي:
سأقضي ببيت يحمد الناس أمره           ويكثر من أهل الروايات حامله
يموت ردي الشعر من قبل أهله           وجيده يبقى وإن مات قائله()
وقال بعضهم: الشعر شعران: جيد محكك، ورديء مضحك، ولا شيء أثقل من الشعر الوسط والغناء الوسط().
كما قسم النقاد القدامى الأبيات المفردة إلى طبقات؛ فقالوا:" في بيوت الشعر الأمثال والأوابد، ومنها الشواهد، ومنها الشوارد()". وقال الأستاذ مصطفى صادق الرافعي:" وكانوا يسمون البيت الواحد يتيمًا، فإذا بلغ البيتين والثلاثة، فهي نتفة، وإلى العشرة تسمى قطعة، وإذا بلغ العشرين استحسن أن يسمى قصيدًا؛ قال ثعلب: وذلك مأخوذ من المخ القصيد، وهو المتراكم بعضه على بعض، وهو ضد الراد، ومثله الرئيد؛ وهذا أصح مما ذهب إليه المتأخرون من أن أدنى حد القصيدة سبعة أبيات؛ لأنه لا يلتئم مع وجه الاشتقاق الذي رواه ثعلب كما ترى. وكانوا يستحبون الإطالة عند الإعذار والإنذار والترهيب والترغيب والإصلاح بين القبائل، كما فعل زهير والحارث بن حلزة وغيرهما، والقطع أطير في بعض المواضع كالمحاضرات والمنازعات والتمثيل والملح وغيرها مما ليس من المواقف المشهورات().
فواضح مدى الحرص على تصنيف الشعر من حيث الكمُّ إلى طبقات، وبيان سياق كل صنف وطبقة والمقام الملائم والمناسب له....
وهكذا عني أسلافنا النقاد بتصنيف الشعر والشعراء إلى طبقات عديدة متنوعة زمنيًّا، وفنيَّا وكميًّا.

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1204 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2018 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

295,696