في أحيان كثيرة يتساءل المرء مع نفسه لماذا لا يتعّض بعضنا من ما نراه ونأخذ العبرة من ما يحدث للآخرين ؟ كي لا نقع في أخطائهم ولا نلاقي مثل مصيرهم أو نكون في (خانة الملعونين)! ولماذا يأخذه البعض العزّة بالأثم ويصّر على معالجة الخطأ بخطأ أكبر وأفدح؟ ولماذا لايستثمر الآخرين الفرص التي تسنح لهم لتصحيح مساراتهم كي لا تشوبهم شائبه أو يكون سجلّهم أسود والمصيبة أن الكثير من هم في السلطة والحكم يكون الخطأ أمامهم مشخّص إلا أنهم كالنعام مغروسي الرؤوس في وحل الحقد والكراهية والانتقام والجهل والظلالة وفي بعض الأحيان هؤلاء الذين لم يستمعوا النصائح التي يقدمها رجالات الإعلام أو عامة أبناء الشعب سيدفعون ثمناً باهضاً عاجلاً أم أجلاً وسينتهي شهر(عسلهم)! مع كراسي السلطة التي وفرتها لهم قوات الأحتلال بأن يكونوا قادة وحكام ومسؤولين وسلاطين وزعماء وفخامة ودولة ومعالي!.اليوم ما يشهده العراق في كافة مدنه واقع مؤلم ومسؤولية معالجته تقع على عاتق الجميع بعدم السماح لحكام اليوم بأتخاذ قرارات مزاجيه أو تفرد بالسلطة والحكم لأن ما جرى للعراق يكفيه وما يجري اليوم منذ 2003 من عمليات منظّمه في النهب والسرقات أنتفخت من خلالها بطون البعض وتكونت في العراق مافيات من القطط السمان ! وأصبح العراق كمغارة علي بابا, وهناك (النشالة والسلابة وقطّاعي الطرق والمزورين)! يغرفون من هذه المغارة ويجمعون الثروات ويشترون الفلل والمنتجعات والفنادق في أوروبا وأمريكا وأيران.لقد بدأت أفواج المتظاهرين تخرج وتتدفق وتهتف وتصرخ في شوارع العاصمة الحبيبة كل يوم جمعة وفي مدن الرمادي والناصرية والموصل والديوانية وتكريت وكربلاء وديالى والنجف وكركوك والحله وسامراء والعمارة والفلوجة والكوت لتقول لمن يجلس على كراسي السلطة....هذه أخطاءكم فلابد من العلاج وتصحيح المسار وإلإ فشدّوا رحالكم حيث ما كنتم وعودوا الى من ترعرتم في أحضانه وأتركوا العراق لأهله يداوي جراحاته وآهاته, وبدلاً من إستقبال المظاهرات والسماع لهم بسعة قلب وصدر رحب تم مواجهة المتظاهرين بالهراوات والبنادق والعصي والاسلحة (حربات وسكاكين )!وقنابل صوتية ! كما نقلتها جميع وسائل الإعلام بإستثناء قناة العراقية الحكومية, كانت الطائرات السمتيه تحلّق فوق رؤوس المتظاهرين وتفتح أصواتها كي تمزق (طبلات أذان)! كل من سولت له نفسه للتظاهر ضد الحكومة ! علاوةً على نشر سيطرات لبعض الاحزاب الحاكمة التي تعتبر أن الحكم لها ولا تسمح للآخرين بشراكتها في قيادة البلاد, بعض أتباع وأنصار هذه الأحزاب أعتدوا على المتظاهرين بطريقة وقحه فالجميع شاهد عبر وسائل الاعلام كيف قام (البلطجي كمال الساعدي) بقيادة الأجهزه الأمنية وأعطى التوجيهات بقمع وضرب المتظاهرين.كما وردتنا معلومات من شهود عيان أن الموالين والمستفيدين من الأحزاب الحاكمة قطّعوا الطرق وباتوا ينعتون كل من يتظاهر ضد فساد الحكومة هو أما بعثي أو تكفيري أو أرهابي ! ومن هذه الخزعبلات والاسطوانات التي أكل عليها الدهر وشرب.كما أثارت إنتباهي الجمعة الاخيرة والتي اطلق عليها (جمعة المعتقلين) ما حمله متظاهرين من لافتات وما رددّوه من شعارات وأهازيج تؤكد أن أبناءهم مغيبين في سجون سرية منذ ست سنوات غياهب جب الحكومة بعد أن شاهدهم الذين أفرج عنهم وأكدوا بوجود الكثير من المعتقلين في تلك السجون, مثلما أثار أنتباهي المطالبات المستمرة في تلك الجمعة بالإفراج عن الزميل الصحفي سعد الأوسي هذا الكاتب الذي أتحفنا بالكثير من مقالاته الهادفه والبناّءه وشخّص الكثير من سلبيات أداء الحكومة في وقت مبكر وبالعوده الى كتاباته ومقالاته سنجد ما يثبت صحة كلامنا, ومع أن الحكومة تدرك قبل غيرها أن قضية الأوسي في القضاء الموريتاني أو الجيبوتي أو لو كان القاضي سوداني لما توقف أو دخل السجن زميلنا الأوسي لثاني واحده الإ أن في عراق اليوم كل شي جائز وممكن! ويدرك قبل غيرهم المالكي والأديب والسنيد وعلي الدباغ وياسين مجيد وشيروان الوائلي وكمال الساعدي ووليد الحلي وطارق نجم عبدالله وخضير الخزاعي وكاطع نجيمان الركابي وعلي العلاق وسامي العسكري وعباس البياتي وصادق الركابي وحنان الفتلاوي وأبوعلي البصري وعلي الموسوي و سعد المطلبي وحسين الشهرستاني وخالد العطية وغيرهم من أعضاء حزب الدعوة يدرك كل هؤلاء بأن تهمة سعد الأوسي الاولى والأخيرة أنه شخّص سلبياتهم وكان الأجدر بهم مناقشته والاستماع الى وجهة نظره فيما كتبه ومعالجة الأخطاء قبل وقوع الفأس بالرأس وخروج المتظاهرين في كل أرجاء العراق وليس بسجنه وزجه في معتقلات قسريه والحكم عليه بالسجن لمدة سنة بسبب مقال! ولكن يبدو أن الفأس قد أخذ مأخذه من الرأس وسالت دماء الحكومة.ولكن ماهي قيمة ما تعرض اليه الإعلامي سعد الأوسي أذا ما قورن بقضايا وهموم وما تعرض اليه الشعب العراقي الذي ذاق الويلات ويرزح أبناءه تحت سياط الجلادين في سجون سريه وعلنية وأجسادهم مطرّزه بأوسمة أثار التعذيب, لقد توّهم البعض أن أصحاب الفخامة والدولة قد يعالجون أخطاءهم ولكن (عرب وين....وطنبورة الحكومة وين).
ارض الغرباء
- إن استطعـــت ألا يسبقـــك إلى الله أحـــد فافعــــــل »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
24,259