authentication required

   الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل وأحثكم على طاعته( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

عباد الله: لقد عاشت البشرية قبل مجيء الرسول فترة عصيبة من تاريخها، ضلت فيها طريق الهدى والرشاد، وانحرفت عن الفطرة الإلهية والمنهج الرباني، حيث عبد الإنسان الأوثان وقدس الأصنام، وسجد لأحجار صماء، لا تملك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وعمت قطيعة الأرحام وإساءة الجوار، ووأد البنات، وأكل الحقوق، وكثرة العقوق، وعدا القوي على الضعيف، وبينما البشرية في هذه الظلمات وهي تبحث عن أمل في الأمن، وتتطلع إلى سبيل الرشاد، وطريق الهداية، جاء مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليكون الرحمة المهداة والسراج المنير للبشرية قاطبة، قال الله سبحانه وتعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وكما أخبر هو صلى الله عليه وسلم عن نفسه:« يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة »

فهو تمام المنة من الله على عباده، قال عز وجل ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ليجعل الله على يديه السعادة والخروج من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الظلم والبغي والعدوان والخوف إلى العدل والسلام والاطمئنان والأمان، ونشر الخير والفضيلة، فكان مولده صلى الله عليه وسلم إيذانا باندحار الباطل والشر، وإعلاما بظهور الحق والخير والحدث الذي سيغير مجرى التاريخ.

لقد كان مولده وبعثته صلى الله عليه وسلم إجابة الله لدعوة نبيه إبراهيم عليه السلام ، قال تعالى حكاية عنه لما كان يرفع بناء البيت الحرام في مكة المكرمة( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) وهو بشارة نبي الله عيسى عليه السلام، قال الله سبحانه وتعالى حكاية عنه ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلت: يا نبى الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال :« دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام ».

أيها المسلمون: لقد حبا الله تعالى ميلاد نبيه صلى الله عليه وسلم بكثير من المناقب والآيات الدالة على إكرام الله وإعظامه وإجلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم فقد أكرمه ربه في ولادته، فقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشرف بيوت العرب، وأطهر أنسابهم، وأعرق أصولهم، وأكمل أخلاقهم، قال صلى الله عليه وسلم :« إن الله اصطفى كنانة من ولد إسمعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

وأكرمه ربه تعالى بحسن نشأته، واستقامة شبابه، وكمال عقله، وحسن خلقه وخلقه، وصدق حديثه، وأمانته وعفافه، ثم حمله الله عز وجل أمانة الرسالة والنبوة، فبعثه للعالمين، وأنزل عليه الوحي والقرآن الكريم، فقام صلى الله عليه وسلم بواجبات الرسالة، ينهض بأعبائها، ويتحمل من أجلها الشدائد والمكاره والصعاب إرضاء لربه تعالى، وحرصا منه على بلوغ الخير للعالمين، فما أحوجنا إلى أن نحيي هذا كله فينا وفي أولادنا وأسرنا ومجتمعنا وفي سائر حياتنا، وأن نتعلم سيرته الشريفة، ونتمسك بأخلاقه الطاهرة، ونكثر من الصلاة والسلام عليه، فكمال اتباعه صلى الله عليه وسلم هو أصدق دليل على محبة المسلم له صلى الله عليه وسلم محبة يرجو بها رضا الله ومرافقة نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال :« وما أعددت للساعة؟». قال: حب الله ورسوله قال:« فإنك مع من أحببت ». قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبى صلى الله عليه وسلم :« فإنك مع من أحببت ».

نسأل الله تعالى أن يرزقنا مرافقة نبيه في الجنة وأن يوفقنا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته, عملا بقوله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها المسلمون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة لنا في جميع مراحل أعمارنا، ويهمنا اليوم أن نتخذه قدوة للشباب خاصة، فقد كان صلى الله عليه وسلم مثالا لتحمل المسؤوليات، وشبابنا هم أمل الوطن وبناة المستقبل، فعليهم أن يحافظوا على سلامتهم، وهم يمارسون هواياتهم في مواسم الإجازات ورحلات الصحراء، ليتهم يجعلونها صحراء بلا دماء، فحوادث الدراجات الترفيهية أصبحت تقلق الجميع، فيا شبابنا الأعزاء حماكم الله لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، واستجيبوا لمبادرة قيادتكم الرشيدة وتعليماتها السديدة من أجل سلامتكم، فما أجمل ربيع بلادنا إذا كنتم زهوره الباسمة بالأمل والعمل. ويا معاشر الآباء وأولياء الأمور انتبهوا لأبنائكم واغرسوا فيهم قيم الالتزام بآداب الترفيه المنضبط والقيادة الآمنة والحرص على تجنب الإيذاء ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم إنا نسألك أن تجعل صلواتك وتسليماتك وبركاتك على حبيبك ورسولك سيدنا محمد، وعلى آله الأطهار الطيبين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، ومن دعوة لا يستجاب لها، اللهم إنا نسألك صحة في إيمان، وإيمانا في خلق حسن، ونجاحا يتبعه فلاح، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضوانا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، واجعلنا من الراشدين، اللهم إنا نسألك مما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك مما تعوذ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم اشمل بعفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا، اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.

اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: خطبة جمعة للهيئة العامة لشئون الأوقاف بدولة الإمارات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2014 بواسطة rtyu

عبد الشافي أحمد عبد الرحمن

rtyu
الموقع جديد وجاري تطويره ومنهجه الكلمة الطيبة ، حيث سيضم الموقع في ضمن أقسامه أقوالا في الحكم والعبرة والموعظة مما تركه الحكماء والعلماء والفقهاء والعقلاء وذ وو التجارب والفلاسفة وأهل الرأي ........ ونحن مطبعة الإسراء بالمساعيد أول من أدخلت الطباعة الأفست في هذه القرية ونقدم كافة المطبوعات وخدمات ما بعد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,907